ليس جديداً أن نعرف مدى التعاون والتواطؤ الواضح من قبل هيئة “الأمم المتحدة” تجاه نظام الأسد الخارج عن الشرعية الدولية، إذا أن التنسيق والتعاون المشترك لم يتوقف يوماً بين الجهتين، ناهيك عن الغزل المتبادل بين الفينة والأخرى، ويكفي أن مقعد النظام وممثله “بشار الجعفري” لا يزالان كما هما في نيويورك دون أي مساس بهما!
وعلى ذكر الغزل المتبادل، أبدت الأمم المتحدة شكرها وامتنانها لنظام الأسد لأن الطلاب اللاجئين في سوريا تمكنوا من الحصول على شهادة الثانوية العامة! متجاهلة ملايين الطلاب السوريين في المخيمات ، والذين هجرهم بشار الأسد وحرمهم من حق التعليم.
وتابعت بالقول: “ترغب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقديم منح دراسية للطلاب اللاجئين ممن حصلوا مؤخراً على الشهادة الثانوية (الفرع العلمي أو الأدبي فقط) ويرغبون بالالتحاق بالجامعات السورية الحكومية للعام الدراسي 2020-2019”.
واشترطت بالقول: “يجب أن تتوفر فيهم شروط المفاضلة الخاصة بالطلاب العرب والأجانب الراغبين بالالتحاق بالجامعات والمعاهد السورية الحكومية التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي، بالإضافة إلى شروط المنحة الدراسية المحددة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
أي ان الأمم المتحدة لا تقوم بشكر هذا النظام المجرم فحسب، بل تقوم بالترويج والدعاية لمؤسساته وجامعاته التي يحتلها ويسيطر عليها شبيحته ومؤيدوه، فيما تعجز عن إيقاف سفك الدم المتواصل في سوريا، او إغاثة ملايين اللاجئين على الحدود من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب!
شريك في الإجرام
وأواخر الشهر الماضي، اتهمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الأمم المتحدة بمساعدة نظام الأسد وحليفه الروسي في قـصف المشافي بمحافظة إدلب، إذ أن الأمم المتحدة تعطي إحداثيات المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في إدلب لكل من الروس والنظام، وكان الهدف من ذلك في بادئ الأمر هو ضمان ألا تضربهم روسيا عن طريق الخطأ.
وقالت المجلة بأن تصرف الأمم المتحدة في هذا الصدد يأتي كجزء من برنامجها الخاص بإنهاء الحرب في سوريا، لكن في الواقع يبدو بأن هذا البرنامج لا يعمل، ويؤدي إلى عكس هدفه الظاهري، إذا ان الروس يستخدمون الإحداثيات لاستهدافها بشكل متعمد بدلاً من العكس، الأمر الذي يضع الأمم المتحدة في كفة الإدانة كونها باتت شريكاً للاحتلال الروسي في قتل السوريين.
المصدر : مدونة هادي العبدالله
17/1/1441
16/9/2019