قصة غدير خم

قصة غدير خم

 

يقول السائل: هل الحديث الوارد في قصة غدير خم وأن النبي e عهد إلى علي t بالخلافة ثابت عن رسول الله e أفيدونا؟

الجواب:أولاً أذكر أن غَدير خُم هو موضع بين مكة و المدينة، و هو واد عند الجحفة به غدير، يقع شرق رابغ البلدة المعروفة في الحجاز. وأما الحديث فقد روى مسلم بإسناده عن زيد بن أرقم t قال: قام رسول الله e يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال:أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ) وروى الإمام أحمد في مسنده عدة أحاديث في قصة غدير خم منها

( عن زاذان أبي عمر قال سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله e يوم غدير خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله  eوهو يقول من كنت مولاه فعلي مولاه )ومنها عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله e يقول يوم غدير خم إلا قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله e يقول لعلي t يوم غدير خم أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) وغير ذلك. وقصة غدير خم صحيحة ثابتة كما قال أهل الحديث ولكن ما يدعيه الشيعة من أن النبي e عهد إلى علي t بالخلافة وأوصى بالخلافة له محض افتراء وكذب على رسول الله e .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:[ ليس في هذا الحديث –  حديث غدير خم – ما يدل على أنه نص على خلافة علي t، إذ لم يرد به الخلافة أصلاً، و ليس في اللفظ ما يدل عليه، ولو كان المراد به الخلافة لوجب أن يبلغ مثل هذا الأمر العظيم بلاغاً بيناً] منهاج السنة 4/84-85.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً عند ذكره حديث غدير خم مرجعه e من حجة الوداع، فإنه e خطب فيه خطبة وصَّى فيها بإتباع كتاب الله، ووصَّى فيها بأهل بيته، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم t  فزاد بعض أهل الأهواء في ذلك، حتى زعموا أنه عهد إلى علي t بالخلافة بالنص الجلي، بعد أن فرش له، وأقعده على فراش عالية، وذكروا كلاماً وعملاً قد علم بالاضطرار أنه لم يكن من ذلك شيء، وزعموا أن الصحابة تمالؤا على كتمان هذا النص، وغصبوا الوصي حقه، وفسَّقوا وكفَّرُوا إلا نفراً قليلاً … ] اقتضاء الصراط المستقيم 1/293.

و قال الشيخ ابن كثير:[ و أما ما يفتريه كثير من جهلة الشيعة والقصاص الأغبياء من أنه أوصى - أي النبي e – إلى علي بالخلافة فكذب وبهت وافتراء عظيم، يلزم منه خطأ كبير من تخوين الصحابة وممالأتهم بعده على ترك تنفيذ وصيته وإيصالها إلى من أوصى إليه وصرفهم إياها إلى غيره لا لمعنى ولا لسبب ] البداية والنهاية 7/225.

وخلاصة الأمر أن حديث الغدير صحيح ولكن ادعاء الشيعة بأن النبي e أوصى لعلي t بالخلافة كذب وافتراء.

أ.د الشيخ: حسام الدين عفانة – جامعة القدس



مقالات ذات صلة