التصوف في أحضان ورعاية الغرب وأمريكا

بواسطة موقع الصوفية قراءة 4370
التصوف في أحضان ورعاية الغرب وأمريكا
التصوف في أحضان ورعاية الغرب وأمريكا

التصوف في أحضان ورعاية الغرب وأمريكا

 

دعم الحركات الصوفية

    

بعد توصية الكونجرس الأمريكي بدعم الحركات الصوفية .. ما هي دلالات هذا الدعم برأيك ؟؟

     طالعتنا الأخبار العالمية بتوصية عجيبة صادرة عن الكونجرس الأمريكي يدعو فيها إلى دعم الحركات الصوفية في العالم الإسلامي ..

     يقول الباحث الموسوعي الدكتور عبد الوهاب المسيري: ((ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي.

وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة للاستعمار الغربي ..... )).

 

     المصدر الجزيرة الفضائية

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/...551912A33B2.htm

 

وجاء في كتاب [العالم الإسلامي بعد أحداث 11/ 9 ، The Muslim World After 9/11].

     وقد صدر هذا الكتاب في العام الماضي ، وهو عبارة عن بحث تفصيلي يهدف إلى التعرف على الحركات والمذاهب الدينية القادرة على التغيير والتأثير في المشهد الديني والسياسي في العالم الإسلامي ، واستكشاف أهم الاختلافات في العالم الإسلامي ، وتحديد منابع الراديكالية الإسلامية (بزعمهم).

     وللتذكير فإن من ضمن الفريق الرئيسي لإعداد هذا التقرير يأتي اسم شيريل بينارد (Cheryl Benard) وهي زوجة السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاده ، والتقرير بتمويل من القوات الجوية الأمريكية ، والكتاب يقع في ( 567) صفحة.

     جاء فيه عند ذكر الطريقة التقليدية ويراد بها الصوفية: ((يشكلون غالبية المسلمين اليوم وهم محافظون على معتقداتهم الإسلامية وتقاليدهم المحلية ، غير متشددين ، يعظمون قبور القديسين ويؤدون عندها الصلوات ، يؤمنون بالأرواح والمعجزات ويستخدمون التعاويذ ، ومجموعة الاعتقادات هذه أزالت تماما التعصب والشدة الوهابية وأصبح الكثير من التقليديين يشابهون الصوفية في السمات والاعتقادات ، لا يرون تضارباً بين معتقداتهم الدينية وولائهم لدولهم العلمانية وقوانينها.

    

الصوفية:

     تهتم بعالم الروحانيات الداخلية والتجارب العاطفية والشخصية للشيوخ ، وتعتبر في غالب الأحيان "الإسلام الشعبي" ، اتباع الصوفية كثير في العالم الإسلامي وتشكل الطرق الصوفية وأخوان الطريقة قاعدة مهمة من الهيكل الاجتماعي. والقيادة المؤثرة في الصوفية هم الشيوخ ، وفي كثير من البلدان الإسلامية يلعب مشايخ الصوفية على اختلاف طرقهم التي ينتمون إليها دورا ً مركزيا ً في السياسة والدين ، وفي طقوسهم المعروفة بالذكر يقومون بتراتيل وتمايلات وغناء للوصول للنشوة الروحانية التي يزعمون أنها تقربهم من الله .

     الوهابية والسلفية: هم أشد أعداء الصوفية والتقليدية في العالم الإسلامي . ونتيجة لهذا العداء فالصوفية والتقليدية هم حلفاء طبيعيون للغرب في حربهم ضد الراديكالية)).

 

مجلة "يو إس نيوز" الأمريكية:

 

     كشفت مجلة "يو إس نيوز" الأمريكية عن سعي الولايات المتحدة لتشجيع ودعم الصوفية؛ كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية. ويعتقد بعض الاستراتيجيين الأمريكيين أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد "القاعدة"، وغيرها من الإسلاميين المتشددين.

     ويمثل المتصوفون وأساليبهم الصوفية الغامضة اختلافًا واضحًا مع الطوائف الأصولية الإسلامية، كالطائفة الوهابية ، على حد زعم المجلة.

     وكانت الأضرحة الصوفية قد تعرضت للتحطيم في إطار الصراع الطويل بين الصوفية والأصولية في الجزيرة العربية، كما وصفت كذلك الأساليب الصوفية بأنها ارتداد عن الدين، على حد زعم المجلة.

     وبحسب مجلة "يو إس نيوز" فإن الصوفية تسعى للعودة ثانية، حيث يوجد عشرات الملايين في وسط وجنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا، ومئات الملايين الآخرين من التابعين للتقاليد الصوفية.

     وقد صرح أحد متخصصي "الأنثروبولوجي" ويدعى "روبرت دانين"، والذي كان قد درس المتصوفين الأفارقة، إنه: سيكون من الحماقة تجاهل الاختلافات بين الصوفية والأصولية، حيث قد وصف الصراع بين المتصوفين والأصوليين بأنه يشبه حرب العصابات، على حد قوله.

     وقد استرعى ذلك الصراع انتباه صناع السياسة الأمريكية، ولأنه ليس في إمكانهم دعم الصوفية بصورة مباشرة ؛ فإنهم يسعون إلى دعم من على علاقة بها.

     ومن بين التكتيكات السياسية في هذا الشأن استخدام الدعم الأمريكي لاستعادة الأضرحة الصوفية حول العالم، وترجمة مخطوطاتهم التي ترجع للعصور الوسطى، وكذلك دفع الحكومات لتشجيع نهضة الصوفية في بلدانهم.ووفقًا للمصدر: فإن تلك الفكرة كان قد انتهجها الملك "محمد السادس" عاهل المغرب، والذي كان قد جمع في هدوء زعماء الصوفية المحليين بالمغرب، وقدم ملايين الدولارات كمعونة لاستخدامها كحصن ضد الأصولية المتشددة.

 

قراءة في وثيقة أمريكية:

 

     نشرت وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز «رند» بالولايات المتحدة، ورقة بحثية مطولة تحت عنوان «الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء وموارد واستراتيجيات»، قدمت خلالها رصدا عاماً للساحة الثقافية والسياسية الإسلامية ومختلف تياراتها الفاعلة، محددة على ضوء ذلك ملامح السياسة الأمريكية المطلوب توخيها في التعاطي مع الحالة الإسلامية الواسعة بمفرداتها المتنوعة.

     تكتسب هذه الوثيقة أهميتها من جانبين اثنين:

     أولا: من الجهة التي قامت على إعدادها ونشرها التي هي مركز "رند للدراسات الإستراتيجية" ، الذي يعد واحداً من أهم معاقل المحافظين الجدد، وأحد أذرعهم الفاعلة في توجيه السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية.

     ثانيا: هذه الوثيقة ليست مجرد ورقة بحثية تتعلق بحقل دراسي مخصوص، كما هو شأن البحوث الأكاديمية والإستراتيجية عادة، بقدر ما هي عبارة عن برنامج عمل سياسي مفصل، بما يجعلها تخرج عن نطاق البحث الأكاديمي لتطال عالم السياسة ولعبة مصالحها ورهاناتها.

     تقسم الورقة الساحة الإسلامية إلى أربعة اتجاهات وتيارات كبرى:

     تيار أول تسميه بالأصوليين الذين هم بحسب التعريف الوارد «الأكثر عداء للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فهم يهدفون بدرجات متفاوتة إلى تقويض الحداثة والديمقراطية».

     وتيار ثان أطلقت عليه أسم التقليديين الذين هم ـ بحسب وصف الورقة ـ إن كانوا أكثر اعتدالاً وهدوء، إلا أنهم ليسوا على وفاق مع «القيم» الحداثية والديمقراطية، وهم ينقسمون بدورهم إلى تفريعات مختلفة، بعضها أميل إلى التوجهات «الأصولية»، وبعضها الآخر أكثر انشغالا بتثبيت المعايير والمؤسسات التقليدية للمجتمعات الإسلامية.

     أما التيار الثالث فتطلق عليه تسمية التحديثين الذين يراهنون على إدماج العالم الإسلامي في فضاء «الحداثة العالمية»، ويرغبون في إصلاح الإسلام وتحديثه، على ما ورد في التقرير.

     أما تيار الرابع فتصفه بالعلماني، وهو تيار يحث المجتمعات الإسلامية على قبول الفصل بين الدين والدولة على منوال الديمقراطيات الصناعية الغربية، ويدعو إلى إرجاع الدين لدائرة الحياة الخاصة، ويصف التقرير هذا التيار بأنه الحليف الطبيعي والأوثق للولايات المتحدة الأمريكية.

     وبعد هذا التشخيص المفصل لمكونات الساحة الإسلامية، تنتهي الورقة إلى ضبط ما يشبه برنامج عمل مفصل يضبط صيغة التعامل مع هذه الاتجاهات الأربعة، وهذا البرنامج يمكن تلخيصه في الخطوط التالية:

     أولا العمل على دعم الحداثيين من خلال نشر وتوزيع أعمالهم، ومدهم بالسند المالي المطلوب، مع تشجيعهم على مخاطبة الجمهور الواسع، ثم تضيف الورقة أنه من اللازم العمل على إدخال رؤيتهم الحداثية إلى برامج التعليم، ومن ثم إشاعة قراءاتهم وخياراتهم التأويلية للإسلام بين الجمهور الإسلامي الواسع وإخراجها من الدوائر النخبوية الضيقة.

     ثانيا دعم التقليديين في مواجهة الأصوليين، وذلك بتشجيع التقليديين على نقد العنف «الأصولي»، مع العمل على تعميق الهوة بين المعسكرين والحيلولة دون تحالفهما، ثم تشجيع التعاون بين الحداثيين والتقليديين وخاصة من كان منهم أقرب إلى أجندة التيار الحداثي، وتدريب التقليديين على اكتساب المكنة السجالية في مواجهة التيار الأصولي، ودعم حضور الشخصيات الحداثية وأفكارها ضمن المؤسسات والهيئات التقليدية.

     ثالثا: تشجيع التصوف خاصة في البلدان الإسلامية ذات التقاليد الصوفية الراسخة مثل أفغانستان وبقية الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي وفي العراق، نظرا لما يتسم به التصوف من مرونة وانفتاح في الرؤية والقراءة للنصوص الدينية على ما يذكره التقرير البحثي.

     من الواضح هنا أن مقولات التحديث والعلمنة والديمقراطية ومواجهة الأصولية التي يتكئ إليها التقرير، ليست إلا عناوين كبيرة، ولكنها مع ذلك مضللة تخفي أكثر مما تفصح، فضلا عن كونها تحيل إلى ما هو أبعد مدى، وأعمق غورا من مجرد إشاعة قيم «المجتمع المدني الديمقراطي»، قد يتفق المرء قليلا أو كثيرا مع ما ورد في التقرير الأمريكي من مخاطر الاتجاهات العنفية في العالم الإسلامي التي تصيب شرورها المسلمين ومجتمعاتهم قبل الأمريكان أنفسهم، كما أنه قد يشاركه إدانة القاعدة وأضرابها من جماعات العنف السياسي الأهوج في العالم الإسلامي، ولكن الإشكال الرئيسي يظل في ما يسكن هذا التقرير من تعميمات وتقسيمات وضعت على المقاس الأمريكي، من ذلك أن هذا التصنيف الرباعي يبقى خاضعا للعبة المصالح والحسابات الأمريكية، فالدخول إلى هذا الصنف أو ذاك، والانتقال من دائرة الأصولي إلى التقليدي أو الحداثي وحتى العلماني مثلا لا يعكس الحركية السياسية أو الثقافية الداخلية الجارية في العالم الإسلامي، بقدر ما يعكس حدود «القالب الأمريكي» القابل للضيق أو التمدد بحسب متطلبات الأوضاع والأجندة الأمريكية في المنطقة وفي العالم. فتهمة الأصولية مثلا يمكن أن يدمغ بها أو يدخل تحت طائلتها كل من يبدي معارضة وربما لمجرد التحفظ على السياسة الخارجية الأمريكية في هذا الموقع من العالم أو ذاك، كما أن قميص الحداثي والعلماني يمكن أن يسدل على كل قوة، أو أي دولة تبدي انسجاما واستجابة للمطالب والاستراتيجيات الأمريكية.

     من الواضح هنا أن الفريق المحافظ المهيمن على دواليب الحكم والإدارة في الولايات المتحدة، لم يعد يكتفي بمطلب بناء الأمم والدول بل صار يراهن على اجتراح مهمة كبيرة يسميها إعادة بناء الديانات والثقافات، ورغم أن الورقة تسلم ابتداء بان هذه المهمة شاقة وتحتاج إلى طول نفس، خاصة إذا ما تعلق الأمر بدين كبير بحجم الإسلام، إلا أنها مع ذلك تدعو إلى خوض غمار هذه التجربة وتحمل مشاقها بما يحقق المطلب المنشود في صياغة إسلام «مدني ديمقراطي» متقبل لقيم العلمنة والحداثة، وهذا معناه أن مسألة القيم ونظام الثقافة العامة لم تعد شأنا محليا واختياريا للأمم والشعوب بقدر ما غدت خاضعة لاختيارات الخارج ولعبة مصالحه وسلم أولوياته تحت عنوان الدفاع عن القيم المدنية والديمقراطية الغربية، ويزداد الأمر خطورة حينما تختزل القيم الثقافية الغربية في التعابير الأمريكية دون غيرها، وتختصر هذه الأخيرة عند نهاية المطاف في تصورات البنتاجون «وربما في أجندة وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد وزملائه من دوائر الدفاع والاستخبارات».

     وأخيرا يمكن القول إن هذا التقرير محكوم بنزعة ذرائعية استعمالية ترى في القوى الفكرية والسياسية أشبه ما يكون بقطع شطرنج متحركة على الرقعة الأمريكية الكبيرة، ولا ترى فيها تيارات أصيلة ومعبرة عن مشاغل القوى المحلية ومصالحها، فهي تريد أن توظف التقليديين في مناطحة الأصوليين، وتعمل على استدراج التقليديين إلى دائرة الحداثيين، وعلى سحب هؤلاء باتجاه العلمانيين، وأخيرا سوق الجميع نحو المربع الأمريكي الضيق، ورغم أنها لا تتردد في وصف التيار العلماني بأنه الحليف الطبيعي والوثيق للولايات المتحدة إلا أنها تراهن في نهاية المطاف على «إعادة صياغة» مقولاته وأولوياته بما ينسجم مع مخططات القوة الأمريكية، بحيث يلهج بلسانها ويخوض معاركها نيابة عنها، أي أن تيار اليمين الأمريكي النافذ في أجهزة البحث ومراكز الدراسات والمسيطر على دوائر القرار الأمريكي في طريقه إلى صنع ظاهرة جديدة يمكن تسميتها بظاهرة «الانشقاق الثقافي» على غرار ما عرف في الحرب الباردة بالانشقاق السياسي.

 

     د. رفيق عبد السلام 

باحث في الفكر السياسي والعلاقات الدولية ـ جامعة وستمنستر

 

المستشرق الأمريكي مايكل ساليس لـ"قدس برس":

 

لأمريكا الكثير مما تتعلمه من الثقافة الإسلامية ... ((الصوفية)) !!

    

 يقول المستشرق الأمريكي مايكل سالاس، الباحث في الفكر الإسلامي، والأستاذ بقسم الأديان في جامعة هارفورد الأمريكية ، على هامش مشاركته في ندوة حول ((التصوف في المغرب)): " كل حضارة، وكل طائفة لها لغتها الخاصة، ولها نمط تفكيرها. أما في الفكر الصوفي، وفكر محيي الدين بن عربي، فالحق فوق كل صورة. ولما يتجلى الحق في الصور، فكما يتجلى اللون في الإناء، ففي الإناء لا نرى اللون الخالص، ومع ذلك ففيه كل الألوان. معنى هذا أن كل لغة، وكل حضارة، لها لونها الخاص بها، لكنه ليس هو كل الألوان، بمعنى تظل هناك ألوان أخرى لحضارات أخرى.

     وإذا كانت كل حضارة تحترم الحضارة الأخرى، فعندها نثبت وحدة الله، التي هي مجمع كل هذه الألوان ومنتهاها.

     في المقابل، إذا عمدت كل لغة أو حضارة إلى إلغاء الأخرى، وتكفر الأخرى وتستنقصها، فهذا يقود إلى تكسير الوحدة ومنطق التوحيد الإلهي، وهو يسبب أيضا الفتنة بين الناس " .

     " .... فمثلا "الوهابية المتطرفة" تقول إن المسلم لا يمكن أن يكون له علاقات جيدة مع المسيحيين واليهود، وإن المسلمين يكونون أمة ضد العالم كله."

     " ... وصور الشيوخ المتطرفين، الذين يقولون إن الإسلام ليس له علاقات مع الأديان الأخرى، وإن الإسلام هو الدين الأفضل، وأحسن من كل الأديان.. " .

 

     المصدر :

http://www.qudspress.com/data/aspx/d20/10420.aspx

 

 



مقالات ذات صلة