حول زيارة "أحمدي نجاد" لمصر

بواسطة ياسر برهامي قراءة 774
حول زيارة "أحمدي نجاد" لمصر
حول زيارة "أحمدي نجاد" لمصر

الشيخ: ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتأتي زيارة الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" لمصر في ظروف غاية في الحساسية؛ فمصر تمر بمرحلة عدم استقرار سياسي ونزاع في الداخل وأزمة اقتصادية، وتمر علاقتها بدول الخليج بمرحلة توتر بين دول المنطقة والحركات الإسلامية العاملة كذلك.

وأريد أن أنبه في هذا السياق إلى عدة أمور:

أولاً: عداوة الشيعة لأهل السنة وكراهيتهم لهم نابعة عن عقيدة لم تتغير عبر التاريخ فهم يكفرون أهل السنة ولهم مريدون، حتى إن تكلموا بخلاف ذلك فمنهجهم في بعض الأحيان وسلوكهم في كل المرات التي تعرض فيها المسلمون لبلاء عبر القرون كان إعانة الغازي أيام الصليبيين والتتار، كذلك العصر الحديث في: أفغانستان، والعراق، وسوريا، وغيرهم...

ثانيًا: المشروع الإيراني مشروع طائفي ينشر المذهب الجعفري الإثنى عشري كما ينص على ذلك دستور البلاد بنشر هذا المذهب في العالم وليس داخل بلادهم فقط، فالمذهبية الطائفية تمثلت لديهم في قهر أهل السنة والجماعة بالقتل والسجن وكل ما تتخيله من انتهاكات لحقوق الإنسان.

ثالثًا: إيران لم تدفع لمصر مساعدات اقتصادية دون سبب؛ وإنما من أجل التمكين لمذهبهم في مصر ومحاولة الاستظهار لبعض الطرق الصوفية المنحرفة في العقيدة والتي تغلو في بعض الصحابة وآل البيت، وربما وصل غلوهم إلى حد العبادة في بعض الأحيان؛ ولذا لا بد من النظر بعين الشك والارتياب والبحث عن طرق أخرى من دول الخليج السني فالعلاقة معهم إستراتيجية لا يمكن بحال من الأحوال تعريضها للخطر، ويجب ألا ننسى ذلك حتى إن كانت مواقف هذه الحكومات لا تحمد.

رابعًا: مذهب أهل السنة والجماعة في التعامل مع الرافضة عبر التاريخ واضح، فأهل البدع جمهور أهل السنة لا يكفرونهم بأعيانهم، وإنما يحذرون غاية التحذير من عقائدهم الباطلة في أصول الإيمان، مثل: الغلو في الصحابة وآل البيت.

ولابد من تعليم المسلمين هذه الأمور، فهناك غزو ثقافي قادم لا محالة، ولا يصح التغني بوحدة القبلة ووحدة الكتاب فهذه المعاني عند الشيعة لها معنى آخر.

خامسًا: إصرار الرئيس الإيراني على زيارة مسجد الحسين يؤكد عزم الشيعة المطالبة بتراث الدولة الفاطمية الباطلة التي أقامت هذا الأمر على غير أساس ديني، وما ذاك إلا للوصول لقلوب العامة من خلال فطرتهم وحبهم لآل البيت، فلابد أن نوصل رسالة للإيرانيين مفادها أن الأزهر الآن صار صرحًا لأهل السنة منذ أكثر من 7 قرون، فليس لهم أن يحلموا بإعادة التراث الفاطمي الباطني في مصر، فجزى الله "شيخ الأزهر" ورفاقه خيرًا على الرسالة التي أوصلوها للرئيس الإيراني سرًا وعلنًا على مدى قبول المد الشيعي.

ونحن نقول: إن فرض المذهب الشيعي في إيران بهذه القسوة أمر منكر، والعبرة بدليل الحق الذي جعله الله حقًا والحق أحق أن يتبع ويظهر، وهو ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

سادسًا: إشارة "نجاد" إلى الإمام المهدي المنتظر ودعاؤه له على التليفزيون أن يفرج الله كربه ويعجل خروجه... ! رسالة واضحة للشعب المصري ولأهل السنة في كل مكان أن هذا الكلام رد على كلمة الرئيس "مرسي" في إيران في أثناء انعقاد القمة السابقة التي تصدى فيها للتطاول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام؛ فقد وصلت الرسالة الإيرانية.

سابعًا: كما أن موقف إيران من الثورة السورية وعداء الشيعة لأهل السنة من خلال مناصرة حزب الله والدعم المباشر للطاغوت الملحد العلوي يؤكد ما ذكرناه، فمناصرة العلويين المنتمين زورًا لسيدنا علي -رضي الله عنه وأرضاه- على شعب بأكمله بالظلم والعدوان يمثل جرحًا بالغًا في قلب أهل السنة في كل مكان، ولا يمكن أن يتصور حسن استقبال مصر لضيفها "نجاد" بأنه تطبيع علاقات بيننا وبينهم، فمصر ما زالت وستظل أكبر دولة سنية في العالم.

ثامنًا: من وجهة نظري: اجتماع إيران وتركيا دون بقية الدول السنية لابد أن ينظر إليه بعين الحذر؛ لأن وحدة الأمة الإسلامية تتم عبر العصور من خلال دينهم.

وفي النهاية: أحب أن أؤكد لشعبنا أن القضية منهجية قبل أن تكون سياسية أو خلافية وأن الموقف في غاية الوضوح، فعقيدتنا الصحيحة تُبنى على الكتاب والسنة وليس على المصالح الوقتية أو الخدمات المالية؛ فلابد أن يبذل كل أبناء العمل الإسلامي جهدهم في الدعوة إلى الله -عز وجل- ونشر ديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة وبالأدلة الصحيحة الواضحة.

حفظ الله بلادنا آمنة مطمئنة، سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين

المصدر : موقع صوت السلف



مقالات ذات صلة