زوبعة جولدستون والكيل بمكيالين

بواسطة مراسل الحقيقة في بغداد قراءة 1639
زوبعة جولدستون والكيل بمكيالين
زوبعة جولدستون والكيل بمكيالين

زوبعة جولدستون والكيل بمكيالين

 

أثارت حركة حماس قبل مدة حملة إعلامية وضجة كبيرة ضد سلطة رام الله بسبب طلب تأجيل التصويت على تقرير جولدستون في الأمم المتحدة وكلكم تعرفون بقية الحدث.

وقامت حماس بتعبئة الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة وإخراجهم في مسيرات ضد سلطة رام الله وفي عدد من الدول العربية التي تتواجد فيها حماس كسوريا ولبنان وهم يرفعون اللافتات ضد سلطة رام الله ورموزها متهمين إياهم بالخيانة والاستهتار والاستخفاف بدماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وأن سلطة رام الله قد فوتت الفرصة لإدانة إسرائيل من قبل المجتمع الدولي .

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قاموا بعقد الحوارات والمناظرات والمؤتمرات الإعلامية وحملة إعلامية كبيرة شنتها حماس بمساعدة بعض القنوات الفضائية كفضائية الجزيرة .

ونحن إذ نريد أن نعقب عن هذا الأمر فلا بد أن نبين في البداية قبل الخوض في هذا الموضوع أننا لسنا مع ما فعلته سلطة رام الله بل نحن ضد هذا ونجرم سلطة رام الله في هذا حتى لا يفهم من كلامنا أننا نقف معهم في خندق الواحد .

لكن نريد أن ننوه بشيء من التفصيل إلى موضوع الكيل بمكيالين التي تتخذه حماس أسلوباً لنهجها ، وهنالك سؤال يطرح نفسه هل دماء الفلسطينيين في غزة غالية لتثير حماس كل هذه الضجة ودماء الفلسطينيين في العراق رخيصة لتصمت على جرائم المليشيات الإيرانية!!

أم أن حماس استغلت حدث جولدستون لتهاجم السلطة لتحقيق مكاسب ومصالح تنظيمية!!

فإذا كانت سلطة رام الله قد تسترت على إسرائيل وجرائمها ضد شعبنا في فلسطين، فإن حماس قد تسترت على أكبر نظام عدو للإسلام في جرائمه ضد الفلسطينيين في العراق! وهو النظام الإيراني المجوسي الرافضي عدو الصحابة وأمهات المؤمنين، عدو التاريخ العربي والإسلامي، عدو كل ما هو عربي يمشي على الأرض .

لقد أتت أحداث الفلسطينيين في العراق فرصة لكشف حقيقة هذا النظام وفرصة لتصحيح أفكار من يقف مع هذا النظام ويدافع عنه بدعوى (عدائه لإسرائيل)، فقامت حماس بتفويت هذه الفرصة وبدلاً من إدانة إيران على ما تفعله في العراق تجاه الفلسطينيين فضلاً عن العراقيين السنة قامت بالزيارات تلو الزيارات من قبل قادتها وإعلان الولاءات والأحضان لنجاد وخمانئي وتقبيل الأكتاف بدعوى الوقوف في خندق واحد (لمحاربة الاحتلال الصهيوني) وان إيران هي الداعمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينية وذهب هنية إلى أكثر من ذلك بالقول بان إيران هي بعدنا الاستراتيجي .

ماذا كان حصل لو قامت حماس بإعلان قطع علاقاتها مع إيران انتصاراً لدماء شعبنا في العراق، ولو قام مسؤولو حماس بعقد مؤتمرات صحفية في هذا الشأن وأشاروا ولو ضمنياً إلى أن إيران هي الفاعل الحقيقي في الجرائم في العراق!! لكان الأمر قد تغير كثيراً بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في العراق .

إذن فيجب أن لا تتحدث حماس عن خيانة سلطة عباس في موضوع جولدستون فالأمر هنا مشابه بكثير ! ولكنه يغفل للأسف الشديد عنه كثير الناس المدافعين عن إيران، ومن قبل الفلاسفة والكتاب والصحفيين المطبلين والراقصين للعلاقة مع إيران لأنها رفعت شعار (عداء إسرائيل) .

لقد حقق النظام الإيراني مكاسب سياسية وغير سياسية على ظهر حماس التي أسست هذه المكاسب على ظهور شعبنا في العراق، لقد جاءت أحداث العراق فرصة لكشف هذا النظام على جرائمه فضلاً عن عقيدته الباطلة في الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين والخوض في شرفهم، وكفرهم بالقول بتحريف القران، وبناء قبر قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتعظيم هذا القاتل ، لقد حقق النظام الإيراني مكاسب عظيمة حيث حماس نسفت كل مشاريع تعرية هذا النظام في فضح عقيدته الباطلة حيث غطت على هذه الأفعال ولمعت صورته وأظهرته بمظهر النظام المجاهد المناصر لقضايا العرب والمسلمين، وهذا ما تفعله حماس كل عام من رفع صور خميني في ما يسمى بيوم القدس!! وقد نقلت هذا الأمر إلى عدد من التنظيمات الأخرى متناسية دماء الشهداء الفلسطينيين في العرق فضلاً عن دماء العراقيين السنة .

إن شعبنا في العراق فضلاً عن أهل السنة المسلمين من العراقيين يتعرضون لأبشع عملية إرهاب ممنهج من قبل المليشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني معتمداً على تقاعس حماس وغيرها من التنظيمات ممن يقفون في خندق واحد مع إيران، والذين يتقاعسون من القيام بواجبهم تجاه هذا الأمر والذي يضع علامة استفهام كبيرة من جدوى العلاقة مع إيران .

لقد خالفت حماس الكثير من الدعاوى والنداءات من قبل دعاة وعلماء الأمة ومن قبل عامة الفلسطينيين بقطع العلاقة مع هذا النظام المجرم الذي لا يقل عداءاً وخطورة عن الصهاينة، ورمت كل ذلك وراء ظهرها وأصرت بل زادت في هذه العلاقة وأصبحت العلاقة ولاءاً ترتب عليها مفاسد كثيرة .

وشعبنا الآن يتساءل ما جدوى هذه العلاقة العبثية مع إيران على مدى عقود من الزمن؟ وأن موقف حماس من العلاقة مع إيران هو بمثابة غطاء للتغطية على جرائمه ضد الفلسطينيين والمسلمين في العراق فضلاً عن جرائمه ضد أهل السنة في إيران والأحواز .

لماذا لا تعتبر حماس قادة الحرس الثوري وقادة إيران جميعهم بمن فيهم نجاد مجرمي حرب وتدعو إلى تقديمهم للمحاكمة الدولية  كما دعت إلى تقديم قادة الصهاينة إلى محاكمة دولية أليس المجازر التي ارتكبت في العراق لا تقل إجراماً عن التي ارتكبت في غزة !؟

لماذا لا تتم إدانة أحد كبار قادة حماس عندما قال إن (خميني الهالك) رجل أحيا الله به الأمة وعندما قال أن حماس هي الابن الروحي لإيران!! أليست هذه هي تصريحات خطيرة لا تقل إجراماً عن تصريحات عباس.

قد يقول قائل: أليس حماس هي من ساعدت الفلسطينيين في مخيمات الصحراء وقدمت لهم الغذاء ، نقول لهم إن الفلسطينيين في العراق لا يحتاجون إلى ملء البطون وبالمقابل التغطية على جلادهم ولكنهم يحتاجون إلى موقف شجاع وكلمة شجاعة شريفة تبين أنهم أفضل عند حماس من مكاسب إيران السياسية والمالية .

أليس من الأجدر أن يقوم الفلسطينيين بمسيرات ضد حماس على هذه الأفعال على غرار ما عبئت به حماس ضد سلطة رام الله في موضوع جولدستون... مجرد تساؤلات تنتظر الإجابة.

 

مراسل الحقيقة في بغداد

 



مقالات ذات صلة