مسلسل وادي الذئاب التركي والدور الخبيث في الطعن بأهل السنة

بواسطة د. أبو حمزة قراءة 23589

مسلسل وادي الذئاب التركي والدور الخبيث في الطعن بأهل السنة

لقد لاقى هذا المسلسل إقبالاً كبيراً لدي شريحة كبيرة جداً من المشاهدين تقدر بالملايين وكان بأجرائه الأربع يتمثل في الدور الذي يلعبه بطل المسلسل مراد علمدار باستئصال رموز الفساد المنظمة في الدولة التركية، وكيف تلعب المنظمات الدولية والحكومات الغربية في تركيا والعالم الإسلامي. وقد قام بطل المسلسل بمحاربة كل هذه الرموز والجهات بكل ما أوتي من قوة, وكانت مشاهد المسلسل ساخنة تجذب المشاهد وتنمي فيه روح الانتصار للحق ومحاربة المفسدين وملاحقة كل رموز الفساد من الذين جاءوا من الخارج ليعيثوا فساداً في هذا البلد الذي كان لاعباً أساسياً في تحقيق منظومة الخلافة الإسلامية في حدود تركيا وخارجها لسنوات وعقود طويلة, مما أكسب هذا البلد وأهله خبرة عريقة في إدارة شئون الحكم ولعب الدور البارز في الحفاظ علي الخلافة الإسلامية. فكان لا بد من تدخل دول عظمي في شئون هذا البلد لتخلق له المصائب المتواصلة وتأجج الفتن الداخلية وتمارس أسلوب العصابات المنظمة المحسوبة على دول عظمي, ولتمارس القمع والتنكيل بكل رموز الإصلاح وأصحاب الغيرة على أوطانهم, حتى لا تقوم قائمة لتركيا الخلافة.

وتطول مشاهد المسلسل الجذاب الذي بلغ بأجزائه الأربعة إلى مئات الحلقات. وكما أذيع وقيل اعترضت إسرائيل رسمياً على هذا المسلسل الذي يسلط الأضواء على الوحشية الإسرائيلية وتغلغلها في دول كثيرة عربية أصيلة مجاورة لتركيا, ولعلي لا أبالغ أن أكثر الشعوب متابعة لهذا المسلسل أهلنا في أرض الرباط فلسطين الحبيبة, والمتابع يعرف مدى تأثير هذا المسلسل على العقول الفلسطينية لملامسته واقعاً حياً يعيشونه تحت الاحتلال الصهيوني وليسلط الضوء لهم عن أساليب التعذيب التي عاشوها تحت الظلم وآليات الإسقاط وأساليبها ولتبني في المحصلة عند الشباب الفلسطيني حصوناً يحتمي بها من مكر وخبث الصهاينة. ولكي أكون منصفاً لا ألوم هذا الشعب على متابعة هذا المسلسل ففي مجمله يوصل رسالة هادفة ويرفع من مستوى اليقظة عند الشباب, ولعله بمثابة دورة مطولة يخرج منها هؤلاء بحصيلة عظيمة من معرفة ما يحاك ضده وما يخطط له الصهاينة وغيرهم للنيل من عزة وكرامة هذا الجيل.

وما أثار استغرابي وشاط غضبي وجعلني أكشر عن أنيابي لكشف الدور الحقير لهذا المسلسل في أنه مع إطلالة الجزء الخامس خرج علينا ما يسمي بدور لرجل اسمه ذوا الفقار (تربط ابن أخته وذراعه اليمين أوزجان علاقة مع المنظمة المتمردة الكردية المرتبطة مع الصهاينة) واستطاعت المنظمة إقناعه بقتل أحد رجال مراد علمدار بطل المسلسل, ولكنه فشل وقتل رفيق ميماتي وهو بولوت. الشاهد أن ذوا الفقار وجد ضالته بالتقرب من مراد علمدار, وعندها أخذ الدور المسموم للمسلسل أدواره وهو أن ذوا الفقار جلب طعام عاشوراء لمراد وحاشيته وأخذ يبارك المولود الصغير لميماتي وقت الاحتفالية بالختان (وهي عادة عند الأتراك), ويخاطب الفتي واسمه علي ميماتي, الذي لم يبلغ الحلم" هذا ما يليق بعلي كن لائقاً باسمك, لا يوجد فتى إلا علي ولا سيف إلا ذوا الفقار, ليجعل الله سيفك حاداً ليس علي المظلومين ولكن على الظالمين" وقال بالنص "ولا يعش في منطقتكم يزيد" (الجزء الخامس- الحلقة 24, القسم الثالث-الوقت 9:21). وأخذ دور ذوا الفقار بالتفاقم والبروز, عندما بدأت علاقته تتقارب مع مراد علمدار الذي تعلقت فيه مئات الملايين من المشاهدين والمتابعين للمسلسل. فالدور الرافضي لا بد أن يدخل عن طريق أكبر شخصية في هذا المسلسل وهو البطل والمنقذ والذي قدم ابنته وزوجته وأباه وكل ما يملك في سبيل التخلص من الظالمين الذين يعيثون فساداً في تدمير بلده. فبدأت الأضواء تتركز على ذوا الفقار في مكتبه وتسلط الكاميرا في مكتبه علي شعار "لا رجل إلا علي ولا سيف إلا سيف ذوا الفقار". ويتتابع الدور عندما أرسله مراد علمدار لإرجاع زوجة وابن أرسوي المختطفين من قبل ميماتي والرجل الذي نقلهما من مكان الجريمة وذكر له مراد علمدار خطورة الأمر فقال " ليكن رأسي قرباناً من أجل ذوا الفقار" (الجزء الخامس- الحلقة 27, القسم الرابع-الوقت 7:34).

وما كان من ذوا الفقار إلا أن اتصل بأرسوي ليخبره بأنه يريد إرجاع زوجته وابنه إليه, وكان شرط أرسوي أن يحذر من عمل كمين له أو يتبعه رجال, فظهر ذوا الفقار بموقف الرجل الذي يفي بالوعد وأنه لا يغدر مثل باقي أتباع يزيد وأنهم هم أهل الوفاء والصدق والأمانة, حتى أنه ضرب ابن أخيه لأنه أراد متابعته خوفاً عليه من بطش أرسوي, ونهره ذوا الفقار وأسدل عليه وابلا من الشتائم, فقال لابن أخيه ما نصه " ألم تسمع وعدي للرجل أن كلامي سيكون في محله" ولطمه على وجهه وقال " ليحدث يا ولد يا يزيد" ولما انصرف قال له "أنت يزيد" (الجزء الخامس- الحلقة 27, القسم الرابع-الوقت 9:25). ولما سلم أرسوي زوجته وابنه قام بقتل ابنه وزوجته بسلاحه أمام ذوا الفقار. فلما رجع ذوا الفقار أخذ  يذكر لمراد علمدار بشاعة أتباع يزيد في القتل وأي يزيدي هذا الذي يقتل زوجته وابنه بسلاحه حتى لا يكون عنده نقطة ضعف عند الخصوم. الشاهد من الأمر أن ذوا الفقار لما رجع إلي مراد علمدار وأخذ يقص عليه المشهد المروع الذي شاهده من قتل أرسوي لزوجته وابنه, أخذ يقول" لقد رأت رجالاً من نوعية يزيد كثيراً طيلة عمري ولكن لم أر مثل هذا الرجل" وقال " هذا الرجل من نسل يزيد"  (الجزء الخامس- الحلقة 28, القسم الأول-الوقت 9:54). وقال في موطن أخر " ماذا سنفعل بهذا اليزيد عديم الشرف" (الجزء الخامس- الحلقة 28, القسم الثاني-الوقت 4:02).

فالمشهد بدء يأخذ أدواره بين مراد علمدار ورجالاته وبين ذوا الفقار اللصيق بهم والمرافق لهم بأنه ضد رجال وأتباع يزيد القتلة وأن أتباع علي رضي الله عنه وذوا الفقار هم المخلصين والمنقذين والداليين على الخير وأن أيديهم نظيفة من القتل والتطهير العصبي والعقدي, وأنهم محبين للخير ومدافعين عن المظلومين في الأرض.

والمسلسل لم تنته أدواره فما زالت أدوار الجزء الخامس تتوالى وسنشاهد ما ستئول إليه الأمور في الحلقات القادمة وسيكون لنا وقفة مع الأحداث في حينه. قد يقول قائل أن الأمر لا يحتاج لهذا التنبيه, وأن الأمر ليس بهذه الخطورة, ولكن كما أشرت في المقدمة أن هذا المسلسل أخذ بعداً سياسياً وتدهورت علاقة تركيا بالصهاينة من وراءه كما يقال, وأنه أسر ملايين القلوب من الناس عبر العالم, وعلى وجه الخصوص الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط. فالمستوى الذي وصل إليه هذا المسلسل من القبول والمتابعة يتوجب علينا في هذه المرحلة من مراحل الجزء الخامس والذي بدء يظهر فيها الدور الرافضي الخبيث ببث سمومه والقذف بأتباع يزيد والمقصود منهم هم أهل السنة المناهضين للروافض (الشيعة), فهو سب مبطن لمن لا يعرف التاريخ وسب ظاهر لمن يعرف المصطلحات وما يقصدون من وراء ذكر يزيد وسبه وشتمه.

لا بد من استقطاع الفقرات واللقطات التي في المسلسل والتي فيها شتم ليزيد ورجاله وتسليط الضوء عليها لتكون سلسلة من برامج يحذر فيها من الدور المشئوم للرافضة وكيف ينالون من أهل السنة بأساليبهم الخبيثة التي لم يتيقن لها الكثير من عوام أهل السنة وتنشر على قناة وصال أو الصفا حتى يعلم الرافضة أننا لهم بالمرصاد وأن الدفاع عن أهل السنة واجب شرعي يتحتم علينا القيام به.

والحمد الله رب العالمين

 

كتبه/ د. أبو حمزة



مقالات ذات صلة