شيعة الخليج ..في دائرة الاستهداف الأمريكي – الإيراني

بواسطة أحمد الغريب قراءة 635

شيعة الخليج ..في دائرة الاستهداف الأمريكي – الإيراني

 

أحمد الغريب

 

 

منذ فترة ليست ببعيدة وهناك العديد من الجهات الأمريكية والغربية تسعي جاهدة من أجل تقديم صورة إستشرافية للشيعة في منطقة الخليج العربي، بهدف الاستفادة من تلك الورقة في فرض مزيد من الضغوط على الدول الخليجية ، والاستحواذ على تلك الورقة وسحبها من يد إيران التي امتدت إليها منذ وقت بعيد ، حتى أن الأمر بدا في الآونة الأخيرة بأن هناك تنافساً إيرانياً – أمريكيا على شيعة الخليج ، والدور الذي تلعبه طهران في محاولات السيطرة عليهم بعضها واضح للعيان وظاهراً لا يخفى على أحد وبعضها يأتي في إطار المخططات السرية بعيدة الأمد التي لا يجرى الحديث عنها سوى في إطار التكهنات والتخمينات ، أما الدور الأمريكي فلم يكشف عنه إلا منذ وقت قليل ، وبعد أن وجدت أمريكا نفسها تقف في موقف المتفرج ، حيث أثرت عدم الانتظار وقررت خوض اللعبة مع طهران والدخول في معركة حامية الوطيس للفوز  بشيعة الخليج.

 المثير في الأمر أن مصادر قليلة للغاية هي التي كشفت النقاب عن المحاولات الأمريكية الأخيرة للتقرب من شيعة الخليج ، ومن بينها كان بالطبع وسائل الإعلام الإسرائيلية التي سارعت بالكشف عنها ، خاصة وأن أي محاولة من قبل واشنطن في هذا الشأن تخدم المصالح الإسرائيلية في المقام الأول ، لأنها تريد ومنذ فترة أن تثار ورقة الأقليات في العالم العربي ومن ضمنها ورقة الشيعة في الخليج وترى في ذلك ضماناً لمستقبل ملئ بالصراعات الداخلية في العالم العربي وهو ما يضمن لها التفرغ فيما تفعله في فلسطين ، ويمكنها من إتمام مشروعها الإستطياني على أراضي الفلسطينيين وعدم تفرغ العرب لمقاومة إسرائيل مستقبلاً.

لقاء بروكسل السري

وفي هذا السياق تفردت الإذاعة الصهيونية ببث تقرير مفاده أن مصادر دبلوماسية غربية فى بروكسل كشفت النقاب عن اجتماعات تعقد في العاصمة البلجيكية بين منظمات أمريكية غير حكومية مع شخصيات ورموز شيعية من منطقة الخليج ، وتحدثت الإذاعة الصهيونية عن أن المصادر الغربية ذاتها أكدت أن هذه الاجتماعات التي تعقد بعيداً عن وسائل الإعلام تتم بدعم ورعاية من الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي كان قد طلب شخصياً بوضع إستراتجية تمكن شيعة الخليج من الابتعاد عن مركز القوة في طهران.

وقالت الإذاعة الصهيونية أن المصادر الغربية والتي كشفتها تلك الأنباء أكدت في وقت لاحق أن اجتماعات بروكسل يرجح كثيراً أن تكون قد انعقدت بأحد المعسكرات التابعة لإحدى الدول الخليجية، وأكدت المصادر ذاتها أن الاجتماعات المذكورة تعقد في سرية تامة وبعيداً عن أعين المراقبين، و قالت الإذاعة الصهيونية أن بعض المصادر كشفت عن أن هناك معلومات حول مكان انعقاد اجتماعات على مراحل بين ممثلين عن حركات معارضة شيعية خليجية، خاصة من الكويت والبحرين، وبين ممثلين عن منظمات غير حكومية أميركية ، ورغم أن المعلومات كانت شحيحة حول ظروف عقد هذه الاجتماعات ومكانها والشخصيات الخليجية المعارضة فيها، إلا أن المصادر في بروكسل ترجح أن تكون قد عقدت في أحد معسكرات الجيش في الصحراء الشمالية، بعيدًا عن الأعين، ووسط سرية تامة، وذلك بهدف وضع إستراتجية تمكن شيعة الخليج من الابتعاد عن مركز القوة في طهران ، كما طلب بذلك الرئيس الأمريكي جورج بوش.

وبحسب الإذاعة الصهيونية فأن مسئولي البيت الأبيض يعكفون منذ فترة على بلورة ورقة نهائية تتضمن الحقوق السياسية والمدنية التي تتلاءم مع الحجم الحقيقي للشيعة في المجتمعات الخليجية، وفق نظرية الديمقراطية المذهبية التي جربتها الإدارة الأميركية في العراق، بشكل غير موفق استفاد منه النظام الإيراني كثيراً، ومكنه من مد نفوذه إلى منطقة الخليج .

 قنوات اتصال أمريكية مع شيعة الخليج

ثم تناول تقرير الإذاعة الصهيونية ما كان قد أشار إليه المصدر الغربي، وتأكيده على أن الإدارة الأميركية استفادت من دروس العراق، ولذلك رأت أنه من الأفضل فتح قنوات اتصال مع حركات المعارضة الشيعية في الخليج، بدلاً من اتخاذ موقف عدائي مسبق منها، انحيازًا إلى أصدقائهم التقليديين، وتابع المصدر حديثه بالقول" أن تلك الاجتماعات مازالت حتى الآن غير رسمية، رغم التسهيلات التي قدمتها الإدارة الأميركية للتنظيمات غير الحكومية حتى تتمكن من الاجتماع بممثلي حركات المعارضة الشيعية في الخليج العربي ، وقالت أن المصدر ذاته أكد أن جملة من التقارير رفعت إلى الجهات المعنية عن نتائج تلك الاجتماعات، وأشارت إلى أن ممثلي التنظيمات غير الحكومية قدموا للحركات الخليجية، وعودًا بدعمهم من أجل حقهم الديمقراطي والحريات العامة ووسائل التعبير الحر ، وبحسب تلك التقارير فأن ممثلي شيعة خليجيين رفعوا بعض التقارير السياسية وتلقوا ضمانات بدعم مطالبهم إذا ظلت تحركاتهم في الإطار المدني السلمي .

وعلى صعيد آخر  وحسب التقرير أيضًا، فإن ممثلي التنظيمات غير الحكومية الأميركية عملوا إلى إقناع محاوريهم الخليجيين بأن اعتمادهم على الدعم الإيراني يضر بقضيتهم، وشرحوا لهم مواطن التباين بينهم وبين إيران، حيث أن النظام السياسي في طهران يسعى إلى تحقيق مصالحه الإستراتجية في المنطقة بتوظيف ورقة شيعة الخليج العربي، وليس من باب الحرص على الشيعة ، كما تعهدت تلك المنظمات بأن تعمل على حشد دعم رسمي أمريكي لمطالب الشيعة، طالما بقيت في أطرها العادلة مثل إتاحة الفرصة للشباب حتى يشتركوا في الواقع السياسي لهذه الأمة، وحتى يعبروا عن آرائهم ويشاركوا فيما يرتبط بالشأن السياسي، وهذا يتم عن طريق فتح المجال لوجود مدارس وأحزاب وحركات سياسية، وإيجاد مجال للعمل الفكري والمعرفي، ليس فقط على الصعيد الديني والنظري وإنما على الصعيد العملي كإيجاد ورشات عمل في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، وفى الإطار الاجتماعي، إيجاد منظمات وأطر اجتماعية تستوعب هؤلاء الشباب وتوجههم للتطوع في خدمة مجتمعاتهم وأممهم.

 دعم شيعة الخليج في الصعود

وتنطلق إستراتجية التنظيمات غير الحكومية الأمريكية حسب المصدر من الرغبة في توظيف دور شيعة الخليج غير المعلن في الاستحواذ على مشاريع اقتصادية وتكنولوجية غاية في الأهمية داخل مجتمعاتهم ، وهناك الكثير من النشاطات الاقتصادية التي يتحكمون فيها، بعضها معروف من قبل الناس، وأكثرها غير معروفة ،الإضافة إلى ذلك يلاحظ كثرة التوجه التحصيلى لدى شبابهم فيما يتعلق بالدراسة في الجامعات الخليجية ، فبالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المدارس التعليمية في مناطق الشيعة، فإن الكثير منهم يتابعون دراساتهم وتحصيلهم العلمي في الجامعات والمعاهد، كما يلاحظ توجههم في دراسة التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، والفروع الخاصة بالبتروكيماويات واستخراج النفط والمعاهد التقنية والتكنولوجيا ، كما يحتل تجار الشيعة مكانة كبيرة ومهمة في تجارة بعض أنواع البضائع في المنطقة، منها الذهب والمواد الغذائية ، ولا يقتصر الأمر على الاهتمام بالنواحي الاقتصادية، حيث يبدو أن لهم سياسة اجتماعية تتمثل في محاولة زيادة أعدادهم عن طريق تشجيع الزواج والتناسل فيما بينهم، وللحث على الزواج المبكر، وتعدد الزوجات، ولذلك فإن من الملفت للنظر إقامتهم لمهرجانات الزواج الجماعية والتي يتزوج فيها بليلة واحدة العشرات منهم ، كما أنهم يسعون إلى توزيع كتبهم الشيعية لعامة الناس، ونشر معتقداتهم وأفكارهم، والترويج لشيوخهم وأئمتهم، كما يطالبون ببناء الأضرحة وإقامة الحوزات العلمية لهم، وما إلى ذلك من محاولات لتضخيم مكانة الشيعة في الخليج عمومًا والحصول على مكاسب سياسية واجتماعية واقتصادية لهم.

وبحسب التقارير التي رفعت إلى السلطات العليا في واشنطن فأن تطلعات الشيعة في منطقة الخليج تتراوح حسب الدولة التي ينتمون إليها، ففي حين بدأت تطالب في دولة خليجية بمطالب ومكتسبات قدمت لحكومة البلد، حصلت في بلد آخر على تمثيل برلماني ونيابي، وهم في جميع الأحوال يتطلعون إلى المستقبل القريب للاستفادة من الأوضاع التي خلفها سقوط العراق بيد الأميركيين ، كما حذرت تقارير من أنه على الرغم من أن الشيعة في الخليج يحرصون على تقديم أشكال الولاء والطاعة لحكام دولهم، إلا أن ذلك لا ينفى تطلعهم نحو إقامة حكم ذاتي شيعي في مناطق تواجدهم كأغلبية، أو حتى قيام حكومة منفصلة شيعية على أبعد تقدير، فـ "مبدأ التقية" ضروري في ممارساتهم السياسية والدينية، حيث يعتبر اتقاء الطرف القوى مطلبًا دينيًا ومبدأً أساسيًا لهم.

قبل وقوع الشباب الشيعي في يد إيران

ويذكر المصدر أن التحرك الأمريكي من أجل فبركة سياسية جديدة لديموغرافيا الخليج العربي نابع من ورود معلومات استخباراتية توصف بالمؤكدة عن وصول مئات الشباب من جنسيات عربية إلى معسكرات تدريب إيرانية أقامتها المخابرات الإيرانية في منطقة الأحواز ، ويشير المصدر إلى أن الشباب الشيعة العرب بدأوا بالتوجه إلى إيران بعدما كانوا يرسلون في الفترات السابقة إلى معسكرات حزب الله في البقاع اللبناني وذلك لتفادى الأجهزة الاستخبارية التي رصدت إقبال هؤلاء الشيعة على معسكرات في لبنان ، ويلفت التقرير إلى أن هذه المعسكرات الإيرانية تتولى عمليًا التحضير لإعادة تصدير فروع حزب الله إلى عدة دول خليجية وعربية وإسلامية ذات تواجد شيعي، وأن أول فرعين انتهى الإعداد لهما هما فرع حزب الله البحرين وفرع حزب الله الكويت، وذلك بحرفية تامة بالتعاون الوثيق والمباشر مع حزب الله اللبناني ، وفيما رأى التقرير أن بصمات حزب الله البحرين بدأت تظهر في الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها المملكة كشفت أن مساعي إنشاء حزب الله الكويت وتدريب عناصره على أيدي خبراء حزب الله اللبناني قد انتهت وأن دفعتين من المتخرجين على الأقل تقدر كل منها بما بين 12 و16 شخصًا قد عادتا مؤخرًا إلى الكويت بعد دورتين تدريبيتين واحدة في البقاع وأخرى في طهران ، وبحسب التقرير كذلك فأن نواة لـحزب الله قطر هي قيد الإنشاء في معسكرات طهران على الرغم من تعهد إيراني مسبق للدوحة بعدم تجنيد قطريين شيعة  ، كما أورد التقرير نموذجًا عما يجرى فى الكويت تحديدًا، باعتبار أن القوات الأميركية متواجدة بكثافة في هذه الدولة المحاذية لمحافظة البصرة العراقية الجنوبية ذات الأكثرية الشيعية والتي تعتبر مرتعًا للنفوذ الإيراني بكل أشكاله ، وكذلك تحدث عن وجود معلومات خاصة باستعدادات عناصر شيعية لبدء تحرك مرحلي متدرج، يبدأ بتجمعات شعبية في الحسينيات، ثم ينتقل إلى مستوى عصيان مدني يتمثل في إغلاق المتاجر والمحلات والامتناع عن العمل، إضافة إلى تظاهرات صاخبة، ويحذر التقرير من خطورة هذه الخطوة، لأن التجار الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي يسيطرون سيطرة شبه كاملة على سوق المواد الغذائية والقطاعات الخدمية الحيوية في الماء والكهرباء، بحيث إن العصيان المدني سيشل الحياة في الكويت .

معلومات إستخباراتية خليجية حذرت من انقلاب شيعي 

وبحسب المصادر ذاتها فأن أحد أجهزة المخابرات الخليجية قد تلقى معلومات مؤخرًا من عدة مصادر بعضها من أجهزة مخابرات غربية وأخرى عربية تفيد بمخطط واسع يرعاه الحرس الثوري الإيراني لتحويل الدولة التي يعيشون على أرضها إلى دولة شيعية يكون لفرع حزب الله الذي يعمل على أرضها  الدور الأساسي في تنفيذه، الأمر الذي أحدث هلعًا وضجة في الأوساط الحاكمة في تلك الدولة ، وتشير المعلومات إلى أن المخطط الذي وضع بطهران وبإشراف مباشر من قائد الحرس الثوري محمد على جعفرى يشمل عدة مراحل، بعضها سياسي والآخر عسكري يتكلف عشرات الملايين تعهد الحرس الثوري بتدبيرها من فائض استثماراته وشركاته الضخمة التي تشمل عدة مشروعات إستراتيجية بإيران .

وتفيد المعلومات أن الخطة وضعت بتنسيق مباشر مع قادة حزب الله في تلك الدولة الخليجية وبعضهم من قيادات الداخل والآخرون ممن يقيمون في إيران والعراق .

وحسب المخطط فإن الشق السياسي للمخطط يقوم على تنظيم عدة مظاهرات استغلالاً للأوضاع السياسية غير المستقرة للبلاد خاصة بعد حل البرلمان ودعم عدد من المرشحين الشيعة في الانتخابات المقبلة واللعب على الوتر الديني بالبلاد، كما أنه يقوم على تنظيم حملات دعائية من خلال مواقع إعلامية شيعية على الإنترنت تتحدث عن اضطهاد للشيعة بالبلاد وربط ذلك بما يوصف بالظلم الواقع على شيعة بعض دول الخليج .

وحسب التقرير، فإن هذه المعلومات الخطيرة، ومعلومات أخرى أكثر تفصيلاً لم يتم الكشف عنها، هي التي دفعت الإدارة الأميركية إلى تشجيع الحوار غير الحكومي في هذه المرحلة مع شيعة الخليج، بدل أسلوب المواجهة، تحقيقًا لمعادلة الديمقراطية المذهبية، ولأن دروس التجربة العراقية، أكدت عبثية أسلوب المواجهة. أما الخطوة التالية، فمازالت موضوع دراسة، وربما إذا كانت نتيجة تقييم الاجتماعات السابقة إيجابية، فإن الإدارة الأميركية ستنتقل إلى مرحلة الدعم السياسي العملي لمطالب شيعة الخليج.

الأمريكان وتدارك خطأ العراق

ويرى أحد الدبلوماسيين الغربيين في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل أن الإدارة الأميركية الحالية ينطبق عليها القول المأثور زرعت ريحًا فحصدت عاصفة ، وذلك في معرض تعليقه على مجريات الأمور في العراق، حيث أدت المعالجة الأميركية إلى تحويل هذا البلد العربي إلى ساحة مفتوحة للنفوذ الإيراني، الذي تمدد في المنطقة، وتحول إلى تيار منذر بالخطر في دول مثل الكويت والبحرين .

شيعة الكويت والبحرين الأكثر قلقاً

كما تحدثت تقارير صحيفة أجنبية وعربية باستفاضة عن تلك الاجتماعات وكشفت عن بعضاًَ مما دار فيها ، مشيرة إلي أن ممثلي التنظيمات غير الحكومية الأمريكية قدموا للحركات الخليجية، وخاصة فى البحرين والكويت، وعودًا بدعمهم من أجل حقهم الديمقراطي وحقهم في حرية التعبير بطريقة مدنية، عن طريق المدونات مثلاً ، ويستفاد من هذه التقارير أن ممثلي شيعة البحرين قالوا خلال الاجتماعات إنهم يمثلون 80% من سكان المملكة، ومع ذلك فإن مشاركتهم السياسية محدودة، وطالبوا بأن يكون منصب رئيس الوزراء على الأقل من حقهم، بالإضافة إلى فتح أبواب المناصب الكبرى أمامهم ، وقد تلقوا وعدًا بدعم مطالبهم إذا ظلت تحركاتهم في الإطار المدني السلمي ، كما طالب الشيعة الكويتيون بنيل حصة عادلة في الحكومة والمناصب الكبرى وعدم إغلاق قطاعات معينة، منها الجيش وقوى الأمن، أمامهم ، وتلقوا وعودًا مماثلة .

وقال ممثلو هذه التنظيمات إن العمل المدني السلمي يمكن أن يؤدى إلى نتائج ، وأشادوا بالتصرف الحضاري لملك البحرين في تعامله مع الحركة الشيعية ، وتعهدوا بأن يعملوا على حشد دعم رسمي أميركي لمطالب الشيعة، طالما بقيت في أطرها العادلة مثل إتاحة الفرصة للشباب حتى يشتركوا في الواقع السياسي لهذه الأمة حتى يعبروا عن آرائهم ويشاركوا فيما يرتبط بالشأن السياسي.

وبحسب كاتب خليجي كبير فأنه مهما تواضعت مطالب الشيعة واندمجت اليوم في إطار المطالب الوطنية العامة، فلابد من الإقرار بأن شيئًا ما قد تغير بالفعل بعد كل الهزات السياسية والأمنية والثقافية التي عاشتها منطقة الخليج ، وليس أقل التغييرات أن يأخذ الشيعة ثقلاً سياسيًا جديدًا، بعد أن كانت إيران تحتضنهم عن بعد ، في حين أكد أحد رموز الشيعة أنه آن الأوان للقيام بمبادرة جريئة وجادة لمعالجة هذه القضية من منطلق الحرص على وحدة الوطن وأمنه بدلاً من تركها تتفاقم وتتصاعد بصورة خطيرة وتتحول إلى مشكلة اجتماعية لا يمكن السيطرة عليها .

ضرورة التنبه لمحاولات الاختطاف الخارجية لشيعة الخليج

وكان الكاتب خليل علي حيدر بصحيفة الوطن الكويتية سبق له وأن تحدث في مقال له تحت عنوان حزب الله.. وشيعة العالم العربي ، عن خطورة تلاقى مصالح شيعة الداخل في الخليج بجهات خارجية وقال"قلناها مرارا وسنقولها تكرارا.. خطأ سياسي ومذهبي جسيم، أن يربط بعض شيعة الكويت والخليج والعالم العربي بتوجهات السياسة الإيرانية وحزب الله والصراع الإيراني - الأمريكي! هذه القضية شائكة، وهذه اللعبة غير مأمونة العواقب ، وقال"انظروا، نقولها مرة أخرى، ماذا فعل حزب الله بشيعة لبنان وبلبنان نفسه، تابعوا هذه التمزقات الطائفية ونمو دولة حزب الله على حساب النظام الشرعي في لبنان والدولة القائمة التي تمثل كل الطوائف، وتأملوا هذا الغضب العارم بين مختلف طوائف لبنان بسبب مواقف حزب الله وتجاوزه كل الخطوط والحدود القانونية والوطنية.

وتسأل الكاتب "هل يحق لأهل السنة في إيران أن يؤسسوا حزبا مثل حزب الله، يتسلح بالصواريخ ويتكلم باستعلاء ولا يلتفت إلى المصالح الإيرانية أو يخضع لحكومتها؟ هل يرضى شيعة لبنان وشيعة الخليج والعراق أن يتسلح حزب أهل السنة في إيران بتمويل خليجي مثلا وأسلحة أمريكية وخبراء من دول الناتو؟ ما يفعله حزب الله في لبنان اعتداء على حقوق شيعة لبنان وسنته، وعلى حقوق المسيحيين والدروز، وعلى الدولة التي تمثل كل الطوائف وعلى الوحدة الوطنية فيها. اعتداء حزب الله على حقوق أهل السنة في لبنان لمجرد أن عدد الشيعة اكبر هناك، ستكون له عواقب وخيمة في بلاد كثيرة، فالشيعة أقلية، بل وفئة ضئيلة العدد نسبيا، في كل مكان تقريبا، وليست لهم أي مصلحة في مثل هذه اللعبة الحزبية العسكرية السياسية غير المأمونة العواقب، التي يلعبها حزب الله.

وقال أنه لا ينبغي لشيعة الكويت والخليج والعالم العربي أن يسلموا مصيرهم لحزب الله وجماعة ولاية الفقيه وأحزاب التشيع السياسي ، ولا ينبغي لهم أن يتركوا مصيرهم ومصالحهم واستقرار مجتمعاتهم أدوات وأوراقاً في الصراع الأمريكي الإيراني، أو جماعات التطرف المذهبي في العراق أو أية قوى تلعب بمصائر دول وشعوب المنطقة.. باسم الأديان والمذاهب.

كما أشار إلي أنه لا ينبغي للشيعة أن يضعوا العربة أمام الحصان، ولا أن يزايدوا في قضايا العرب على قيادات وأحزاب العرب والفلسطينيين أنفسهم، ولا يعقل لحزب الله أن «يحرر فلسطين» بحرق لبنان وإثارة كل هذه المشاعر الطائفية الخانقة ضد الشيعة في العالم العربي وخارجه.

وأختتم حديثه بالقول"قلنا مرارا أن «تحرير فلسطين» و«تدمير إسرائيل» و«إنزال الهزيمة بالعسكرية الأمريكية» معارك وقضايا، لن يكون الشيعة فيها إلا وقودا وضحايا في معارك مستحيلة، وان للفلسطينيين أحزاباً وقادة ومفكرين ومحاربين، ولم يطلبوا من سنة العرب أو شيعتهم ان يتحدثوا أو يتصرفوا بالنيابة عنهم، دع عنك أن تنفرد جماعة أو طائفة بفرض نفسها على الجميع باسم تحرير القدس! ولكن من يستوعب.. ويدرك المخاطر؟!

  اللعبة إيرانية – أمريكية والمتفرج عربي

الثابت في هذا المقام أن هناك محاولات دؤوبة تقوم بها كلا من إيران وأمريكا للسيطرة على شيعة الخليج وهو ما ينبغي أن يصحبه حالة من التيقظ العربي الخليج ومعرفة كل الخطوات التي يقوم بها الطرفان للنيل من استقرار الدول الخليجية والسيطرة على مصالحها ، ولن يكون ذلك في المقام الأول إلا بالكشف عن كافة المخططات التي يضعها ساسة طهران وواشنطن بهدف تغير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط بوجه عام وفي منطقة الخليج بشكل خاص.

 



مقالات ذات صلة