"لواء القدس" : من الدعم الإيراني إلى الروسي

بواسطة المدن قراءة 977
"لواء القدس" : من الدعم الإيراني إلى الروسي
"لواء القدس" : من الدعم الإيراني إلى الروسي

بدأت القوات الروسية المتمركزة في حلب، منذ منتصف كانون الثاني/ يناير، تدريب مليشيا "لواء القدس الفلسطيني" في ضواحي حلب، على كيفية استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتنفيذ المداهمات الليلية، والقتال الفردي، والاقتحام والعمليات الهجومية، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وشملت التدريبات التعلم على استخدام سلاحي الدبابات والمدفعية الثقيلة، وجزء منها كان بالنيران الحية، وتركزت في منطقة الملاح في ضواحي حلب الشمالية. وتم استهداف مواقع المعارضة المسلحة في حريتان وعندان وكفر حمرة بعشرات القذائف، خلال الأيام القليلة الماضية، مصدرها مليشيا "لواء القدس" التي كانت تجري تدريباتها في المنطقة.

واتضح أن "لواء القدس" قد إنصاع للأوامر الروسية، ليحصل على الدعم المالي والتسليح والحماية، بعدما خسر الجزء الأكبر من دعمه الإيراني السابق مؤخراً. وعلى إثر الانقطاع الشبه كامل للدعم الإيراني عنه في الربع الأخير من العام 2018، تم تسريح المئات من عناصر المليشيا، واعتقلت مليشيات النظام عدداً من قادته الميدانيين، ومن بينهم قائد عملياته سامر رافع، وعدد من مرافقيه، بالقرب من مخيم النيرب شمال شرقي المدينة.

وأعاد "لواء القدس" خلال الشهرين الماضيين عناصره المسرحين إلى صفوفه مجدداً، وأجرى تعديلات في البنية التنظيمية لقيادة الصفين الأول والثاني، وتم استبعاد شخصيات وقادة بأوامر روسية. وتم إنشاء معسكر تدريبي في مخيم حندرات، شهد زيارة لقائد اللواء محمد سعيد، في 1 شباط/فبراير، الذي اطلع على الأوضاع في المخيم، والمعسكر التدريبي الذي يديره ضباط روس، وذلك "بعد أن صلى الجمعة" في جامع التوابين برفقة المختار وعدد من الشخصيات الفلسطينية المسؤولة عن المخيم.

وتسعى روسيا إلى تدريب عناصر "لواء القدس" وتنظيمهم في هيكلية عسكرية جديدة، بعد إبعاد العناصر والقيادات المقربة من إيران ومن "الفرقة الرابعة". كذلك وجهت روسيا قيادة اللواء ليضم المزيد من العناصر إلى صفوفه ليصل العدد إلى أكثر من أربعة آلاف عنصر. وعدد مقاتلي المليشيا بالأصل يتراوح بين 2500 و3000 عنصر. ولهذا أنشأت روسيا معسكرات تدريب جديدة في حندرات، وقرب المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، وفي منطقة الملاح، إلى جانب المعسكر التدريبي الرئيسي ومقر قيادة اللواء في مخيم النيرب قرب المطار شمال شرقي مدينة حلب.

وكان لـ"لواء القدس" مشاركة كبيرة في العمليات القتالية إلى جانب النظام، في معارك حلب ضد المعارضة المسلحة، وكذلك في البادية ودير الزور ودرعا والغوطة الشرقية ومخيم اليرموك بدمشق.

وتركز روسيا على دعم وتدريب "لواء القدس" بغرض تغطية كامل خطوط التماس مع المعارضة المسلحة في ضواحي حلب الشمالية والشمالية الغربية، واستبعاد المليشيات العشائرية المقربة من إيران و"الفرقة الرابعة". ومن المفترض أن يمسك "لواء القدس" جبهات يزيد طولها عن 20 كيلومتراً في المنطقة. وتستفيد القوات الروسية من المليشيا بحماية مواقعها في قلب مدينة حلب. وقد أرسل "لواء القدس" قبل شهر، كتيبتين إلى الجبهات الممتدة بين كرناز غرباً، وصوران شرقاً في ريف حماة، بالقرب من نقاط المراقبة الروسية التي تنتشر في محيطها القريب مليشيا "الفيلق الخامس".

 

المصدر : المدن 

30/5/1440

5/2/2019



مقالات ذات صلة