هل الشيعة كفار؟

بواسطة اعداد: لجنة البحث العلمي قراءة 77174

السؤال: هل الشيعة كفار؟

 

الجواب: قال العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في الشيعة الاثنا عشرية ما نصه: (وأفيدكم بأن الشيعة فرقٌ كثيرة، وكل فرقة لديها أنواع من البدع، وأخطرُها فرقة الرافضة الخمينية الاثنا عشرية، لكثرة الدُعاة إليها، ولما فيها من الشرك الأكبر، كالاستغاثة بأهل البيت، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، ولا سيما الأئمة الاثنا عشر حسبَ زعمهم، ولكونهم يكفرون ويسبون غالب الصحابة، كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما نسأل السلامة مما هم عليه من الباطل).

المرجع: مجموع فتاوى ومقالات عبد العزيز بن باز 4/439.

 

قال العلامة المحدث الألباني رحمه الله، مجيباً لسؤالٍ وُجه إليه، عن حُكمه في المدعو الخميني ما نصه: (فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسمى ب‍ـ (روح الله الخميني) راغبين مني بيانَ حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين:

إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صراح، لمخالفته للقرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة.

ولذلك فكل من قال بها، معتقداً، ولو ببعض ما فيها، فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم) انتهى كلامه.

من كتاب، الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في ميزان الإسلام لربيع السعودي.

 

وسأل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يعتبر الشيعة في حكم الكفار وهل ندعو الله أن ينصر الكفار عليهم ؟

 

فأجاب: بقوله الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحدا حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره .

وإذا كان من المعلوم أن لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله أو يرحم ما أحل الله أو يوجب ما لم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما من السنة .

ولا بد في التكفير من شروط أربعة :

الأول : ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة .

الثاني : ثبوت قيامه بالمكلف .

الثالث : بلوغ الحجة .

الرابع : انتفاء مانع التكفير في حقه .

فإذا لم يثبت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر لأن ذلك من القول على الله بلا علم وقد قال الله تعالى : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " وقال : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كأن عنه مسئولا " .

وإذا لم يثبت قيامه بالمكلف فإنه لا يحل أن يرمى به بمجرد الظن لقوله تعالى : " ولا تقف ما ليس لك به علم " الآية ولأنه يؤدي إلى استحلال دم المعصوم بلا حق .

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أيما أمري قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " هذا لفظ مسلم .

وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله وسلم يقول : " لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك " أخرجه البخاري ولمسلم معناه .

وإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يحكم بكفره لقوله تعالى : [ وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ] وقوله تعالى : [ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ] وقوله تعالى : [ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ] إلى قوله تعالى [ رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيماً ] وقوله تعالى : [ وما كن معذبين حتى نبعث رسولا ] .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "

لكن إن كان لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى .

وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة وأنه قام بالمكلف ، وأن المكلف قد بلغته الحجة ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع .

فمن موانع التكفير :

الإكراه: فإذا أكره على الكفر فكفر وكان قلبه مطمئنا بالإيمان لم يحكم بكفره لوجود المانع وهو الإكراه قال الله تعالى : [ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ] .

ومن موانع التكفير :

أن يغلق على المرء قصده فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو غير ذلك لقوله تعالى : [ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبهم وكان الله غفورا رحيما ].

وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فآيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد آيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ خطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأن ربك أخطأ من شدة الفرح "

فهذا الرجل أخطأ من شدة الفرح خطأ يخرج به عن الإسلام لكن منع من خروجه منه أن أغلق عليه قصده فلم يدر ما يقول من شدة الفرح فقصد الثناء على ربه لكنه من شدة الفرح أتى بكلمة لو قصدها لكفر .

فالواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين حتى يعلم تحقيق شروط التكفير في حقه وانتفاء موانعه .

إذا تبين ذلك فإن الشيعة فرق شتى، وقد ذكر السفاريني في شرح عقيدته أنهم اثنتان وعشرون فرقة وعلى هذا يخلف الحكم فيهم بحسب بعدهم من السنة فكل من كان عن السنة أبعد كان إلى الظلال أقرب .

ومن فرقهم الرافضة الذي تشيعوا لأمير المؤمنين على بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم جميعا تشيعا مفرطا في الغلو لا يرضاه علي بن أبي طالب ولا غيره من أئمة الهدى كما جفوا غيره من الخلفاء جفاء مفرطا ولا سيما الخليفتان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقد قالوا فيهما شيئا لم يقله فيهما أحد من فرق الأمة .

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 3/356 من مجموع ابن قاسم:

وأصل قول الرافضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي يعني الخلافة نصاً قاطعاً للعذر وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر وإن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم واتبعوا أهواءهم وبدلوا الدين وغيروا الشريعة وظلموا واعتدوا بل كفروا إلا نفرا قليلا إما بضعة عشر أو أكثر ثم يقولون إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين وقد يقولون بل آمنوا ثم كفروا وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ويسمون أنفسهم المؤمنين ومن خالفهم كفارا ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق كزندقة القرامطة والباطنية وأمثالهم " .أ.هـ. وانظر قوله فيهم أيضا في المجموع المذكور 4/428ـ429 .

وقال في كتابه القيم : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " ص 951 تحقيق الدكتور ناصر العقل :

" والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء ولهذا كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد منهم حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها من الجماعات والجمعات ويعمرون المشاهد التي على القبور التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها " .أ.هـ.

وانظر ما كتبه محب الدين الخطيب في رسالته " الخطوط العريضة " فقد نقل عن كتاب " مفاتيح الجنان " من دعائهم ما نصه : " اللهم صل على محمد وعلى آله محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما قال ويعنون بهما وبالجبت والطاغوت أبا بكر وعمر ويريدون ابنتيهما أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة رضي الله عن الجميع .

ومن قرأ التاريخ علم أن للرافضة يداً في سقوط بغداد وانتهاء الخلافة الإسلامية فيها حيث سهلوا للتتار دخولها وقتل التتار من العامة والعلماء أمما كثيرة فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب [منهاج السنة] أنهم هم الذين سعوا في مجيء التتر إلى بغداد دار الخلافة حتى قتل الكفار - يعني التتر - من المسلمين ما لا يحصيه إلا الله تعالى من بني هاشم وغيرهم وقتلوا الخليفة العباسي وسبوا النساء الهاشميات وصبيان الهاشميين . أ.هـ. 4/592 تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم .

ومن عقيدة الرافضة : " التقية " وهي أن يظهر خلاف ما يبطن ولا شك أن هذا نوع من النفاق يغتر به من يغتر من الناس .

والمنافقون أضر على الإسلام من ذوي الكفر الصريح ولهذا أنزل الله تعالى فيهم سورة كاملة كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ بها في صلاة الجمعة لإعلان أحوال المنافقين والتحذير منهم في أكبر جمع أسبوعي وأكثره وقال فيها عن المنافقين { هم العدو فاحذرهم }.

وأما قول السائل هل يدعو المسلم الله أن ينصر الكفار عليهم ؟

فجوابه : أن الأولى والأجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يخذل الكافرين وينصر المؤمنين الصادقين الذي يقولون بقلوبهم وألسنتهم ما ذكر الله عنه في قوله : { ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } ويتولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معترفين لكل واحد بفضله منزلين كل واحد منزلته من غير إفراط ولا تفريط نسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المؤمنين على الحق وأن ينصرهم على من سواهم .

المرجع: [مجموع فتاوى ابن عثيمين ج3/52]

 

وقال الشيخ عبد الله الجبرين حفظه الله: (فالرافضة بلا شك كفار…ومن شك في ذلك فليقرأ كُتبَ الرد عليهم، ككتاب القفاري في تفنيد مذهبهم، وكتاب الخطوط العريضة، وكتاب إحسان إلهي ظهير وغيرها) انتهى كلامه.

المرجع: من كتاب اللؤلؤ المكنون.

 

الكافر لا يجوز ابتداؤه بالسلام وعليه هذه الفتوى تجيب عن هذا السؤال أيضاً.

 

السؤال: ما حكم ابتداء الشيعة بالسلام ؟ خاصة إذا كنت أخالطهم كثيراً مع أنهم لا يظهرون معتقدهم أو أي سب وما إلى ذلك.

 

الجواب: الحمد لله، الكلام في التعامل مع الشيعة يختلف باختلاف الحال ، فالشيعة بدعتهم العقدية مختلفة ، فإن كانت مفسقةً كبدعة التشيّع لآل البيت فيجوز بدؤهم بالسلام لأنهم مسلمون قد اقترفوا أشياء من البدع والمعاصي لا تخرجهم من دائرة

الإسلام ، وتجب نصيحتهم وتوجيههم إلى السنة والحق وتحذيرهم من البدع والمعاصي ، فإن

استقاموا وقبلوا النصيحة فالحمد لله وهذا هو المطلوب .

أما إن أصروا على البدع فإنه ينبغي هجرهم حتى يتوبوا إلى الله ويتركوا البدع والمنكرات ، لأن هذا نوع من العقوبة لهم ، فإذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف ، أو اندفاع منكر فهو مشروع ، وإن كان يحصل بهذا الهجر من الفساد ما يزيد على فساد بدعتهم فليس مشروعاً.

فلو رأيت أن عدم الهجر أصلح وأن الاختلاط بهم ونصيحتهم أكثر فائدة في الدين وأقرب إلى قبولهم الحق فلا مانع من ترك الهجر ، لأن المقصود من الهجر هو توجيههم إلى الخير وإشعارهم بعدم الرضا بما هم عليه من المنكر ليرجعوا عن ذلك .

فإذا كان الهجر يضر المصلحة الإسلامية ويزيدهم تمسّكاً بباطلهم ونفرة من أهل الحق كان تركه أصلح كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم هجر عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين لما كان ترك هجره أصلح للمسلمين .

وأما إذا كانت بدعتهم مكفّرة كسبّ الصحابة والغلو في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، ودعاؤهم والاستغاثة بهم وطلبهم المدد ونحو ذلك ، أو اعتقاد أنهم يعلمون الغيب وغيره مما يوجب خروجهم من الإسلام ، فهنا لا يجوز بدؤهم بالسلام ولا مودتهم ولا أكل ذبائحهم ، بل يجب بغضهم والبراءة منهم حتى يؤمنوا بالله وحده . لأنهم حينئذ كفار مرتدون .

وانظر : ( مجموع فتاوى شيخ الإسلام 28 / 216 - 217 ) و ( مجموع فتاوى ابن باز 4

/ 262 - 263 ) .

المرجع: الإسلام سؤال وجواب (الشيخ محمد المنجد)

 



مقالات ذات صلة