لا أعرف ماذا يعني للحكومات العربية والإسلامية موافقة أمريكا على مشاركة إيران في منظومة الأقمار الاصطناعية ،التي تكشف قوات الحلفاء في العراق وجيوش "إسرائيل" والمنطقة ومن ضمنها الدول العربية وابعد .؟؟؟؟
هل هي إذن للنظام في طهران بالسيطرة على المنطقة العربية تنفيذا لقول كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني إلى خافيير سولانا ، ممثل الإتحاد الاوروبي في أول مفاوضات جرت بين الطرفين في تركيا 2006 على ما أتذكر
( الخليج بحيرة شيعية اكملوا المهمة وسنوقع لكم على ورقة بيضاء بثرواتها ) ….
وقد كتبنا في هذا مقال مطول في حينها وعدة تغريدات…
لقد اكتشف العالم الكذبة الكبيرة بعد أن صدقها من أن صواريخ العراق ( قبل 2003 ) ستصل لندن بدقائق وعلى أثرها دُمر العراق ..
اليوم هم يُسخِّرون لإيران تقنية الأقمار الصناعية لتكشف جيوش المنطقة بما فيها جيوشهم وحليفتهم المدللة "إسرائيل" وأبعد من ذلك .
كذلك خلال أشهر سترسل روسيا إلى إيران منظومة أقمار صناعية متقدمة / حسب تصريحات مسؤولين اميركيين الى الواشنطن بوست ..
هذا يعني أن هناك اتفاق أمريكي روسي بل دولي على دعم إيران في المنطقة .
واليوم أيضا اتصل وزير الدفاع الأمريكي بنظيره التركي من أن العلاقات الدفاعية الإستراتيجية بين الطرفين ثابتة / هل هي رسالة تطمين لتركيا حول مشاركة إيران في منظومة الأقمار الصناعية المتطورة ، أو أنها لغاية في قلب بايدن ..
طيب أين العرب من هذا ؟ وما نوع علاقتهم مع أمريكا ؟ بعد أن رفض أوباما في خيمة كامب ديفيد التوقيع معهم على وثيقة مكتوبة على غرار اليابان وكوريا الجنوبية في خيمة كامب ديفيد .
كما أكد ذلك بعد القمة مباشرة مدير مركز الضحى للدراسات الاستراتيجية فهد حميد الحارثي أن نتائج القمة الخليجية الأمريكية التي جمعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة الدول الخليجية "مجلس التعاون الخليجي" لم تكن بالمستوى المرتجى منها .
وقال الحارثي ، في حديث لوكالة "سبوتنيك" إن القمة لم تعط قادة الخليج، ما كانوا يطمحون له مثل نشر درع صاروخي لحماية الخليج العربي على غرار ما يوجد في دول أوروبا الشرقية، مضيفا أن "نتائج القمة لم تنص صراحة على إدانة التدخلات الإيرانية في المنطقة ولم تبعث رسالة واضحة لإيران بوقف تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية وإلا سيتم معاقبتها كما يطمح له قادة الخليج" .
اليوم نستشف من التنازلات الأمريكية المتسارعة بإتجاه إيران أن بايدن على خطى أوباما وأن السياسة الأمريكية الإستراتيجية مع إيران وليس مع العرب والمسلمين كما يتصور ويزعم البعض ويتفاخر .
الحقيقة واضحة بغض النظر عن من يحكم أمريكا "جمهوري" أو "ديمقراطي" ، وعن من يحكم إيران شاه أو خميني ، من أن العلاقة بين الطرفين علاقة عميقة عقائدية وتاريخية .
لذلك أهيب بالعرب والمسلمين أن يعيدوا قراءة التاريخ وأن يصلحوا ذات بينهم ويفتشوا عن نقاط التلاقي مع بعضهم ، التي هي قوتهم ليتكلموا مع العالم بصوت واحد .
{ ... وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب }
لطيف السعيدي / لندن
1/11/1443
11/6/2021