غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟

بواسطة صباح الموسوي قراءة 1902
غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟
غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟

غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟

 

غزة في امتحان الصبر والاستقامة، جثث ملطخة بالدماء، أصوات النياح والبكاء، أصوات انفجار الصواريخ و المدافع، صياح الموت يصدر منها صوت مرعب " الله اكبر "، يصدر من حناجر رجال غزة الأبطال مرتفع إلى عنان السماء، صوت " الله اكبر " في غزة له طعم آخر، انه صوت المرضى والجياع،صوت النساء الثكالا والأطفال الأبرياء . و من خلف ستار غزة مسلمون جالسون في مئاتم الحزن يذرفون دموع العجز و تتمتم شفاههم بكلمات يلعنون بها حكوماتهم ويرددون ... ياليتنا كنا معكم .

ثلاثون عاما و النظام الإيراني يسير كل عام مظاهرات حاشدة باسم " يوم القدس " ولم يترك نظاما عربيا أو إسلامياُ ( ماعدا نظام دمشق) إلا ونعته بالكفر أو الخيانة بدعوى أن هذه الأنظمة لم تنهض لتحرير فلسطين. ثلاثون عاما وحناجر ملالي طهران تنبح بالشعارات الزائفة المنادية بمحو إسرائيل ولكن هذه الشعارات لم تكن سوى غطاءاً لمحاربة العراق على مدى ثمانية سنوات ثم مساعدة الغزاة على احتلال أفغانستان المسلمة والتباهي بما فعلو، ولما فعلو ولم يستنكر عليهم احد، تمادوا وأفتوا بشرعية احتلال العراق وأسموه تحريرا وحرموا مقاومة المحتلين، و بعد كل ذلك مازالوا يهددون بتدمير إسرائيل!، والبلهاء من الأمة يصفقون والقابضون للتومان ( اسم العملة الإيرانية ) من أصحاب المؤتمرات القومية والدكاكين ذات اليافطات الدينية يتقاطرون على عاصمة الجمهورية الإيرانية مقبلين أيادي المرجعية الثورية!!. تذكروا قبل اقل من عام واحد فقط ماذا قال أمين عام حزب الله، الذي ترك مزارع شبعة وقرية الغجر خلف ظهره بيد الاحتلال وذهب لإغراق بيروت بالدماء، " إن اليد التي تمد على سلاح المقاومة سوف اقطعها حتى لو كانت يد أبي "، اسألوه ماذا عن اليد التي تمتد اليوم على المسلمين في غزة وتقتلهم بالجملة فلماذا لا يعمل أو حتى يهدد بقطعها ؟. لماذا يحتل حسن نصر الله بيروت ويسفك الدماء ويزهق الأرواح اعتراضا على قرار الحكومة اللبنانية عزل ضابط امن المطار الذي وجد مقصرا في مهمته، لكن حميته الثورية أصبحت خاملة مهملة واقتصرت فقط على خطاب تحريضي هزيل يطالب به شعب مصر بالتحرك من اجل مساندة أهل غزة ؟ . فواعجبا لهذا النفاق، فهل أهل مصر وحدهم المعنيون بغزة دون غيرهم، ومتى كان المصريون نيام عن نصرة فلسطين و قضايا الأمة حتى أصبحوا اليوم بحاجة إلى مقبّل أيادي حاخامات طهران لكي يذكرهم بواجبهم ويستنهضهم للقيام به؟

المتابع هذه الأيام لشوارع الضاحية الجنوبية في بيروت وشوارع قم وطهران ومدن النجف وكربلاء وغيرها من المناطق التي يسكنها اللطامون، يجدها تعج بمواكب اللطم والنياح، فحكومة الاحتلال في العراق تقول أنها أعدت أربعون ألف جندي و عنصر شرطة لحماية مواكب اللطم في النجف ومثلهم في مدينة كربلاء، وفي إيران أعلنت الحكومة إنها وضعت كافة الإمكانيات من وسائل نقل ومستشفيات ومراكز شرطة و جيش وغيرها من المؤسسات الأخرى في خدمة مواكب اللطم طوال عشرة محرم، والبرلمان الإيراني عطل إعماله والجامعات والمدارس أوقفت التدريس في هذه الأيام لأعطي الفرصة للنواب والطلبة و الأساتذة للمشاركة في مواكب اللطم . لماذا يلطمون، يسأل سائل ؟ الجواب، يلطمون على الحسين الثائر، يا ألاهي أي عقيدة هذه !. إنهم حرفوا واقعة كربلاء، قالوا أن واقعة كربلاء مناسبة حزن وبكاء !، مع أن اكبر بطولة تاريخية سجلت في كربلاء، فهل نبكي لها ونندب ونضرب على صدورنا و رؤوسنا، أم ننهض مثل الحسين لنضرب بيدنا على رؤوس المحتلين ؟. غيروا حقيقة ثورة الحسين وقال انه مثل يزيد كان قصده السلطة، فهل كان كذلك فعلا ؟ ومن سخرية ما يفعلون أنهم يرفعون شعار " هيهات من الذلة " في بلد صغير ومسالم كالبحرين، ولا يرفعونه في العراق الذي اشبع المحتلون أهله إهانة وذلة بلغت حد اغتصاب العفيفات وانتهاك المقدسات، ويجندون أربعون ألفاً لحماية مواكب اللطم ولا يجندون عسكريا واحداً لمناصرة أهل غزة الذين يذبحون . أليست غزة اليوم كربلاء ؟ واعجباً من قوم أصبح النفاق دينهمُ، وما أدراك دينهمُ ؟

 

صباح الموسوي - كاتب أحوازي

 



مقالات ذات صلة