إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان

إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان
إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان

قواعد جديدة للعبة

إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان

تأليف دانييل سوبلمان ،  ترجمة عماد الشعيبي

 

 

هذا الكتاب يهدف لدراسة سلوك حزب الله تجاه إسرائيل بعد انسحابها من لبنان والذي جاء مخالفاً للتوقعات الإسرائيلية ! كما يقول المؤلف ( ص 11 ) وهو باحث في مركز جافي للدراسات الإستراتيجية الإسرائيلي.

يكشف المؤلف عن حقيقة غائبة حول حزب الله وهي أن العامل الأكبر في تعاظم قوة الحزب كانت الانتفاضة الفلسطينية عام 2000م ، وبذلك يكون حزب الله طفيلياً تسلق على جهود الفلسطينيين للحصول على مكاسب طائفية ، وهذا سيساعده على التحول لكيان سياسي فيما بعد، كما هو الحال اليوم بعد 6 سنوات من الانسحاب فماذا صنع حزب الله لإسرائيل ؟؟

جعل المؤلف الفصل الأول لنشأة الحزب ، وتغيير مساره من " الثورة الإسلامية في لبنان " إلى " المقاومة الإسلامية " وذلك بعد التخلي عن حلم " الجمهورية الإسلامية في لبنان " ، ثم تعرض لانشقاق صبحي الطفيلي الأمين العام الأسبق للحزب الذي رفض تغيير مسار الحزب نحو السياسة ، واستنجد بإيران لوقف الانحراف ، لكن إيران وقفت مع الانحراف والمهادنة السياسية !!

و خصص المؤلف الفصل الثاني للتوقعات المسبقة حول الانسحاب مقابل التطورات الفعلية :

و بين المؤلف أن التشاؤم كان سيد الموقف لدى الجهات المعنية بالانسحاب خاصة من الموقف السوري وحزب الله ، وكانت التوقعات تشير لخلخلة أمن الحدود عبر قوات حزب الله والمنظمات الفلسطينية الموالية لسوريا ، ولكن ما حدث بعد ذلك هو العكس ! حيث كان سلوك حزب الله معتدلاً وحريصاً على التهدئة والحفاظ على المكاسب الإعلامية ، وزيادة نفوذه السياسي في لبنان ، وكأن الدور الجديد لحزب الله هو تمرير السياسات تحت صخب الشعارات الثورية !!!

ويكشف المؤلف عن سلوك حزب الله تجاه سكان الجنوب والذين كان قسم كبير منهم متعاوناً مع الاحتلال إلى حد العمالة الكاملة ، ورغم تصريح حسن نصر الله : " سوف تدخل المقاومة إلى منزل كل عميل وتذبحه على سريره " قبل الانسحاب ، إلا أنه عدل تصريحه هذا بعد الانسحاب إلى : " لقد جزع إخواننا مما كنت قلته وخشوا أن يلطخ هذا صورة الحزب ، ولكن هدفي مما قلت كان نشر الهلع " ، بل زاد بقوله : " إننا لا نفكر حتى بمجرد الانتقام " ، وذلك أن سكان الجنوب وأغلب كوادر قوات لحد كانت من الشيعة !  وهذا بعكس ما قامت به الميلشيات الشيعية في العراق من الانتقام من السنة باسم اجتثاث البعث !!! بينما بعض كوادر جيش لحد حكمت عليهم المحكمة بالسجن لمدد بسيطة .

ومن السلوك غير المتوقع للحزب بعد الانسحاب ، إدانة محاولات التسلل عبر الحدود التي يقوم بها كوادر التنظيمات الفلسطينية ، بل إحباط بعض هذه المحاولات .

 

أما الفصل الثالث فعالج فيه الكاتب دوافع ومطالب الحزب ، حيث يرى أن الحزب يناور بين المصالح المتنوعة للبنان وسوريا وإيران ومصالح الحزب نفسه ، ويركز على أن العامل اللبناني الداخلي لم يسلط عليه الضوء بشكل جيد في الدراسات التي تعرضت للحزب ، وذلك أن الحزب وهو يعيد تشكيل هويته ودوره اللبناني بعد الانسحاب أصبح أكثر اهتماماً بالرأي العام اللبناني ، الذي يعارض أن يتعرض للقصف الإسرائيلي دون مصلحة حقيقية ، لقد كان هناك تخوف من دعم حزب الله للمنظمات الفلسطينية بعد الانسحاب لكن تبين أن هذا غير صحيح ولا يستحق الاهتمام !!!

ويكشف المؤلف عن أن النظام السوري يلجأ للغة الخطابية والمؤيدة لحزب الله لمسايرة الشارع العربي ، ولكن في الحقيقة أن النظام السوري وحزب الله حريصان على هدوء الجبهة!

أما إيران فهي حريصة على عدم نشوب حرب مع إسرائيل ولذلك في عام 2002م وصل كمال خرازي وزير خارجية إيران لبيروت على ضوء تصعيد حزب الله للأوضاع ، وصرح بأنه ينبغي عدم إعطاء إسرائيل ذرائع لمهاجمة سورية أو لبنان .

 

و في الفصل الرابع تعرض المؤلف لأربع مراحل حاسمة مرت بالحزب بعد الانسحاب : المرحلة الأولي وفاة حافظ الأسد ، وصعود بشار للحكم ، لقد كان الحزب من مؤيدي الوجود السوري في لبنان ، وذلك للدعم السوري للحزب سياسياً كما في حادثة اعتقال الأردن خلية لحزب الله تحمل صواريخ كاتيوشا ، وتسهيل وصول السلاح الإيراني للحزب ، كما أن الوجود السوري ضمانة لعدم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وانتهاك قوة الحزب الوحيدة !

المرحلة الثانية هي استلام الحريري الحكومة عام 2000م ، والذي كانت أجندته السياسية لا تتوافق مع الطموحات الأيديولوجية للحزب الشيعي ، والذي كان يعارض النشاط العسكري للحزب بعيداً عن الدولة مما يسبب لها المشاكل ، والذي كان الحزب يراعيه بالنسبة لسوريا أكثر من لبنان !!

المرحلة الثالثة هي انتفاضة الأقصى ، والتي كان موقف الحزب فيها الدعم الإعلامي عبر قناة المنار ! وبعض العمليات المتفرقة على الجبهة لإشغال الجيش الإسرائيلي !!

المرحلة الرابعة هي أحداث 11 أيلول والتي لم تؤثر كثيراً على الحزب .

 

أما الفصل الخامس فجعله سوبلمان لقواعد اللعبة بين الحزب وإسرائيل ، وهي ثلاث :

1-  الاعتراف بالخط الأزرق وعدم القيام بأي نشاط على طول الخط .

2-  منطقة شبعا غير مقيدة بمنع إطلاق النار .

3-  الرد بالمثل على أفعال إسرائيل .

وهذا الوضع من المحافظة على صورة عسكرية شكلية ، في مزارع شبعا وإطلاق المضادات الأرضية على الطيران الإسرائيلي ، هدفه المحافظة على صورته بين الجماهير المحلية والعربية وكسب الأنصار وعدم تخلى أتباعه عنه .

لكن هل شكل إطلاق المضاد الجوي ضغط على إسرائيل ؟ الجواب لا . وذلك أن عدد الانتهاكات الإسرائيلية في الفترة من 16/4/2002م إلى 26/2/2003م  هو 993 انتهاكاً رد عليها الحزب بـ 50 رداً !!!!!!!!!   

 

أما الفصل السادس فركز فيه المؤلف على محاولات حزب الله اختراق إسرائيل والتواصل مع حماس والجهاد في فلسطين ، وإمدادهم بالخبرة العسكرية مما يساهم في تنفيذ الأجندة الإيرانية السورية في المنطقة ، القائمة على توريط الفلسطينيين و لبنان والأردن في مواجهات مع إسرائيل ، مع بقاء الساحة الإيرانية والسورية خارج رد الفعل !!!

 

الفصل السابع جاء لبيان دور الحزب في المجتمع اللبناني من خلال مؤسسات الحزب الخدمية، وتأثيراتها على الشارع اللبناني، كما بين مراعاة الحزب للجانب الاقتصادي للبنان ، فقد حرص الحزب على تقليل نشاطه في الصيف للحفاظ على حركة السياحة !!

 

و حوت خاتمة الكتاب الخلاصات التالية :

-   طالما أن سورية ولبنان ينظران إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل على أنها خطر من الأفضل تجنبه فسوف يأخذ حزب الله هذا الأمر بعين الاعتبار .

-       شكلت تصريحات كمال خرازى  ومحمد خاتمى الداعية لضبط النفس لدي حزب الله سياسة جديدة لإيران .

-   سبب قوة حزب الله العسكرية وبقاؤه من دون كافة الميلشيات العسكرية اللبنانية الأخرى هو الاحتلال الإسرائيلي ، فهل كان هذا هو المقصود من البقاء قديماً والانسحاب عام 2000م؟

-   الانسحاب الإسرائيلي مهد لسهولة انخراط الحزب في الحياة السياسية اللبنانية ، فهل كان هذا من مقاصد الانسحاب وهو تمكين الحزب سياسياً؟؟ 

 



مقالات ذات صلة