خالد مشعل والحكومة السورية ... حقيقة الخلاف

بواسطة ياسر البعلبكي قراءة 2404
خالد مشعل والحكومة السورية ... حقيقة الخلاف
خالد مشعل والحكومة السورية ... حقيقة الخلاف

ياسر البعلبكي

خاص الحقيقة

3-10-3012

حَمَلَتْ الحكومتان الإيرانية والسورية بشدة على خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس بسبب مشاركته في مؤتمر عقده حزب الحرية والعدالة التركي  بقيادة أردوغان , وذلك لقول مشعل في المؤتمر :   «رحبنا بثورة مصر وتونس وليبيا واليمن، ونرحب بثورة الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية، ونريد أن يتوقف سيل الدماء الزكية من هذا الشعب. لا تعارض بين أن نتبنى الديمقراطية[1] والإصلاح وبين دعم المقاومة». وتابع مشعل، «نحن مع تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة والاستقلال الحقيقي».

بعد تلك التصريحات شن التلفزيون السوري هجوما كاسحا ولاذعا على أردوغان ومعه خالد مشعل !!!!

إن هذا الموقف يحمل في طياته الكثير من الدلالات والعبر عن طبيعة العلاقات التي كانت تربط إيران وسوريا بحماس :

فلطالما إدعى النظام السوري مساندته للمقاومة ضد الكيان الصهيوني ووقوفه مع حركات التحرر الفلسطينية , لكن وبموقف وتصريح دعى فيه رئيس حركة حماس إلى حقن دماء الشعب السوري وإجراء إصلاح حقيقي في سوريا , إنهار ذلك الدعم الصُوَرِي وقلبت القيادة السورية ظهر المجن لحركة حماس وبلغ التهجم غايته على قائد الحركة والذي في حقيقته  هو تهجم على الحركة نفسها, وتمادوا في وصف خالد مشعل باقذع العبارات حيث قالوا عنه  " بالمقاوم المشرد " ووصفته صحيفة كيهان الإيرانية " بالعميل الصهيوني " , بالرغم من إن حماس  لم ترفض خيار المقاومة ولم تسلم بندقيتها .

فهذا هو موقف سوريا الحقيقي الذي كان على حماس أن تعرفه حين كانت تكيل المدح للنظام السوري النصيري وكان يعترض على موقفها المعترضون, فسوريا وإيران تنطلقان من بعد  طائفي في معاملتهما لحماس المحسوبة على أهل السنة    .

وصدق الله القائل : {...وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72

إن هذه الأزمة قد كشفت معادن القوم على حقيقتها وهو الفجور عند الخصومة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا عاهد غدر و إذا خاصم فجر " .[2]

وإجتمعت الأربعة في حق النظام النصيري السوري.

وصدق الشاعر كذلك في قوله :

جزي الله الشدائد كل خيرٍ ..... وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها إلا لأني ..... عرفت بها عدوي من صديقي

ويدل هذا على أن سوريا لو كانت صادقة في دعمها لخيار المقاومة لتجاوزت عن تصريح خالد مشعل لصالح ذلك الخيار , لكن هذا الموقف كشف بأن النظام السوري إنما دعم حماس والجهاد وغيرهم لغاية في نفسه, وهي إستخدام تلك الحركات كأوراق ضغط يستخدمها عند حاجته إليها. وليس لدعم المقاومة ضد العدو الصهيوني ولا هم يحزنون, يضاف إلى ذلك إستخدام تلك الحركات كجسر يعبر إليه التشيع إلى فلسطين , وإلا فأين إيران وسوريا عن الجولان المحتل , بل أين ردهم على قصف الطائرات الصهيونية لمفاعل دير الزور, بل تحليقها فوق القصر الرئاسي دون أي رد يذكر من النظام السوري .

إن سرعة الرد السوري وبهذا الحقد والضغينة وماصاحبه من التمنن والتعيير لحركة حماس إنما يدل على مدى الحقد الذي يحمله كلا النظامان السوري والإيراني على شعبنا وخاصة أن لنا نحن الفلسطينيين تجارب مريرة وسابقة معهم .

فالنظام السوري يطبق مقولة بوش ويأخذ بها وهي " ان كل من ليس معي فهو ضدي أو عدوي " ... ولكن حماس رفضت أن تكون مع قاتل الشعب ومنتهك حرماته ضد الشعب الذي  كان الحاضن الحقيقي للجهاد في فلسطين ومن أول قدوم اليهود إلى تلك الأرض المباركة وهذا يشكر للحركة.

 لكن رد الجميل الحقيقي للشعب السوري هو بأن تقف حركة حماس وبصراحة وبأكثر قوة مع هذا الشعب المظلوم وتعري منظومة إيران - سوريا – حزب الله  . من لباس المقاومة , الذي طالما تغنى به أولئك المجرمون واستخدموا حركات المقاومة الفلسطينية غطاء يتدثرون به .

 إن المسؤولية الآن تقع على حماس لكشف حقيقة المشروع الشيعي الصفوي , خاصة بعد موقف الحكومة السورية الأخير وهذا جهد مطلوب منها .

 فإن الله ناصر دينه ومن يتوكل على الله فهو حسبه .


[1] الديمقراطية ليس مصطلح إسلامي بل هي تناقض الإسلام (الحقيقة )

[2] رقم : 890 في صحيح الجامع .



مقالات ذات صلة