ارهاصات افول النصيرية

بواسطة ا/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي قراءة 957
ارهاصات افول النصيرية
ارهاصات افول النصيرية

ا/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي

عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة .

 من تباشير الخير التي بلغ صداها أقصى الدنيا ، أننا في هذه الأيام نعيش ذكرى فتح دمشق الذي وقع في ( 20 رجب سنة : 14ه )على أيدي جهابذة الجهاد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، في الوقت الذي ينحر فيه أبناء السنة في الشام على أيدي جلاوزة النصيرية وجلاديهم، أشد الناس كفراً وبغضاً للإسلام وأهله . ذكرى فتح دمشق والتنكيل باخواننا في الشام ، دلالة على اقتراب نصر الله للمؤمنين المستضعفين ’ وبشارة بالفرج للمكلومين والمضطهدين الذين لم يجدوا ملجأ إلا الله تعالى . قال الله تعالى : " واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين " ( البقرة : 223 ) وقال تعالى : "وأخرى تحبونها نصرٌ من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين " ( الصف : 13 ) وقال سبحانه : "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " ( التوبة : 111) . ونبشّر النصيرية المجرمين الكافرين بما بشّر الله تعالى به في قوله تعالى : " يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام " (الرحمن: 41 ) وبقوله سبحانه : "إنا من المجرمين منتقمون " ( السجدة : 22 ) وبقوله سبحانه : " إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين " ( المجادلة : 20 ) وبقوله سبحانه : " فويلٌ للذين ظلموا من عذاب يوم أليم " ( الزخرف : 65 ) .

 والبشارة بالفتوح مما ندبت إليه السنة النبوية ، وقد بّوب البخاري ( ت : 256ه ) رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب الجهاد والسّير باباً أسماه " البشارة في الفتوح" ،وكان المسلمون يرسلون البشائر إلى أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالفتوح ، لتعم البهجة قلوب المؤمنين .

 نشأت النصيرية على يد رجل مجوسي يدعى "محمد بن نصير النميري" (ت: 270ه ) .

وهي فرقة باطنية منشقة عن الطائفة الشيعية ، وقد انتقل مركزها من بغداد إلى حلب بعد هجوم التتار على العراق ، ثم استقرت في جبال اللاذقية غرب بلاد الشام.

 إرهاصات أفول النصيرية عديدة ، منها : أنهم كفرة ظلمة عاثوا في الأرض فساداً وإجراماً وطغياناً ، وقد طغى قبلهم جبابرة الكفر والشرك: فرعون وهامان وقارون ، ومن لحقهم من أئمة الضلال والالحاد عبر التاريخ: كالامبراطورية الرومانية والبيزنطية والاتحاد السوفيتي الذين مّزقهم الله كل ممّزق، واضمحل أثرهم ،ولم تكن لهم عاقبة ، كما قال سبحانه : " أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها" ( محمد : 11 ) .

 ومن ارهاصات أُفول النصيرية : مرابطة الطائفة المنصورة في الشام التي بشّر بها امام المجاهدين صلى الله عليه وسلم بقوله : " من أبى أن يلحق بالشام ’فليلحق بيمنه ، وليستق من غُدره ، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله " أخرجه البزار باسناد حسن .

 وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال من أمتي عصابة قوّامة على أمر الله عز وجل ،لا يضرها من خالفها، تقاتل أعدائها ،كلما ذهب حربٌ نشب حربُ قومٍ آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه ،حتى تأتيهم الساعة ،كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع ،هم أهل الشام .ونكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه يومئ بها إلى الشام حتى أوجعها" . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة .

ومن الإرهاصات المبشّرة بأفول النصيرية : انتصاب أهل السنة وتفطنهم للمدّ الشيعي ،الذي بدأ يسري في الدول العربية بدرجات متفاوتة وفي بعض دول أفريقيا وأوروبا وأمريكا ، وقد وقفت أكثر هذه الدول لصدّ الخطر الشيعي بأنواعه ،اقراراً منها بضرره وسوء عاقبته ، ومن ذلك امتعاض الدول الإسلامية من حقيقة الهلال الشيعي الذي طّوق الجزيرة العربية وهدّد مصالحها السياسية والاقتصادية . وقد حزمت دول الخليج أمرها لنقض خطط المدّ الشيعي الذي تزعمته الفرس ، وهذه منقبة حميدة تحفظ لدول الخليج العربي وبعض الدول الإسلامية .

ومن الإرهاصات أيضاً : ما يلوح في الأفق من انهيار سياسي واقتصادي لدولة المجوس الفارسية الذي بدأ واضحاً جلياً خلال هذا العام (1433 هـ ) وهو ما سمي بالثورة الإيرانية ، لكن الإعلام الإيراني تكتّم عليها ، فلم تنقل إلا بعد مدة وبشكل مغاير لحقيقتها .

 ومعلومٌ أن النظام الإيراني بدأ في التلف والترّدي بعد تلقي الضربات الموجعة من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي أسقطت "الشاه" ( ت : 1400ه ) آخر من حكم إيران قبل الثورة الخمينية . وقد سعى النظام الإيراني الحالي إلى إعدام الآلاف من منظمة "خلق" وما زال الصراع بينهما قائماً إلى اليوم .

 ومن الإرهاصات المبشّرة بأفول النصيرية : البيان الذي وقّعه ثلاثة من كبار المشايخ العلويين في مدينة حمص ونشر في الصحف العربية ، ومنها صحيفة " الشرق الأوسط" بتاريخ ( 14/10 / 1432هـ ) ومضمونه : براءة الطائفة العلوية من القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري بحق المتظاهرين العزّل المطالبين بحقوقهم وحريتهم .

 ومن الإرهاصات : ما أبصره الملايين من تصدّع وانشقاق مئات الضباط والأفراد في جميع القوات العسكرية والمدنية داخل النظام السوري ،وهو ما يسمى الآن بالجيش الحر . لكن هذا الجيش لا يقاتل كل أفراده لرفع راية الإسلام والجهاد ، فهو مجموعة كتائب بعضها تقاتل وطنية وبعضها لمآرب خاصة ، والبعض الآخر لأهداف إسلامية خالصة .

 ومن الإرهاصات : الوهن الذي دبّ في الأحزاب السياسية في العراق ،ومن ذلك الخلافات التي تدور حالياً بين القائمة العراقية ودولة القانون والتي بسببها تصدّع النظام العراقي الصفوي المجوسي . ولم يبق من القوى الشيعية المهيمنة على أهل السنة سوى التيار الصدري في العراق ، وهو تنظيم مسلح أسس للقضاء على المخالفين من أهل السنة . وفي لبنان يبقى النفوذ لحزب الشيطان الذي أُسس قبل عشرين عاماً لأجندة خاصة . ولا نقول الا كما قال ربنا تعالى في علاه : "فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين "( المائدة : 52) .

 ان العصابة المجرمة التي تحكم الشام اليوم بالحديد والنار لن يهنأ لها بال الا باستئصال أهل السنة الموحدين وطمس آثارهم وقلاعهم من قلوب الناس، والتنكيل بهم امام العالم وتحت سمعه وبصره . والامم الكافرة تغضّ الطرف عن تلك العصابة المجرمة لحاجة في نفوسهم ، سوف يقضونها متى استوت !! .

 لقد تواترت الرؤى المنامية المبشرة باُفول النصيرية قريبا ,ان شاء الله تعالى ،تحقيقا لا تعليقا ، وتفتّت كيانها كتفتت البعر’ وسوف يكون ذلك شوكة في حلوق أعداء السنة المحمدية ، وبابا مشرعا لملاحم الشام كما ورد في الصّحاح .

ان اقل درجات النصرة لأهل السنة المكلومين في الشام هو: التوجّع لحالهم والدعاء لهم ، ومن لا يقدر على هذا فليبكي على حاله . والله أكبر’ والله مولانا ، وهو خير الناصرين .

 



مقالات ذات صلة