الشيخ أبو بكر النابلسي أنموذجا لاجتثاث الرافضة الدموي

بواسطة عبد الملك الشامي قراءة 2898
الشيخ أبو بكر النابلسي أنموذجا لاجتثاث الرافضة الدموي
الشيخ أبو بكر النابلسي أنموذجا لاجتثاث الرافضة الدموي

الشيخ أبو بكر النابلسي أنموذجا لاجتثاث الرافضة الدموي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

طالما سمعنا وعلى لسان كثير من الناس أن ما فعله الرافضة في أهل السنة قديما وحديثا لم يفعله اليهود في المسلمين وهذه المقولة ليست بعيدة عن الحقيقة فمن يقرأ ما فعله الرافضة في المسلمين السنة من قتلهم وإهلاكهم واجتثاثهم بطرق بشعة وسادية  يندى لها جبين الإنسانية يصدق هذا الخبر , وكنت ممن رأى هذا الأمر بأم عيني في بغداد الحبيبة عاصمة الرشيد .

فقد سحلت المليشيات الشيعية الطائفية علماء بغداد وطلاب العلم الشرعي ومصلي المساجد فيها بطريقة لا تختلف كثيرا عما يحدث في كل مرة عندما كانوا يتمكنون فيها .

فقد قتلوا من مشايخ بغداد. أكثر من (180) إماما وخطيبا وفيهم علماء أركان لا يعوضون ، وقد سحبت جثث بعضهم بالأزقة والطرقات العامة ، ويوجد ضعف هذا العدد في سجون الاحتلال وسجون الحكومة وسجون الميليشيات , والطريقة التي يعذب فيها هؤلاء العلماء الأجلاء ، ربما لا تخطر على بال الشيطان نفسه، مثل غرس المثاقب الكهربائية في الأجساد عامة والرأس خاصة، أو كي المعتقلين بالمكواة ، أو غمسهم في أحواض ماء النار ، أو شد الأكف بمسامير الحديد إلى الجدران ، أو رضخ الرؤوس بين كتل الحديد ، وغير ذلك مما لا يحتمل ذكره .(موقع القادسية)

وقد استهدفت المساجد بالحرق والتدمير والاستيلاء ، وقد تم في بغداد استهداف أكثر من (224) مسجد وجامع , في سنة 2006 ،بعد تفجير المرقدين في سامراء بينها أربعون أحرقت بالكامل ، وما يزال استهداف المساجد قائما حتى اليوم قتل الأئمة والخطباء وتعذيبهم بطريقة مقصودة في البشاعة لإلقاء الرعب في نفوس الآخرين على نحو يحملهم على ترك مساجدهم (موقع القادسية)

أما في إيران فحدث ولا حرج وقد تعددت في الفترة الأخيرة الأحكام القضائية الصادرة بحق أهل السنة، وهي في معظمها أحكام إعدام، وقد بلغ عدد الذين تم إعدامهم 115 على الأقل منذ بداية العام.

إن القتل بهذه الوحشية وبطريقة يتمتع القاتل فيها بتعذيب الضحية هي من عادات القوم وأساليبهم وكأنما أخذت واقتبست من تاريخ المجوس الدموي في إيران .

ولنأخذ مثلا على ذلك ما حدث للشيخ العلامة الصابر أبا بكر النابلسي الفلسطيني والذي قتل رحمه الله بأبشع صورة ليعلم إخواننا أن هذا مسلسل قديم قد درج عليه القوم .ولا يتفاجئوا بما يحصل اليوم في العراق وايران وسوف يتكرر المشهد في أي بلد تكون فيه الغلبة لهم لا قدر الله.

التعريف بأبي بكر النابلسي رحمه الله :

لربما كثير منا لا يعرف الشيخ رحمه الله مثله مثل كثير من عظمائنا المجهولين لدى أفراد شعوبنا العربية والإسلامية مع الأسف. هو الإمام القدوة العالم المجاهد، أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي، ويعرف بابن النابلسي.

حدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني وعمر بن محمد بن سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد بن سعد.

 روى عنه تمام بن محمد وسمع منه بالرملة وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الدارقطني وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن عمر بن جعفر الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل. (تاريخ دمشق)

وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين، وكان نبيلا جليلا، رئيس الرملة، هرب إلى دمشق فأخذ منها، وبمصر سلخ. -التاريخ للذهبي-

ذكر محنته رحمه الله تعالى:

أن الابتلاء من سنن الأنبياء والصالحين وكما قال صلى الله عليه وسلم" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة" (صحيح الجامع).

وكما قال تعالى:

{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } آل عمران186.

وكثير من علماء المسلمين قد سلكوا هذا الدرب الصعب فمن سعيد بن المسيب إلى سعيد بن جبير إلى الإمام احمد إلى ابن تيمية إلى غيرهم كثير ومن ضمن هذه القافلة الصابرة إمامنا المبتلى أبو بكر النابلسي رحمه الله.

 ولنترككم مع المؤرخين الذين نقلوا لنا تفاصيل محنته رحمه الله:

ذكر الشيخ محمد الأصرم صاحب ترتيب المدارك فقال:

ومما ذكره الرقيق، وابن أبي يزيد، وابن سعدون، وكان رحمه الله تعالى، لما قام الأعصم القرمطي الجنّابي، ونهض إلى الشام، واسمه الحسن. فرأى المنصور. وأتى من موضعه بالإحساء، فحل بالرّملة بجيوشه. سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وأمامه أميرها، لا يسع أبي بكر إلا مداراته على بلده، لئلا يستبيحه. فأدخله الرملة. ولم يخالفه أهل البلد. ووقَوا كثيراً من شره، ثم زحف الأعصم، إلى مصر، وحصر القاهرة. وبها العبيدي، صاحب القيروان الملقب بالمعز إثر وصوله إليها. وغلامه جوهر الصقلبي، إلى أن هزموا الأعصم، وفر أمامهم إلى بلده، الإحساء. وذلك في سنة أربع وستين. وانبعث عساكرهم. فخرج أبو بكر النابلسي من الرملة خائفا منهم إلى دمشق. فلما حصل بها، قبض عليه بعض عظمائها، وحمل إلى مصر مع ابنه، في جملة الأسرى الذين قبض عليهم في الهزيمة. وكانوا نحو ثلاثمائة فشهروا على الجمال، وأمر بضرب أعناقهم على النيل، ورمي جثثهم به، إلا النابلسي، فإنه أمر أن يسلخ ...وشق السلاخون عرقوبيه، ونفخ كما تنفخ الشاة. ثم سلخ، وهو في كل هذا يقرأ القرآن بصوت قوي، وترتيل. إلى أن انتهى السلخ إلى كتفيه. فتغاشى. ثم مات. فصلب جسده، ناحية. ثم جلده، بعد أن حُشي ناحية. رحمة الله تعالى عليه. وذكر أبو الحسن بن جهضم في كتابه، في صدق فراسة المؤمن. قال: لما قدم أبو الحسن علي بن محمد بن سهل، الرملة. خرج إليه جماعة يتلقونه، ومنهم والد أبي بكر النابلسي، وابنه أبو بكر معه. فلما نظر الشيخ إليه، قال: مرحباً بشهيد مصر. وكان هذا في سنة عشرين، واستشهد في التاريخ المتقدم بعد هذا، بنيف وأربعين سنة. وذكر ابن جهضم: أن قتله كان سنة ثلاث وستين. والأول أصح..(ترتيب المدارك وتقريب المسالك1-358)

 ...فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من أهل نابلس إلى اليوم، ولم تزل فيهم بقايا خير، (البداية والنهاية)

ابن عساكر قال: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني وفيها يعني سنة ثلاث وستين وثلاثمائة توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل بن نصر الرملي المعروف بابن النابلسي وكان يرى قتال المغاربة وبغضهم أنه واجب وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض عليه الوالي بها أبو محمود الكتامي صاحب العزيز بن تميم بدمشق وأخذه وحبسه في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر فلما حصل بمصر قيل له أنت الذي قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة (المقصود الفاطميين) وواحدا في الروم فاعترف بذلك وقال قد قلته فأمر أبو تميم بسلخه فسلخ وحشي جلده تبنا وصلب رحمه الله. (تاريخ مدينة دمشق)

 قال أبو ذر الحافظ: سجنه بنو عبيد، وصلبوه على السنة، سمعت الدارقطني يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول: وهو يسلخ: (كان ذلك في الكتاب مسطورا ) [ الإسراء: 58 ].

وهناك رواية اخرى:

قال أبو الفرج بن الجوزي: أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت:

إذا كان مع الرجل عشرة أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهما، وفينا تسعة، قال: ما قلت هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا، فإنكم غيرتم الملة، وقتلتم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية، فشهره ثم ضربه، ثم أمر يهوديا فسلخه.

قال ابن الاكفاني: توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي، كان يرى قتال المغاربة، هرب من الرملة إلى دمشق، فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي، وجعله في قفص خشب، وأرسله إلى مصر، فلما وصل قالوا: أنت القائل، لو أن معي عشرة أسهم..وذكر القصة، فسلخ وحشي تبنا، وصلب.

قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: أخبرني الثقة، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه.

وأخبرني الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند العامة والخاصة، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن، فغلب المغربي بالشام، وأظهر المذهب الردئ، وأبطل التراويح والضحى، وأمر بالقنوت في الظهر، وقتل النابلسي سنة ثلاث.

وكان نبيلا رئيس الرملة، فهرب، فأخذ من دمشق.

وقيل: قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر: الحمد لله على سلامتك، قال: الحمد لله على سلامة ديني، وسلامة دنياك.

قلت: لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيدية الدين ظهرا لبطن، واستولوا على المغرب، ثم على مصر والشام، وسبوا الصحابة.انتهى(سير اعلام النبلاء16-146)

الذهبي:وقال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي: إنما حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله، ولو لم يكن من غربة السنة إلا ما كان من أمر أبي بكر النابلسي لما ظهر المغربي.....القصة....

. قلت: كانت محنة هؤلاء عظيمة على المسلمين، ولما استولوا على الشام هرب الصلحاء والفقراء من بيت المقدس، فأقام الزاهد أبو الفرج الطرسوسي بالأقصى، فخوفوه منهم، فبيت، فدخلت المغاربة وغشوا به، وقالوا: العن كيت وكيت، وسموا الصحابة وهو يقول: لا إله إلا الله، سائر نهاره، وكفاه الله شرهم. وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رأه في النوم بعدما قتل. وهو في أحسن هيئة. قال: فقلت: ما فعل الله بك قال:

(حباني مالكي بدوام عز .......... وواعدني بقرب الإنتصار)

 (وقربني وأدناني إليه .......... وقال: إنعم بعيش في جواري)(تاريخ الإسلام)

وكان الذي تولى القبض على أبي بكر النابلسي ظالم بن مرهوب العقيلي الذي كان أولا في جملة أصحاب القرمطي ثم خالفه وصار في جملة المصريين (تاريخ دمشق)

قال  أبو ذر الهروي أبو بكر النابلسي سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة وسمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ { كان ذلك في الكتاب مسطورا }.

في هذه القصة عبر عظيمة لكل من تأملها منها الصبر العظيم الذي تحمله هذا العالم الجليل على أيدي هؤلاء المارقين عن الدين وتبين مدى الحقد الرافضي على رموز أهل السنة والجماعة وخاصة علمائهم ولا يبعد القول أن خطر هؤلاء أعمق واشد من خطر اليهود وهذه القصة تثبت ذلك فعدما أمر الرافضي بسلخ هذا العالم  رق قلب اليهودي له فقتله ولم يرق قلب الرافضي.

فمثلا في حرب غزة وخلال أربعين يوما تقريبا  أقدمت قوات الاحتلال وخلال عدوانها على القطاع بتدمير 45 مسجداً تدميراً كاملاً، ودمرت 55 مسجداً تدميراً جزئياًَ وعشرات المساجد الأخرى بدرجات. يقابلها في بغداد حيث قامت المليشيات الشيعة وفي يوم واحد بحرق وتدمير 200 مسجد تقريبا في يوم واحد فقط من خلال هذا المثل يتبين مدى خطر كل واحد من الفريقين .

وفي محنة هذا الإمام العظيم يتبين أيضا مدى التوافق والتعاون بين الرافضة واليهود وصدق الإمام ابن تيمية في كلمته المشهورة" وهذا حال الرافضة وكذلك اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إلى قوله لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية (سورة المجادلة). وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم.(منهاج السنة3-225).

هذا هو الحقد والبشاعة الدموية كما عاشها الشيخ والعالم أبو بكر النابلسي والتي ممكن أن تتكرر إن لم ينتبه أهل السنة والجماعة في كل بقاع الأرض لهذا الخطر الداهم والذي ممكن أن تتكرر فيه هذه القصة الرهيبة والتي لا تحمل في جنباتها ولو جزء بسيط من الرحمة هذا هو حالهم وهذه هي سيرتهم المشؤومة .

رحم الله علمائنا وإخواننا الذين سقطوا على أيدي هؤلاء المارقين وأسكنهم فسيح جناته اللهم امين.

 

عبد الملك الشامي

17/2/2010

 

 

 



مقالات ذات صلة