حسان القطب
1438-2-27
2016-11-27
هل نجح جدار الفصل العنصري الذي اقامته اسرائيل في ردع الفلسطينيين عن الاستمرار في ممارسة مقاومتهم للإحتلال، ومواصلة مواجهتهم... مع المحتل الاسرائيلي حتى تحرير فلسطين...؟؟ كلا لم ينجح.. ولن ينجح..؟؟
قبل ثلاثة عقود ....مخيمات لبنان، عانت الكثير.... مخيم صبرا وشاتيلا تمت ابادتهما عل يد المحتل الاسرائيلي وعملائه الى ان تمت محاصرتها لاحقاً من قبل ميليشيا حركة امل التي يراسها نبيه بري.. لسنوات.. بدعم سوري مفتوح، بهدف تصفية الوجود الفلسطيني وانهاء قضيته ... وفشل بري وحركة امل في انجاز هذه المهمة... واستمرت المخيمات الفلسطينية وسكانها ومواطنيها ولاجئيها شاهدة على الظلم الدولي والاقليمي والمحلي لهذا الشعب وقضيته، وعلى اهمال وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناته والاصرار على تعذيبه والامعان في معاقبته لانه يرفض الانصياع لمنطق الاحتلال والخضوع للقرارات الدولية المعادية ..لحقوقه...؟؟
شعارات ترفع عن فلسطين وقضيتها .. وفرق عسكرية تم تشكيلها باسم فلسطين.. جيش التحرير الفلسطيني في سوريا يحارب الى جانب الاسد..؟؟ ولواء القدس الذي اطلقته ايران يقاتل على كل الجبهات العربية، ويمعن تدميرا وخراباً في عالمنا العربي ويتباهى قادته باحتلال عواصم عربية واخضاع شعوبها... وتبقى القدس تحت الاحتلال الصهيوني تنعم بالاستقرار، لولا جهاد ابطال فلسطين وتضحياتهم شباباً ونساءً وحتى اطفالاً في مواجهة الاحتلال ووقف حلمه في الاستقرار في فلسطين ارض الجهاد والرباط...؟؟؟ ولتاكيد الاستمرار في معركة التحرير وبذل الدم دون تراجع او تردد..؟؟
الان ادركنا هدف الحملة الاعلامية التي استمرت اشهر من قبل كتبة في بعض الصحف .. التابعة لمحور ايران – بشار الاسد - حزب الله، حول القلق من تطورات قد تصيب مخيم عين الحلوة وتقوده نحو التطرف والتكفير.. وهو الشعار الذي بدات ايران واتباعها في رفعه للتحريض على ابناء هذه الامة ومن ثم لتبرير الممارسات الدموية بحق اطفالها وشيوخا وشعبها ..؟؟
لا فرق بين الجدارالصهيوني الذي يعزل ارض فلسطين المحتلة عام 1948، عن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.. والجدار الذي بدا الجيش اللبناني باقامته حول مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين...؟؟ الحصار منطقه واحد.. وهدفه واحد..اثبات وتأكيد العداء للشعب الفلسطيني وقضيته ومحاولة اذلاله وتركيعه.؟ خدمة لمشروع صهيوني في فلسطين المحتلة ولفرض الاحتلال الصهيوني على ارض فلسطين..؟ وهنا في لبنان فغن هدف الجدار يعتبر تاييداً لمشروع صفوي فارسي عدائي في لبنان وعالمنا العربي والاسلامي...؟ انه تطابق في السلوك والممارسات والفكر والاداء، ولكن مع اختلاف طبيعة المشروع واهدافه.؟؟؟ وما يؤكد تورط محور ايران في عملية اقامة الجدار العازل هو حملة الدفاع التي باشرها انصارها في لبنان..؟؟ اذ في تصريح لممثل حركة الجهاد الاسلامي شكيب العينا...قال فيه : (رأى مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الاسلامي في لبنان شكيب العينا ان هناك تفهما فلسطينيا للاجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش اللبناني حتى الآن حول مخيم عين الحلوة والتي تهدف لسد ما يعتبرها الجيش ثغرات قد تشكل مصدر خلل امني - في اشارة الى الجدار وابراج المراقبة التي يقوم الجيش اللبناني برفعها عند الحدود الغربية للمخيم. وقال العينا لـ«المستقبل»: اننا لا نستطيع ان ننظر الى تلك الاجراءات الا على انها عملية تحصين امني للواقع الفلسطيني اللبناني المشترك، فالجيش اللبناني جيش وطني ونحن واياه معا في خندق واحد في مواجهة عدو واحد وهو العدو الاسرائيلي». واشار العينا الى انه عند بدء تنفيذ الجيش اجراءاته حول المخيم بما فيها بعض اقسام من سور اسمنتي مركب كانت هناك هواجس لدى البعض، وعقدنا حينها اجتماعا مع الأخوة في عصبة الأنصار وفتح وتواصلنا مع باقي القوى الفلسطينية لبحث هذا الأمر وقلنا اننا لسنا ضد اي اجراء امني حول المخيم على ان لا يمس خصوصية او كرامة الناس..)) لم يقل لنا العينا، اين هي المحافظة على كرامة الناس في اقامة الجدار...؟؟
كما وان سكوت كافة القوى المؤيدة لمحور ايران في لبنان والتي طالما تحدثت عن القضية الفلسطينية على انها قضيتها... ومحور اهتمامها وبوصلة مسارها...؟؟ عن معارضة اقامة هذا الجدار العازل والمعيب.. بل هي حتى غائبة عن السمع... يؤكد انها متورطة في هذ المؤامرة دون شك..؟؟
وهنا من الضرورة طرح اسئلة لا بد منها:
- من المسؤول عن اتخاذ قرار بهذا الحجم وهذه الخطورة .. لان اقامة الجدار العازل قد يطال سمعة لبنان في المجتمع الدولي بما يتعلق بحقوق الانسان وحماية الحريات ووقف التعديات والتعذيب .. ؟؟ وهل قرار اقامة الجدار هو مسؤولية الحكومة ام الاجهزة الامنية...؟؟
- لم تصدر الحكومة اللبنانية موقفاً رسمياً حتى الان حول هذا الموضوع ولم تكلف نفسها عناء التعليق او حتى التبرير.. لا من قبل وزير الداخلية او حتى وزير الدفاع.. ولا من قبل قيادة الجيش..؟؟
- ان استعجال الفريق الامني الحاكم في لبنان في المباشرة لاقامة هذا الجدار خلال مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة، يشكل احراجاً للحكومة الجديدة ولرئيسها بعد تشكيلها..!! وهل هي موافقة على استمرار العمل به او قد تسعى لوقفه...؟؟ وهل تقوم بازالته او تبقي على ما تم انجازه في حال لم توافق على اتمام بنائه..؟؟
- من يقوم بتمويل بناء هذا الجدار الذي تبلغ تكاليفه ملايين الدولارات ..؟؟ في حين تعجز الدولة عن ترميم البنية التحتية واعادة شبكة الكهرباء ووقف التقنين..؟؟ في الحد الادنى..؟؟ ومن يملك قرار الانفاق بهذا الحجم والكم دون العودة لميزانية حكومية وهو الموضوع الذي اصم اذاننا منذ سنوات ويعلن على لسان حزب الله وبري ومن يسير في ركاب مشروع ايران في لبنان..؟؟؟
- ما هي حقيقة دور حزب الله في الضغط على الاجهزة الامنية لتنفيذ هذا المشروع الخطير والهادف لفصل مدينة صيدا عن مخيماتها، ولدفع ابناء مخيم عين الحلوة للهجرة بعد فشل اتباع ايران في ترويض ابناء المخيم الفلسطينيين وتجنيدهم للقتال الى جانب ميليشيا حزب الله في سوريا واليمن والعراق.... وغيرها...؟؟
- هل يدرك القادة الامنيون في لبنان حجم الضرر المعنوي والنفسي على ابناء المخيم وخاصة الاطفال منهم ..حين يترعرعون في محيط يشبه السجن...؟ ام ان مصلحة حزب الله وايران هي اكثر اهمية...؟؟؟؟؟؟
اسئلة كثيرة تطرح نفسها بل تفرض نفسها..؟؟ المستهدف هو الشعب الفلسطيني وابناء مدينة صيدا وكل من يؤيد بناء واقامة هذا الجدار هو متواطيء على مستقبل مدينة صيدا واستقرارها وعلى قضية الشعب الفلسطيني .. سواء كان رسمياً او حزبياً.. ؟؟ المؤامرة لها اشكال متعددة، وهذا الجدار من اكثر الممارسات قبحاً وتآمراً دون شك، ووجه من اوجه استهداف القضية الفلسطينية تحت شعار حمايتها..؟؟؟ واذا كان هدف القوى الامنية من اقام هذا الجدار هو حماية امن لبنان ومواطنيه من الارهاب...؟؟ فإن سلاح حزب الله هو اشد فتكاً وارهاباً... والميليشيات الطائفية والمذهبية التي يتم تاسيسها تحت نظر هذه القوى والقيادات اللبنانية الامنية والسياسية، لا يبشر بخير ولا يطمئن المواطن اللبناني ابداً..؟؟ ولا تشعرنا بالامن والامان...؟؟؟ وربما سوف يفكر كل فريق لبناني ببناء وتاسيس ميليشيا خاصة به لحماية وجوده واستمراره في حال استمرت الاجهزة الامنية بعلاقتها المميزة مع حزب الله ومشروع ايران في المنطقة، وتجاهلت سلاح حزب الله وسرايا المقاومة وسرايا التوحيد والحزب القومي السوري وغيرها..؟؟؟
المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات