الصوفية المتشيعة 000 و مشروع الهيمنة الأمريكي

بواسطة خاص قراءة 1959

 

الصوفية المتشيعة 000 و مشروع الهيمنة الأمريكي

 

وفقاً للتقرير الذي أوردته دوائر الاستخبارات الأمريكية في التعامل مع الواقع الإسلامي الجديد فإنه ينبغي التحديد الدقيق للفئات الفاعلة لأمة الإسلام لمعرفة كيفية التعامل معها تعاملاً صحيحاً , وعلى هذا يقسم الأمة إلى الشرائح التالية:

الشريحة الأولى: ويعتبرها التقرير هي الشريحة الأخطر وهي شريحة الأصوليين أو السلفيين ويقصد بهم كل الفئات أو الأفراد ذات المرجعية العلمية أو الشرعية الكاملة في أخلاقها وعباداتها وعقائدها وممارساتها وسلوكها بينما ترفض المنظومة الغربية ومن الواجب مواجهتها واستئصالها, وبهذا التعريف المجمل يندرج تحت فئة الأصوليين كثير من الفئات والجماعات بل وحتى الهيئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية في البلاد العربية والإسلامية وبهذا تدخل بعض المؤسسات الرسمية كالأزهر الشريف مثلاً تحت التعريف كما تدخل بعض الهيئات شبه الرسمية كالجمعية الشرعية وغيرها تحت التعريف وبهذا فهو لا يقتصر على الفئات السلفية السنية الصافية فقط وإنما يعم ليشمل كل الفئات التي تتخذ الشرع مرجعية كاملة لها في مواجهة المرجعية الغربية.

والتقرير يؤكد على وجوب مواجهة هؤلاء مواجهة كاملة واستئصالهم بشكل جذري ويركز خاصة على السلفيين حيث أن الإسلام السلفي هو المفرخ للإسلام الجهادي في اعتقادهم.

فالمواجهة يجب أن تكون كاملة على كل الأصعدة فكرياً وعملياً, كتصويرهم عن أنهم جهال والرد على حججهم وهذا دور بعض الفئات السلفية المظهر والمصنوعة في الحقيقة وتصويرهم فاسدين فساق ومجرمون وهذا دور الإعلاميين إظهار عدم قدرتهم على الحكم كطالبان وزرع الشقاق بين فئاتهم والتبديع والتشكيك وغيرها من قضايا شكلية وجوهرية والتركيز على القطاعات المهمشة في توصيل هذه الدعاية؟! وهي صور ملحوظة في كل دولة ومدينة وقرية.

 

والفئة الثانية: هي فئة التقليديين أو المحافظين وهي فئة يكاد التقرير بعد التحقيق يلحقها في المعاملة بفئة الأصوليين (فنحن أمام عدو صارم في عداوته) إلا أنه يميزها لأنها متميزة عملياً على أرض الواقع ـ فئة مختلفة ـ ويعتبرها فئة لها مرجعية إسلامية أيضاً وأحسن أحوالها أنها تقبل التعايش مع بعض قيم الغرب بسلام دون صدام ودون قبول كامل لكنها ليست مجموعة واحدة فبعضهم أقرب للأصوليين لأنهم أقرب للمرجعية السلفية السنية مثل إخوان السعودية والكويت (ولا يتجاوز واضعو التقرير ممارسة بعض فئات إخوانية للجهاد كحماس مثلاً) كما أن بعض الرموز مثل الدكتور يوسف القرضاوي وهو المعروف بمرونته الشديدة يعتبره التقرير أصولياً لحضه على الجهاد في بلاد المسلمين المحتلة والمستضعفة وقبوله لحد الردة ؟!!!! وبعضهم أقرب للتجديديين وبالتالي لقيم ومفاهيم الغرب كممارسة لا مجرد التعايش معها كبعض التقليديين في الغرب.

ويركز التقرير على وجوب بث الفتن والشحناء والعداوة بين السلفيين بعضهم وبعض ومنع أية تحالفات بينهم وبين التقليديين واعتبارها إضرار مباشر بالمصالح الأمريكية وإظهار انتقاداتهم لمناهج الأصوليين وتشجيع تحالفاتهم مع التجديديين لاستدراجهم بعيداً عن الأصول والمرجعية الشرعية وتقريبهم لليبرالية واستنزافهم لصالح الفئة الأخيرة.

وكما الأصوليين تماماً يشدد التقرير على عدم دعم التقليديين دعماً حقيقياً وإنما تكتيكياً لمصلحة معينة ثم ضربهم كالسماح بتمريرهم في الأردن سابقاً وأدى لانشقاق الأخوة هناك وانتخابات فلسطين الأخيرة لتوريط واستدراج حماس (يركز على إظهار التقليديين بأنهم سبب التخلف ولا قدرة لهم على الحكم والتنمية) وانتخابات مصر الأخيرة وتركيا كمثال آخر على فرق واضح في التجربة الأخيرة.

والفئة الثالثة: يقدمها التقرير كخيار بديل للأصوليين والتقليديين وهو خيار المجددين أو الإسلاميين الليبراليين ويؤكد على تقديمهم على أن مناهجهم ودعاويهم هي سبب التقدم والازدهار (صناع الحياة مثالاً) ويلاحظ هنا خطورة هذه الفئة لأنها تختلف عن العلمانيين شكلاً وتوافقهم موضوعاً , فهم يقدمون صورة جديدة للإسلام حيث لا يبدون تقيداً بالمرجعية الكاملة لنصوص القرآن والسنة النبوية والصورة الأولى لأمة الإسلام بل ويميلون لتطبيعها مع كثير من كليات ومفردات الثقافة الغربية والمفاهيم الغربية بدعوى الواقعية والمعاصرة ومواكبة التغيير كما أن هذه الفئة أقرب لجذب قطاعات من الأمة لأنها لا تطرح نفسها كبديل معادي كالعلمانيين مثلاً وإنما تزعم أنها تتحدث باسم الدين على الجملة لا أنها خلعت ربقته بالكلية من حساباتها وممارساتها.

فهم يستبدلون الحجاب بالحشمة ويستعيض عن الشريعة بالانتخابات والديمقراطية كبديل لا كوسيلة والجهاد بالقضاء على البطالة.

يطرح التقرير المجددين والعلمانيين كأداة لمواجهة الأصوليين واستدراج أو مواجهة التقليديين واستقطاع قطاعات واسعة منهم (كتجربة الأستاذ عمرو خالد مثلاً مع جماعة الإخوان ) ولا يطرحهما كبديل حقيقي وكامل لأن الأمة كأرض خصبة والإسلام كمادة حية لا يقبلان أن تكون ثمرتها النهائية "أمة علمانية" بشكل كامل ترفض الدين ولا تخرجه من رحبات المساجد أو تسجنه بين أربعة جدران, ولا يمكن أن تكون كلها غربية حداثية على طريقة التجديديين, بينما يطرح الإسلام الصوفي كبديل أقوى يملأ به أرض الواقع ويحله محل دعاة الأصالة والشريعة والخلافة.

 

يقول التقرير عن الصوفية:

تعزيز مكانة المذهب الصوفي: تشجيع الدول ذات التقاليد الصوفية القوية على التركيز على الجزء الصوفي من تاريخهم وإدراجه في المناهج الدراسية المعتمدة في المدارس . وشد الانتباه بقوة أكبر إلى الإسلام الصوفي.

لا يعتبر التيار الصوفي ـ حتى الآن ـ نداً لأي من هذه الفئات والتقرير يدرجه مع فئة المجددين لأنه يمثل التأويل المنفتح والفكري للإسلام و ينص على وجوب تشجيع التأثير الصوفي بقوة في المناهج الدراسية والمعايير المعتمدة والحياة الثقافية في الدول التي تمارس تقاليد صوفية مثل أفغانستان أو العراق, ويمد التيار الصوفي من خلا أشعاره وموسيقاه جسوراً قوية تربط بين مختلف الانتماءات الدينية.

 

فإذا كان هذا هو ما خطط له أولئك فتعالوا بنا إلى ما يفعله هؤلاء وما يتم تنفيذه على أرض الواقع, والعجيب هو التطابق بين كلا الأمرين؟!!

ولكن في البداية لابد من التنويه إلى أننا لا نهدف إلى اتهام أحد بالعمالة ولا الخيانة لا الحكومات ولا الأشخاص الذين سيرد ذكرهم هنا كالدكتور/علي جمعة، والأستاذ/عمرو خالد أو الحبيب الجفري وغيرهم رغم اعتقادنا أنهم بعض أحجار الزاوية في بنيان المخطط العالمي الأمريكي فلا نزعم ـ مثلاً ـ أنهم مخبرون يتعاملون مع الأجهزة المعادية للأمة أو يتلقون تكاليف من أعداء الإسلام, وبمعنى آخر نحن نحاول أن نكون وسطاً بين من يغرقون في ما يسمى بنظرية المؤامرة حتى يجعلوها إلهاماً لكل أفكارهم وتحركاتهم وبين من يتجاوزونها عن عمد ـ وربما للظهور بواقعية مفرطة ـ مع وضوح معالمها وعدم إنكار المؤتمرين عليها.

وإنما نقول بأن هؤلاء الذين سيرد ذكرهم في التقرير لهم مناهج وأفكار يعتقدون بصحتها ويودون أن يرونها كائنات حية في أرض الواقع ووجدوا أمامهم فرصة سانحة وباباً مفتوحاً ولم يكلفوا أنفسهم أن يسألوها لماذا أتيحت لهم الفرص ولماذا فتح الباب لهم وأغلق في وجوه غيرهم؟!! وهل كذبوا قول الله تبارك وتعالى: (ولن ترضي عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) ؟!!

ودليل على هذا عندما سئل أ. عمرو خالد ـ في حلقة مع صحفي اسمه محمود سعد ـ عما نشرته الصحافة البريطانية عن التعاون مع أربعة دعاة على رأسهم هو لمواجهة الإسلام الإرهابي؟! فقال: ولما لا نتعاون معهم دون تنازلات؟! وأنا أتساءل من سيجر من إلى ساحته القوي أم الضعيف؟!

فنحن نذكر مخططات الأعداء المعلنة ثم نبين ما يحدث في بلادنا والمقارنة مفتوحة والسؤال يوجه لهم هم لماذا هذا التطبيق الحرفي الإيماني لتلك المخططات؟!

 وندخل في الموضوع فنقول : هذا الاستبدال للإسلام الحقيقي بالإسلام الصوفي يرتكز على ثلاثة محاور:

 

الأول: استبدال الرموز السنية في مصر:

بالإقصاء الكامل والسجن مثلاً لهذه الرموز أو التضييق والحجر على البعض الآخر بما يقضي أو يقلل جداً من فعاليتها أو السماح للبعض بشفرة معروفة وهي عدم تجاوز الخطوط الحمراء وحتى من سمح لهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة واستبقاء هؤلاء إنما هو لعدم تفريغ الساحة من الرموز السلفية التي يتبعها الكثيرون والقضاء عليها الآن سيخل بمعطيات الواقع في الساحة الإسلامية في مصر فهم يتبعهم كثير جداً من الشباب الذي يتبع هذه الطريقة والقضاء عليها سيؤدي لتفجير الواقع في اتجاهات غير محسوبة وعشوائية ويغلب على الظن أنها ستكون اتجاهات خطيرة ومضرة للأوضاع القائمة.

وفي انتظار زوال الرموز القديمة التي فرضت نفسها على الواقع يتم التأكيد وبشدة على عدم ظهور رموز سنية جديدة وحقيقية ومحاولة إبراز رموز أخرى متعاونة وتابعة.

وفي المقابل تعين الدولة شخصيات رسمية صوفية مع مراعاة أن تتصف هذه الشخصيات بمميزات وخصائص معينة كالدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وهو تجربة جديدة , فلا نبالغ إذا قلنا أنه أخطر شخصية دينية رسمية في مصر, تستحق الدراسة والتعليق في هذا السياق ولو على عجالة فالرجل تميزه أشياء:

1ـ أنه متعصب لعقائد الأشاعرة والصوفية بشدة وبوضوح كما أنه متعصب وبصورة أكبر وأكثر منهجية ضد أهل السنة وعقائدهم.

2ـ أنه رجل عالم في الأصول واللغة مما حدا ببعض الشباب إلى الحضور له بزعم الاستفادة وقد أثر في بعضهم وأقنعهم بالعقائد الأشعرية والبدع الصوفية التي يدين بها.

3ـ أنه شيخ جماهيري يدرس في المساجد حتى اليوم (درسه في الجامع الأزهر) خلافاً للفضائيات وغيرها.

4ـ ليس كسابقه الذي كان دينه هو دين الحكومة إذا أحلت أحل وإن حرمت حرم !! فهو يحاول أن يكتسب مصداقية بمخالفة الرأي الرسمي للحكومة والدولة مثل رأيه في العمليات الاستشهادية مثلاً واعتبار من يقول بحرمتها أنه حمار ـ أعزكم الله ـ وذلك بعد تصريح شيخ الأزهر بأنها انتحار محرم بأقل من أسبوع, في تحدي واضح لرأس المؤسسة الدينية في مصر, بل تحدي لتوجهات الحكومة العامة بتقليل هذا الحيز من البسالة والنضال في سبيل دين الله, وليس هذا هو المثال الوحيد.

5ـ أنه رجل صاحب دليل لا يتكلم كلاماً مرسلاً.

6ـ أنه شخصية مناظرة وقوية وهجومية حتى على بعض من يسألونه في بعض القضايا ويتوهم أنهم من معارضيه فيبادرهم بالهجوم والتجريح ويركز جداً على قول يجوز يا وهابي أو لا يجوز يا وهابي فيعمد لتكرار اللفظ لتثبيته في الأذهان كسبة ووصمة لمن يتخذ الجانب المقابل.

7ـ له علاقات خارجية فيعتبر الممثل الرسمي لـ" المعهد العالمي للفكر الإسلامي بأمريكا" وهو معهد مشبوه في توجهاته .

8ـ له طلاب قلد كثيرين منهم مراكز هامة في دار الإفتاء ليخلف جيلاً قيادياً يحمل منهجيته!!

وبهذه الاعتبارات فالدكتور علي جمعة ظاهرة خطيرة وغير مسبوقة, وكان الرجل يقول لبعض مريديه منذ أكثر من عشر سنوات أنه سيكون مفتي للديار وشيخ أزهر أيضاً؟؟!!

 

الثاني: استبدال السلفية بالصوفية فكرياً:

(صدر خلال السنوات السابقة العديد من الكتب الصوفية لكن معدلاتها زادت جداً في آخر سنتين (رأس جبل الجليد) حيث صدر بضع وعشرون كتاباً صوفياً في مصر (حوالي 24 كتاب) ( وهو معدل كبير جداً حوالي 12 كتاب سنوياً) تؤصل للصوفية ظاهراً بينما لا تخلو من مسحة تشيع مستبطنة في أغلب أحوالها (رأيت بعضها بنفسي) وسنبين ذلك في النهاية منها عدة كتابات لعلي جمعة مفتي مصر أحدها يسمى (المنهج القويم في تصحيح بعض المفاهيم) وتم تلخيصه في كتيب (س , جـ) صغير أخضر اللون يسمى هذا بلاغ للناس طبع منه 300ألف نسخة وزع الكتاب والكتيب في كثير من المصالح الحكومية خاصة في القاهرة الكبرى وكذلك في المساجد كما وزع في عدة محافظات (وكان المطلوب وصوله لأكبر قطاع من الناس وحقنهم بمصل مضاد لعقائد أهل السنة وقضاياهم).

تركز الكتب المذكورة على محاور ثلاثة وهي:

النقطة الأولى: هدم كل ثوابت السنة والسلفية في مصر وأنا لا أعني بالثوابت الأمور العظام والكبرى كأصول العقيدة فحسب فيبدو أن القائمين على هذا المخطط يعرفون جيداً ما يفعلون وإنما يركز على التفتيت الكامل من صغارها إلى كبارها فيما يشبه الحرب الشاملة فيبدأ من قضايا فرعية كاللحية والنقاب والغناء وإسبال الثياب وأمثالها وانتهاءً بالقضايا الكبرى كالحكم بغير ما أنزل الله والأسماء والصفات والقدر وغيرها ومروراً بقضايا مثل: القباب والأضرحة والطواف والتبرك والاحتفال بالمولد النبوي الشريف وجوازه بل واستحبابه وأن والدي النبي صلى الله عليه في الجنة وأنهما مسلمين وأن أبا طالب عم النبي رجل مسلم وهو في الجنة وإنما من قالوا بخلاف ذلك هم أعداء النبي والذين يريدون هدم وشريعته وتقليل محبته.

وهم هنا يختطفون المفاهيم مثل مفهوم السنة والسلف فيقولون أنتم لستم أهل السنة وإنما نحن (أي الصوفية) أهل السنة وأنتم وهابيون فهذا إسلام محمد ابن عبد الوهاب وابن تيمية (مفتي الدماء كما يقول علي جمعة) فهو يركز على هدم الاسم نفسه وبالتالي المفهوم خلف هذا الاسم.

النقطة الثانية: محاولة إرساء ثوابت البدعة الأشعرية الصوفية التي يدين بها علي جمعة وفرقته مكان الأصول السنية بشكل شبه كامل.

والنقطة الثالثة: أخطر من النقطتين السابقتين وتجمع بينهما وهي أنه يعمد إلى الهدم والبناء بتأصيل وأدلة شرعية وهذا هو الجديد في الموضوع, لأن أهل السنة في مصر في العقود الماضية كانوا أعلى صوتاً ـ مع أنهم كانوا أكثر استضعافاً ويعانون الاضطهاد والتضييق ـ لأنهم كانوا يتكلمون بالقرآن والحديث ويستدلون على الناس بالحق الواضح الذي بين أيديهم , يقولون للشيعة والصوفية والأشعرية وغيرها نحن نتكلم بالأدلة الشرعية وأنتم ليس عندكم شيء فأنتم تدعون الناس لقباب وموالد ودروشات بالإضافة إلى بعض الخزعبلات تضلون بها الناس, فما هو دليلكم على هذا ما دليلكم على الألوان التي تلبسوها أو الرايات التي ترفعوها أو الحفلات الراقصة التي تقيموها وتسمونها ذكراً؟  أو الطواف حول القبور والنذر لها والاستغاثة بها والدعاء لها أو عندها؟ وغيرها كثير فكان القوم ينقطعون ولا يحرون جواباً , والجديد اليوم في هذا الموضوع أنه يهدم ثوابت السنة ويرسي ثوابت البدعة بطريقة علمية منهجية فيها أدلة شرعية وأحاديث نبوية وأقوال للأمة وغير ذلك وهي بالطبع أدلة مكذوبة في نفسها أو في الاستدلال بها , فإما أن تكون أحاديث ضعيفة أو مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم أو تكون آيات وأحاديث صحيحة وتحرف دلالاتها بما لا يتماشى وقواعد الأصول واللغة , تعمية على العوام, كاستدلالهم بآية الوسيلة مثلاً : (وابتغوا إليه الوسيلة) على الاستغاثة وهي شرك ومعلوم أن التوسل إما سني وإما بدعي وإذا قلنا مثلاً ابتغوا إليه الوسيلة يعني لله وليس للأولياء قالوا: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)؟! وطبعاً كونهم لا يحزنون لا يعني أن نستغيث بهم؟!

فهم يركزون إذاً على تلبيس القضايا وزرع الشبهة عند عوام المسلمين ويعطونهم حصانة ضد عقائد وأصول السنة ويلقنوهم أدلة تعلق بأذهانهم (جعلهم متعلمين مستهلكين كما ينص التقرير) يردون بها دعوة السنة إذا وصلت إليهم ولن تستطيع إفهامهم الفرق بين ضعيف وصحيح وموضوع إلى آخره.

 

الثالث: استبدال السلفية بالصوفية عملياً:

1ـ توزيع الكتب مثل "هذا بلاغ للناس" لـ.د علي جمعة , الذي وزع منه أكثر من 300ألف نسخة مجانية وسيطبع منه طبعات أخرى.

2ـ جولات يقوم بها دعاة صوفيون في عدة محافظات كالقاهرة الكبرى و أجوارها تجوب القرى والنجوع وتتراوح هيئاتهم من أزهري بجبة وقفطان على أفرنجي بدلة و كرافات إلى لباس سني ولحية ويقرون ببعض العيوب في الدولة لإعطاء المصداقية مع التأكيد على وجوب الإصلاح ولكن من خلال الدولة ومن خلال الدين الصحيح (الذي يطرحونه هم طبعاً) ويزرعون نفس الشبهات بثلاثية الهدم والبناء والأدلة الشرعية.

3ـ إنشاء المعهد الأعلى للدراسات الصوفية ويدرس فيه د.علي جمعة, و د.أحمد عمر هاشم (الصوفي أيضاً), وعبد المعطي بيومي, د.محمد سيد طنطاوي.

4ـ يطالبون بإنشاء الجامعة الصوفية العالمية ولا شك أنها هي والمعهد الأعلى بديل لشيء واحد فحسب وهو جامعة الأزهر الشريف (مما يؤكد على أن التقارير الغربية المتشددة ـ كتقرير راند تعتبر مؤسسة عريقة كجامعة الأزهر من المؤسسات السلفية لمرجعيتها الشرعية السنية على الجملة ولم يعفها كونها رسمية)

الطريقة العزمية: بعض الطرق الصوفية كالطريقة الصوفية وشيخها الحالي "علاء أبو العزايم خليفة عن والده الشيخ محمد ماضي أبو العزايم وهو شيخ أزهري , والرجل وفرقته يروجون لأفكار جديدة وخطيرة , وقد لاحظت في تعاملي مع بعض أفرادهم أن عندهم تراجعات عن بعض بدع التصوف الغالية وسررت والله حيث ظننت أنه تراجع في اتجاه التسنن بسبب الضغط الذي مارسه عليهم وعلى بدعهم أهل السنة في مصر, ولكني فوجئت أنه تراجع في اتجاه آخر تماماً وهو اتجاه التشيع؟!!

ويبدو هذا واضحاً في مجلتهم الشهرية (تابعت بنفسي أكثر من عشر حلقات في المجلة تؤصل للتقارب مع المذهب الشيعي الإمامي الرافضي وأنه لا فرق بينهم وبيننا) بالإضافة إلى كم كبير من الكتب لا أحصيها تؤصل لنفس المبادئ وتشن حملة شعواء على أهل السنة قديماً وحديثاً؟!! ويؤصل لنفس مفاهيم علي جمعة وبنفس الطريقة ـ ويا للعجب ـ فالكلام عن أنهم هم أهل السنة ونحن وهابيين وتيميين وغيرها ؟!!

وقد دعي أبو العزايم الإبن لما يسمى بمؤتمر أهل البيت في إيران بدعوة رسمية من الحكومة هناك عن طريق سفارتهم هنا والطريقة العزمية تتلقى الدعم حالياً من جمعية الدعوة الإسلامية بليبيا برئاسة سيف الإسلام القذافي وهي ضالعة في مخطط التصوف الأمريكي, وأطلقت مسابقة عالمية العام الماضي لنشر التصوف في أفريقيا والمسابقة جوائزها قيمة برعاية المركز الأسمري بزليطن التابع لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية؟! وأعلنت عن مشروع إنشاء مركز إسلامي ضخم في كل مدينة أفريقية غير عربية يشمل مسجداًَ ومعهداً وكتاتيب لتحفيظ القرآن وغيرها!! وقد اتفقوا مع أبو العزايم على إمداد كل مركز منها بالمدرسين والمحفظين والخطباء والأئمة!! أو تقوم بالترشيح وليس غريباً أن يأتي هذا التصوف الليبي في وقت تتقارب فيه ليبيا مع أمريكا حيث عادت العلاقات الرسمية وفتحت السفارات منذ أسبوعين , وعلى ما يبدو أن أموال ليبيا كلها ستستخدم في تصويف أفريقيا كلها.

كما يستضيف أبو العزايم الشيخ إبراهيم صالح مفتي نيجيريا ـ ويبدو أنه متصوف ـ كل بضعة أشهر!!

وقد توسع نشاط الطريقة في الفترة الأخيرة واجتذب عدداً غير قليل من الأفراد والكفاءات بفضل أموال ليبيا وإيران منهم د. كارم غنيم ود. سعاد صالح (مفتية النساء) وعبلة الكحلاوي وهي امرأة تكتب إرهاصات أو خواطر أو هواجس أو شيء من هذا القبيل , في ندوات أسبوعية في مركز لهم في مصر القديمة بالقاهرة وجولات دعوية!!

ـ الجفري: صوفي متعصب بدأ من مصر يجوب العالم شرقاً وغرباً فمن سيدني وملبورن شرقاً إلى أمريكا الشمالية والجنوبية غرباً ومن أوربا شمالاً إلى أفريقيا جنوباً صرح قريباً : "أنه آن للصوفية أن تسود العالم بعد قرون من الاضطهاد والظلم" , يصف أهل السنة بأنهم أعداء النبي وآله الكرام صلى الله عليه وسلم.

 

إذاً ما هو موضوع التشيع المتستر بالصوفية؟

نقول إن الشيعة يجدون أن التصوف هو بوابة ولوجهم ونفاذهم لعامة المسلمين في البلاد الإسلامية للتشابه الكبير بينهما في كثير من العقائد والأفكار والممارسات والسلوكيات وهذا القدر الشيعي المتستر بالصوفية مسموح به غربياً أيضاً باعتبار أنه قدر غير مضر فهو يبث في النفوس بغض رموز أهل السنة وعقائدهم وقابلية تحالفهم مع القوى الغربية أو الصليبية أو اليهودية في مواجهة أهل السنة وإضعاف شوكتهم.

وأخيراً أختم بتصريح لمحمد الدريني رئيس ما يسمى بجمعية أهل البيت في مصر حيث يقول: إن الشيعة مستترين خلف 76طريقة صوفية في مصر؟!! كم أن هناك طريقة في طنطا تنتسب لرجل اسمه :"محمد بن إسماعيل الليثي النمر" يزعم أنه منسب تسمى "بجمعية الصفا المحمدي" تعمل كستار للشيعة أيضاً, وجاري البحث التفصيلي في هذه القضايا.

 

الإسلام الشيعي:

ولماذا لم يستبدل الإسلام السني بالإسلام الشيعي مثلاً, نقول لأن الصوفية أفيون الشعوب المسلمة فالإسلام الصوفي هو القادر على تخدير الأمة وتركيعها أمام حكامها المواليين للغرب أو أمام القوى الغربية وهذا الأمر هو ما يثبته التاريخ وغني عن البيان والتفصيل فهو الصورة المطلوبة والمثالية أما الإسلام الشيعي هو إسلام أيديولوجي عقائدي له أفكاره ومتطلباته وإن كان والى الغرب كثيراً في عدائه لجماهير الأمة من أهل السنة ومحاولاته لتحطيم وتدمير دول الخلافة المتعاقبة في الماضي مثل احتلال التتار لبغداد بمعاونة ابن العلقمي الشيعي وتعاونهم ضد صلاح الدين ومحاولات قتله وكما حدث في بعض الدول الإسلامية حديثاً مثل مذبحة صبرا وشاتيلا التي تمت بالتعاون بين حركة أمل الشيعية والسلف الشرعي لحزب الله وتحت سمع وبصر جنود النظام النصيري البعثي في سوريا , وكما حدث في احتلال العراق وأفغانستان باعتراف رافسنجاني وأبطحي وبقية الملالي في إيران فقد صرح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق؛ علي أكبر هاشم رفسنجاني في يوم 8 فبراير 2002 ـ أي بعد احتلال أفغانستان ـ بثلاثة شهور ـ في خطبته بجامعة طهران أنّ 'القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنّه لو لم تُساعد قوّاتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني'. وتابع قائلاً: 'يجب على أمريكا أن تعلم أنّه لولا الجيش الإيراني الشعبيّ ما استطاعت أمريكا أنْ تُسْقط طالبان'؟! [جريدة الشرق الأوسط في 9/2/2002م], كما صرح محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني السابق للشئون القانونية والبرلمانية في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنويًا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م بأن بلاده 'قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق'، ومؤكدًا أنه 'لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة'؟!

إلا أن الإسلام الشيعي يبقى له تفرداته وثوريته وله تطلعاته وطموحاته الفردية البعيدة عن العمالة و التبعية الكاملة  للغرب خلافاً للصوفية.

 

علاقة أمريكا والغرب بإيران: هي علاقة وصفها أحد الكتاب والمحللين بأنها سياسة التقبيل وعض الأصابع , فهم بين شد وجذب فهناك مصالح مشتركة من تحت الطاولة وفضيحة "إيران جات" تؤكد ذلك وكانت أيام ريجان في عز أجواء الأزمة بين إيران والشيطان الأكبر واحتلال السفارة الأمريكية في طهران واتخاذ موظفيها رهائن, ثم فضحت صفقات الأسلحة السرية بين إيران والإدارة الأمريكية والعمولات التي قبضت وكانت الفضيحة سبباً في سقوط حكومة ريجان.

ومنذ شهر ونصف كشفت صفقة موجهة من إسرائيل إلى إيران عبر ألمانيا وقامت المخابرات الألمانية بإعادتها!!

ومعلوم علاقات إيران الاقتصادية القوية جداً مع دول الاتحاد الأوربي وواردات الغاز خاصة , وكلها علاقات يحرص عليها القادة الغربيون قومياً وشخصياً أحياناً, لكن يبدو أن هذا غرام الأفاعي فالقوى الغربية تمكر بإيران وتتربص بها الدوائر وكذلك إيران التي يبدو أنها غير مطمئنة لما يرتب لها فهي تزعم تجهيز استعداداتها النووية ـ وربما لا تكون جادة فيها ـ كنوع من التخويف الاستراتيجي بالردع وإطلاق التصريحات العنترية علانية لكي لا تفقد زخمها الثوري المزعوم, ثم التنازل عنها في الوقت المناسب مقابل أكبر كمية من المكاسب.

وليست هذه هي الورقة الوحيدة التي تلعب بها إيران فهي تلعب بورقة أفغانستان والعراق, فرغم أنه لولا إيران لما دخلت أمريكا أياً منهما ـ كما صرح رافسنجاني ـ إلا أنها قادرة أيضاً على إخراجها منهما إذا أمرت الشيعة بالكف عن دعمها هناك , فضلاً عن أن تطلق أيديهم لقتالها إذا تعرضت للخطر(كما حدث عندما بثت الفضائيات عمليات لمجاميع شيعية مسلحة تزعم أنها ضد القوات الأمريكية ولنا أن نتساءل ما الذي أيقظ مجموعات الأئمة عليهم السلام اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات لتقاتل قوات أمريكا التي أدخلوها ؟! ثم ألم يكن ينبغي التبروأ على الأقل من المرجعيات ومازالت فتاواهم بتحريم قتالها سارية المفعول حتى الآن), إنها لعبة السياسة.

 

 



مقالات ذات صلة