عمر خليفة راشد
تبدي السلطة الكهنوتية في إيران حرصها الشديد بالقضية الفلسطينية، ويقوم الإعلام الصفوي الجبار بإظهار إيران كدولة حريصة على تحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى من دنس اليهود. تقوم إيران من أجل هذا الهدف النبيل (!) بدعم بعض فصائل المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح، وتقيم سنويا فعالية (يوم القدس العالمي)، إظهارا منها لمدى اهتمامها بقضية المسلمين الأولى.. فما هي حقيقة هذه المزاعم الإيرانية؟!
المسجد الأقصى ليس في القدس!
لا يمكن للشيعة أن يسعوا إلى تحرير المسجد الأقصى لسبب بسيط، وهو أنهم يعتقدون أن المسجد الأقصى في السماء، وليس في القدس الشريف !
- قال المحدث محمد باقر المجلسي: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال عن المساجد التي لها الفضل: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جُعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس، فقال: مسجد الكوفة أفضل منه". (بحار الأنوار، 97/405).
- وذكر الفيض الكاشاني في تفسيره: "روى القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالسا في المسجد الحرام، فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)، وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجُعفي فقال: أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قال: يقولون: أُسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه أُسري به من هذه إلى هذه، وأشار بيده إلى السماء". (تفسير الصافي، 3/166).
- وقال عباس القمي: "والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس، ولكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد". (منتهى الآمال، ص 70).
- أما المرجع المعاصر جعفر مرتضى العاملي فقد قال: "أنه حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلا، فضلا عن أن يكون أقصى" (الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 3/137). وقال أن: "المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله، فهو في السماء". (المصدر السابق، 3/106).
وقد نال العاملي على تأليفه هذا الكتاب جائزة إيران للكتاب، وقد كرّمه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بنفسه !
هذه النصوص تنفي أي صفة دينية لفلسطين وبيت المقدس عند الشيعة. ومن أراد مزيدا من التفصيل فليرجع إلى كتاب (الشيعة والمسجد الأقصى)، تأليف الأستاذ طارق أحمد حجازي.
الشيعة يكرهون أبطال فلسطين
كل الشخصيات الإسلامية العظيمة، التي ارتبط ذكرها بفلسطين، وفتح فلسطين، وتحرير فلسطين، من أمثال أبي بكر الصدّيق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ونور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهم جميعا.. كل هذه الشخصيات يكنّ لها الشيعة كراهية شديدة وبغضا لا حدّ له !
قتل الفلسطينيين في لبنان
الذي يسعى إلى نصرة الفلسطينيين وتحرير بلادهم، لا يقوم بقتل الفلسطينيين وذبحهم بدم بارد في مخيمات بيروت وأزقّة بغداد.
هل تذكرون مذابح الشيعة بحق اللاجئين الفلسطينيين من سكان مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت في مايو من عام 1985م؟! لقد قام زنادقة حركة أمل الشيعية، وبدعم من إخوانهم الدروز والنصيريون والنصارى بأبشع أنواع الجرائم في تاريخ لبنان المعاصر، فقتلوا الرجال والنساء والأطفال، وأحقوا المستشفيات ودور العجزة، ولم يبقوا حجرا على حجر ! إليكم هذه النماذج:
- "عدد كبير من الفلسطينيين قتلوا في مستشفيات بيروت، وأن مجموعة من الجثث الفلسطينية ذُبح أصحابها من الأعناق". (صنداي تلغراف، 27 مايو 1985م).
- "قامت قوات حركة أمل بنسف أحد الملاجئ التي كان يتواجد فيها مئات الشيوخ والأطفال والنساء في عملية دنيئة تعبر عن البربرية الجديدة". (الوطن الكويتية، 27 مايو 1985م).
- "ذكَرَت شاهدة عيان أنها رأت أحد أفراد المليشيا يذبح بحربة بندقيته ممرضة فلسطينية لأنها احتجت على قتل جريح أمامها". (الشرق الأوسط، 28 مايو 1985م).
- "مليشيات أمل جمعت العشرات من الجرحى والمدنيين خلال ثمانية أيام من القتال في المخيمات الثلاثة وقتلتهم". (وكالة الأسوشيتد برس، 28 مايو 1985م).
هذا هو الحقد المجوسي على أهل السنة والجماعة، منذ ابن العلقمي حتى نبيه برّي، ثم يقولون: تحرير فلسطين !!
قتل الفلسطينيين في العراق
عانى فلسطينيو العراق من إجرام المليشيات الشيعية منذ اليوم الأول للاحتلال الأمريكي – الإيراني للعراق الحبيب.
أصدرت لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين كتابا بعنوان (فلسطينيو العراق بين الشتات والموت)، ذكرت فيه بعض تفاصيل هذه الأعمال الإجرامية للفترة من 2003 إلى 2006م، ومما جاء فيه:
مجموع الانتهاكات عموما: 2595 انتهاكا..
تشمل الانتهاكات: قتل، جرح، تهجير، مداهمة، اعتقال، خطف، قصف، فقدان، تهديد، تعذيب..
88% تقريبا من هذه الانتهاكات تمت على يد المليشيات الشيعية..
و 12% على يد الأمريكان !!
ليس للمشروع الإيراني علاقة بالإسلام ولا بالمسلمين، ولا يسعى لتحرير فلسطين ولا غير فلسطين. لم يحرر الشيعة على مدى ألف عام شبرا واحدا من ديار المسلمين. إنه مشروع كسرى يزدجرد، الذي أحياه الولي الفقيه، في غفلة من أهل السنة والجماعة.
موقع القادسية عن الرسائل الشيعية في المسالة البحرينية