الفرق في فلسطين:
الصـــــــــوفيــــة
اعداد: شبكة الراصد الإسلامية
تعريف بعقائد الصوفية وطرقها:
الصوفية فرقة تظاهرت بالزهد والبعد عن ملذات الدنيا وتداخلت طريقتهم مع فلسفات هندية وفارسية ويونانية.
وتسمية الصوفية قيل أنها جاءت من رجل يقال له صوفه واسمه (الغوث بن مر) ظهر في العصر الجاهلي, وهذا ما ذهب إليه ابن الجوزي.
وذهب البيروني إلى أن الصوفية إنما هي اشتقاق من (سوفيا) اليونانية التي تعني الحكمة, وهذا رأي يدعم موقف القائلين بأن التصوف هو وليد الفلسفة الأفلاطونية.
وقيل الصوفية من الصوف لاشتهارهم بلبسه.
أهم عقائدهم:
أ-عقيدتهم في الله سبحانه وتعالى:
يعتقد المتصوفة في الله عقائد شتى منها الحلول كما هو مذهب الحلاج، ومنها وحدة الوجود حيث لا انفصال بين الخالق والمخلوق وهذه هي العقيدة التي انتشرت منذ القرن الثالث وإلى يومنا هذا واتفق عليها كل أعلام التصوف مثل ابن عربي وابن سبعين.
ب-عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم:
هناك عقائد شتى, فمنهم من يعتقد أن علماءهم تفوقوا على الأنبياء في العلم والمنزلة, ومنهم من يعتقد أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون وهو الله المستوي على العرش, وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره.
ج-عقيدتهم في الأولياء:
يفضلونهم على الأنبياء, وعامتهم يجعل الولي مساوياً لله في كل صفاته فهو يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويتصرف في الكون.
د-عقيدتهم في الجنة والنار:
يعتقدون أن طلب الجنة منقصة عظيمة, وأنه لا يجوز للولي أن يسعى إليها, وإنما الطلب عندهم والرغبة في الفناء المزعوم في الله, والاطلاع على الغيب والتصريف في الكون, هذه هي جنة الصوفي.
وأما النار فيعتقدون أن الخوف منها لا يليق لأن الخوف طبع العبيد.
هـ-اعتقادهم في إبليس وفرعون:
يعتقد عامة الصوفية أن إبليس أكمل العباد وأفضلهم توحيداً لأنه لم يسجد إلا لله بزعمهم, وكذلك فرعون عندهم أفضل الموحدين لأنه قال (أنا ربّكم الأعلى) فعرف الحقيقة لأن كل موجود هو الله في زعمهم .
العبادات:
يعتقد الصوفية أن الصلاة والصوم والحج والزكاة هي عبادات العوام, وأما هم فيسمون أنفسهم الخاصة, لذلك فإن لهم عبادات مخصوصة ويعتقدون أن الله أسقط التكاليف عن خواصهم.
أهم الطرق الصوفية:
1-القادرية: تنسب إلى عبد القادر الجيلاني (470-561هـ) المدفون في بغداد حيث تزوره كل عام جموع كثيرة من أتباعه للتبرك به.
2-الرفاعية: تنسب إلى أحمد الرفاعي من بني رفاعة قبيلة من العرب, والمتوفى سنة 580هـ, وجماعته يستخدمون السيوف والحراب في إثبات الكرامات, انتشرت طريقته في غرب آسيا.
3-الأحمدية: تنسب إلى أحمد البدوي أكبر أولياء مصر عند الصوفية (596-634هـ) ولد بفاس, حج ورحل إلى العراق, واستقر في طنطا حتى وفاته, له فيها ضريح مقصود, وأتباعه منتشرون في جميع أرجاء مصر ولهم فيها فروع كالبيومية والشناوية وأولاد نوح والشعبية, وشارتهم العمامة الحمراء.
4-الدسوقية: تنسب إلى إبراهيم الدسوقي (623-676هـ).
5-الأكبرية: تنسب إلى شيخهم الأكبر محيي الدين بن عربي, وتقوم طريقته على الصمت والعزلة والجوع والسهر.
6-الشاذلية: تنسب إلى أبي الحسن الشاذلي (593-656هـ) ولد بقرية مرسية, وانتقل إلى تونس, انتشرت طريقته في مصر واليمن, وفي مراكش وغرب الجزائر وفي شمال أفريقيا وغربها بعامة.
7-البكتاشية: تنسب إلى محمد إبراهيم أتا الخراساني النيسابوري الشهير بالحاج "بكتاش"، المولود في نيسابور سنة: (646هـ ـ 1248م) ، والمتوفى سنة: (738هـ ـ 1336م). وينسب بكتاش نفسه إلى أولاد إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين االعابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وكان الأتراك العثمانيون ينتمون إلى هذه الطريقة وهي ما تزال منتشرة في تركيا وألبانيا. كما أنها أقرب إلى التصوف الشيعي منها إلى التصوف السني, وقد كان لهذه الطريقة دور بارز في نشر الإسلام بين الأتراك والمغول, وكان لها سلطان عظيم على الحكام العثمانيين ذاتهم.
8-المولوية: أنشأها الفارسي جلال الدين الرومي المتوفى سنة 672هـ والمدفون بقونية, يتميزون بإدخال الرقص والإيقاعات في حلقات الذكر. وقد انتشروا في تركيا وآسيا الغربية, ولم يبق لهم هذه الأيام إلا بعض التكايا في تركيا وفي حلب, وفي بعض أقطار المشرق.
9-النقشبندية: تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن محمد البخاري الملقب بشاه بقشبند (618-791هـ) وهي طريقة سهلة كالشاذلية, انتشرت في فارس وبلاد الهند وآسيا الغربية.
10-الملامتية: مؤسسها أبو صالح حمدون بن أحمد بن عمار المعروف بالقصار توفي سنة 271هـ, وقد ظهر الغلاة منهم في تركيا حديثاً بمظهر الإباحية والاستهتار وفعل كل أمر دون مراعاة للأوامر والنواهي الشرعية.
11-التيجانية: تنسب إلى أحمد بن محمد بن المختار التيجاني المولود سنة 1150هـ (1737م), ونسبته إلى بلدة تسمى (بني توجين) وهي قرية من قرى البربر في المغرب, وينسب نفسه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما هي عادة كل من أسس طريقة صوفية.
ادّعى التيجاني أنه خاتم الأولياء جميعاً, والغوث الأكبر في حياته وبعد مماته, وأن أرواح الأولياء منذ آدم وإلى آخر ولي لا يأتيها الفتح والعلم الربّاني إلا بواسطته هو, وأنه أول من يدخل الجنة هو وأصحابه وأتباعه, وأن الرسول أعطاه ذكراً يسمى صلاة الفاتح يفضل أي ذكر قرء في الأرض ستين ألف مرة بما في ذلك القرآن.
وقد ألّف أحد تلاميذه ويدعى علي حرازم كتاباً في فضل شيخه وكراماته وأذكاره وأحواله وطريقته سمّاه "جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني".
الصوفية في فلسطين:
تنتشر الحركات الصوفية وبخاصة في مدينتي القدس والخليل، ولا يوجد إحصاء دقيق عن عدد أنصارها هناك. ومن الطرق الصوفية التي تتواجد: النقشبندية والقادرية.
الصوفية في القدس:
ففي مدينة القدس، انتشرت في وقت ما المدارس والزوايا الصوفية، ومنها:
ـ مدرسة وزاوية "النصرية" في ساحة المسجد الأقصى، وقد أنشأها نصر إبراهيم المقدسي في القرن الخامس الهجري.
ـ مدرسة وخانقاه "الفخرية" التي أوقفها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله، المتوفى سنة 1331م.
ـ الزاوية البخارية (النقشبندية) وما زالت موجودة إلى اليوم.
وقيل أن أول خانقاه بنيت في الإسلام للصوفية هي زاوية برملة بيت المقدس، بناها أمير النصارى حين استولى الإفرنج على الديار المقدسية. وسبب ذلك أنه أعجب بطريقتهم "فبنى لهم مكاناً لطيفاً يتآلفون فيه ويتعبدون"([1]).
ـ الخانقاه الصلاحية.
ـ الزاوية الأمينية.
الصوفية في الخليل:
برز في مدينة الخليل العديد من المتصوفة الذين ذاع صيتهم، وذكرهم الرحالة والمؤرخون، منهم:
1ـ الشيخ علي البكاء (ت سنة 670هـ/ 1271م) وله زاوية في المدينة باسمه، وقد توفي ودفن فيها. وكان مقصوداً بالزيارة.
2ـ إبراهيم بن عبد الله الكردي، المعروف بالهدمة (ت سنة 730هـ/ 1329م).
3ـ عمر الجعبري (ت سنة 785هـ/ 1383م)، ولّي مشيخة المسجد الإبراهيمي بعد وفاة والده محمد بن إبراهيم. أخذ عمر طريقة التصوف البكائية عن خاله علي بن عمر، ثم أصبح شيخاً لزاوية الشيخ علي البكاء والناظر عليها.
4ـ محمد بن علي بن محمد الجعبري (ت سنة 841هـ/ 1436م).
5ـ عمر بن نجم بن يعقوب البغدادي، المعروف بالمجرد (ت سنة 795هـ/ 1392م). نزل الخليل واستقر بها، وأسس زاويته هناك، وهي تحمل اسمه بجوار المسجد الإبراهيمي من جهة الشرق.
6ـ أحمد بن عثمان الخليلي (ت سنة 805هـ/ 1402م). رحل إلى غزة وسكن فيها مدة، وكان من مشاهير الصوفية فيها، انتقل منها إلى مكة ومات فيها.
7ـ محمد بن محمد بن علي الخليلي (ت 896هـ/ 1490م) وكان شيخ المتصوفة المنسوبين للطائفة القادرية.
8ـ علي كنفوش الأدهمي، شيخ الزاوية الأدهمية في الخليل، المتوفى في زاويته سنة 708هـ/ 1308م، ولا زالت مشيخة هذه الزاوية تحت رعاية آل الأدهمي حتى يومنا هذا.
بعض العائلات البارزة في مجال التصوف في الخليل:
ـ آل الجعبري في زاوية الجعابرة، وزاوية علي البكاء.
ـ آل الأدهمي في زاوية الشيخ الأدهمي.
ـ آل الشريف في زاوية الأشراف "المغاربة".
ـ آل أبو رجب التميمي في زاوية أبي الريش.
ـ آل الجيلاني في الزاوية القادرية.
وأهم الزوايا الصوفية في مدينة الخليل:
1ـ زاوية الشيخ عمر المجرد. وتقع قرب المسجد الإبراهيمي، خلف مسجد الجاولي من الناحية الشرقية.
2ـ زاوية أبي الريش، وكانت تعرف سابقاً باسم "رباط مكي" أو "رباط مكة" وتقع على الطرف الشمالي للشارع الرئيسي.
3ـ زاوية الجعابرة، وقد بنيت في العصر المملوكي أو العثماني المبكر، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد الإبراهيمي، وقد قامت "لجنة إعمار الخليل" مؤخراً بترميم الزاوية وتوسعتها.
4ـ زاوية الأدهمي، وتقع إلى الغرب من بركة السلطان في وسط البلدة القديمة، وتحتوي على ضريح مسجى في أحد أركانها، يعتقد أنه لمؤسسها علي كنفوش.
5ـ زاوية المغاربة "الأشراف"، في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الإبراهيمي، و" الأشراف " نسبة إلى عائلة آل الشريف في المدينة التي تتولى الزاوية بالرعاية، وسميت بـ "المغاربة" لأن آل الشريف قدموا إلى فلسطين من بلاد المغرب.
وفي قبو الزاوية يوجد ضريح "يوسف النجار" الذي تدعي السلطات الإسرائيلية بأن رفات الشخصية اليهودية " أفنير بن نير" مدفون في ذلك القبو، وقامت بالسيطرة على مبنى الزاوية، وغيرت معالم القبر، ومنعت المسلمين من الدخول إلى مبنى الزاوية.
6ـ زاوية السمانية، وتقع إلى الجنوب من زاوية الشيخ عمر المجرد. وقد استعملها الأهالي المجاورون في السنوات الأخيرة كحفرة امتصاص.
7ـ زاوية قيطون، وتقع في حارة قيطون في البلدة القديمة، وهي عبارة عن مغارة منحوتة في الصخر، تقع أسفل منطقة عمرانية مأهولة بالسكان.
8ـ زاوية الشيخ علي البكاء، وتقع في حارة الشيخ في المدينة، وهي ضمن الزوايا في العهد المملوكي.
9ـ زاوية عبد الرحمن الأرزورومي، في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الإبراهيمي.
10ـ زاوية آل السعيد، وتقع في شارع باب الزاوية في وسط المدينة، وتنسب إلى آل السعيد، إحدى عائلات المدينة.
11ـ زاوية الشيخ الشبلي، في حي السواكنة القديم وهو خراساني الأصل.
12ـ زاوية آل القيسي، على الطرف الشمالي الشرقي من حارة قيطون، وهي في هذه الأيام مهملة ومغلقة وخالية.
13ـ زاوية الشيخ خيري الشريف، في حارة الشيخ، وتنسب إلى خير الدين بن عبد الرحمن "الأول". وقد عمل مفتشاً لمعارف الخليل وقضائها، وكذلك في مدينة الرملة، وقد انتشرت الطريق الخلوتية الرحمانية في عهده، وكثر مريدوها خاصة في الخليل وطولكرم والرملة، حتى وصلت طرابلس الغرب.
14ـ زاوية الشيخ حسني القاسمي، في شمال المدينة، على شارع الخليل ـ القدس، وهي تحت رعاية أشخاص من آل القواسمي الذين أسسوها سنة 1943م.
وإضافة إلى تلك الزوايا الصوفية التي ذكرناها، هناك مجموعة من الزوايا اندثرت واختفت، ولم يعد لها وجود إلاّ في كتب الرحالة والمؤرخين القدامى مثل :
ـ الزاوية القادرية،بناها السلطان المملوكي قلاوون، وكانت تقام فيها الأوراد والأذكار على الطريقة القادرية ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع. وتولى الإشراف عليها في السابق عدد من عائلات المدينة مثل آل تميم الداري، وطهبوب، والزرو، وكان موقعها قريباً من المسجد الإبراهيمي.
ـ زاوية القواسمة نسبة إلى مؤسسها أحمد القاسمي الجنيد، من ذرية أبي القاسم الجنيد.
ـ زاوية الشيخ خضر، بناها الظاهر بيبرس سنة 666هـ.
ـ زوايا: الشيخ إبراهيم المري، والبسطامية، والأعنص.
للاستزادة:
- الزوايا الصوفية في مدينة الخليل في العهد المملوكي (دراسة تاريخية أثرية ـ معمارية) رسالة ماجستير مقدمة من عدنان أحمد قاسم أبو دية المعهد العالي للآثار الإسلامية في القدس.
- الموسوعة الميسرة في المذاهب والأديان والأحزاب المعاصرة – الندوة العالمية للشباب الإسلامي.