د.حمزة بن فايع الفتحي |
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم أثبت التاريخ القديم والحديث، أنهم أصدق الناس حملا للإسلام، ودفاعا عنه، وذباً عن عقيدته، وحفاظا على هُويته،،،! ولم تزل موازين القوى العالمية تحسب حسابهم، وتتيقن أنهم( الورقة الصعبة)، والعنصر الأخطر والأمنع، !! فإن غاب العِرق، لم يغب الفكر والمنهج، فصينت الامة، وحُفظت مقدراتها، حتى في أزمنة الضعف والهوان،،! لكن ما يجري في العصر الحديث، وفي اللحظة التاريخية المعيشة، حالة من الوهن الشديد،
أدت بالتالي الى (محرقة) للجسد السني العربي، ابتدأها الأمريكان من حصار العراق في أوائل التسعينيات،بعد غزو الكويت المدبر، ومهلك اكثر من مليون ونصف، طفل عراقي، ثم مرورا باحتلاله وتدميره، وتهجير أهله سنة 2003م،،، وهي اكبر عملية تهجير وقتل في العصر الحديث، فانتهاء بالعدوان النصيري في الشام، والقتل العشوائي الانتقامي المقزز،،،! وأنكى وأغلظ أدواته الترسانة الإيرانية التي يُراد جعلها شرطي الخليج، وراعيته و(مرشدته)،،،! فليس سراً ان بشار النعجة، قد قضى نحبه، ونفق عسكريا ونفسيا من الأشهر الاولى للثورة السورية، ولكن وقفة المارد الصفوي، ودخولهم عسكريا وفي نطاق حرب مقدسة، يُحشر لها (الشباب الإيراني)، والدعم الروسي والصيني، ثبته الى اخر رمق، ولا يزال يترنح رغم الدمار والانفلات، وضياع الدولة،،،!! يقابل ذلك (تقصير عربي) تجاه ما يحصل، وكأنه لا يعنينا،،! رغم انه يعنينا إقليميا وعقديا وثقافيا وأمنيا ،،،! فيا ليت قومي يعلمون، ويتفكرون،،! لأن من جرّهم لبيع العراق،،،،، ولم يتعظوا، استخدمهم مرةً اخرى (لبيع) سوريا،،،!
وها هم العرب، يصطلون بنيار حزب اللات في لبنان، وتدخله في سوريا، وتعاني المنطقة من (هلال شيعي) يكتمل بالحراك الحوثي في اليمن، وتُحاصر من كل جهة، عبر (مخطط صفوي) إيراني منظم،،،! يقابله تفكك سني بارز، وعدم المبالاة بما يحصل،،،،، مع حيف عالمي مقصود تجاههم، حيث انهم الجبهة الاسلامية الرافضة لهيمنة الغرب وابتزازاتهم،،،! لأدفع عن مكارم صالحات// واحمي بعدُ عن عرض صحيحِ فالأراضي السنية في خطر، وأهلها ما بين مشرد وهالك ومطارد، فهم يتعرضون لمحرقة تديرها ايران وأذنابها، مع الترحاب العالمي بذلك،،،!
واليوم (عرسال) السنية في لبنان تتعرض لهجمات حزب اللات والجيش اللبناني العنصري، وقبلها يتآمر العالم اجمع على غزة فلسطين وعزتها، ليسوغوا قتل وإبادة ما يقارب الألفين نفسا، أكثرهم أطفال ونساء،،،! لينزعوا سلاح المقاومة، ويجردوها من كل شرف وغيرة، ويشارك عرب في هذه الجريمة، حتى بتنا نسمع مصطلح (العرب المتصهينة)..!!! يحاصر الوعي العربي، وتطعن الوثبة، ويتقارب مع الأعادي، في حين تم عزل مصر واشغالها بانقلاب فاشل، يتألم من ملصقات دينية، والمغاربة أغراب، والأيدي التركية والباكستانية معطلة،،،،! رغم توجههم السني،،! فمن للسنة الآن،،،؟! ومن يلم شعثهم،،،؟! ويبحث لهم عن محضن صادق،،،؟! بعد أن غص بهم المنافقون، وعملوا على تفريقهم وتحزيبهم،،،؟! والسؤال المطروح هنا:
ما السبب في استهداف القوى الغربية والمعادية للعرب السنة، في هذه الفترة من التاريخ؟! 1/ سلامة منهجهم وعقيدتهم، وتباعدهم عن البدع الشاغلة، والمخالفات المجانبة، لا سيما أرباب الاتجاه السلفي الصحيح، وليس التلفي المبدل، او السخيف المحرف، الذي يرحب بالبدعة والاستبداد، ويداهن المحتل،،،،!
ويحفل بهزيمة المسلمين، او يحرض عليهم الصهاينة، كما في انكشافات حرب غزة الاخيرة ،،،!!
2/ عدم مداهنتهم المحتل، واتكاؤهم على مشروع الدفع والارغام للغازي المستعمر، وانه لا مقام للحل السلمي مع الغزاة الكفرة، كما يقول السستاتي، ودعواه للمقاومة السلمية تجاه الأمريكان، بخلاف الطيف السني، قرر الجهاد وردع المحتل ، فكبده خسائر في معركة (الفلوجة) الاولى والثانية،،،! برغم ضعف الإمكانات، ولكنها هي عزة العرب ووفاؤهم لدينهم وامتهم،،! 3/ تضجر الغرب منهم، واقصد شعوبهم، وتجرعهم المرار منهم في أفغانستان، ثم العراق وسوريا، وفلسطين قبل، وأماكن اخرى، فهم دائماً في حالة حضور وتيقظ، جراء ما يحصل في أمتهم، وان كان اختُرقوا بتنظيمات منحرفة، كداعش وغيرها، ،،!! لكنهم في النهاية مصدر ازعاج لطغاة الغرب، وصانعي قانون الغاب الدولي،،! وتلاين أنظمتهم لم يحل الاشكال، وتبقى المعادلة في غاية الصعوبة،،،! 4/ نهضوية العرب السنة، وسموهم الى عودة مجد الاسلام، فهم لا يريدون عز العرب، او الدفاع عن أنسابها واحسابها، كلا، بل المهم المؤكد في حسهم وحراكهم، هو استيقاظ همة الامة للدور التاريخي لها، وأن العالم قد خسر كثيراً بانحطاط المسلمين، وصيرورتهم اتباعا للغرب والصهاينة،،،! لو لامست اذنَ الفاروق خيبتُهم// لكدر الصفوَ في جناته الكمدُ او كان يدري صلاح الدين ما اقترفت تلك العلوج لضج الفاتح النجِدُ !! فكان لزاما التحرك، واعتقادا المضاء، وأمانة النهوص، واباءً الغيرة،،، ! حتى لا يطول الرقاد، وتطغى الشهوات، ويهلك الانسان، ونتحمل نحن جريرة ضياع هؤلاء وانغماسهم في مستنقع الشهوة والتعاسة والمهانة ، ثم هو تحقيق لسنة التدافع والصراع، التي يتمخض من خلالها ظهور الحق وانتصار الاسلام، (( كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز )) سورة المجادلة. واعتقد أنه لم يعد ثمة وقت للانتظار والتراخي وافتعال المشكلات، في ظل حرب دامية مستمرة، فالواجب التوحد والتناصر ونبذ الفرقة والنزاع، والاستعداد والتأهب (( يأيها الذين آمنوا خذوا حذركم )) سورة النساء. ومضة : (هولوكوست) مشتقة من كلمة يونانية، تعني الحرق الكامل للقرابين المقدمة للإله، ثم باتت مصطلحا لجرائم الإبادة الجماعية، وأول ما استعملت سنة 42 م لاعمال هتلر النازي تجاه اليهود، وانتشرت في العقد الأخير في ميادين السياسة والصحافة كوصف لكل عملية تدمير كلي،،! المصدر : صيد الفوائد |