آخر أوراق التوت لحزب الله

بواسطة طارق الحميد قراءة 2168

آخر أوراق التوت لحزب الله

طارق الحميد

 

لا يخالجني شك في عمالة، وطائفية، وخطورة حزب الله، لكن هناك من لا يستطيع رؤية الواقع إلا بعد أن تقع الفأس بالرأس كما يقال، ورأينا وسمعنا بعض ردود الفعل المصدومة بنصر الله بعد انقلاب السابع من أيار في بيروت. واليوم سيصدم كثر من أهداف حزب الله الحقيقية، وعمالته.

فما أن طرحت فكرة الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا حتى جن جنون حزب الله الإيراني، معلنين أن الانسحاب الإسرائيلي لا يعني نهاية السلاح. وطالما انسحبت إسرائيل من شبعا، حتى وإن بقي الجدل على هويتها، فما الداعي لسلاح حزب الله؟ فهل سلاح نصر الله هو لهدف آخر؟ يبدو أن هذه هي الحقيقة.

ولنفهم أهداف نصر الله لا بد أن نشير لتصريح مسؤول عراقي كبير قال فيه إن حزب الله الإيراني، فرع لبنان، يتصرف في العراق وكأنه دولة مجاورة. ويكفي التذكير هنا بخطاب حسن نصر الله الأخير الذي فاخر فيه بأنه فرد في حزب الولي الفقيه حين حاضر العراقيين، وتحدث في شؤونهم الداخلية.

وهذا ليس كل شيء، فأول من أمس هدد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، بكلام خطير يعد بمثابة إعلان حرب طائفية في لبنان، خصومه إلى درجة توعدهم فيه بأنهم لن يجدوا منفذا للهروب من العاصمة، حيث أعلن أن حزب الله لن يقبل بأي مسؤول أمني أو عسكري لبناني لا يطمئن له!

وهذا يعني أن حزب الله يستثمر انقلابه، ويمعن في تحدي وإذلال خصومه السنة في بيروت، على الرغم من اتفاق الدوحة. ضرورة اطمئنان حزب الله للقيادات العسكرية والأمنية، ورغبة المعارضة بوزارة المالية، وفي حال أعطيت الخارجية إلى شقيق السيد نبيه بري، يعني أن حزب الله قد أخذ صلاحيات الرئيس، ورئيس الوزراء، وبالطبع فإن المجلس النيابي سيأتي فوق البيعة.

بعد هذا كله لم يتبق إلا استحداث منصب مندوب المرشد الأعلى في رئاسة الوزراء اللبنانية ويتم تحويل لبنان إلى فرع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذا ليس تهكما، بل واقع يتشكل على الأرض.

ويكفي التذكير بالتحذير الذي أطلقه أحمد الأسعد مؤسس حزب «الانتماء اللبناني» احتجاجا على بعض تصرفات المنتمين لحزب الله الإيراني، فبعد أن ذكر حزب حسن نصر الله بالقول: «مهما اختلفت وجهات النظر، هذا التصرف ليس من قيمنا نحن الشيعة». قال محذرا نصر الله بان «لبنان مازال وسيبقى متسعا للتنوع وللرأي الآخر، ولم يتحول بعد، ولن يتحول أبدا إلى إيران».

ولذا فإن انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، حتى وإن بقيت عهدة لدى الأمم المتحدة، إلى أن يحسم الأمر بين سورية ولبنان ـ وهذه معضلة أعقد من الاحتلال الإسرائيلي ـ سيكون هذا الانسحاب حينها بمثابة إسقاط آخر أوراق التوت عن حزب الله الإيراني، وفضح خدعة حرص نصر الله على لبنان!

 



مقالات ذات صلة