المسلمون ينتفضون .. والفصائل الفلسطينية ترفع صور الخميني!!

المسلمون ينتفضون .. والفصائل الفلسطينية ترفع صور الخميني!!

حاضر العربي

الحمد لله ناصر المؤمنين، والصلاة والسلام على نبينا محمد امام المتقين، وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين، وازواجه امهات المؤمنين ، ومن تبعهم وسار على نهجهم الى يوم الدين، اما بعد:

ففي الوقت الذي تواجه الامة الاسلامية التحديات الداخلية والخارجية، وتكالب الامم عليها وكثرة الطعنات، والمؤامرات والدسائس لمحاولة اضعافها؛ يأتي احد حثالات الرافضة ويتضامن مع اعداء الله من خلال الطعن بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن ابيها، حصل ذلك في منتصف رمضان عندما اجتمع عدد من الاشقياء محتفلين بوفاة الطاهرة الصديقة بنت الصديق وراحوا يشتمون ويلعنون ويقذفون ويطعنون، وعلى رأسهم الفاجر الخسيس الخاسر الأشر الخبيث، الزنديق الدعي المدعو " ياسر الحبيب ".

وهذا الامر ليس مستغربا من اولئك الأشرار، فهذا دينهم وباطلهم وإفكهم، وتلك ثقافتهم وما هو مسطر في كتبهم ومراجعهم، لكن الفرق ان هؤلاء قد كشفوا قناع التقية وأفصحوا عن عقيدتهم الباطنية في تلك الجلسة الشيطانية، وهذا ايضا يرجعنا قليلا لخيانات الرافضة وتآمراتهم عبر التاريخ مع اعداء الله، لكن الادوار تختلف والاماكن والاسماء.

كان للرافضة دور فعال وكبير سنة 490هـ في احتلال الصليبيين بلاد الشام لانهم أضعفوا دولة السلاجقة بكثرة قتالهم لهم ليسقط بعدها بيت المقدس بيد الصليبيين، وكيف فعلوا وتسببوا باحتلال التتار لبغداد سنة 656هـ، وفي سنة 565هـ كيف طلب الفاطميون من الافرنجة من دخول القاهرة والقضاء على صلاح الدين عندما قويت شوكته فيها، وكذلك كانت الرافضة ظهيرا لأعداء الإسلام من السيخ والهندوس والوثنيين والانكليز في الهند، وكيف أقر الشاه إسماعيل الصفوي النصارى والبرتغاليين احتلال مضيق هرمز مقابل الاستيلاء على البحرين والقطيف ومن ثم اتفق معهم تقسيم المشرق العربي بأن يحتل الصفويون مصر والبرتغاليون فلسطين!! فلم يتحقق ذلك بفضل الله ومنته وثم تصدي العثمانيون لهم.

لا نريد في هذه السطور الخوض في خيانات الرافضة عبر التأريخ، أو معتقداتهم في صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم، وأمهات المؤمنين لا سيما أمنا عائشة رضي الله عنها، ولا فيما ادعاه ذاك المفتري، فقد انتفض المسلمون عن بكرة أبيهم ودافعوا عن أمهم رضي الله عنها، وذادوا عن عرض نبينا عليه الصلاة والسلام، وبينوا ووضحوا فضائل الصديقة ومكانتها وعلمها.

إن اغرب ما سمعنا وشاهدنا في ظل تسارع هذا الحدث وتوالي ردود الافعال عليه، وشناعة ما قيل وبشاعة ما تفوهوا به؛ أن تتظاهر بل وتفرح وتحتفل الفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق، بما يسمى " بيوم القدس " بحضور السفير الايراني في آخر جمعة من رمضان المنصرم، رافعين صور الهالك الخميني وخامنئي وحسن نصر ومغنية وعلم إيران!! في اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين وهو مخيم اليرموك!

سوف لن ندقق او نناقش بعض الفصائل الشيوعية او العلمانية او اليسارية التي اقترفت هذا الفعل، مع ان الحدث جد خطير ويخص كل من ينتسب ولو نسبة الى الاسلام، لكن سيتركز كلامنا على فصيلي حماس والجهاد الإسلامي لأنهما إسلاميين ولابد من الكلمة السواء والنصيحة فيما بيننا.

لحد الآن لم أجد مبررا شرعيا لاصحاب الجهاد واتباع حماس لا سيما في ظل هذا الحدث الخطير والانعطاف الكبير؛ للمشاركة في هذه التظاهرة وتمجيد الكفر والزندقة من خلال رفع هذه الصور التي ذكرناها!! على الأقل بعيدا عن الشرع والدين أفلا يحسبون حسابا لمشاعر عامة المسلمين؟! بل أفلا يتسائلون – هم وأتباعهم – كيف نواجه المنتقدين المنتفضين لعرض نبينا عليه الصلاة والسلام!!

إنني في هذه الكلمات أخاطب قادة الحركتين – حماس والجهاد – وساستهم من باب ( الدين النصيحة ) ومن باب الأخوة الإسلامية، بل أخاطب أتباعهم ومحبيهم والمتعاطفين معهم بل المبررين لتلك التصرفات والأفعال، ماذا تقولون بمن يسب ويشتم ويطعن ويلعن ويكفر أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها؟!! فلا أخالكم الا الإقرار بما نقله علماء الإسلام المعتبرون بإجماع زندقة وردة المتفوه بهذا، إلا إذا كان لديكم رأي آخر وأنا أحسن الظن بكم بأنكم تقرون بهذا الإجماع، وما جاء به هذا الخاسر الخبيث إنما يمثل عقيدة القوم ودينهم .

هل تعلمون بأن الخميني الذي رفعتم صوره في مسيرتكم المذكورة قد سبق هذا الدعي بتلك المقولة، حيث قال الخميني في كتاب الطهارة المجلد الثالث ص 457 بأن " عائشة والزبير وطلحة أخبث من الكلاب والخنازير" فكيف تجرأتم أن تكرموا من أذله الله وربنا يقول } إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين { ( المجادلة: 20 ).

العالم الإسلامي بأسره ثائر ويغلي وغاضب مما سمع وشاهد، وتمايزت الصفوف وظهرت المفاصلة وتجلت المواقف، لأن هذا دين وعقيدة وليس لعبا وهزلا، فكان الأولى والأحرى السكوت – مع أنه لا يكفي في هذا الموقف- بدلا من المداهنة والمجاملة والتملق على حساب ماذا؟ على حساب أغلى ما نملك " عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ".

يا أحبتنا في حماس والجهاد ماذا ستقولون لأهلنا شعب الكويت الذي ينتسب إليهم هذا الدعي وهم أول من انتفض ودافع عن أمنا رضي الله عنها، وما الحملة التي قامت بها قناتي صفا ووصال عن الجميع ببعيد، ثم يأتي أتباعكم ويرفعون صور المجرم عماد مغنية الذي اختطف الطائرة الجابرية لمدة ( 21 يوما ) عام 1988 وقتل فيها أنفس بريئة!! أم هل نسيتم مواقف الشعب الكويتي في حربنا ضد اليهود لا سيما في الحرب الاخيرة وما قدموه لنا فماذا نقول لهم!!

بالله عليكم كيف ستواجهون أهلنا في المملكة العربية السعودية الذين وقفوا المواقف المشرفة تجاه قضيتنا وتبرعوا ودافعوا وشاركوا! وانتم ترفعون صور مغنية وهو العقل المدبر لاغتيال دبلوماسيين سعوديين في تايلند، فماذا نقول لهم؟!

وهل تخيلتم ما هي مشاعر الفلسطينيين في العراق الذين ذبحتهم الميليشيات الشيعية بعد تلقيهم التدريبات العسكرية على يد عناصر حزب الله وبدعم مباشر من إيران!! أما سمعتم بطعن المدعو حسن نصر بالصحابي أبي سفيان رضي الله عنه، ثم بعد كل هذا تصرون على رفع صورته في تلك التظاهرة المشؤومة!! وكذلك علم إيران !

إذاً كيف ترفعون علم إيران؛ هذه الدولة الفارسية التي سلمت أفغانستان والعراق للشيطان الأكبر – بحسب زعمهم- ، والتي قتلت ولا زالت أهل السنة فيها وأعدمتهم وطهرتهم عرقيا ولم تعطهم أدنى الحقوق، فبماذا تواجهون سنة إيران بعد ذلك أليسوا إخواننا؟! وكيف ستكون مشاعر سنة العراق الذين فعلت بهم إيران وميليشياتها كل تلك المجازر والأفاعيل ثم ترفعوا علم إيران؟!! فهل هذه مكافئة لهم على تلك الجرائم والمجازر والممارسات؟! أم السياسة المقيتة بحسب زعمكم ؟! فلعنة الله على هذه السياسة التي تضيع علينا ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا وأغلى ما نملك!

أما علمتم أن طلحة والزبير رضي الله عنهما من كبار صحابة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ومن السابقين الاولين الذين اثنى عليهم ربنا تبارك وتعالى في سورة التوبة ومن العشرة المبشرين بالجنة، ثم يأتي خامنئي بالإهانة والسب عندما يقول أن المعارضة الايرانية انحرفت عن طريق الخميني كطلحة والزبير في انحرافهما عن منهج النبوة!! وما أقدم عليه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من تكفير لطلحة والزبير في القناة الايرانية الثالثة في الانتخابات الاخيرة!! } كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كبذا { .

بل كيف ستواجهون أهلنا في غزة الصامدة الذين انتفضوا وسجلوا موقفا تاريخيا في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة!! وماذا أنتم قائلون لأتباعكم ومحبيكم عندما رفعتم صور هؤلاء الأفاكون المفترون الذين يكيدون للإسلام ليل نهار!!

ألم تقرأوا قول ربنا سبحانه } لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك قذف في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ... {( المجادلة : 22)، فعرض نبينا وعقيدتنا وإسلامنا وصحابة نبينا وثوابتنا ورموزنا أعظم عندنا من المصالح الدنيوية والمادية والوجاهات والمناصب وغيرها.

بالله عليكم لو شُتم أو سُب أحد قياداتكم أو طعن في عرض أمه، كيف ستتعاملون مع هذا الحدث وما هي ردود أفعالكم حينئذ؟! والله إن عرض نبينا أغلى علينا من أعراضنا وإن أمنا عائشة أحب إلينا من أمهاتنا ، فهذه قواعد ثابتة راسخة معلومة من الدين بالضرورة، فما لكم لا تفقهون القضية ولا تستفيقون من سباتكم!

أيها الأحبة نقسم بالله العظيم أننا ناصحون ومشفقون على إخوتنا في الدين من هذا المنزلق الخطير، فأمنا عائشة ليست بحاجة لأن ندافع عنها فقد برأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات بقرآن يتلى إلى قيام الساعة، لكن الأمر جد خطير علينا إن لم نقف موقفا شجاعا بطوليا بعيدا عن الحسابات السياسية والمصالح المادية والمواقف الدنيوية.

أما علمتم أن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان!! ووالله وبالله وتالله أننا نتقرب إلى الله ببغض هؤلاء الذين يطعنون بقرآننا وديننا وصحابة نبيننا وعرضه، فكيف تجرأتم برفع صورهم أليس هذا تغريرا بأولئك الفتية والأشبال والشباب الذين انخدعوا بتلك الشخصيات الزائفة المنافقة التي تؤذي الله ورسوله ليل نهار!! أليس من ( سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ).

فلم تُقربون من أبعدهم الله .. وكيف ترفعون من أذلهم الله .. ولم تُوقرون من أهانهم الله .. وكيف تُثنون على من ذمهم الله؟!! أما سمعتم وشاهدتم انتفاضة المسلمين ووقفتهم البطولية في نصرة عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ضد ذاك الأفاك الخبيث ومنهجهم ومعتقدهم الباطل، بماذا تواجهون الشعوب الإسلامية عندما يشاهدوا تلك الصور المشينة وأنتم ترفعونها ؟!، في الوقت الذي ينتهك فيه عرض نبينا عليه الصلاة والسلام من قبلهم!!

بل كيف ستبررون موقفكم يوم القيامة ، يوم يجمع الله الاولين والآخرين، } يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم { وأنتم تغردون خارج السرب وتسيرون عكس الركب، أما شاهدتم عامة المسلمين هبوا على قلب رجل واحد وقد ضجوا وتفجروا براكين تغلي حرقة ونصرة لنبينا عليه الصلاة والسلام، وانتم بلسان حالكم تقفون عكس التيار وكأن الامر لا يعنيكم!!

رحم الله طاووس كان عندما يرى معبد الجهني يطوف بالبيت يقول :( هذا معبد فأهينوه )، ويقول ابراهيم بن ميسرة :( من وقر صاحب بدعة فقد اعان على هدم الاسلام)! وقال سفيان الثوري: ( من سمع مبتدعا لم ينفعه الله بما سمع، ومن صافحه فقط نقض الاسلام عروة عروة)!! هذا لو قلنا تنزلا بأن هؤلاء الذين رفعت صورهم مبتدعة مع أن الخميني كافر زنديق كما ذكر عدد من العلماء المعاصرين، فهكذا كان تعامل السلف الصالح مع المبتدعة فكيف بالزنادقة ودعاة الكفر والزندقة والشرك والبدعة!! فكيف بهؤلاء وقد استمرؤوا رفع صورهم والثناء عليهم في غير ما موضع ومناسبة، أفلا يتقون الله ربهم ويعودوا الى رشدهم وهدي سلفهم الصالح في التعامل مع امثال هؤلاء.

ان بيت المقدس فتحها عمر الفاروق رضي الله عنه، ولن يحررها مرة اخرى اطلاقا من يلعن عمر ويتخذ من سبه وشتمه وتكفيره دينا وعقيدة، فهل يعقل ويتأمل الاخوة في حماس والجهاد هذه الحقيقة، وربنا تعالى يقول } ولينصرن الله من ينصره { ( الحج:40).

ثم كان تحرير الاقصى من احتلال الصليبيين على يد القائد الهمام صلاح الدين رحمه الله، وقد حاول الرافضة اغتياله مرارا في زمن الدولة الفاطمية، فلن تحرر مرة أخرى على يد من يكره صلاح الدين ويطعن فيه، أفلا تتفكرون!!

 أخيرا لا يسعنا إلا أن نقول بأن التاريخ سيسجل تلك المواقف، كما سجل ربنا عز وجل حادثة الإفك ورفع بها أقواما وخفض آخرين، والآن التاريخ يعيد نفسه، ففي هذه المحنة أعز الله أقواما وأذل آخرين، ووفق أقواما وخذل آخرين وسدد رجالا وتقهقر آخرين، فاختر ايها المسلم الغيور على دينك على عقيدتك على قضيتك على مقدساتك مع اي الفريقين تكون؟!

اللهم بلغنا اللهم فاشهد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وازواجه اجمعين.

لمتابعة الصور، انظر الرابط:

http://www.haqeeqa.com/viewfilegallery.aspx?id=40