تحالف مشبوه بين الكنيسة المصرية والشيعة والفرق الصوفية لمواجهة الإسلاميين

بواسطة مركز التاصيل للدراسات والبحوث قراءة 913
تحالف مشبوه بين الكنيسة المصرية والشيعة والفرق الصوفية لمواجهة الإسلاميين
تحالف مشبوه بين الكنيسة المصرية والشيعة والفرق الصوفية لمواجهة الإسلاميين

18-1-2012

لم تكد تمر أيام قلائل على زيارة وزير الخارجية الإيراني صالحي الغامضة للكنيسة القبطية في مصر ولقائه ببابا الأقباط في العباسية حتى تكشفت أولى نتائجها في تحالف مغرض تمهيدا لخوضهم الانتخابات البرلمانية معا ضد الإسلاميين مستغلين المال السياسي النصراني والدعم الإيراني وقادة الطرق الصوفية المغيبة ذهنيا وسياسيا .

وكانت البداية بتحالف نصراني صوفي بدأت أولى ملامحه بعد وفاة البابا السابق شنودة مباشرة ومع وصول البابا تواضروس للكرسي البابوي في عقد لقاءات كثيرة ومتعددة مع قادة طرق صوفية تدين بالولاء للشيعة الإيرانيين وتدين بالفضل لأموال النصارى في مصر حيث يعتبرون أن واحدا من كبار رجال الأعمال النصارى من اكبر مموليهم وداعميهم , وصحب ذلك إنشاء ما سمي بـ " التحالف الصوفي – القبطي» أو بـ " الرابطة المصرية " وذلك على يد المحامي وعضو مجلس الشعب السابق أمير رمزي وهو الذي يشغل منصب المستشار القانوني للكنيسة القبطية .

وعلى الرغم من التكتم الشديد من قبل النصارى على التحالف الجديد الذي انضم له الشيعة بعد لقاء صالحي تواضروس إلا أن بعضا من المتشيعين المصريين قد أعلنوا هذا التحالف ومنهم عضو الهيئة العليا لحزب "غد الثورة" بهاء أنور محمد الذي يعرف نفسه بأنه المتحدث باسم الشيعة في مصر الذي قال – بحسب جريدة المصريون -  " بوجود مباحثات بين الشيعة والأقباط والتيار الصوفي استعدادًا للانتخابات البرلمانية القادمة "

وأوضح بهاء أنور هدف تلك الاتصالات فقال " إن الاتصالات الحالية تهدف لتوحيد المواقف فيما يخص الانتخابات البرلمانية المقبلة لتحديد أي أطياف التيار المدني الذي سيدعمه الشيعة والكنيسة لمواجهة الإسلاميين ",كما ذكر بهاء أن حلقة الاتصال بينه وبين الإدارة الكنسية هي الأنبا متياس أسقف المحلة الكبرى .

وأكدت هذا التحالف المشبوه تصريحات الناشط القبطي هانى سُوريال التى أكدَ فيها على " وجود تقارب شديد بين نشطاء شيعة والكنيسة المصرية بغرض إنشاء حلف سياسي مناوئ يُعوض الكنيسة الفشل الذي جنته في الفترة الأخيرة من التحالف مع فلول نظام مبارك وبعض التيارات الليبرالية والناصرية "

وشجع هؤلاء الشيعة على إظهار وجودهم الإعلامي ما يرونه من تراخي قبضة السلطة المصرية تجاههم وهم الخطر الذي كان لأمن الدولة السابق الميزة الوحيدة فيه حيث كانت الزيارات التي سهلت الآن بشدة والأموال المغدقة على الشيعة المصريين مصدرا مقلقا للإدارة المصرية وكانت تتعامل معه بحزم شديد بعكس ما هو عليه الأمر الآن , والذي شجع هؤلاء على اللغة الشديدة التحدي التي ظهر بها هؤلاء على الفضائيات ومنها قول احدهم في برنامج تليفزيوني : " من حقنا بناء حسينيات وسنقيم عشرة حسينيات في غضون أيام " ، وكذلك كلمات بهاء أنور قبل ذلك  والتي أعلن فيها - صراحة وفي مصر الأزهر السنية - : رفضه لخلافة أبى بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .

وبالعودة قليلا للوراء نجد أن التحالف الشيعي النصراني لم يبدأ انطلاقته من مصر وإنما بدا من تحالف بين أقباط المهجر والشيعة , فعندما أقام أقباط المهجر جائزة حقوقية دولية تحمل اسم عدلي أبادير زعيم أقباط المهجر تمنح لأي شخصية مصرية يرونها مناضلة من أجل حقوق الإنسان في مصر – وهو المعنى المتداول الذي يطرح لمعاونة النصارى ضد الإسلاميين في مصر– فأيدت قيادات شيعية في مصر هذه الخطوة , وأعلن المتشيع المصري محمد الدريني وهو أحد قياداتهم ترحيبه بإنشاء هذه الجائزة ومغازلته لها , فأكد بعد مباركته لإنشائها أنها تستمد أهميتها من اسم زعيم في حجم عدلي أبادير !!! .

وعلى الرغم من هذا التحالف المشبوه الذي يمكن أن يكون عاملا مقلقا بعد مرور الزمن إلا انه استمرار لنفس سياسات الفشل التي تتبعها الكنيسة في اطار ممارستها للدور السياسي الغير مخول لها والتي يفترض أن تقوم بدور قيادي روحي فقط , ولكن الكنيسة المصرية لا تعتبر بعد كل اختياراتها السياسية الخاطئة التي تعارض دوما توجهات المجتمع المصري والتي أكملته مؤخرا بتحالفها مع شخصيات شيعية مشبوهة ضد الأغلبية السنية التي تحفظ أمان المواطن النصراني في مصر .

ويؤكد وجهة النظر هذه المفكر القبطي كمال غبريال الذي عن أعرب عن قلقه لوجود هذا النوع من التحالف قائلا:" إن الأقباط بمن فيهم قيادات الكنيسة يرفضون مثل هذا النوع من المزايدة التي تهدف إلي تحقيق مصالح شخصية من أجل تنفيذ أجندات خارجية، وذلك كله علي حساب الأقباط في الداخل" .

المصدر :مركز التأصيل للدراسات والبحوث



مقالات ذات صلة