الكثير يعرف عن عدنان إبراهيم فساد اعتقاده في الصحابة وتسويقه للنموذج الشيعي ,ولا أظن أن قناة مثل روتانا ستستضيفه لهذا الشأن على هذا النحو المباشر الفج . لكن الكثير لا يعرفون أن عدنان إبراهيم يؤمن بالتصوف الروحاني والفلسفي ,ومن أكثر المبشرين به وبرموزه الرواد الذين أرسوا معالمه وبسطوا نظرياته وفي طليعتهم الصوفي الفلسفي جلال الدين الرومي .
عدنان إبراهيم من دعاة هذا الصوفي ,وقدم الكثير حوله وحول مشروعه الروحي الذي يتجاوز الأديان يؤاخي بينها, بمعنى أنه يلغي تفرد الإسلام وخصوصيته وخيريته وواحديته .
عدنان خليط من العقائد المتباينة يحاول التوفيق بينهما والتأليف بين متناقضاتها ,فلجأ إلى الروحانية اللادينية لدى جلال الدين الرومي ,وفرقته ومدرسته التي تسمى بالمولولية .
عدنان يؤمن بالمشروع الصوفي الفلسفي وبجعله مرجعية روحية ونفسية وسلوكية وهو مشروع مدعوم من خارج السعودية بهدف تطويق السلفية أو ما يسمونها بالوهابية .
روتانا ذات توجه ليبرالي ضد السائد السلفي في السعودية وتبذل ميزانية طائلة لتغيير هذه القناعات السلفية لإحلال بديل ليبرالي أو ما يصفونه ب ( الإنساني ) ولم يكن البديل لديهم إلا إحلال دين وسطي, ويتم التحول بعده إلى ليبرالية كاملة .
التصوف الروحاني والفلسفي سيقوم بهذا الدور بكل اقتدار واتقان ولا يفشل إلا بوعي إسلامي مضاد لخرافته العقدية ووظيفته لإزاحة الشريعة تحت القاعدة الصوفية الفلسفية ( الحقيقة نقيض الشريعة ) .
عدنان إبراهيم بلغ درجة عالية من النجومية كسبها من صداماته مع أهل السنة وقناعاتهم وثوابتهم ,ومما يغري باستضافته جرأته واستخفافه بالملايين المنتفضة ضده . والمشروع الليبرالي يحتاج هذه الشروط في هؤلاء الصداميين لغرض التحول العقدي والفكري وتجاوز المسلمات الغيبية .
التصوف خصم تقليدي للسلفية والاستعانة به مهم لتحجيمها , فكيف بمتحدث كعدنان إبراهيم حارب السلفية على كل الجبهات منتصر للجبهة الليبرالية والصوفية والشيعية , فهو متعدد الخنادق ضد السلفية , فضلاً عن أنه ينتظم في مشروع تأسيس كيان صوفي عريض مدعوم من دول بعيدة وقريبة لتطويق السلفية في السعودية لمصالح عقدية وسياسية .
يتجدد التحالف الصوفي الليبرالي والإعلام الليبرالي , حيث لم يتنبه الإعلام اللبرالي إلا مؤخراً إلى أن التصوف فاعل مهم في مقاومة السلفية والسنة . وللأنظمة العلمانية تجاربها في دعم التصوف الذي يحافظ بدوره على الأنظمة العلمانية .
المصدر : موقع المثقف الجديد