نحن نعلم بأن ايران ربما هي الباب الخلفي للعدو الصهيوني للتجسس على ما تسمى بـ"حركات المقاومة" او على اقل تقدير ربما تستعمل تلك المعلومات الحساسة كأوراق تنفعها عند التفاوض ...
وما عملية اغتيال القيادي الحمساوي المبحوح عنا ببعيد ..
والذي كان من المفترض لقاءه بمسؤوليين ايرانيين ..والقصة معروفة ..
وقبل فترة اشيع خبر مفاده بأن الدعم الايراني الجديد مشروط بتسليم "حماس" لإيران خرائط مواقع مخازن الاسلحة "الإسرائيلية" التي تمتلكها ..
وهذا معلومات بغاية السرية تمثل مركز قوة لـ"حماس" في اي مواجهة ..
فكيف لو وصلت تلك المعلومات الدقيقة لإيران ووصلتها ايران بدورها لـ"إسرائيل" وبالتالي غيرت "إسرائيل" تلك المواقع..
هنالك تفقد "حماس" عنصر المباغتة وتكون ضرباتها ليست بتلك التأثير ...
بعد هذه المقدمة وبعد تلك المعلومات المهمة التي كتبها كاتب المقال الاخ (اواب المصري)
السؤال المتبادر للذه ن: بعد كل هذا الأذى الايراني وخطورة اختراقه للجسم الامني لـ"حماس" ،،
لم كل هذا التبجيل والمديح لإيران واذنابها من قبل "الحركة" ..
وهي تتصرف هذه التصرفات المشينة معهم ..
ان قلتم بانها في ضرورة ..
فالضرورة قد تقتضي قبول المال وشكر المعطي ..
دون هذا التبجيل الزائد عن الحد
والله أعلم
المقال :
إيران تريد تحرير فلسطين بالتجسّس على أهلها .. هشام سالم نموذجاً
أواب المصري
محام وكاتب
قبل أسابيع قليلة، اعتقلت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، التابعة لحركة حماس، أمين عام حركة الصابرين هشام سالم وعدد من قياديي الحركة المدعومة من وزارة الأمن الإيرانية. اعتقال سالم ورفاقه، لم يدم أكثر من أسبوعين، ليطلق بعدها سراحهم، بالتزامن مع حلّ حركة الصابرين ومصادرة سلاحها، وإغلاق مراكزها، والمؤسسات التابعة لها. صحيح أن حماس، كانت مستاءة من أداء حركة الصابرين الإيرانية، فضيّقت على مؤسساتها، ولاحقت قياداتها، ولكن الأمور لم تكن تصل حد اعتقال أمينها العام وحلّ الحركة، خاصة أن الحرارة عادت للعلاقة بين حركة حماس وإيران، بعد سنوات من البرود، نتيجة الخلاف حول الأزمة السورية، وكان متوقّعاً أن تنعكس هذه الحرارة على طريقة تعامل حماس مع حركة الصابرين، فما الذي حصل؟
لم يأتِ اعتقال هشام سالم، وحلّ حركته، بسبب أداء سياسي أو عسكري خاطئ، بل بسبب جريمة أخلاقية وشرعية وأمنية، ارتكبتها حركة الصابرين، ومن ورائها إيران بحق حركة حماس، حيث اكتشفت الأجهزة الأمنية في غزة جاسوساً في مكتب قوى الأمن الداخلي، يعمل لصالح هشام سالم. وقد تبيّن أن هذا الجاسوس، كان يزوّد سالم بكل ما تقع عليه يده وعينه وأذنه، من مستندات ومعلومات خاصة بوزارة الداخلية، وأن سالم كان يقوم بدوره بإرسال ما يصله إلى طهران. سالم اعترف بعد اعتقاله بزرع الجاسوس، وأقرّ أن ذلك كان بعلم "إخواننا في إيران"(؟!).
لم تترك إيران فصيلاً فلسطينياً، إلا وحاولت التسلّل من خلاله، أو إحداث شرخ داخل صفوفه. حتى حركة حماس لم تسلم منها، حيث سعت طهران –وما زالت- لاستمالة بعض قياداتها وكوادرها البارزة
أصيبت طهران بالارتباك، وحاولت التخفيف من وِزر ما قامت به، وضغطت لإطلاق سراح هشام سالم ورفاقه. فالتقى السفير الإيراني في بيروت وفداً من حماس طلب منهم إطلاق سراح سالم، وكذلك فعل مسؤولون إيرانيون ولبنانيون شيعة، ليفرج عن هشام سالم بعد أسبوعين، ويتم حلّ الحركة، وتسليم سلاحها. ليست المرّة الأولى التي تحاول فيها إيران اختراق الساحة الفلسطينية، فمنذ بدأت العلاقة بين طهران وقوى المقاومة الفلسطينية عام 1989، سعت القيادة الإيرانية للتسلّل من أبواب خلفية، ومحاولة إيجاد عملاء تابعين لها داخل هذه الساحة. وفي هذا الإطار دعمت طهران حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها، على الرغم من أنّ معظم مؤسسي الحركة كانوا من مدرسة الإخوان المسلمين، وكان طبيعياً أن ينضمّوا لحركة حماس، ولكن رغبة طهران كانت مختلفة، فشجّعت مؤسسي حركة الجهاد على الاستقلال بحركتهم بعيداً عن حماس وهذا ما كان.
كان المطلوب من حركة الجهاد، أن تكون يد إيران في فلسطين، فأغدقت عليها بالمال والسلاح والتدريب، لكن الأمور لم تكن كما أرادت طهران. فرغم تأثّر الحركة بالمشروع الإيراني إلا أن قراراتها السياسية كانت مستقلة، وهو ما لم يكن يلبّي تطلعات الحرس الثوري، فتم العمل على إحداث انشقاق داخل صفوفها، وتجنيد بعض قياداتها لإنشاء تنظيم جديد أطلقت عليه حينها اسم "حزب الله الفلسطيني" تيمّناً بحزب الله اللبناني. الخطوة الإيرانية شكّلت إسفيناً دُقّ بظهر حركة الجهاد الإسلامي، وخيانة للعلاقة معها، ووصل استياء أمين عام حركة الجهاد فتحي الشقاقي حدّ رفضه الجلوس على طاولة واحدة مع قائد حزب الله الفلسطيني أحمد مهنا، ولكنه بلع "الموس" على مضض، حرصاً على استمرار الدعم الإيراني لحركته.
لم ينجح حزب الله الفلسطيني باختراق الساحة الفلسطينية، ولم يلقَ ترحيباً من الفصائل الفلسطينية، خصوصاً بعد موقف الشقاقي الحازم والقاطع، فتمّت تصفية الحزب بهدوء. ولكن الطبع الإيراني لم يتغيّر، وقاسم سليماني لم ييأس من اختراق الساحة الفلسطينية، فسعى مرة جديدة لإحداث انشقاق في صفوف حركة الجهاد، وحرّض قيادات من الحركة لتأسيس "حركة الصابرين" في قطاع غزة.
لم تترك إيران فصيلاً فلسطينياً، إلا وحاولت التسلّل من خلاله، أو إحداث شرخ داخل صفوفه. حتى حركة حماس لم تسلم منها، حيث سعت طهران –وما زالت- لاستمالة بعض قياداتها وكوادرها البارزة، ومحاولة الفصل بين قيادة غزة والضفة الغربية من جانب، وقيادة الخارج من جانب آخر، وتحاول بناء علاقة مستقلّة مع جهات بعينها في الحركة، بعيداً عن الجهات الأخرى، ومن وراء ظهرها، علّ ذلك يفتح لها كوّة تمكّنها من التسلل إلى صفوف الحركة، وهو ما أخفقت في تحقيقه حتى الآن. السلوك الإيراني تجاه القضية الفلسطينية، مستغرب، ومستهجن. فمن ناحية ترفع طهران لواء تحرير فلسطين ودعم حركات المقاومة، ومن ناحية أخرى تعمل على شق الصف الفلسطيني والتجسّس عليه، وإحداث اختراقات في صفوفه!
مدونات الجزيرة