الصوفية في فلسطين 1

بواسطة أبو عبدالله اللداوي قراءة 2346

 

الصوفية في فلسطين

 

نشأة التصوف :

نشأ التصوف أول ما نشأ بالبصرة، وأول من بنى ديرة التصوف بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن البصري رحمه الله .

وقد تميز عباد البصرة آنذاك بالمبالغة في التعبد، وظهرت فيهم مظاهر جديدة لم تكن مألوفة من قبل، فكان منهم من يسقط مغشيا عليه عند سماع القرآن، ومنهم من يخر ميتا، فافترق الناس إزاء هذه الظاهرة بين منكر ومادح، وكان من المنكرين عليهم جمع من الصحابة كأسماء بنت أبي بكر وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم، إذ لم تكن تلك المظاهر في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وهم الأعظم خوفا والأشد وجلا من الله سبحانه .

ورأى الإمام ابن تيمية أن حال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من ضبط نفوسهم عند سماع القرآن أكمل من حال من جاء بعدهم، ولكنه - رحمه الله - لا يذهب إلى الإنكار على من ظهر منه شيء من ذلك إذا كان لا يستطيع دفعه، فقال رحمه الله تعالى : " والذي عليه جمهور العلماء أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه لم ينكر عليه وإن كان حال الثابت أكمل منه " .

معنى التصوف وأصل نسبته:

 تنازع العلماء في أصل هذه النسبة وإلى أي شيء تضاف فقيل : هي نسبة إلى أهل الصُفَّة ، وقيل : نسبة إلى الصفوة، وقيل : نسبة إلى الصف المقـدّم، وقيل : بل نسبة إلى صوفة بن بشر رجل عرف بالزهد في الجاهلية، قال الإمام ابن تيمية : " وكل هذا غلط ، وقيل - وهو المعروف - أنه نسبة إلى لبس الصوف ". ونفى القشيري صحة هذه النسبة أيضاً، وقال : إن القوم لم يعرفوا بلبس الصوف، وأيا كان أصل النسبة فإن اللفظ صار علما على طائفة بعينها، فاستغني بشهرته عن أصل نسبته.

هذا عن أصل النسبة، أما معنى التصوف فللقوم عبارات مختلفة في ذلك تصور مقام كل واحد في التصوف وتصوره له، فقال بعضهم في تعريف التصوف : أنه الدخول في كل خلق سني، والخروج عن كل خلق دني، وقيل : أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به في ذلك الوقت ، بمعنى أنه إن كان في وقت صلاة كان مصليا، وإن كان في وقت ذكر كان ذاكر، وإن كان في وقت جهاد كان مجاهدا، لذلك قيل : الصوفي ابن وقته، وقيل في تعريف التصوف الأخذ بالحقائق، واليأس بما في أيدي الخلائق، وقيل التصوف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب، وقيل غير ذلك.

 

الصوفية بدع وضلالات :

إن التكلم في عقيدة الصوفية البعيدة عن منهج أهل السنة والجماعة قد يطول , ولأجل ذلك نضع شيء مختصرا من بدعهم وضلالاتهم في الدين والعقيد ومنها :

1- من أول بدع الصوفية الشركيات كدعاء غير الله والاستغاثة بالاموات واعتقاد النفع والضر فيمن يسمونهم أولياء. وكل هذه الأمور شرك أكبر يخرج معتقده عن الملة، لقول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48].وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً* قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً* قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً [الجـن ]. واتخاذ الأولياء والشيوخ وسائط يدعونهم من دون الله ويتقربون إليهم بالقرب ويتمسحون بأضرحتهم لا يختلف عن شرك المشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. إذ يقول الله تعالى حكاية عنهم وعن علاقتهم بأوثانهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]. وربما كان هؤلاء في كثير من المواقف أشد شركا من أولئك؛ لأن المشركين الأوائل كانوا يدعون غير الله حال الأمن أما حال الخوف فيلجؤون إلى الله تعالى، قال الله عنهم: فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65].

2- تقسيم الدين إلى شريعة تلزم العامة، وحقيقة تلزم الخاصة، فالشريعة هي ما يسمونه العلم الظاهر، والحقيقة هي ما يدعونه العلم الباطن، فالعلم الظاهر والذي يمثل الشريعة معلوم المصدر وهو الكتاب والسنة، أما علم الحقيقة، علم الباطن فهذا يدعي الصوفية أنهم يأخذونه عن الحي الذي لا يموت، فيقول أحدهم : حدثني قلبي عن ربي، وذهب بعضهم إلى القول بأنه يأخذ عن ملك الإلهام، كما تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم علومه عن ملك الوحي، وزعم بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يخبرهم بما يتوجب عليهم من عبادة وذكر، وأنهم يلتقون بالأنبياء ويسألونهم عن قصصهم، وقال آخر إذا طالبوني بعلم الورق، برزت عليهم بعلم الخرق.

وقال أبو حامد الغزالي في بيان هذا المسلك: " اعلم أن ميل أهل التصوف إلى الإلهيه دون التعليمية، ولذلك لم يتعلموا ولم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون، بل قالوا الطريق تقديم المجاهدات بمحو الصفات المذمومة، وقطع العلائق كلها، والإقبال على الله تعالى بكنه الهمة، وذلك بأن يقطع الإنسان همه عن الأهل والمال والولد والعلم، ويخلو بنفسه في زاوية ويقتصر على الفرائض والرواتب، ولا يقرن همه بقراءة قرآن ولا بالتأمل في نفسه، ولا يكتب حديثا ولا غيره، ولا يزال يقول : "الله الله الله" إلى أن ينتهي إلى حال يترك تحريك اللسان ثم يمحي عن القلب صورة اللفظ " والرد على هذه البدعة : فهذا لم يأت به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ولا علمه لصحابته، فمن أين لهم هذا التقسيم ؟!! وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس محافظة على شريعة الله عز وجل، وأشد الناس وقوفا عند حدوده سبحانه، فمن أين لهؤلاء أنهم يسوغ لهم الروغان عن شريعة رب العالمين بناء على أوهام فاسدة، يدعي أصحابها أنهم يتلقونها عن الله مباشرة فيطرحون الشرع ويضيعون الفرائض، وهل ما يسمونه إلهاما يبطل شرعه سبحانه ودينه، إن إلهاما كهذا ما هو إلا وسوسة يجب طرحها، والاستعاذة بالله منها، هذا منطق العقل والدين أما أن تبطل الشريعة بدعوى العلم الباطن فهذا سخف وجهل وسوء طوية نسأل الله السلامة والعافية.

3- بناؤهم العبادة على المحبة فقط، فلا يعبدون الله خوفا من ناره ولا طمعا في جنته، وقد قال بعض السلف:" من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري - أي من الخوارج - ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ".

4- القول بالحلول: وهي بدعة كفرية أخذها من أخذها عن كفار الهند، ومعناها عندهم أن الله حالٌّ في مخلوقاته فلا انفصال بين الخالق والمخلوق، وليس في الوجود إلا الله، وهذا ما يسمى بوحدة الوجود. والرد عليها : وهي بدعة إلحادية مرذولة في العقل والدين، أما في العقل فلا شيء يسند قولا كهذا، إذ لا دليل عليه بل هو محض توهمات وتخيلات فاسدة، أما الدين فمن المعلوم ضرورة، ومن اليقينيات لدى كل مسلم أن الله هو الخالق وما سواه مخلوق، وأن على العباد أن يعبدوا خالقهم ولا يشركوا به شيئا، وأن أعظم الذنوب على الإطلاق أن يُدَّعى الألوهية في شيء غير الله من حجر أو شجر أو قمر ، فكيف بمن ادعى أن الكون كله هو الإله، إن هذا لمن أبطل الباطل وأمحل المحال، لذلك قال العلماء إن كفر أصحاب القول بوحدة الوجود أعظم من كفر اليهود والنصارى بل ومن سائر المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر .( نقلا عن الشبكة الإسلامية )

 

الصوفية في فلسطين:

تنتشر الحركات الصوفية وبخاصة في مدينتي القدس والخليل، ولا يوجد إحصاء دقيق عن عدد أنصارها هناك. ومن الطرق الصوفية التي تتواجد: النقشبندية والقادرية.

الصوفية في القدس:

ففي مدينة القدس، انتشرت في وقت ما المدارس والزوايا الصوفية، ومنها:

ـ مدرسة وزاوية "النصرية" في ساحة المسجد الأقصى، وقد أنشأها نصر إبراهيم المقدسي في القرن الخامس الهجري.

ـ مدرسة وخانقاه "الفخرية" التي أوقفها القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله، المتوفى سنة 1331م.

ـ الزاوية البخارية (النقشبندية) وما زالت موجودة إلى اليوم.

وقيل أن أول خانقاه بنيت في الإسلام للصوفية هي زاوية برملة بيت المقدس، بناها أمير النصارى حين استولى الإفرنج على الديار المقدسية. وسبب ذلك أنه أعجب بطريقتهم "فبنى لهم مكاناً لطيفاً يتآلفون فيه ويتعبدون"([1]).

ـ الخانقاه الصلاحية.

ـ الزاوية الأمينية.

الصوفية في الخليل:

برز في مدينة الخليل العديد من المتصوفة الذين ذاع صيتهم، وذكرهم الرحالة والمؤرخون، منهم:

1ـ الشيخ علي البكاء (ت سنة 670هـ/ 1271م) وله زاوية في المدينة باسمه، وقد توفي ودفن فيها. وكان مقصوداً بالزيارة.

2ـ إبراهيم بن عبد الله الكردي، المعروف بالهدمة (ت سنة 730هـ/ 1329م).

3ـ عمر الجعبري (ت سنة 785هـ/ 1383م)، ولّي مشيخة المسجد الإبراهيمي بعد وفاة والده محمد بن إبراهيم. أخذ عمر طريقة التصوف البكائية عن خاله علي بن عمر، ثم أصبح شيخاً لزاوية الشيخ علي البكاء والناظر عليها.

4ـ محمد بن علي بن محمد الجعبري (ت سنة 841هـ/ 1436م).

5ـ عمر بن نجم بن يعقوب البغدادي، المعروف بالمجرد (ت سنة 795هـ/ 1392م). نزل الخليل واستقر بها، وأسس زاويته هناك، وهي تحمل اسمه بجوار المسجد الإبراهيمي من جهة الشرق.

6ـ أحمد بن عثمان الخليلي (ت سنة 805هـ/ 1402م). رحل إلى غزة وسكن فيها مدة، وكان من مشاهير الصوفية فيها، انتقل منها إلى مكة ومات فيها.

7ـ محمد بن محمد بن علي الخليلي (ت 896هـ/ 1490م) وكان شيخ المتصوفة المنسوبين للطائفة القادرية.

8 ـ علي كنفوش الأدهمي، شيخ الزاوية الأدهمية في الخليل، المتوفى في زاويته سنة 708هـ/ 1308م، ولا زالت مشيخة هذه الزاوية تحت رعاية آل الأدهمي حتى يومنا هذا.

بعض العائلات البارزة في مجال التصوف في الخليل:

ـ آل الجعبري في زاوية الجعابرة، وزاوية علي البكاء.

ـ آل الأدهمي في زاوية الشيخ الأدهمي.

ـ آل الشريف في زاوية الأشراف "المغاربة".

ـ آل أبو رجب التميمي في زاوية أبي الريش.

ـ آل الجيلاني في الزاوية القادرية.

 

وأهم الزوايا الصوفية في مدينة الخليل:

1ـ زاوية الشيخ عمر المجرد. وتقع قرب المسجد الإبراهيمي، خلف مسجد الجاولي من الناحية الشرقية.

2ـ زاوية أبي الريش، وكانت تعرف سابقاً باسم "رباط مكي" أو "رباط مكة" وتقع على الطرف الشمالي للشارع الرئيسي.


3ـ زاوية الجعابرة، وقد بنيت في العصر المملوكي أو العثماني المبكر، وتقع في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد الإبراهيمي، وقد قامت "لجنة إعمار الخليل" مؤخراً بترميم الزاوية وتوسعتها.

4ـ زاوية الأدهمي، وتقع إلى الغرب من بركة السلطان في وسط البلدة القديمة، وتحتوي على ضريح مسجى في أحد أركانها، يعتقد أنه لمؤسسها علي كنفوش.

5ـ زاوية المغاربة "الأشراف"، في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الإبراهيمي، و" الأشراف " نسبة إلى عائلة آل الشريف في المدينة التي تتولى الزاوية بالرعاية، وسميت بـ "المغاربة" لأن آل الشريف قدموا إلى فلسطين من بلاد المغرب.

وفي قبو الزاوية يوجد ضريح "يوسف النجار" الذي تدعي السلطات الإسرائيلية بأن رفات الشخصية اليهودية " أفنير بن نير" مدفون في ذلك القبو، وقامت بالسيطرة على مبنى الزاوية، وغيرت معالم القبر، ومنعت المسلمين من الدخول إلى مبنى الزاوية.

6ـ زاوية السمانية، وتقع إلى الجنوب من زاوية الشيخ عمر المجرد. وقد استعملها الأهالي المجاورون في السنوات الأخيرة كحفرة امتصاص.

7ـ زاوية قيطون، وتقع في حارة قيطون في البلدة القديمة، وهي عبارة عن مغارة منحوتة في الصخر، تقع أسفل منطقة عمرانية مأهولة بالسكان.

8ـ زاوية الشيخ علي البكاء، وتقع في حارة الشيخ في المدينة، وهي ضمن الزوايا في العهد المملوكي.

9ـ زاوية عبد الرحمن الأرزورومي، في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الإبراهيمي.

10ـ زاوية آل السعيد، وتقع في شارع باب الزاوية في وسط المدينة، وتنسب إلى آل السعيد، إحدى عائلات المدينة.

11ـ زاوية الشيخ الشبلي، في حي السواكنة القديم وهو خراساني الأصل.

12ـ زاوية آل القيسي، على الطرف الشمالي الشرقي من حارة قيطون، وهي في هذه الأيام مهملة ومغلقة وخالية.

13ـ زاوية الشيخ خيري الشريف، في حارة الشيخ، وتنسب إلى خير الدين بن عبد الرحمن "الأول". وقد عمل مفتشاً لمعارف الخليل وقضائها، وكذلك في مدينة الرملة، وقد انتشرت الطريق الخلوتية الرحمانية في عهده، وكثر مريدوها خاصة في الخليل وطولكرم والرملة، حتى وصلت طرابلس الغرب.

14ـ زاوية الشيخ حسني القاسمي، في شمال المدينة، على شارع الخليل ـ القدس، وهي تحت رعاية أشخاص من آل القواسمي الذين أسسوها سنة 1943م.

وإضافة إلى تلك الزوايا الصوفية التي ذكرناها، هناك مجموعة من الزوايا اندثرت واختفت، ولم يعد لها وجود إلاّ في كتب الرحالة والمؤرخين القدامى مثل :

ـ الزاوية القادرية،بناها السلطان المملوكي قلاوون، وكانت تقام فيها الأوراد والأذكار على الطريقة القادرية ليلتي الجمعة والاثنين من كل أسبوع. وتولى الإشراف عليها في السابق عدد من عائلات المدينة مثل آل تميم الداري، وطهبوب، والزرو، وكان موقعها قريباً من المسجد الإبراهيمي.

ـ زاوية القواسمة نسبة إلى مؤسسها أحمد القاسمي الجنيد، من ذرية أبي القاسم الجنيد.

ـ زاوية الشيخ خضر، بناها الظاهر بيبرس سنة 666هـ.

ـ زوايا: الشيخ إبراهيم المري، والبسطامية، والأعنص.


للاستزادة:

-   الزوايا الصوفية في مدينة الخليل في العهد المملوكي (دراسة تاريخية أثرية ـ معمارية) رسالة ماجستير مقدمة من عدنان أحمد قاسم أبو دية المعهد العالي للآثار الإسلامية في القدس.

-       الموسوعة الميسرة في المذاهب والأديان والأحزاب المعاصرة – الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

ملاحظة هامة: ما ذكر من الزوايا في منطقة الخليل ومن الطرق الصوفية لم يعد لها اثر ملموس على الصعيد الحالي ومن الواجب معرفته أن الطريقة القائمة بشكل ممتاز في منطقة الخليل هي (طريقة القاسمي الخلوتية الجامعة)حيث تمتد فروعها من الشمال إلى الجنوب أي من مناطق باقة الغربية ومنطقة الثلث حيث أكاديمية القاسمي إلى منطقة الخليل.

(نقلاً عن موقع : مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية)

 

أما الصوفية بغزة فتتمثل بالزاوية الصوفية العلاوية والكائنة في حي الزيتون من طرف مدينة غزة الجنوبي والتي أسسها أبو أحمد السعافين وهذه الزاوية وهي أم الزوايا التابعة له في كل الجهات وقد أسسها في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وكانت مثواه الأخير عند وفاته وفيها دفن وهذه الزاوية موجودة حتى الآن ولم يكن لهم نشاطات تذكر لنشر ضلالاتهم وبدعهم ولم يسمع قول لهم في حرب غزة الأخيرة خاصة أن الصوفية كثيرا ما يدعون أن لهم دور كبير في الجهاد في سبيل الله الذي أشار إليه بعض الكتاب ( بأن الملوك والأمراء متى قصدوا الجهاد كان كثير من شيوخ الصوفية يوعزون إلى أتباعهم ويحرضونهم على الخروج في سبيل الله فلتستمع إلى أقوال السادة العلماء في حقيقة جهاد المتصوفة ووقوفهم في وجه أعداء الأمة .

 

وهذا قول بعض العلماء فيهم: 

قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل (1) رحمه الله : ويزعمون أن الصوفية جاهدت حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة ولقد علمت ما دين الصوفية ؟ ! فما نشروا إلا أساطير حمقاء ، وخرافات بلهاء ، وبدعاً بلقاء شوهاء ، ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر ، وتعبد الرمم ، ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر ، وطوع هوى الغاصب المستعمر ، فعدو الإسلام يوقن تماماً أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً ، لكي يقضوا على الإسلام وأهله ، فعلها قديما ويفعلها حديثا ، اقرأوا تاريخكم إن كنت تمترون ، أروني صوفياً واحداً قاتل في سبيل الله ؟ أروني صوفياً واحداً جالد الاستعمار أو كافحه أو دعا إلى ذلك ؟ إن كل من نسب إليهم مكافحة المستعمر – وهم قلة – لم يكافحوه إلا حين تخلى عنهم ، فلم يطعمهم السحت من يديه ولم يبح لهم جمع الفتات من تحت قدميه ، وإلا حين قهرت فيهم عزة الوطنية ذلك الصوفية فقاتلوه حمية لا لدين .

وقال أيضاً : سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام (492هـ ) ، و " الغزالي " الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة ، فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً ، ولم يجر قلمه بشيء عنه في كتبه ، لقد عاش " الغزالي " بعد ذلك 13 عاماً _ إذا مات سنة (505هـ ) ، فما ذرت دمعة واحدة ولا استنهض همة مسلم ليذود عن الكعبة الأولى .بينما سواه من الشعراء يقول : أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين نحيب ، وكم من مسجد جعلوه ديراً على محرابه نصب الصليب ، دم الخنزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب
أهز هذا الصراخ الموجع زعامة الغزالي ؟ كلا ، إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء ، ويتحدث عن " الصحو" و " المحو" ، ودون أن يقاتل أو يدعو غيره إلى قتال .

و" ابن عربي " و " ابن الفارض " الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية ، فلم نسمع عن واحد منهما أنه شارك في قتال ، أو دعا إلى قتال ، أو سجل في شعره أو نثره آهة حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين ، لقد كانا يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء ، فليدع المسلمون الصليبيين ، فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور ، هذا حال أكبر زعماء الصوفية ، وموقفهم من أعداء الله ، فهل كافحوا غاصباً أو طاغياً ؟ ؟؟

وعدم جهادهم في الحرب الأخيرة على غزة خير دليل في عصرنا الحاضر .

وإليك حكم معظم علماء الصوفية في الجدار المقام على غزة من مصر:

أثارت فتوى الشيخ علاء ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، بحرمة إقامة الجدار الفولاذي الذي تبينه مصر تحت الأرض على طول حدودها مع قطاع غزة جدلا في الأوساط الصوفية المصرية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض.

وخلال ندوة عقدتها الطريقة العزمية بمقرها بالقاهرة الخميس 7-1-2010 تحت عنوان: "مشكلات الأمة الإسلامية" أفتى فيها "بحرمة إقامة هذا الجدار"، قائلا إن: "الجدار الفاصل حرام، حيث إن مصر تعزل بينها وبين عدوها إسرائيل بسلك شائك، بينما بهذا الجدار ستعزل بينها وبين الفلسطينيين المسلمين بجدار فاصل، وهذا حرام بالطبع، حتى وإن كان ذلك في باطن الأرض".

وعن سبب إقدامه على هذه التصريحات قال الشيخ أبو العزائم في تصريحات لـ"إسلام أون لاين" الجمعة 8-1-2010 إنها: "نابعة من قناعتي الخاصة بعدم مشروعية الجدار المصري في ظل الظروف التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

الشيخ عبد المجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة الشرنوبية، كان من بين المؤيدين لفتوى الشيخ أبو العزائم، لكنه قال إن: "ما صرح به الشيخ أبو العزائم لا يعدو كونه مجرد رأي وليس فتوى عامة"، وأضاف: "نحن كمشايخ طرق صوفية لسنا مختصين بالفتوى، حيث إن الطرق الصوفية ليست جهة اختصاص بالفتاوى، فجهة الفتاوى دار الإفتاء ولجنة الفتوى بالأزهر والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية".

وتابع: "لكني كشيخ طريقة وكمواطن أرى أن الجدار المصري يمثل غبنا للفلسطينيين، ولا يجوز لدولة إسلامية مثل مصر أن تحاصر الفلسطينيين، وهذا يزيد الشقاق والخلاف"، وفي معرض رده على ما يقال بوجوب الجدار لحماية أمن مصر قال الشرنوبي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين": "نحن دولة قادرة على حماية حدودها وأمنها دون الحاجة إلى جدار".

وتأتي هذه الفتوى التي تحرم بناء الجدار متفقة مع فتاوى سابقة لعدد من العلماء البارزين، من بينهم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان في اليمن، وبعض شيوخ الأزهر الشريف.

"من حقها"

على الجانب الآخر رفض عدد من مشايخ الصوفية فتوى شيخ الطريقة العزمية، وعلى رأسهم الشيخ محمد الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية، قائلا: إن أي إجراء يصدر من جهات أمنية هو للحفاظ على أمن مصر، وهذا لا نعارض فيه إطلاقا مادام لحماية الأمن القومي، أما ما كان غير ذلك فنحن لا نؤيده".

وأضاف أن: "الظاهر من المنشآت المصرية مع غزة هو أن الذي يتم بناؤه هو لحماية الأمن المصري، والشرع لا يرفض أي إجراء يفعله المسلم لحماية أمنه القومي.. ونحن مع هذا الإجراء؛ لأن هناك بالفعل تسريبا للأسلحة وتصديرا للإرهاب عن طريق بعض الأنفاق مع غزة"، وتابع: "هناك قاعدة شرعية تقول درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فمادام البناء في حدودنا وحفاظا على أمننا فللدولة الحق في فعل ما تشاء".

وانضم الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، للشيخ الشهاوي حيث قال إنه: "لا يمكن معارضة قرار يستهدف أمن ومصلحة الدولة، ولا يمكن لأي شيخ أو فرد عادي أن يعارض موضوع الجدار المصري، وخاصة أنه لا يعرف الأسباب التي دفعت الحكومة المصرية لاتخاذ هذا القرار".

وأكد الشيخ الشبراوي أن "النزعة التي تعارض ما فيه مصلحة الدولة تأتي بنا للوراء، ولا يمكن أن نوافق عليها أبدا؛ لأنها في النهاية تصب ضد مصلحة الوطن".

"تسد الثغرات"

كذلك انضم الشيخ الحسيني أبو الحسن، شيخ الطريقة الجوهرية، لمشايخ الصوفية الرافضين لفتوى أبو العزائم حيث قال إن: "مصر كدولة لها الحق المطلق أن تفعل في أرضها ما تشاء لحمايتها، فلها أن تبني أي منشآت على أرضها لحماية أمنها وأمن شعبها بكل ما تستطيع".

وأعرب عن رفضه للربط بين المنشآت المصرية والجدار الإسرائيلي الفاصل، لأن إسرائيل قامت ببناء جدارها العنصري لتفصل الأراضي الفلسطينية والفلسطينيين، أما مصر فأقمت المنشآت بأرض مصرية وتحت الأرض، وهذا يعني أنها لا تبني فاصلا بينها وبين الفلسطينيين، وإنما تسد الثغرات والأنفاق التي يأتي منها الإرهاب".

ورسميا تولي السلطات المصرية اهتماما كبيرا بأنشطة الطرق الصوفية، وعلى رأسها الموالد، ويتمثل ذلك في إيفاد مندوبين عن كبرى مؤسسات الدولة لحضورها، كما أنها توفر لها عوامل النجاح أمنيا ودينيا وترعاها ماديا.

وتبني مصر جدارا فولاذيا على حدودها مع غزة لمنع عمليات تهريب السلاح والسلع عبر الأنفاق التي يحفرها فلسطينيون أسفل الحدود للتغلب على الحصار الخانق الذي يطوق غزة منذ نحو ثلاثة أعوام، وتقول الحكومة المصرية إنه يحق لها اتخاذ كل التدابير التي تضمن أمنها، وترى بناء الجدار شأنا سياديا.

 

فهذه فتاواهم التخاذلية بالجدار

 وفي الاعوام الاخيرة بدأ نشاط الصوفية بفلسطين يظهر بانشائهم المركز الوطني للبحوث والدراسات في غزة والذي تأسس عام 1424هجري الموافق له 2003 رومي، ومن نشاطاته نشر المذهب الصوفي بدعوى الوسطية والاعتدال في الدين كما قام بتأسيس فرقة المدائح الدينية لإحياء ذكرى المولد النبوي ، وذكرى الإسراء والمعراج، وتكريم أوائل الطلبة، وذكرى يوم عاشوراء، وإحياء ليلة القدر.  

 

وهذه بعض أهدافهم المنشورة على موقعهم

2- إقامة الموائد الخيرية الهادفة في كثيرٍ من المناسبات كيوم عاشوراء وذكرى المولد النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج ويوم عرفه لدعم مسيرة الخير في المركز.

3- إقامة الإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك.

4- زيارة أهالي الشهداء والجرحى والأسرى ومواساتهم.

 

نظرة مستقبلية

يسعى المركز لتوسيع وزيادة نشاطاته لتساهم بشكل فعَّال في نشر المنهج القويم وذلك من خلال:

1-    إنشاء مجمع تربوي يتضمن: مسجداً ورياض أطفال ومدرسة شرعية بالإضافة لمقر المركز.

2-    إنشاء قاعة للمؤتمرات والاحتفالات.

3-    تأمين وسائل مواصلات لطلاب المركز.

4-    إصدار مجلة شهرية تحقق أهداف المركز.

5-    إنشاء إذاعة مسموعة.

 

وهذه إحدى حفلاتهم بغزة:

http://www.youtube.com/watch?v=Ch4BFxodGjs&feature=player_embedded

 

الصوفية وحماس :

بالتأكيد أن الصوفية بغزة لا يملكون قرارا بالتكلم في حماس أنها هي من يحكم القطاع أما بالضفة فإليك مقولة أحد مشايخ الصوفية وهو  من نابلس يعمل مدرسا للدين في كلية الروضة يدعى "الشيخ سعد شرف" حينما أجرت معه صحيفة كرشيان سينس مونيتور لقاء ونشرت تقريرا بعنوان " علماء الضفة الغربية يدفعون باتجاه رد روحي على تطرف حماس.

يقول : قبل ثلاثين أو أربعين عاما كنت الموضة أن تكون يساريا أو اشتراكيا، أما الآن فقد أصبحت الموضة في العالم العربي أن تكون إسلاميا"، وهذا بالتأكيد كلام باطل وفيه استهزاء بالصحوة الإسلامية والتدين, ويقول التقرير أن سعد شرف يحاول الآن إقناع فتح بإقامة مجلس "علماء دين" فتحوي لمقاومة ما تصدره حماس من أدبيات وفتاوى...

ومن أقواله أيضا: "الرسول محمد يقول لا تقتل هؤلاء الذين لا يستخدمون السلاح ضدكم، ولا تقتلوا النساء، ولا تقتلوا الأطفال"... كما يقول شرف أن جميع الفلسطينين يعارضون حماس بقتلها الأبرياء واستيلائها على غزة  عجبا له جعل كل شخص يختار المنهج الصحيح مستهزئا بصحوة الاسلام كما يأيد عدم قتل اليهود المحتلون لارض فلسطين لأنهم لم يحملوا السلاح وتناسى أنهم أخذوا هذه الارض عنوة عن أهلها بعد أن ذبحوهم وقتلوهم وشردوهم ثم يستنكر أن حماس تقاتل اليهود.

أما من جهة حماس فقد رد الدكتور صالح الرقب على الصوفية في أخطائهم و من قول الدكتور صالح الرقب وزير الاوقاف في حكومة حماس بهم:

الأناشيد الصوفية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم نابعة من عقيدة الحقيقة المحمدية وهي عقيدة فاسدة ففيها من الشركيات وتأليه الرسول صلى الله عليه وسلم. وهاكم بطلان عقيدة الحقيقة المحمدية:-

واضح البطلان لعقيدة الحقيقة المحمدية عند من عرف الله تعالى وآمن به، وعرف الرسول صلى الله عليه وسلم وأمن به، وقرأ القرآن وآمن به.

1- فنحن نؤمن بالله تعالى وبرسوله عليه السلام، وبأن الله عز وجل قد خص سيدنا محمداً عليه السلام بخصائص كثيرة، فهو خاتم النبيين، وأول المبعوثين، وسيد الخلق أجمعين...ولكن لا يجوز أن نخصه بخصائص الربوبية والألوهية، لأنَّها خصائص الرب عز وجل، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم فإنما عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله.

2- معظم كلام غلاة الصوفية من قبيل الرؤى الشيطانية والمكاشفات، التي يشاهدونها في حالة الغيبوبة والسكر...ويعتبرون ذلك هو الحق وما دونه الباطل، وينسخون به القرآن، أو يؤُّولونه على حسب تلك الرؤى والأحوال..وكلامهم في الحقيقة المحمدية هو من هذا القبيل والعياذ بالله.

3- زعم الصوفية أن الرسول عليه السلام يملك الدنيا والآخرة وهو يعلم علم الأولين والآخرين، ومن علومه علم اللوح والقلم، والله عز وجل يقول مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم (لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ)آل عمران: 128، وقال تعالى قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا) الجن:21. وقال تعالى مبيناً عدم معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيب قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف:188.

4-  زعمت الصوفية أن محمداً عليه السلام أول الخلق، وخلق قبل القلم، وهذا زعم باطل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"أول ما خلق الله القلم، قال:له اكتب، فجرى بما هو كائن إلى الأبد". وقال:"خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة في آخر الخلق وآخر ساعة من النهار، فيما بين العصر إلى الليل". ونحن نجزم أن سيدنا محمداً من ذرية آدم، وهو ليس أول الخلق بل معلوم عندنا نسبه ومولده الذي كان عام الفيل، وكانت وفاته بعد ثلاث وستين سنة من مولده.

5- وإذا كانت الدنيا والآخرة هي من جود الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا أبقى غلاة الصوفية لله عز وجل، وهو مالك يوم الدين، ورب الدنيا والآخرة.

6- الرسول صلى الله عليه وسلم من البشر، قال تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) الكهف:110. وقال تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) فصلت:6. فالله أمره أن يبين للناس أنه بشر مثلهم ولا يمتاز عنهم إلا بالوحي الذي خصه الله وسائر الأنبياء والمرسلين به، وكل خاصية من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لهذا الوحي، كما أمره أن يبين لهم أن إلههم هو الله وحده المختص بخصائص الربوبية والألوهية، المتصف بكل كمال، المنزه عن كل نقص.

7- زعموا أنه جاء بالوحي من تلقاء نفسـه، وأنـه أبصر فحدث عن بصيرته، وهذا هو زعـم المشركين الأوائل الذين قالوا إن هذا إلا قول البشر، ورد الله تعالى عليهم بقوله تعالى قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) الطور:32. وبيَّن الله عز وجل أنه لو تقول على الله تعالى بغير وحي الله أو من تلقاء نفسه ونسب إلى الله ما لم يقله، لقصمه الله، قال تعالى وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيل لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) الحاقة: 45-47.

كما نفى الله عنه أن يكون ساحراً أو شاعراً أو يأتي بشيء من تلقاء نفسه، وقد انقطع عنه الوحي فترة فكان الرسول صلى الله عليه وسلم في حزن شديد ظـاناً أن ربه قـد تركه وقلاه وخذله حتى تنزَّلت سورة الضحى تنفي ذلك عنه وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) الضحى:1-2.

8- زعموا أنه عليه السلام يعلم علوم اللوح والقلم، وقد كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ علوم كل شيء منذ بدءِ الخلق إلى الأبد، وعلم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة، وهذا العلم خاص بالله عز وجل، إلا من علمه الله تعالى شيئاً من علمه قال تعالى وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) البقرة:256. وكان صلى الله عليه وسلم يُسأل عن أشياء فلا يخبر بها حتى يوحي الله تعالى إليه، ولو كان يعلم علم اللوح والقلم كما يزعمون، لما قبل الفداء في أسرى بدر وقصتهم مشهورة.

وفي سبب نزول سورة الكهف حين سألته قريش بإيعاز من اليهود عن الفتية الذين طاردهم الملك، وعن الرجل الذي طاف مشارق الأرض ومغاربها، وعن الروح فقال أخبركم غداً ولم يستثن - أي لم يقل إن شاء الله- فانقطع عنه الوحي خمس عشرة ليلة ولا يأتيه جبريل عليه السلام حتى أرجف أهل مكة، وشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء جبريل عليه السلام بسورة الكهف يحدثه فيها عن ذلك. ويعاتبه ربه بقوله وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) الكهف:24 – 25.

9- وزعموا أن الدنيا وما فيها خلقت من أجل محمد صلى الله عليه وسلم متناسين قوله تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات:56، فالدنيا وما فيها من إنس وجن خلقت لغاية واحدة وهي عبادة الله عز وجل وحده ومن أجل هذه العبادة خلق محمد صلى الله عليه وسلم وجميع المرسلين ومن اجل ذلك أنزلت الكتب.

 الصوفية وفتح :

أما الصوفية في الضفة التي تحكمها حركة فتح فموقفها واضح منها فبموقفها المعادي لحركة حماس دعمتها حركة فتح بالضفة وسمحت لها بإنشاء دار الغزالي للفقه والتصوف بنابلس كما أنها لا تسمح لأحد بالتكلم عن مشايخ الصوفية  كما أنها تسمح لهم بإقامة خرافاتهم وطقوسهم  في زاوية الخضر في حارة القيسارية بنابلس كل ليلة جمعة فيطبلون ويرقصون ويغنون قصائد المدح بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي تخالطه كثير من الشركيات من استغاثة وطلب الشفاعة

 

وفي الختام :

كانت تلك لمحة موجزة عن الصوفية و التي بدأت جماعة إسلامية طيبة ، إلا أنها تحولت وتغيرت عن الدين الصحيح وأدخل عليها من البدع العقدية والعملية ما لا تدين به، ومن هنا بإمكاننا القول من خلال النظر في خط سير الصوفية بأنها انحرفت كثيرا عن نهج أعلامها الأول، حتى وصل بها الأمر عند أعلام الصوفية إلى القول بنماذج من البدع بل ربما الإلحاد والشرك لا يقرها عقل ولا دين مثل شيخهم ابن عربي الذي وصل للإلحاد بالله تعالى , وقد رد كثير من علماء أهل السنة والجماعة على ضلالات هذه الفرقة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية  رحمه الله فطعنوا به وكفروه وادعوا عليه ما لم يقل وهكذا صارت شرعتهم القدح بكل من يسلك المنهج الصحيح  بإتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

 

 



مقالات ذات صلة