تعليق على زيارة الدكتور الزهار لطهران

بواسطة الشيخ : لؤي الشوربجي قراءة 1971
تعليق على زيارة الدكتور الزهار لطهران
تعليق على زيارة الدكتور الزهار لطهران

الشيخ : لؤي الشوربجي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

أخطر ما منيت به الأمة النظر الجزئي لقضاياها المصيرية بحيث لا تخرج عن الحدود المرسومة والقطرية المقيتة ، فتنشأ التحالفات وتنشب الحروب على هذه القاعدة المجحفة، ومعلوم أن الإسلام يتنكر لأي دعوة قوامها تجزئة الأمة المسلمة أو التفريط  في شيء من حقوقها، وهذا يتنزل على الواقع السوري تماما، فإنه قد انبلج التحالف الإيراني السوري لقمع أهل السنة في سوريا وبرزت أشكاله وتنوعت طرقه مفصحا ومعلنا بكل وقاحة بأنه مع النظام المتهتك إلى آخر رمق، فالأصل الشرعي المقطوع هنا منابذة هذا النظام والتبرؤ منه، وهذا ما تنطلق منه قواعد السياسة الشرعية في مثل هذا المقام من نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم والأخذ على يديه، فليس في الإسلام تحالف مع من يشربون دماء المسلمين ويذبحون أبناءهم ويسحلون نساءهم مهما تباعدت أقطار المسلمين واختلف نزعاتهم، ولا عبرة بالتعامل الحسن لهذا الظالم مع جماعة من المسلمين ما دام يعيث في إخوانهم قتلا وتشريدا..

ومن هنا ندرك الخطأ الذي وقعت فيه حركة حماس والجهاد وغيرها عندما تحالفتا مع إيران فإنهما تدفعان ضريبة ذلك بتضييعهما لكثير من الحقوق الشرعية وسكوتهما عن مجازر الحلفاء والاكتفاء بالحياد السلبي ما دام هذا الحليف يتغنى بالقضية الفلسطينة ويرقص لها، وحقيقة الأمر أننا تخلينا عن المخلصين لقضيتنا بسبب ضعفهم واستحواذ الخصوم عليهم، ولكن سبحان الله انقلبت الدائرة عليهم فلم نحظ إلا خسارة محققة من الطرفين..

إن زيارة الزهار لإيران وإن أريد لها الاختفاء عن الأنظار والعدسات إلا أن الحليف الإيراني مولع بإظهارها وكسب المواقف التي لا يحلم بها، وقد استجاب من قبل رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية لدعوة وجهت إليه احتفالا بالثورة الخمينية في الوقت الذي تسيل فيه برك من دماء السوريين بدعم وتأييد من هذا النظام المجرم، فلماذا كل هذا الاستهتار بمشاعر شعب أبيّ وقف معنا في الشدائد والكربات؟  ألا يجد أطفال سوريا حدادا للعلاقات الإيرانية من قبلكم ريثما يجف الدم المسفوح؟

أقول لمن يتذرعون بالاستفادة من إيران ترجلوا وكونوا أبطالا وأسمعوا إيران ما لا تتوقع منكم وأعلموها أنكم أصحاب مواقف وقولوا لها كفي يدك عن المسلمين لا نطالبكم بأكثر من ذلك ولننظر بعد ذلك حال إيران معكم بعد أن فضحتم أمرها وكشفتم سوءاتها، وتذكروا أنكم أصحاب دعوة بيضاء لا تقبل التلون والتذبذب والأرجحة والله الموفق



مقالات ذات صلة