وسائل إعلام الجهاد الإسلامي ... تغني لطهران
غزة – محمد الشاعر – لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة - فلسطين:
الإيرانيون يعرفون جيداً أهمية السيطرة على وسائل الإعلام ، ولاسيما في قطاع غزة وطالما أن هناك مال يمكن من خلاله استغلال الحصار والفقر ، ولإيجاد أجهزة ومؤسسات يمكن أن تبيع كل فلسطين من أجل الروافض الأنجاس!
ومن خلال هذا التقرير نريد أن نسلط الضوء على مجموعة من وسائل الإعلام التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، والتي تتلقى دعماً مباشراً من طهران مقابل الالتزام من طرفها بتلميع إيران وقادة الثورة الإيرانية المزعومة .
تحاول وسائل الإعلام التابعة لحركة الجهاد الإسلامي تزيين جمهورية إيران من خلال البرامج التي تقوم ببثها ، وتقدم طهران كنموذجاً يحتذى به ، و تدعو إلى السير في فلكها، وذلك لأسباب، ومنها:
أولاً : لأن طهران هي بلا شك من يقوم بدفع رواتب هذه المؤسسة الإعلامية ، والكل يعرف أنه ما من مؤسسة إعلامية إلا ولها أهداف أساسية ، وأنه ما من مؤسسة تشعر بأن العاملين فيها يسيرون في غير فلكها إلا وتقوم بلفظهم والتخلص منهم مهما كانت الظروف.
ثانياً : تعد إذاعة صوت القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ، من الإذاعات المجهزة ، بل ربما الأفضل تجهيزاً في قطاع غزة ، وجميع العاملين فيها من المنتمين أو المؤيدين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وهنا لنا وقفة مع :
1. الموقع الأساسي التابع لحركة الجهاد الإسلامي موقع فلسطين اليوم .
2. الصحيفة التابعة لحركة الجهاد الإسلامي صحيفة الاستقلال .
3. الإذاعة التابعة لحركة الجهاد الإسلامي إذاعة صوت القدس .
وتجمع هذه المؤسسات الإعلامية بينها نقطة التقاء مشتركة ، ألا أنها تابعة لحركة الجهاد الإسلامي والذي لم يظهر تشيع هنا أو هناك في فلسطين إلا كان به ارتباط واضح ، ولم يبد تشيع في الأوساط الفلسطينية إلا كان تحت قبة الجهاد الإسلامي، ذلك أن المنهج الأساسي لحركة الجهاد الإسلامي هو الاقتداء بالثورة الإيرانية والحذو حذوها ، وهذا منهج متأصل في حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها ولم تتخل عنه الحركة حتى اللحظة ، على الرغم من أنه ثبت قطعا وبما لا يدع مجالا للشك أن الثورة الإيرانية لا تناسب الواقع الفلسطيني المسلم والذي يسعى لتحقيق أهداف منضبطة بالضوابط الشرعية في صراعه مع اليهود.
ولنر الآن كيف تتعامل هذه المؤسسات الإعلامية مع إيران وما تحلم بتحقيقه في الأوساط الفلسطينية:
موقع فلسطين اليوم:
هي وكالة أنباء تابعة للجهاد الإسلامي وتقوم بتغطية كافة الأنشطة التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وتهتم بشكل قوي ومباشر بها وحصري ، ويقع المركز الرئيس لها في برج الشوا وهو نفس المكان الذي تقع فيه إذاعة صوت القدس التابعة للجهاد الإسلامي في وسط مدينة غزة.
وهذه بعض العناوين التي صدرت عن الوكالة في فترات متفاوتة:
• نصر الله في "ملتقى دعم المقاومة": سنغير وجه المنطقة في أي مواجهة مقبلة مع إسرائيل بتاريخ 15 -1
• مسؤول إيراني: صواريخنا ستضرب قلب تل أبيب إن أقدم الغرب على استهدافنا بتاريخ 6 – 4 –
• أحمدي نجاد يجبر سفير الكيان الصهيوني على مغادرة قمة اسطنبول 8 – 6 –
• نجاد يهدد إسرائيل بالموت إذا ضربت غزة 3- 4 –
• إيران تتوعد "بقطع أرجل" إسرائيل في حال هاجمت سوريا بتاريخ 30 – 4 –
• القائد الخامنئي: تقارب الدول المستقلة سبيل لتغيير الروابط الظالمة في العالم 17- 5
• القائد الخامنئي: لن يفلح الأعداء في فصل الشعب الإيراني عن نظامه بتاريخ 22-3-
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تقدم هذه الوسائل ودون تحفظ مرشد ثورة إيران على أنه القائد أو الرمز وأحياناً يتم تقديمه في وسائل الإعلام المذكورة على أنه القائد ودون تحديد على أنه قائد الثورة الإسلامية وإنما يكون التصريح بــ " صرح القائد الخميني ، قال القائد آية الله الخامنئي ، ندد القائد الخامنئي " في صورة تدل على أن القائمين على هذه الوسائل الإعلامية تعتبر الخميني سابقاً والخامنئي الحالي قائداً لها ومرشدًا ومنهلاً لها منه تستقي الدعم وترضع الدراهم الإيرانية وتعطي رواتب عناصر هذه المؤسسات الإعلامية.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد أو على العناوين بل هناك العديد من المقالات والتصريحات التي تعمل على حشدها لدعم إيران والحذو خلف الثورة الإيرانية ، ولا سيما أن هناك مراسل لوكالة فارس للأنباء يعمل في غزة وهو يعرف جيداً أنه يعمل للروافض، فكل تصريحاته التي يجمعها من المسئولين الإيرانيين تعمل على حشد التأييد والدعم لإيران ودفع كل الاتهامات التي وقعت فيها إيران ، بل ويعمل على جلب تصريحات من قبل خبراء لجلب تأييد إيران ودفع شبهات التشيع التي تدور حولها وهذا وإن دل فيدل على مدى التناغم والتناسق بين هذه الأجهزة المؤسساتية التي تسعى إيران وبكل قوة على إيجادها.
فمثلاً في خبر بعنوان "مؤرخ غزي: بتنا قاب قوسين أو أدنى من ميلاد شرق أوسط إسلامي" نشره موقع فلسطين اليوم بتاريخ 9- 6-2010م جاء فيه بالتفصيل ، ما يؤكد الحديث السابق : " قال المؤرخ والخبير الإستراتيجي الدكتور ناصر جربوع: "إن العالم كله بات قاب قوسين أو أدنى من ميلاد شرق أوسط إسلامي ستغدو إيران القوة العظمى فيه، بعد كسرها لقاعدة القطبية الأحادية التي تجسدها أمريكا".
وأضاف د. جربوع:" باعتقادي أن الشرق الأوسط سيتشكل على أساس مفاهيم الثورة الإسلامية في إيران والتي تنطلق من مبادئ أرساها الإمام الخميني .. منطلقات الثورة وحدود التغيير، وليس كما تخطط أمريكا ومن خلفها "إسرائيل" ..".
وتابع أبو جربوع يقول:" إن العقلية الإيرانية وصلت إلى النضج والوعي السياسي، واستطاعت أن تضع بصماتها ونظراتها نحو مستقبل العالم الإسلامي، بعيداً عن النظرة القومية الضيقة كما يحلو للبعض أن يزعم".
وأشار د. جربوع في سياق مقابلة مطولة مع مراسل وكالة أنباء فارس الإيرانية، إلى أن دول الغرب استشعرت بصمات إيران الهادفة لتوحيد الأمة الإسلامية، وتخليصها من نير العبودية والتبعية لها، لذلك هي تسعى جاهدةً بث إشعاعات مغرضة تروج أنها تريد بسط نفوذها على دول منطقة الشرق الأوسط - لاسيما العربية منها - من خلال نشرها لمبادئ مذهب التشيع".
علماً بأن هذا مثال واحد فقط على ما ينشر من أكاذيب فيما يتعلق بالثورة الإيرانية وقائدهم الخميني ، الذي يبدو واضحاً تقديمه على أنه قائداً -وتطلق على إطلاقها- وهو ما يدل دلالة واضحة على أن الهيئة التحريرية التابعة لهذه الوسائل تعتبره قائداً لها وأنها وإن كانت في غزة فهي امتداد للتوسع الإقليمي للدولة الصفوية التي يسعى الخميني وحكومته لإنشائها عبر عملائه في المنطقة .
صحيفة الاستقلال:
التابعة للجهاد الإسلامي في فلسطين ، وهي ناطقة باسم حركة الجهاد الإسلامي ، والقيادة الدعوية التابعة للجهاد الإسلامي تعج تصريحاتها بها ، وهنا لابد أن نشير إلى أمرين، الأول: وحتى لا يكون هناك تكرار في الكلام ، فنفس الطريقة التي تتعامل مع العناوين التابعة لموقع فلسطين اليوم التابع للجهاد الإسلامي تماماً تتعامل هذه الصحيفة ولا فرق البتة في التعامل مع الملف الإيراني سواء من جهة التشيع أو من جهة القدح في المنهج السلفي من خلال مقالات تتهمه بالتحجر في النص أو غيرها من الأمور التي غالباً لا تخرج إلا من أفواه الروافض .
الأمر الثاني: وهو سرد مقالين لحركة الجهاد الإسلامي، الأول: تهجمت فيه على الصحابي الجليل أبو سفيان ، وفي مقال تبعه تم أيضاً التهجم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو ما أثار ضجة إعلامية واسعة ، أوضحت حجم الوعي الذي يتمتع به أهلنا في فلسطين من جراء الجهود الجبارة التي تعمل على كشف هذه الثلة الإيرانية.
فقد هاجمت صحيفة الاستقلال الأسبوعية، الصادرة من غزة والتابعة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمدعومة بصورة مباشرة من إيران - مقالاً في عددها الصادر يوم الخميس 11- 1-
ونقلت الصحيفة المقال دون أن تترضى على هذا الصحابي، وإنما اتهمته بإعطاء الرشاوى والوقوف في وجه الدعوة الإسلامية حيث نشرت مقالاً بعنوان ( الأعشى تراجع عن دخوله في الإسلام بعد حصوله على رشوة من أبي سفيان ) وأن أبا سفيان كان سببًا في منعه من الدخول في الإسلام.
وأثار هذا المقال ضجة إعلامية تم من خلالها توزيع آلاف من النسخ التي تستهجن هذا الأمر وتدعو الصحيفة إلى الاعتذار لأهل السنة والجماعة بالطريقة التي ناسبت هذه الخطيئة .
ثم بعد ذلك عادت الصحيفة لتتهجم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وتنكر على من يعطي الأفضلية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وبطريقة خبيثة رافضية مدروسة لم يعد هناك بد من كشفها ، وذلك بعد أن شعرت أن أهل غزة يفهمون الخطاب الشيعي حيث قامت هذه الصحيفة بذكر مناقب الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ وذكرت عدة أحاديث منها على حسب ما أوردت الصحيفة قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "واجعل لي وزيرًا من أهلي عليًا أخي"، وأضافت الصحيفة في نهاية مقالها: "هذه المرتبة الرفيعة تهفو لها نفس عمر، ولكن الله جعلها مقصورة على علي كرم الله وجهه دون غيره، ويرضى عمر بذلك، فعلام يأتي اليوم بعض المحرومين من نور المعرفة والثقافة بقلوب ملؤها الغيظ يهرفون بما لا يعرفون عندما يتحدث داعية أو محاضر عن مناقب الإمام علي ليريهم ما لا يرون"، على حد زعم هذا الشخص.
وللعلم هذه الكلمات مستقاة حرفياً من كتاب المراجعات ، المراجعة رقم 34 وهو من أخبث الكتب الموجودة بين أيدي الروافض الحاقدين على أهل السنة .
إذاعة صوت القدس:
لا تختلف كثيراً إذاعة صوت القدس عن سابقاتها ، حتى جغرافياً ، فمكان عمل فلسطين اليوم هو من نفس المكان الذي تنطلق منه إذاعة صوت القدس وهو برج الشوا وحصري ، ولا شك أن نشراتها الصباحية والخبراء الذين تستقدمهم هذه القناة كلهم من المبهورين بالثورة الإيرانية .
والمعلومات المؤكدة لدى لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة في فلسطين تشدد على أن الدعم الذي تعمل من خلاله هذه القناة هو من إيران والرواتب التي تصل للعاملين هي من طهران .
وتقدم إذاعة صوت القدس طهران على أنها طرف معادي للصهيونية في ثوب منمق وتعمل على تكريسه في الشارع الفلسطيني .
كما تعمل المحطة على إمساك العصا من الوسط بين طرفي الصراع في الشارع الفلسطيني مع ميول واضح لسلطة رام الله وهذا التناقض سببه عدة أمور، الأول: عدم الاتفاق بين الجهاد الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين والتي يوجد بينها وبين حركة حماس خلاف جوهري خصوصاً فيما يتعلق بالثورة الإيرانية كنموذج يحتذى به .
الأمر الثاني: الصراع الدائر بين الأقطاب الفلسطينية ، حماس وفتح ، وعدم السماح لقطاع حركة فتح في قطاع غزة بالتعبير عن رأيه ، ومن ثم وجدت إذاعة القدس لتستقدم الناطقين الإعلاميين من قبل حركة فتح ، أعطى للمحطة مزيداً من المستمعين على الساحة الفلسطينية وهذا الأمر جد خطير نظراً لما يترتب عليه من نقل الرسالة الإعلامية التي تريدها إيران لعدد لا يستهان به في الشارع الفلسطيني .
الأمر الثالث : وهو موقع المحطة على الشبكة العنكبوتية الإنترنت والذي يتم الإعلان عنه عبر المحطة نفسها والذي يتمثل في تنزيل العديد من المقالات ، والتي يزعم القائمون عليها على أنها لا تعبر عن سياسة الإذاعة ، لكن ما ينبغي التشديد عليه أن نشر أي مقال على الموقع من الضرورة بمكان ينسجم مع الهيئة التحريرية ولا يتناقض معها .
فمثلا في مقال نشر على موقع الإذاعة بعنوان حماس وقصور بني مروان ، لكاتبة تدعى زليخة سالمي ، كان المقال يتحدث عن إجرام حماس وعن ممارستها القتل والترويع وتركها للمقاومة والجهاد في الوقت الراهن ، وبتواطؤ إقليمي بحسب المقال .... ليس المقصود بحد ذاته فحوى المقال بقدر ما يقصد من وراء ذلك لفظة قصور بني مروان وهي القصور التي طالما صورها الروافض على أنها كانت مركزاً لممارسة المجون والفجور والقتل والإرهاب ، في حملة الروافض المعروفة ضد بني أمية كما هو معروف عبر التاريخ .
وهنا لدينا أسئلة نطرحها على إذاعة صوت القدس:
الأسئلة التالية نطرحها على إذاعة القدس ( راديو القدس ) التي تدعي المهنية من جانب ، حيث أنها عند تغطيتها لأحداث لها علاقة بالشأن الفلسطيني ، فإنها تحرص على التميز بالرأي والرأي الآخر كما هو مصطلح إعلامياً ، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تقم محطة صوت القدس الإذاعية بتغطية ما يلي :
1. الموقف الإيراني من المقاومة العراقية ، ولماذا لا توضح إذاعة القدس الدور القاتل الذي تمارسه هذه الدولة الحاقدة على أهل السنة والجماعة ، ودعمها لطرف الصراع الشيعي ضد أهل السنة سواء على المستوى العسكري وذلك بتنفيذ مذابح منظمة ضد أهل السنة في العراق أو على مستوى الانتخابات العراقية التي تطمح من خلالها إيجاد زمرة تابعة لقم الشيعية.
2. لماذا تجاهلت محطة القدس زيارة أحمدي نجاد إلى أفغانستان ، والتعامل المباشر مع الحكومة الأفغانية التي صنعها الاحتلال الأمريكي وحلف الناتو طبعاً مقابل شلالات من الدماء التي سفكها لطعن الأمة الإسلامية في قلبها .
إن ما تحرص عليه المحطة هو إبراز الدور الإيراني الداعم للقضية الفلسطينية ، وتتناسى دماء المسلمين الموحدين في العراق والأهواز وبلوشستان ، وأخيراً في أفغانستان ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت على هذه المعضلة .
بناء على المعطيات السابقة لا بد من الدعوة والتأكيد على ما يلي :
أولاً : ندعو هذه الهيئات الإعلامية إلى مراجعة سياستها التحريرية والعمل على نقل ما يصب في مصلحة الأمة الإسلامية التي لا تلوك في أعراض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، ولا تضع أجندة للتجارة في القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مطامع صفوية في المنطقة .
ثانياً : المعيار الأساسي في العمل الإعلامي الإسلامي هو الضوابط الشرعية ، لذا لا ينبغي أن يكون العاملين في حراسة البوابة ممن لا معرفة لهم بأصول العقيدة الإسلامية والمسائل الخلافية في العقيدة ، وعدم فصل العقيدة الإسلامية عن الواقع السياسي من أجل تحقيق مطامع دنيوية .
ثالثاً: التعامل مع طهران من ميزان صحيح ، يتناسب مع حجم الأهداف التي تسعى لتحقيقها ، وإن كانت هذه الوسائل لا تريد التعامل مع طهران بطريقة متوازنة فعلى الأقل تتعامل معها كما تتعامل مع ملف الصراع الفلسطيني - الفلسطيني وذلك من خلال إظهار الصورة الأخرى للنظام الإيراني الذي يمارس شتى أنواع الظلم ضد أهل السنة والجماعة في طهران وفي كل إيران بل والعالم بأسره.
ولقد استمرؤوا شتم أفضل الناس وكفى بذلك نقيصة....