ثالوث الشر وأقنوم الكفر التحالف الشرير . . . (الصليبية . . اليهودية . . الباطنية)!!

بواسطة الصحيفة الصادقة قراءة 2751
ثالوث الشر وأقنوم الكفر التحالف الشرير . . . (الصليبية . . اليهودية . . الباطنية)!!
ثالوث الشر وأقنوم الكفر التحالف الشرير . . . (الصليبية . . اليهودية . . الباطنية)!!

العلاقات بين (الصليبية واليهودية والباطنية) تبدو على السطح ملتهبة، وأنها قاب قوسين أو أدنى من انفجار يقلب المنطقة كفاتًا. ويجعل عاليها سافلها.. لكن الحقيقة الغائية: أن هذه العلاقات خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة دافئة تجعل الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) يحتضن الحاخام اليهودي (آرثر شناير) رئيس جمعية نداء الضمير اليهودية، ويمطره بوابل من القبل الحارة، وحميمية حتى النخاع جعلت (حسين الصدر) يطبع قبلة حارة على فم (بريمر) الحاكم العسكري الأمريكي في العراق . . . وذلك كله لتحقيق المصالح التي لا تمثلها الشعارات المرفوعة، ولا الخطابات المسموعة، ولا التصريحات النارية.

 ولو ذهبنا نتصفح التاريح القديم والحديث؛ لوجدنا عشرات الأمثلة ومئات الحقائق في وثائق لا يستطيع محلل أن ينكرها، ولا يحق لمراقب أن يعرض عنها.

ويمكن تلخيصها بمقولة شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في «منهاج السنة» (2/ 387) حيث توقع قيام دولة لليهود في العراق وغيره، وتحالف الباطنيين معهم ضد المسلمين؛ فقال: «إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره، تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فهم دائمًا يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتلا المسلمين ومعاداتهم».

وهذا ما تم ورأيناه وشاهدناه وازداد يقيننا به بالاعترافات الجريئة التي لا تقية فيها لملالي الروافض:

فقد اعترف الرئيس الإيراني السابق (علي أكبر هاشم رفسنجاني) بتعاون بين إيران وأمريكا لاحتلال أفغانستان وبغداد.. وأكده كل رؤساء إيران من بعد!!

واقرأ -إن شئت- ما كتبه رامسفلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق في مذكراته: «إن علاقة قديمة قامت بينه وبين (السيستاني) ترجع إلى عام (1987م) أثناء إعداد السيستاني لتسلم مهام المرجعية بعد الخوئي.

وأن اتصالات تمت بينهما عن طريق وكيله في الكويت (جواد المهري)، وأنه قدم هدية لأصدقائه في العراق وعلى رأسهم السيستاني قدرها (200 مليون دولار)، وبعد قبول السيستاني للهدية أخذت علاقاتنا معه تتسع أكثر فأكثر، وبعد أن علم الرئيس (جورج بوش) بتسلم (السيستاني) للهدية، قرر فتح مكتب في (وكالة المخابرات المركزية) وسمي: (مكتب العلاقات مع السيستاني) ... وكان من ثمار هذا العمل المتبادل صدور (فتوى) من السيستاني بأن يلزم الشيعة وأتباعه بعدم التعرض لقوات التحالف التي دخلت للحدود.. وكان لهذه (الفتوى) الفضل الكثير في تجنب قوات التحالف خسائر جسيمة!!».

لكن قد يقال: إن هذا واقع مضى وتاريخ انقضى؛ وهو: قائم على التفسير الأيدلوجي للأحداث، هذا التفسير الذي لا عين له ولا أثر في السياسة العصرية!، التي شعارها: المصالح المشتركة، ودثارها المنافع المكتسبة!!

وحتى ينهار هذا الوهم الذي يسيطر على أدمغة كثير من المسلمين تحت وطأة تأثير الإعلام العالمي، رأت (صحيفتكم الصادقة): أن تضع بين أيديكم تلخيصًا مختصرًا وعرضًا معتصرًا لأخطر وثيقة معاصرة تؤكد الارتباط العضوي بين مثلث الأشرار وأجنحة الاستعمار: (الباطنية . . اليهودية . . الصليبية) حتى تستيقظ الأمة الإسلامية على وخر الإبر السامة التي يحقنها بها أعداؤها؛ لتخديرها، ثم استئصالها، ويستفيق حكامها من شهر العسل الذي أسكرتهم حلاوته . .  ومن ثم يقذف بهم مثلث الأشرار إلى مزبلة التاريخ؛ كما صرحت بذلك (كونداليزا رايس) أمام (الكونجرس الأمريكي) في أول لقاء بينهما . . فيسحقون تحت أقدام الشعوب؛ كما رأيناه في (ثورات الخريف العربي) . . لكن أخشى ما نخشاه: أن لا يستبين لهم الرشد إلا في ضحى الغد.

«التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية»؛ هذا ليس عنوانًا لمقال لأحد المولعين بنظرية المؤامرة من العرب، وليس بحثًا وتقريرًا سريًا لمن يحب أن يسميهم البعض!! (الوهابيين)، ويتّهمهم بذلك لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل وإيران وأمريكا، وللمصالح المتبادلة بينهم، وللاتصالات الخفيّة:

إنه الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع، وطبيعة المعلومات الواردة فيه، والأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى، ويضاف إلى ذلك توقيت الأحداث المتسارعة وسياقها في (الشرق الأوسط الجديد).

مؤلفه هو: (تريتا بارسي) أستاذ العلاقات الدولية في جامعة (جون هوبكينز)، ولد في إيران، ونشأ في السويد، وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة: (ستكوهولم)؛ لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة: (جون هوبكينز) في رسالة عن العلاقات الإيرانية –الإسرائيلية!.

كشف هذا الكتاب طبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس، شارحًا الآليات وطرق الاتصال والتواصل فيما بينهم.

ويكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها (تريتا بارسي) الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، فهو أستاذ يرأس المجلس القومي الإيراني-الأمريكي، وخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، واستطاع الوصول إلى صنّاع القرار في البلدان الثلاث: (أمريكا، إسرائيل، وإيران).

حيث يستند الكتاب إلى أكثر من (130) مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، وإيرانيين، وأمريكيين رفيعي المستوى، ومن صنّاع القرار في بلدانهم، وعشرات من الوثاق والتحليلات والمعلومات المعتمدة والخاصة.

واستنادًا إلى ما جاء في هذا الكتاب؛ فإن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل؛ حيث يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس، والتي لم يتم كشفها من قبل.

كما يؤّكد الكتاب أنّ (إسرائيل وإيران) لن يستخدم شعاراته، ولن يطبّق خطاباته النارية؛ فالخطابات في واد، والتصرفات في واد آخر معاكس.

ويكشف الكتاب عن وثائق ومعلومات سرية جدًا وموثقة: أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق عام (2003م) عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين، وتنتهي مخاوف الطرفين.

وبينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام (2003م), كانت إيران تعد اقتراحًا متكاملًا يتضمن جميع المواضيع المهمة؛ ليكون أساسًا لعقد (صفقة كبيرة) مع الأمريكيين عند التفاوض عليه.

تمّ إرسال (الوثيقة السريّة) إلى واشنطن؛ وهي: تشمل مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على (الصفقة الكبرى)؛ منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على (خارطة طريق) بخصوص ثلاث مواضيع: أسلحة الدمار الشامل, والإرهاب والأمن الإقليمي, والتعاون الاقتصادي.

لكن المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد (إيران المعاصرة) التي يحكمها (الآيات والملالي) تقديم اعترافها الكامل بإسرائيل اليهودية كدولة شرعية في (فلسطين التاريخية)!!.

ومن الغرائب التي يذكرها الكاتب: أنّ اللوبي اليهودي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات والشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار؛ لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.

لقد استطاع هذا الكتاب في قالب علمي مهم وبحثي أكاديمي دقيق: أن يكشف أوهام النصرة والنجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها (قضية فلسطين)؟!..

فهل يفيق المخدوعون من أهل السنة: شعوبًا، وحكومات، وحكامًا؟!..

وهل تتبدد خيوط الوهم الذي صنعه الإعلام الصليبي اليهودي الباطني لنبقى أيقاظًا نيامًا؟!..

وهل نعد كما أعدوا؟!..

أو نتهيأ كما استعدوا.. فلا تزال أمامنا فرصة أخيرة!!

المصدر : الصحيقة الصادقة



مقالات ذات صلة