يوم القدس…أكبر كذبة إيرانية على العرب
بقلم: طارق شحبر
بعد نجاح الثّورة الإسلامية في ايران بزعامة آية الله الخميني، سعى الثّوار الإيرانيون لبناء دولة إيرانية متطوّرة و قويّة. لكن الحلم لم يكن عند هذا الحد، فأعْين الخميني كانت نحو بناء خلافة إسلامية تقودها إيران، و الخميني ومن هذا المنطلق كان يعلم أنّ الخلافة على بلاد المسلمين تحتّم عليه حكم بلاد العرب التّي تعتبر مهد الدّين الإسلامي.
ولكن الخميني كان يعلم مدى صعوبة تحقيق هذا الحلم. فهناك حساسيات و صراع حضارات بين العرب و الإيرانيين ( الفرس) وصراعات طائفية بين السّنة و الشّيعة.
فالعرب، مفتاح قلبهم هو القضية الفلسطينية، و لذلك أطلق ما يسمى ب ” يوم القدس” .
يوم القدس ، كما اسماه الخميني، يصادف في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك في كلّ عام، و فيه تعّم المظاهرات في إيران و عند الفرع الآخر للثورة الإيرانية في لبنان ” حزب الله ” .
و طبعًا تكثر الخطابات و الأقاويل الرّنانة، و يتخلّلها الكثير من المواد الإعلامية المصوّرة للثوّرة الإيرانية و كأنّها هي الخلاص و الحلّ الأفضل للشّعوب.
التذرّع بمساعدة فلسطين كانت خطّة الخميني لاستمالة العرب نحو إيران، لعلمه أنّ العرب لم و لن يثقوا بإيران .
يوم القدس ما هو إلا مادّة إعلامية لكيّ تجذب إيران المزيد من المعجبين، بثورتها، من العرب.
و هو ليس إلا أداة أراد منه الخميني استمالة العرب علّه يستطيع التّسلل شيئًا فشيئًا نحو الدّاخل العربي، لأنّه إذا أردت أنْ تخدع شخص ما، فما عليك إلا أنْ تحاول إيهامه بأنك تريد مصلحته و مساعدته و عندما تتسلل الى العمق السّاحق، عندها يصبح فريسة سهلة لك.
يوم القدس لم يقدّم و لم يؤخر شيئًا، ما ساعد الثّورة الإيرانية هو حماقة الأنظمة العربية التّي كانت سائدة، و من النّاحية الأخرى ظهرت إيران و كأنّها الوحيدة القادرة على الدّفاع عن قضايا الأمّة، و لكن ما كان مخبّأ تحت هذه المظاهر كان بعكس ما يراه العالم.
فإيران أثبتت أنّها اخطر على العرب من إسرائيل نفسها.
على الرّغم من الإيحاء أنّ ايران تعتبر أمريكا و اسرائيل أعداءها، إلا أنّها لم تعارض شراء سلاح منهما لاستعماله ضدّ العراق في عهد صدّام حسين و فضيحة كونترا كانت الدّليل. أيضًا، لم تعارض ايران إقامة شراكة تجارية مع اسرائيل، ففضيحة العصر و التّي اكتشفت منذ مدى ليس ببعيد و هي الكشف عن أكثر من ٢٠٠ شركة إسرائيلية لها تعاملات مع ايران.
لا ننسى أيضًا العطايا الأمريكية لإيران ، من احتلال أفغانستان و طبعًا بمساعدة استخبراتية إيرانية و ذلك باعتراف بعض ضبّاط الحرس الثّوري الإيراني ، الى احتلال العراق و الذّي كان يُعتبر أكبر هديّة من أمريكا لايران لأنّ العراق كان بوابّة العرب الشّرقية ، و بإزالتها ، فُتح الطّريق أمام الفرْس لدخول الوطن العربي. إذا كانت أمريكا عدوّة لإيران، فلماذا تهاجم صدّام حسين و تخلعه و هي تعرف أنّه ألذّ أعداء إيران؟
كلّ الكلام و التّصاريح التّي تقولها ايران عن طريق الولي الفقيه أو الرّئيس أو أيّ مسؤول آخر، هي كلام فارغ و مادة إعلامية فقط لا غير.
اذا كانت ايران دولة إسلامية كما تدّعي، فعليها أنْ تقدّم دمًا من أجل قضايا الأمّة، و ليس فقط تصاريح.
إن كانت ايران تدّعي إسلامًا، فأين كانت جيوشها التّي تفخر بها عندما قتلت اسرائيل الآلاف من الأبرياء في لبنان و غزّة.
عندما كانت اسرائيل تقصف غزّة، و الشّعب الفلسطيني يذبح، جاءنا مسؤول إيراني و تباها بما مضمونه قدرة بلاده على تدمير اسراءيل خلال ١٣ يومًا؟؟ هذا الكلام لم يكن أكثر من ضحك على الفلسطينين. اسرائيل دكّت لبنان و غزة لاكثر من شهرين و لم نرَ شيئًا من ايران.
كفى خداعًا لعقول النّاس، هذا العرق أصبح محمية إيرانية و سوريا يُذبح شعبها على أيدي حليف ايران، و بدل أنْ تحتكم ايران شريعة الغسلام التّي تدّعي إنّها هي من تمثّلها، تقوم ايران بدعم هذا النّظام في قتل شعبه. أيضاً زجّ حركة حماس في صراعات كلّنا يعلم أنّها لا تملك القدرة للدّفاع عن نفسها.
ما تفعله ايران هو المتاجرة بقضايا الأمّة، و هي لا تمت الى الإسلام بأيّ صلة. ايران هي إمّا دولة فارسية أو دولة طائفية، و لكنّها ترتدي عباءة الإسلام.
هذه الطريق مفتوحة نحو فلسطين، فماذا ينتظر أحمدي نجاد، أمّ أنّ ايران لا تقاتل اسرائيل إلا على حساب الدّم العربي .
القدس هي قرّة أعين العرب و قضيّتهم الأساسية، و سيبقى العرب يناضلون لأجل فلسطين كما ناشدوا خلال السّتين سنة التّي مضت.
ولا داعي لإقامة يوم و تسميته بيوم القدس، لأنّ القدس في قلبنا كلّ يوم و اسمها يُهتف مع كلّ نبضة قلب.