الأقصى يستغيث فأين صواريخ نجاد...!!!
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه : أما بعد :
لا يخفى على أحد ما يحدث الآن في القدس من تكرار الاعتداءات الممنهجة والتي أصبحت أكثر عنفاً وعدداً من السابق . فمن تهويد للآثار الإسلامية إلى هدم الدور في القدس ومصادرتها، إلى حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى وكان آخرها كثرة اقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد، وفتح كنيس يهودي على بعد أمتار من المسجد وسمي "كنيس الخراب" ومن التسمية يتبين نية القوم في تخريب المسجد الأقصى .
ومع ما رافق هذا من اعتقالات واعتداء من الشرطة اليهودية لفلسطينيي القدس، وبان ولم يعد خافياً أن القوم يضمرون أمراً عظيماً، وهو تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم مكانه. وقد نقلت وكالات الإعلام كل هذه الأحداث. ولعل أهم فترة يحتاج فيها أهل القدس من المسلمين للوقوف بجانبهم هي هذه الفترة.
ولنرجع الآن إلى عنوان الموضوع بعد هذه المقدمة الوجيزة ونناقشها من محورين .
المحور الأول: لطالما ضجت التنظيمات الفلسطينية الموالية لإيران ، بأن إيران ظهير وحامي للقضية الفلسطينية وقد أهدى البعض نصر غزة لخامنئي المرشد الأعلى للجمهوري الإيرانية. ولا تسنح فرصة لكيل المدح لإيران إلا وتستغلها تلك الفصائل في التعبير عن امتنانها وعرفانها لتلك الجمهورية المساندة لقضية فلسطين كما يدّعون.
فالآن نطلب من هذه التنظيمات أن تتفضل وتطلب من إيران أن تهدد ولو بالكلام فقط وببعض صواريخها الاستعراضية "الفوتوشوبية" اليهود في فلسطين، ليكفوا عن اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، وليطلبوا منها نصرة الأقصى وهو يتعرض لأشرس عملية قد تؤدي إلى هدمه لا قدر الله . أو أن المنطق يقول إنهم كاذبون في دعواهم بجعل إيران حامية حمى فلسطين، والكاذب لا يصلح أن يكون قائداً لنصرة أرض قد وصفها الله بالمقدسة في كتابه الكريم.
المحور الثاني: أما المحور الثاني والذي علينا أن ننقاشه، وهو لطالما جعجع حوله احمدي نجاد رئيس جمهورية إيران وذلك بأنه سوف يحرق إسرائيل، وبأنه سوف يغلق مضيق هرمز ويضرب القواعد الأمريكية في الخليج، ولطالما جعجع في نصر قضية فلسطين والتي أصبحت قميص عثمان كما يقال .
وكلنا قد شاهد استعراضاتهم البهلوانية لكل صنوف أسلحتهم المتنوعة . نقول إذا كانت كل هذه القوة عندك يا نجاد. ولطالما تظاهرت بنصرة قضية فلسطين فمن فمك ندينك. أين تصريحاتك التي حان وقتها الآن والمسجد الأقصى يتعرض لما يتعرض له من عدوان همجي .أم ستفعل كما فعلت عند العدوان على غزة الصامدة وتصمت مع الصامتين وتخبئ تلك الصواريخ المسكينة ولا تظهرها!!
إن ما يلفت النظر أن إيران وخلال هذه الأحداث لم تنبت ببنت شفة كما يقال وفي اللهجة العراقية "صاموت لاموت والي يحجى يموت" وكما قال تعالى ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) . نحن والحمد لله نعرف إيران والرافضة ومواقفهم عبر التاريخ فهم لا ينصرون قضيانا ولكن ليعرف من تبقى من المغترين بهم .
في المقابل نري التهديدات للدول العربية وفي هذا الوقت بالذات مستمرة فعلى سبيل المثال لا الحصر.
1- تهديد الكويت وعلى لسان لاريجاني وفي مجلس الأمة الكويتي.
2- التهديد المستمر للبحرين ومد التنظيمات الشيعية فيه بالمال والسلاح.
3- الاستمرار في احتلال الجزر الثلاث الإماراتية وتأكيد هذا الاحتلال مراراً.
4- التهديد بإغلاق الخليج .
5- إثارة شيعة السعودية ودعمهم ضد المملكة.
6- الإصرار على تسمية الخليج بالفارسي ومعاقبة الشركات التي لا تتعامل بهذا المسمى.
7- دعم شيعة اليمن الحوثيين بالمال والسلاح وبكل أنواع الدعم لزعزعة الاستقرار في هذا البلد.
8- تدريب المليشيات الشيعية العراقية ودعمها بالمال والسلاح لزعزعة الوضع الأمني في العراق ودوام الفوضى فيه.
9- دعم ما يسمى حزب الله في لبنان لمحاصرة أهل السنة ومصادرة قرار الدولة اللبنانية.
10- تشييع سوريا عبر الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة وبث دعاة التشيع في ذلك البلد.
11- تكوين تنظيمات شيعية لزرع الفتن في مصر والدعوة للتشيع وصرف الأموال الطائلة لتحقيق ذلك.
12- الدعوة للتشيع بأفريقيا عبر الهبات الاقتصادية لتلك الدول.
وغير هذا كثير، كل هذا تقوم به تلك الجمهورية الرافضية ونظرة بسيطة للمشهد نرى أن كل هذه الجهود موجهة للدول السنية من التهديد إلى الدعوة لمذهب التشيع إلى.. إلى.. .ولكن أين اليهود في تلك الخريطة؟! لم نرى سوى جعجعات فارغة شبعنا من سماعها منذ أمد بعيد وكما قيل اسمع جعجعة ولا أرى طحناً .
إن تلك الصواريخ التي تصنعها إيران ليس الهدف منها ضرب الكيان اليهودي ولكن الهدف هو العرب المسلمون السنة . وإلا ليثبتوا ادعائهم وفقط يهددوا اليهود لكف يدهم عن الأقصى! ولكن هناك أمر آخر يجب أن يعرف وهو أن الأقصى عند الرافضة ليس هو هذا الأقصى في أرض فلسطين وإليكم الروايات.
إذا تقرر هذا فإن الشيعة لهم رأي آخر في مكانة المسجد الأقصى المبارك كما يؤخذ من مراجعهم فمن ذلك ما يلي:
زعم الشيعة أن المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء إنما هو البيت المعمور الذي في السماء وليس المسجد الأقصى المعروف في بيت المقدس فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير قوله تعالى: ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى. قال: " ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله ". وجاء في تفسير القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال { سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قال يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم . وقال العياشي عن أبي عبد الله قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه ] تفسير الصافي 3/ 166. وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي ص 70:[... والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس و لكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد ].وغير هذا كثير من الروايات التي تثبت أن المسجد الأقصى الذي في فلسطين ليس هو المقصود من الآية؟! ونتيجة هذا نرى أن الهدف اليهودي قد اتفق مع التأويل الشيعي لهدم الأقصى وليس نصرته.
عبد الملك الشامي
18/3/2010