هل نترك الصوفية لمخططات الأعداء ؟؟

بواسطة أسامة شحادة قراءة 3798
هل نترك الصوفية لمخططات الأعداء ؟؟
هل نترك الصوفية لمخططات الأعداء ؟؟

هل نترك الصوفية لمخططات الأعداء ؟؟

أسامة شحادة

 

التصوف والصوفيون حقيقة كونية لا يمكن إنكارها أو تجاهلها ، وقد أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " لتتبعن سنن من كان قبلكم " ومن هذه السنن التصوف ، إذ التصوف عرف في الأديان السابقة قبل الإسلام ، وهذه حقيقة مسلم بها اليوم بين جميع الباحثين في التصوف من المسلمين وغير المسلمين ، الصوفيين وغير الصوفيين .

وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"..وستفترق أمتي هذه على ثلاث وسبعين فرقة..".

ومنهج أهل السنة هو التعامل مع أقدار الله وفق شرع الله ، ومن ذلك مراعاة أعلى المصالح وتفويت أكبر المفاسد .

وقد مرت فترة على المسلمين كان غالب المسلمين من الصوفية ، ولذلك انحطت الأمة الإسلامية عن رتبة الصدارة والريادة ، لما نشره الصوفية بين المسلمين من شرك وخرافة وممالأة للكفار وجهل وتواكل وشذوذ وانحراف خلقي ، لا نزال نعيش أثارها لليوم .

وقد كانت هناك مواقف استثنائية مشرفة لبعض المتصوفة من نشر للإسلام  أو جهاد ضد الكفار ، في أنحاء متفرقة وأزمان مختلفة ، وليس هذا بسبب تصوفهم بل بالعكس بسبب بعدهم عن حقيقة التصوف النهائية والتي هي وحدة الوجود ، وما يستلزم ذلك من ترك للمأمورات وموالاة للكفار وارتكاب للمحرمات وقلة الدين.

و هذا يفسر لنا تذبذب مواقف المتصوفة بين الخيانة في أحيانٍ كثيرة وبين مواقف الشرف والبطولة وهي قليلة ، وذلك أن من " وصل " للحقيقة الصوفية لم يعد له اهتمام بمصالح الإسلام ، وعلى هذا غالب مقدمي الصوفية ، فرغم أنهم عاشوا في عصور شهدت أحداثٍ جسام إلا أنه لم يسجل لهم إلا كرامات الشذوذ والانحلال كما في جامع كرامات الأولياء للنبهاني .

ومع ذلك قد يكون كثير من عامة المتصوفة حسن القصد سليم النية ، لكنه جاهل بالشرع متبع لهواه ، وهذا حال أغلب المتصوفة من العامة ولو كان يحمل أعلى الشهادات فهو في دين الله أمي !!

ومن الصوفية من يعرف جهله وإتباعه لهواه لكن يحمله على اتخاذ التصوف منهج لحياته ما يحصل عليه من جاه ومنزلة ومال من خلال التصوف ، وبعضهم يعرف حقيقة تصوفه وبعده عن دين الله لكن يحمله حب الدنيا التي يحصل عليها بالدين على السير في هذا الطريق ، وآخرين يحملهم بغض الإسلام على نشر التصوف بين المسلمين .

ولما كان التصوف والمتصوفون يشكلون اليوم نسبة لا يستهان بها من المسلمين خاصة في أطراف العالم الإسلامي ، سعي أعداء الإسلام ممن لا يخفون عداوتهم ، لكسب الصوفيين لجانبهم فنادوا بضرورة دعم التصوف والصوفية بين المسلمين لتمرير مخططاتهم الخبيثة الرامية لصرف المسلمين عن دينهم ونبيهم ليكونوا خدماً للشيطان وأعوانه ، وقد كان لشخصيات صوفية كبيرة  كهشام قباني " شرف " هذا التحريض ضد الإسلام وأهله وطرح التصوف بديل عن السلفية والحركات السياسية الإسلامية التي تقف عقبة في طريق هذه المخططات الخبيثة .

لتنفيذ هذه المخططات قام  السفير الأمريكي بزيارات للموالد ومشيخة الطرق الصوفية قال شيخ الصوفية في مصر عنها :" إن هدف اللقاءات هو معرفة مدى عمق الطرق الصوفية داخل المجتمع المصري، وعددهم ومدى تأثير الفكر الصوفي على المصريين، ولقد زارني في مدينة طنطا مرتين ، منها مرة أثناء احتفال الطرق الصوفية بمولد السيد احمد البدوي، وقد حضر السفير الأمريكي برفقة زوجته وابنته وخطيبها " قناة العربية 26/4/2007

ومن أخر هذه المخططات تقرير مؤسسة راند الأخير " بناء شبكات مسلمة معتدلة " ، والذي دعا صراحة لدعم المتصوفة في مقابل الأصوليين السلفيين والحركات السياسية الإسلامية ، ولخص ذلك خليل العناني في عرضه لتقرير راند بقوله : "  تشير الدراسة إلي أن هناك ثلاثة قطاعات مهمة في العالم الإسلامي قد تمثل نواة جيدة لبناء شبكات من الإسلاميين المعتدلين من أجل مواجهة المتطرفين الإسلاميين. وهذه القطاعات هي العلمانيين والإسلاميين الليبراليين والمعتدلين التقليديين بما فيهم المتصوفة " " وتشير الدراسة إلي أن الصوفية تتمتع بمكانة ميزة في كل من البوسنة وسوريا وكازاخستان وإيران وإندونيسيا، في حين أنهم يأخذون شكلاً رسميا في المغرب وتركيا والهند وألبانيا وماليزيا. وتري الدراسة إلي أن بعض الجماعات الصوفية متشددة ومتطرفة، وتشير في هذا الصدد إلي "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية - أحباش" المتواجدة في لبنان.

وبالنسبة للدراسة فإن النموذج الذي تقدمه تجربة "فتح الله جولن" في تركيا تعد مثالاً للصوفية المتمدينة، فهي تعارض سياسة الدولة لفرض الشريعة الإسلامية، ويري أن علي الدولة ألا تسعي لفرض الدين علي المجتمع باعتبار أن الدين يمثل شكل من أشكال الخصوصية الفردية". نشرة تقرير واشنطن العربية عدد 105.  

وهنا يطرح سؤال مهم هذه خطة الأعداء باستخدام الصوفية ضد الإسلام فهل نكتفي إزائها بإدانة الصوفية والصوفيين فقط ؟

أم أن الواجب يقتضي تحذير الصوفيين من هذه المخططات وعدم الوقوع في فخاخها والعمل على إدماجهم في جبهة العمل الإسلامي أو على الأقل إبقائهم على الحياد في هذا الصراع القائم ، واتخاذ هذه المخططات دليلاً على انحراف التصوف لدعوتهم إلى ترك ما هم عليهم من بدعة وخرافة وشرك، جعلت أعداء الإسلام يطمعون في مساندتهم لهم ضد إخوانهم المسلمين.

كيف يمكن لنا أن نستفيد من دروس تعاون شيخ الإسلام ابن تيمية مع الصوفية في صد عدوان التتار، أعتقد أن هذا من أهم ما نجابه به هذه المخططات وإلا كنا كما في المثل المشهور : "أشبعتهم شتماً وأودوا بالإبل" !!

 والبحث عن الوسائل العملية هو من أهم ما يجب أن تنصرف له الجهود ، وقد يكون منها :

1-  التواصل مع بعض كبار الصوفية والذين لهم مواقف جيدة في القضايا الإسلامية العامة ، وبيان ما يراد للصوفية والصوفيين تمريره من مخططات الأعداء .

2-  التوضيح لهم حقيقة ما يراد نشره بين المسلمين من أفكار إلحادية أو إباحية تحت ستار محاربة السلفية والوهابية والتطرف .

3-    محاولة إصلاح التصوف عبر دعوة بعض عقلائهم لندوات ومؤتمرات تخصص لإصلاح التصوف .

4-    فضح بعض الشخصيات الصوفية التي أجرت نفسها لخدمة هذه المخططات الخبيثة .

5-    رصد التقارير والشخصيات والمشاريع التي تقوم على تطبيق هذه المخططات وفضحها .



مقالات ذات صلة