أحمد محمود الحيفاوي
9-3-2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه اما بعد :
مع الأسف والأسى الشديدين أن تخرج علينا كل فترة شخصية إسلامية محسوبة على أهل السنة لتتفوه بكلمات وتصريحات تصب في مصلحة العدو الإيراني وتتناغم مع مشاريعه المدمرة التي أصبحت لا تخفى على عدو علاوة على صديق .
والجديد في هذا المسلسل هو طلب مسؤول العلاقات الدولية والاعلام في "مجلس علماء فلسطين" في لبنان الشيخ محمد موعد، السلطات السعودية بسحب قواتها فوراً من البحرين، وترك أبناء هذا البلد يقررون مصير بلدهم بأنفسهم بعيداً عن أي قمع أو ضغط أو تهديد !!!.
ولا ندري ماهي علاقة البحرين وما يجري بها بالواقع الفلسطيني فلا البحرين قد آذت الفلسطينيين, ولا السعودية وعلى مدى حكم آل سعود قد اعتدت على الفلسطينيين سواء من وجد خارج السعودية أو داخلها .
كان الأجدر من الشيخ أن يطالب إيران أن تخرج من العراق ولا تتدخل بشؤونه التي أعلنت هي وعلى لسان مسؤوليها أن جنوب العراق أصبح بقبضة إيران , والا تواصل دعمها للنظام السوري الذي يقتل شعبه وبأبشع الصور صباح مساء .
إن لإيران محطات دموية بحق شعبنا الفلسطيني تحديدا وشعبنا السني المسلم عموما في داخل إيران وخارجها .
فحركة أمل قد سحقت المخيمات الفلسطينية في لبنان وهي الأرض التي يقيم بها الشيخ , دون إعتراض من نظام خميني الذي كان يحكم في تلك الفترة , وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت بعد عام 1982 م عاد الرئيس الراحل ياسر عرفات الى طرابلس معقل أهل السنة في لبنان فمن تكفل بإخراجه مرة ثانية اليس النظام السوري الحليف لإيران .
ولا يخفى ما حدث بالعراق من مجازر لإخواننا الفلسطينيين هنالك على أيدي جيش المهدي المدعوم ايرانيا وكل ذلك قد وثقه إخواننا الفلسطينيين بالصوت والصورة وكانت كل التهم موجه للشيعة حيث ذبح الفلسطينيين في مناطقهم وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها .
والآن وفي هذه الأثناء يتعرض الفلسطينيين في سوريا لأبشع انواع التنكيل على أيدي شبيحة نظام الأسد المدعوم إيرانيا, وما يحدث في مخيم الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية ومخيمات درعا من قتل للفلسطينيين ومنهم من فلسطيني العراق الذين فروا من ظلم المليشيات الشيعية أصبح معلوما.
يضاف الى ذلك الظلم والتعسف والحرمان من الحقوق والقتل بأبشع الصور الذي يتعرض له أهل السنة في ايران والعراق على أيدي الحكومات الشيعية التي تحكم تلك البلدان , وكذلك ما يحدث في اليمن الشقيق من ظلم لأهل السنة في مناطق تواجد الحوثيين , وكل ذلك أصبح معروضا على الفضائيات ومواقع الأنترنيت, وأصبح من العلم الضروري الذي لايسع أحدا جهله , وما جعل الشيخ يعرف ما يدور في البحرين فمن باب أولى أن يكون مطلعا على ما يجري لأهل ملته في العراق من الفلسطينيين وأهل السنة وفي غيرها من الأماكن التي للشيعه في تمكن .
كان الأولى من الشيخ الفلسطيني أن يستنكر ما يحدث للفلسطينيين من ظلم على أيدي عملاء إيران لا بأن يلقي التصريحات جزافا وبما يصب في مصلحة إيران والضرر بأهل السنة والفلسطينيين .
إن الكل يعلم ما يحدث في البحرين الشقيق , فإطلاق لفظ الشعب البحريني على المعارضة هو من تغيير للحقائق والغاء لدور أهل السنة الذين يمثلون نصف البحرين على أقل تقدير إن لم يكونوا أكثر .
فأهل السنة في البحرين لم يشاركوا بتلك المظاهرات التي كانت حصريا على الشيعة فقط إذا فهي احتجاجات تحمل الطابع الطائفي والمذهبي وليس كما يدعي الشيخ .
بل ان أهل السنة في البحرين هم مع الدولة على العكس من المعارضة الشيعية التي تعلن ولائها لايران وتستخدم أخس الوسائل وأكثرها إجراما من قتل للشرطة وتعطيل المصالح العامة والتضييق على أهل السنة في البحرين للوصول الى أهدافها .
إن التدخل السعودي الذي جاء لإنقاذ البحرين من السقوط في قبضة ايران كان في وقته , فإيران تركز على هذا البلد لأنه يعتبر بوابة الدخول لدول الخليج وتصريحات المسؤولين الإيرانيين على أن البحرين محافظة إيرانية لاتخفى على احد .
ومن عجائب تصريحات الشيخ طلبه من القوات السعودية الخروج من البحرين وكأن السعودية دولة جاءت من أمريكا اللاتنية أو من جزر الهنولولو, وليست دولة مسلمة وخليجية وتربطها بالبحرين أقوى الأواصر , أيريد الشيخ أن تخرج السعودية لتملأ إيران الفراغ وهو عين ماحدث في العراق وسوريا .
وختم مسؤول العلاقات الدولية والاعلام في مجلس علماء فلسطين في لبنان قائلاً: أنا أستغرب كيف أن كثيراً من الدول العربية وخاصة في الخليج (الفارسي) قد أصبحوا يعتبرون أن إيران هي العدو بدلاً من الكيان الصهيوني، فيما هي دولة إسلامية بامتياز وتحافظ على مصالح العرب فيما العرب جعلوا الكيان الصهيوني خلف ظهورهم، بل أقاموا معه العلاقات وفتحوا له السفارات...
إن كان قالها( الخليج الفارسي) كما ذكرتها وكالة الأنباء التي نشرت الخبر فللأمر بعد آخر, وان لم يقلها فعليه ان ينشر تكذيب أوإعتراض على تلك الوسيلة الإعلامية إن كان عنده إنتماء للإسلام والعروبة, فهل يريد الشيخ أن يعيدها فارسية كما تسعى ايران جاهدة , والعرب المسلمون هم من يسكن ضفتي الخليج على مدى التاريخ القديم والمعاصر, فإن كنا لا نريد تسميته عربيا , اكراما لعيون ايران فليسمى الخليج الإسلامي , إن كان يدعي الشيخ بأن إيران دولة إسلامية بامتياز , ولكن الإصرار على تسميته فارسيا له أبعاد شعوبية وعنصرية لا يمكن التغاضي عنها .
وأخيرا يدعي الشيخ بأن إيران دولة إسلامية بامتياز وحريصة على مصالح العرب .
فنقول له ان كان متمسكا بعقيدة أهل السنة والجماعة , ماهو الإسلام بامتياز؟
إن ايران تلتزم بالمذهب الاثني عشري وتعتبره في دستورها شرطا لتولي أمور الدولة .
فما هي عقائد هذا المذهب يافضيلة الشيخ ؟؟!!
اليس من العقائد الأصيلة في المذهب هو الطعن بالصحابة الكرام وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم فاروق هذه الأمة وصديقها, ولا نكتم خبرا : إن الخميني مؤسس تلك الدولة الرافضية على رأس الطاعنيين بالصحابة : جاء في كتاب الطهارة له ( المجلد الثالث ) أن طلحة والزبير وعائشة أخبث من الكلاب والخنازير , كرمهم الله وقطع الله لسانه .
بل ان سب الصحابة جاء على لسان اكبر مسؤول في الدولة الإيرانية ألا وهو أحمدي نجاد .
لقد شنت حرب شعواء على الشيخ حسين فضل الله وهو جارك أيها الشيخ وأنت اعلم بهذا !! لماذا ؟ لانه شكك في رواية كسر ضلع فاطمة على يد عمر رضي الله عنه .
عمر الفاروق التي تجعل تلك الدولة الإسلامية بامتياز لقاتله أبو لؤلؤة المجوسي مقاما ومشهدا يزار تعظيما لإنجازاته في الإنتقام من عمر كاسر دولة الفرس الأكاسرة .
هذا فقط فيما يتعلق بموقفهم من الصحابة , أما عقيدتهم بعصمة الأئمة الأثني عشر وغلوهم فيهم فحدث ولا حرج !!
وقوله أن ايران تحافظ على مصالح العرب فليأتي الشيخ بدليل واحد فقط على هذه المحافظة من لدن ايران على مصالح العرب, في مقابل ذلك فهنالك الكثير والكثير جدا من التهديد الحقيقي من قبل ايران لمصالح العرب سواء في الداخل الإيراني أو خارجها , وليخبرنا الشيخ بما يحدث في إقليم الأحواز العربي من انتهاكات للعرب وليعترض على إيران كما أعترض على السعودية طبعا مع الفارق .
أما انتهاكاتهم خارج ايران فهذا ا العراق الذي دمر على أيدي عملاء ايران الذين جاءوا بالمحتل الأمريكي لهذا البلد العريق ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا المقاومة السنية التي تقاوم المحتل , وهذه دماء أهل السنة فيه لم تجف حيث بلغت اعداد القتلى منهم قرابة المليون ومن بينهم فلسطيني العراق .
وسوريا المأساة المستمرة ومشاركة ايران العلنية لدعم النظام السوري النصيري بالمال والرجال والعتاد لذبح ذلك الشعب ظاهرة للعيان .
والتهديد المستمر لدول الخليج واحتلال دولة ايران لجزر الامارات الثلاث والتهديد الحوثي, ونشر التشيع في بلاد العرب والمسلمين وفضائيات ايران التي تعلن سب الصحابة الكرام , كل ذلك حرص من ايران على مصالح العرب والمسلمين نسأل الله العافية من تغير المفاهيم والحقائق وانقلابها :
فإن لم يغر الشيخ على دماء المسلمين السنة التي تراق على يد ايران واعوانها فليغر على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : {... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63.
وأعظم المخالفة هي دعم وتوقير من يسب زوجات الرسول وصحابته الكرام .
إن المغامرة بالدين وعدم التصريح بالحق ومسايرة اعداء الله ومجاملتهم لهو الخطر العظيم وأختم بقول الفضيل بن عياض رحمه الله : (لأن آكل الدنيا بالطبل والمزمار) ( أحب إلي من أن آكلها بديني).
نسأل الله الثبات على دينه ومفارقة أهل البدع والضلال أعداء الصحابة اللهم امين .