ما هو أصل الشيعة؟

بواسطة اعداد: لجنة البحث العلمي قراءة 22042

السؤال: السلام عليكم ما هو أصل الشيعة؟

 

الجواب: تعريف الشيعة مرتبط أساساً بأطوار نشأتهم، ومراحل التطور العقدي لهم، ذلك أن الملحوظ أن عقائد الشيعة وأفكارها في تغير وتطور مستمر؛ فالتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده، ولهذا كان في الصدر الأول لا يسمى شيعياً إلا من قدّم علياً على عثمان، ولذلك قيل: شيعي وعثماني، فالشيعي من قدم علياً على عثمان، والعثماني: من قدّم عثمان على علي [انظر: نشوان الحميري/ الحور العين ص: 179، ابن المرتضى/ المنية والأمل ص: 81.].

فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في الصدر الأول: أنهم الذين يقدمون علياً على عثمان فقط [وهم وإن سموا بالشيعة فهم من أهل السنة؛ لأن مسألة عثمان وعلي... ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها، لكن المسألة التي يضلل فيها مسألة الخلافة.. وقد كان بعض أهل السنة اختلفوا في عثمان وعلي - رضي الله عنهما - بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر - أيهما أفضل -: فقدم قوم عثمان، وسكتوا، أو ربعوا بعلي، وقدم قوم علياً، وقوم توقفوا، لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان.

انظر: مجموعة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 3/153، ابن حجر/ فتح الباري: 7/34.].

ولهذا ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن: الشيعة الأولى كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر [منهاج السنة: 2/60 (تحقيق د. محمد رشاد سالم).]. وقد منع شريك بن عبد الله - وهو ممن يوصف بالتشيع - إطلاق اسم التشيع على من يفضل علياً على أبي بكر وعمر؛ وذلك لمخالفته لما تواتر عن علي في ذلك، والتشيع يعني المناصرة والمتابعة لا المخالفة والمنابذة [ومضى نص كلامه في ص: 32.].

وروى ابن بطة عن شيخه المعروف بأبي العباس بن مسروق قال: حدثنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن سفيان، عن عبد الله بن زياد بن جدير قال: قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة، قال لنا شمر بن عطية: قوموا إليه، فجلسنا إليه، فتحدثوا، فقال أبو إسحاق: خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما، وقدمت الآن وهو يقولون، ويقولون، ولا الله ما أدري ما يقولون [المنتقى ص: 360.].

ولكن لم يظل التشيع بهذا النقاء والصفاء، والسلامة والسمو.. بل إن مبدأ التشيع تغير، فأصبحت الشيعة شيعاً، وصار التشيع قناعاً يتستر به كل من أراد الكيد للإسلام والمسلمين من الأعداء الموتورين الحاسدين.. ولهذا نرى بعض الأئمة لا يسمون الطاعنين بالشيخين بالشيعة، بل يسمونهم الرافضة، لأنهم لا يستحقون وصف التشيع.

ومن عرف التطور العقدي لطائفة الشيعة لا يستغرب وجود طائفة من أعلام المحدثين، وغير المحدثين من العلماء الأعلام، أطلق عليهم لقب الشيعة، وقد يكونون من أعلام السنة، لأن للتشيع في زمن السلف مفهوماً وتعريفاً غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة، ولهذا قال الإمام الذهبي في معرض الحديث عمن رمي ببدعة التشيع من المحدثين: قال: "إن البدعة على ضربين (فبدعة صغرى) كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو، فهذا كثير في التابعين وأتباعهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة، ثم (بدعة كبرى) كالرفض الكامل، والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة، وأيضاً فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلاً صادقاً، ولا مأموناً، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله؟

فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير، وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممن حارب علياً - رضي الله عنه - وتعرض لسبهم.

إذن التشيع درجات، وأطوار، ومراحل.. كما أنه فرق، وطوائف.

 

المرجع: من كتاب أصول مذهب الشيعية الإمامية الاثني عشرية

تأليف دكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري

 

 

ما أصل نشأة المذهب الشيعي ؟

 

الجواب/ القول الراجح لدى المحققين من علمائهم : أنَّ الذي غرسه وأظهره عبدالله بن سبأ اليهودي ؟ باعتراف كتب المذهب الشيعي نفسها ؟ .

فقد دلَّت على أنَّ ابن سبأ اليهودي , هو أول من أشهر القول بإمامة علي - رضي الله عنه - , وهي عقيدة النص على علي - رضي الله عنه - بالإمامة , وهي أساس التشيع , وهو أول من أظهر الطعن في أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - , وهو أول من أظهر القول بالرجعة ... الخ .

وقال العالم الشيعي : محمد حسين العاملي : › إنَّ لفظ الشيعة قد أُهمل بعد أن تمَّت الخلافة لأبي بكر ، وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث › (الشيعة في التاريخ للعاملي ص39-40) .

وقال العلامة النوبختي : › السبئية : قالوا بإمامة علي - عليه السلام - وأنها فرض من الله عزَّ وجلَّ , وهم أصحاب عبدالله بن سبأ , وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم , وقال : إن علياً - عليه السلام - أمره بذلك , فأخذه علي - عليه السلام - فسأله عن قوله هذا فأقرَّ به , فأمر بقتله ... وحكى جماعة من أهل العلم أن عبدالله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً - عليه السلام - › .

وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى ص بهذه المقالة (أي : يدَّعي فيهما الألوهية أيام يهوديته , ثم ادَّعاها في عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعدما تظاهر بالإسلام , انظر : الأنوار النعمانية لنعمة الله عبدالله الحسيني الموسوي الجزائري المتوفى سنة 1112هـ , ج2/234) , فقال في إسلامه في عليِّ بن أبي طالب - عليه السلام - مثل ذلك .

وهو أول من أشهر القول بفرض إمامة علي - عليه السلام - , وأظهر البراءة من أعدائه .. وأكفرهم , فمن هاهنا قال من خالف الشيعة : إنَّ أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية › (فرق الشيعة للنوبختي ص19-20 و32-44 .) .

ثم ذكر شيخ شيوخ المذهب الشيعي/القمي موقف ابن سبأ اليهودي , حينما بلغه موت علي ? , حيث ادَّعى أنه لم يمت , وقال برجعته وغلا فيه .... (انظر : المقالات والفرق ص10-21 للقمي , ورجال الكشي ص106-109 , وتنقيح المقال للمامقاني ج2/84 .) .

 

المرجع: من كتاب عقائد الشيعة الاثني عشرية

تأليف عبد الرحمن بن سعد الشثري



مقالات ذات صلة