الشيعة وفلسطين : مازال الاختراق مستمراً

بواسطة حامد عبد الرحمن قراءة 2137

الشيعة وفلسطين : مازال الاختراق مستمراً

حامد عبد الرحمن

إن تتبع السلوك السياسي الشيعي في العالم الإسلامي لضرورة يحتمها دراسة الواقع الذي يحيط بالمسلمين .هذا السلوك الذي يتبع سياسة الانتهازية السياسية و يهدف إلى كسب تعاطف الشارع الإسلامي في نفس الوقت و محاولة تشييعه بالخداع و ركوب الموجة . و جاء حادث محاولات اليهود الحثيثة لهدم مسجد الأقصى ليكون فرصة مناسبة للشيعة في العالم العربي والإسلامي ليتصدوا لها و ليستغلوا الصمت و الشلل السني في مواجهة هذه القضية الخطيرة . والسلوك الشيعي لا يرقى لدرجة الفعل وهذا دائما ديدنه و لكن ينحصر في دائرة التصريحات والجعجعة اللفظية والتهديدات المتواصلة والتي يعرف القاصي والداني أنها لا تذهب بعيدا عن ذلك و لكن تخدع فقط الدهماء الذين يظنون أن الشيعة هم فقط حامي حمى القضية الفلسطينية والمنافحون عنها في وقت عز المدافع و المنافح . ولطالما امتلأت الدنيا بأقوال وصراخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله وهو يدندن باستصراخ الهمم للدفاع عن فلسطين وتحرير الأقصى وهو قاعد وجيوشه وميليشياته تقف حارسة لحدود إسرائيل وتقتل من تسول له نفسه بمهاجمة الحدود الشمالية لإسرائيل . واستمراراً لهذا النهج الانتهازي توالت النداءات الشيعية إلى إنقاذ الأقصى بعد التهديدات الأخيرة من جانب الجماعات اليهودية المتطرفة فقد دعا محمد حسين فضل الله جميع المسلمين والعرب والأحرار إلى أن يهبوا للدفاع عن المسجد الأقصى بكل الوسائل المتوفرة لديهم مؤكدا أن استباحة الأقصى تتم بإشارات أمريكية.

ونقلت وكالة رويترز إن فضل الله دعا العرب والمسلمين إلى العمل بسرعة ومن دون إبطاء والتحرك سياسيا وإعلاميا وما هو أبعد من ذلك لإفشال الخطة الجديدة التي يقف المستوطنون والمتطرفون في واجهتها والذي يحركها في الواقع رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون ومن خلفه (الرئيس الأمريكي) جورج بوش.

ورأى أن غلاة المتطرفين من اليهود في فلسطين إنما يتغذون في كل أعمالهم الوحشية من السياسة الأمريكية ومن كل الإشارات التي يطلقها الرئيس الأمريكي ومساعدوه لمصادرة البقية الباقية من حقوق الفلسطينيين في القدس وفلسطين. وأبدى خشيته من أن تكون هذه الأجواء التي تحضر للهجوم على المسجد الأقصى والتهديد باستباحته هي المرحلة الثانية من مراحل خطة شارون التي بدأت بقيامه هو باقتحامه قبل أعوام ليوحي اليوم بان هشاشة الوضع العربي والإسلامي يمكن أن تساهم في استباحة منطقة القلب للقضية العربية والإسلامية ومنطقة الشعور والإحساس على المستوى السياسي والديني.وأضاف فضل الله ليس غريبا أن يتزامن الاعتداء لاستباحة الأقصى مع زيارة شارون للولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي بوش الذي يمثل الجندي الأول والمساعد الأبرز في مسيرة الهدم والقتل والإحراق التي يحركها شارون ضد الواقع العربي والإسلامي انطلاقا من فلسطين.

و من جهة أخرى أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، أن الحكومة الإسرائيلية «تتحمل تبعات أي مساس بحرمة المسجد الأقصى», وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي ، «إن المسجد الأقصى ليس متعلقا بالفلسطينيين والدول العربية فقط بل بكل المسلمين في العالم، وستكون هناك تداعيات خطيرة في حال تعرض حرمة هذا المكان المقدس للانتهاك».

ودعا آصفي مجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأوساط الدولية الأخرى، إلى «اتخاذ إجراءات ومواقف عاجلة للحؤول دون المساس بحرمة المسجد الأقصى»، مؤكداً «أن سياسات الكيان الصهيوني تشكل معضلة رئيسة لمنطقة الشرق الأوسط، وأن البعض يحاول إلقاء تبعات ما يجري في هذه المنطقة على الآخرين لكي يبقى الكيان الصهيوني في منأى عن المساءلات».ونفى ما تناقلته وسائل الإعلام الأجنبية حول لقاء الرئيس محمد خاتمي والرئيس الإسرائيلي موشي كاتزاف في الفاتيكان، الجمعة، واعتبره «كذبا»، وقال «إن الكيان الصهيوني يقوم بتحريف وتلفيق الأخبار من اجل إعطاء الشرعية له».

في سياق متصل، أكد رئيس البرلمان غلام علي حداد عادل، «أن هجوم جماعة يهودية متطرفة على المسجد الأقصى سيخرق وقف النار بل سيؤدي إلى انتفاضة ثالثة وسيرد المسلمون بحزم على أي عدوان ضد قبلتهم الأولى»، مضيفا «أن جماعة من الصهاينة أعلنت أنها ستقوم اليوم باقتحام وتخريب المسجد الأقصى بينما أعلن الشعب الفلسطيني أنه سيرد على هذا الإجراء».وأوضح عادل «أن التحرك العدواني والوحشي للصهاينة سيثبت بوضوح ماذا يدور داخل حكومة الكيان الصهيوني», وتابع «إن الحكومة الإسرائيلية غير الشرعية تقوم بالعدوان والخيانة والمؤامرة والاغتيال والتخريب وغصب الأموال وارتكاب المجازر بدعم من البلدان الأخرى كبريطانيا والولايات المتحدة»، مشددا على «انه ورغم كل الشعارات التي تطلق تحت عنوان الدفاع عن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب فإن الأساليب غير الإنسانية مستمرة».

و لقد سبق و نبهت الفصائل الفلسطينية لخطورة التدخل الشيعي في القضية الفلسطينية، و مؤخراً هاجمت جماعة فلسطينية مجهولة منظمة حزب الله اللبنانية لتدخلها في "الشؤون الداخلية الفلسطينية" حسب بيان لهذه الجماعة الفلسطينية أرسل عبر الفاكس.

وقال البيان الذي حمل توقيع "وحدة مكافحة التدخل الخارجي في الشأن الفلسطيني بأن حزب الله يتدخل في الشأن الفلسطيني عبر أشخاص مقابل "بعض الدولارات". ودعا البيان "جماهير شعبنا الفلسطيني وحركات المقاومة الذين أثبتوا حرصهم" على مكافحة "أي تدخل خارجي يقوم به البعض مقابل بعض الدولارات يتلقونها من حزب الله". ووصف البيان غير المسبوق حزب الله بأنه "أخذ على عاتقه تخريب البيت الفلسطيني على رؤوس ساكنيه". وأعطى البيان فرصة للذين يتعاملون مع حزب الله من الفلسطينيين ليصححوا ما قال البيان ما أفسدوه وأنهم إذا لم يفعلوا ذلك فسيتم التصدي لهم. وحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة فإن حزب الله يشغل خلايا تابعة لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.

وقدرت المخابرات الإسرائيلية عدد هذه الخلايا بنحو 50 خلية، يشرف عليها الفلسطيني قيس عبيد الذي أسقطت عنه إسرائيل جنسيتها بعد اتهامه بتدبير اختطاف الحنان نتنباوم واستدراجه إلى لبنان.

وأقرت مصادر في كتائب شهداء الأقصى في حديث بعلاقات حزب الله بأفراد ومجموعات من هذه الكتائب، وحسب هذه المصادر فإن شخص يقدم نفسه أبو حسن يعرف على نفسه بأنه قائد كتائب شهداء الأقصى في الخارج يتصل هاتفياً على أرقام هواتف خلوية لنشطاء من هذه الكتائب ويعرض عليهم تنفيذ عمليات.

وتمكنت المخابرات الإسرائيلية، كما تبين من حملات اعتقال لاحقة نفذتها، من رصد كثير من هذه المكالمات الهاتفية.

ورغم أن الاتصالات الهاتفية بهذه الطريقة مثلت خرقاً أمنياً غير معروف عن حزب الله، إلا انه يعتقد أن هذا الحزب لم يجد سوى هذا الأسلوب للاتصال بمجموعات كتائب الأقصى. وكانت إسرائيل اغتالت في بداية الانتفاضة مسعود عياد الضابط في أحد الأجهزة الفلسطينية في غزة، بدعوى أنه من كوادر حزب الله، واعترفت حكومة إسرائيل في حينه بعملية الاغتيال وقال الناطق باسم جيشها "لقد شطبناه من جدول حزب الله".

وبعد تسلم محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية أوفد النائب عبد الفتاح حمايل إلى لبنان لمقابلة مسؤولي حزب الله والطلب منهم عدم التدخل في الشأن الفلسطيني وخصوصاً في كتائب شهداء الأقصى، حسب المصادر الصحافية حينها، ولكن السلطة نفت ذلك علناً رغم أن مسؤوليها في الجلسات الخاصة يشكون مما يقولون تدخلاً من حزب الله في الشأن الفلسطيني.

وتنظر أوساط كثيرة من الفلسطينيين بايجابية إلى حزب الله الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع حركتي حماس والجهاد. فبالإضافة إلى رفع الشعارات و خداع الأمة فهم يعملون على تخريب الداخل الفلسطيني عبر تمويل بعض المنظمات الفلسطينية وخاصة العلمانية منها وهذا التمويل له هدفان :

الأول :التغلغل الشيعي بين الفلسطينيين و بيان حرص الشيعة عليهم وتعاطفهم بقضيتهم وبذلك يضع الشيعة موطئ قدم لهم في أرض الأقصى.

أما الهدف الثاني فهو استخدام الورقة الفلسطينية في سبيل الحصول على مكاسب سياسية في أماكن أخرى مع الولايات المتحدة أو إسرائيل .

 



مقالات ذات صلة