فتحي الشقاقي و الخميني .. حقائق لابد أن تعـرف ( الجزء الثاني )
( قراءة في كتاب " رحلة الدم الذي هـزم السيف ج1 )
إنَّ مما لا شك فـيه والذي أصبح جـليا وواضحا لعـموم المسلمين فضلا عـن خواصهم قوة الهجمة الشرسة وشدتها على المسلمين العُـزّل في كل مكان من العالم تقريبا، هذه الهجمة الضارية لا تنحصر في غزو بلاد المسلمين بالسلاح الفتاك فقط بل الغـزو الفكري والذي أدَّى إلى نتائج إيجابية كثيرة بالنسبة إلى العدو وارتاحوا من عـناءٍ طويلٍ كان بانتظارهم في حالة استخدامهم السلاح الفتاك.
ومن آثار الغـزو الفكري الذي نعيش آلامه حتى الآن غـزو الشيعة ديار المسلمين وقد ظهروا بصورة البطل الذي يريد استرجاع كرامة الأمة الإسلامية وتحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود وأعوانهم كما يزعـمون ، فهم يرددون دائما ـ الموت لليهود ـ مما أدَّى إلى وقوع الكثير من شباب الإسلام صيدا ثمينا في حبالهم يُنفِّذون خُطَطَهم ويعملون بأوامرهم ظانِّين أنَّ هذا يُرضي ربَّ العالمين، والذي يزيد الأمر سوءًا ويُضيف إلى القلب حزنا ويغمر النفس كمدًا ظهورُ أناسٍ مدافعـين عـن الشـيعة بل ومنظِّرين لها وهم من بني جلدتنا ويعـتقدون بعـقيدتنا ويُصَلُّونَ معـنا مما يجعـل المسلم في حـيرة من أمره.
ومما نشاهده في قطاع غـزة خصوصا وفـلسطين عـموما من تنامٍ للمد الشيعي الخبيث وقد تولت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الريادة في ذلك وما كتاب فتحي الشقاقي عـنا ببعـيد والذي هو بعـنوان "رحلة الدم الذي هـزم السيف" حيث سطَّرَ الشقاقي أروع الولاء للهالك الخميني وعـقيدته الباطلة فضلا عـن الترويج والنصرة له، ولقد تحدثنا في الحلقة السابقة جزءا من ولاء الشقاقي للهالك الخميني وها نحن اليوم نُفاجَئ بمثل هذه الكتب التي تُدَرِّسُّها حركة الجهاد الإسلامي بين عـناصرها إلا من رحم الله تعالى والسؤال الذي يطرح نفسه هـنا ما هي مكانة إيران الثورة والدولة في قـلب وعـقل الشقاقي؟
لقد تأثر الشقاقي بالثورة الخمينية إلى درجة الولهان فأصبحت الثورة عـقله وروحه فلا يتكلم إلا بها ولا يتحدث عـن غـيرها فهو في سراب ليس له حدود يحسبه الظمآن ماءً حيث يصف الشقاقي أعمال الهالك الخميني والذي تتميز بمواجهة أزمة الاستلاب الروحي من المسلمين وقيام الهالك الخميني بتطهيرها من آثار الاستعمار الفكري وذكر ذلك في الدراسة الخامسة والتي بعـنوان إيران الثورة والدولة حيث قال "... و لهذا كانت الدعـوة المُلِحّة للإمام الخميني ، ولمفكر الثورة الأول الشهيد عـلي شريعـتي ، هي مواجهة أزمة الاستلاب الروحي هذه ، وتجاوزها وتأكيد وبعـث الذات الإسلامية التي غـطتها عـقود طويلة من محاولات التغـريب والعـلمنة ..كما كانت الثورة الثقافية التي أعـلنها الإمام قبل أسابيع قليلة حلقة من مخطط دقـيق و طويل لتحرير الفرد والمجتمع المسلم وتطهيره من كل آثار الاستعـمار الفكري والثقافة التي تمثلت في الهـزيمة الروحـية المُدَمَّرَة وفي قيم الخنوع والاستهلاك والترف التي صدَّرَها لنا ... " (1)
و لم يكتف الشقاقي بما قاله بل ربط بين الهالك الخميني والصحابي الجليل الحسين بن عـلي رضي الله عـنهما من حيث الإحساس و الرؤية وذلك في الدراسة السابعة تحت عـنوان في ذكرى مرور عامين عـلى انتصار الثورة الإيرانية رحلة الدم الذي هـزم السيف تحت بند القيادة الرسالية وإليك قوله "... والتي تمثلت كأفضل ما يكون في شخصية الإمام الخميني الذي جاءت مراحل حياته معبرةً أصدق تعـبير عن الشخصية الإسلامية التي جاء الإسلام ليقدمها للبشرية سراجا منيرا قدوة فذة فهو بداية مسلم شديد الالتزام ثوري ذو بصيرة نفاذة وحسٍ ورؤية صائبة في أحلك الظروف شجاع لا يعرف المساومة أو التخاذل مسكون بعذابات المسلمين و أوجاعهم في صدره إحساس الحسين بالمسؤولية وفي دمه رؤية الحسين الفذة لمعـنى الشهادة ... " (2)
و لا أعـلم كيف يُشَبِّهُ الشقاقي ـ الخميني الهالك الذي يسب الصحابة و يلعنهم ـ بالصحابي الجليل الحسين بن عـلي رضي الله عـنهما!!
والسؤال الذي يطرح نفسه هـنا بأي عـبارة نستطيع أن نفسر بها أفعال الشقاقي الشنيعة ؟ وعـلى أي رؤية اعـتمد عـليها ؟ إنَّه الجهل المركب المحض بعـقيدة أهل السنة والجماعة والتي أسفرت عـن تصدير التشيع إلى بلاد المسلمين ولا حول و لا قوة إلا بالله تعالى.
كما ويفتخر الشقاقي بكبار قادة الثورة الخمينية الذين قدَّموا أنفسهم فداءً لهذه الثورة وأنهم بمثابة البعث الإسلامي الجديد وذلك في نفس الدراسة السابعة تحت بند عـلماء الدين و المفكرون الثوريون وإليك قوله: " ... لقد قدَّمت الثورة بما في ذلك سنوات الإعداد والتكوين تجربة فكرية وثيقة ومدروسة بقيادة مفكرين كالدكتور الشهيد عـلي شريعـتي و الشهيد آية الله مرتضى مطهري الذي بكى الإمام ـ يقصد بذلك الخميني ـ وهو ينعـاه للأمة قائلا [ لقد كان مطهري ثمرة حياتي ] ، وكذلك مفكرين كمحمد حسن طبطائي وبزرجان وأبو الحسن بني صدر وطالقاني وآخرين باركهم الإمام الخميني وهم يمهدون الطريق أمام تقدم الثورة التي أعـلنت إفلاس تجارب القرون الأخيرة الماضية وعـقمها وبشرت ببعـث إسلامي جديد و مستقبل إنساني واحد ... " (3)
ولم يقف الشقاقي إلى هذا الحد بل اعـتقد بعودة الإمام الغائب ويستشهد عـلى ذلك بكلام الهالك الخميني ثم يذكـر المرجع الذي يحتوي هذا الكلام وهو كتاب الحكومة الإسلامية للهالك الخميني ثم يحدِّثُ أنَّ الثورة الخمينية قد التزمت بوعي رؤية الحسين رضي الله عـنه وقد ذكر ذلك في نفس الدراسة السابعة السابقة الذكر تحت بند النظرية الثورية [ الوجه الآخر ] وإليك ما نصه "... طرحت الحركة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني فكرة [ الجمهورية الإسلامية ] منهيةً بذلك أزمنة طويلة من الحديث عـن القبول بإصلاحات دستورية بانتظار عودة الإمام الغائب الذي سيملأ الأرض عدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا فقد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر كما قال الإمام الخميني: [ في طول هذه المدة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معـطلة ؟ ] ثم أجاب في النهاية [ إذن فإنَّ كل من يتظاهـر بالرأي القائل بعـدم ضرورة تشكيل الحكومة الإسلامية فهو يُنكر ضرورة تنفيذ أحكام الإسلام ويدعو إلى تعـطيلها، وهو يُنكر بالتالي شمول و خلود الدين الإسلامي الحنيف ] * الحكومة الإسلامية في 26، 27* ...و لأنَّ الإمام الحسين كان رمز الحركة و جذوتها المشتعـلة فقد اعـتمدت بوعي رؤيته للثورة و التزمت بها وأعـلنت أنَّ الثورة عـمل غـير مؤجل و أنَّ الوجوب فوق الإمكان ... "(4)
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبكل قوة هل كانت ثورة الهالك الخميني هي حكومة إسلامية قائمة على تطبيق شرع الله أم أنَّه شعار يُبَطَّن تحته الحقد الدفـين للخليفـتين أبو بكر وعمر بن الخطاب وباقي الصحابة رضي الله عـنهم جميعا، ويتخذ من الصحابي الجليل الحسين بن عـلي بن أبي طالب رضي الله عـنهما إلهًا يُعـبد من دون الله و التي يُسمُّونها بمظلومية الحسين التي أذاقوا أهل السنة ويلات القتل والتشريد والتعذيب بسـبب المظلومية المزعـومة و المشئومة في آنٍ واحد و الحسين رضي الله عـنه منهم براء .
وسؤال آخر ما هي علاقة الشقاقي بالإمام الغائب وهل ظهر هذا الإمام ثم غاب أم أنَّه دخل في سردابه ولا نعـلم متى خروجه ؟ !! و ما هذا إلا من خرافات الشيعة قد طَـلَتْ عـلى الشقاقي نتيجة غـياب الفهم الصحيح لعـقيدة أهل السنة ، فعـقيدة أهل السنة تُخبرنا بظهور المهدي في آخر الزمان يحمل اسم النبي الكريم صلى الله عـليه وآله وسلم و لم يكن قد ظهر من قـبل ثم غاب كما تعـتقد الشيعة بإمامها الغائب الذي دخل في سردابه و لم يخرج حتى اليوم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الفتاوى " ... والمعــصوم عـند الرافضة الإمامية الاثني عــشرية هو الذي يزعـمون أنه دخل إلى سرداب سامرا بعد موت أبيه الحسن بن عـلي العـسكري سنة ستين ومائتين، وهو إلى الآن غائب، لم يعـرف له خبر، ولا وقع له أحد عـلي عـين ولا أثر ، وأهل العـلم بأنساب أهـل البيت يقولون إنَّ الحسن ابن عـلي العـسكري لم يكن له نسل ولا عـقب ، ولا ريب أن العـقلاء كلهم يعدون مثل هذا القول من أسفه السفه، واعـتقاد الإمامة والعصمة في مثل هذا، مما لا يرضاه لنفسه إلا من هو أسفه الناس وأضلهم وأجهلهم ... "(5 )
وإني لأعجب من كلام الشقاقي وهو يدافع عن الهالك الخميني ويستنكر كلام الذين يقولون بتكفير الشيعة ويقف منهم موقف الشك والريبة كما ويَعـتَبِرُ الهالك الخميني فخرًا للإسلام و المسلمين و ذلك في الدراسة العاشرة بعـنوان السنة والشيعة ضجة مفـتعـلة ومؤسفة و إليك ما نصه " ... لقد بدأ بعضهم ـ يقصد بذلك الشباب المعارضين للشيعة ـ يَشُنُّ حملةً مشبوهة و مفاجـئة ضد الثورة الإسلامية التي اكتشفوا أخيرا أنَّها ( ثورة شيعـية ) وأنَّ الشيعة فرقة ضالة أو كافرة و أنَّ آية الله الخميني الذي قالوا أنَّه هـزَّ العروش وهو يجلس فوق سجَّادته أصبح أيضا ضالا كافرا ، و بدأ يتكرر أمامنا مشهد الشاب المسلم الذي يحمل كتابا سعوديا مليئا بالمغالطات والافتراءات ، يحمله من مسجد إلى مسجد يشرحه للناس و يُبَشِّرُ بما به من أضاليل أُدْرِكُ أنَّ بعض هؤلاء الشباب يتحرك بحسن نية متوهـما أنَّه يعـمل لله تماما كما أُدْرِكُ أنَّ الطريق إلى جهنم مليء بمثل هذه النوايا الحسنة ....إنَّ الذين يريدون أن يقتلوا النموذج الإيراني الفذ داخل الشخصية المسلمة و في هذا الوطن المحتل بالذات ـ يقصد بذلك فلسطين ـ لن يقتلوا إلا أنفسهم، فهم يقفون أمام حركة التاريخ المتقدم ويتصدَّوْنَ لثورة إسلامية يقودها إمام هو فخر للإسلام و المسلمين .... " (6 )
و في الحقيقة إنَّ الشباب الذين يحاربون الشيعة بنوايا حسنة فإنَّ محاربتهم للتشيع في بلاد المسلمين أيضا فعل حسن يؤجر عـليه من أخلص النية لله تعالى، ولم يكتف الشقاقي إلى هذا الحد بل تعدَّى به الأمر إلى التطاول على أهل العـلم ويصف كلامهم بالترهات و ذلك في نفس الدراسة العاشرة تحت البند السابق الشيعة والسنة ضجة مفتعـلة ومؤسفة حيث قال "... إنني أفهم جيدا أنَّ موقـف بعض قواعد الحركة الإسلامية المعادي للثورة والمثير للضجة المفتعـلة حول السنة والشيعة ليس موقفا جذريا أصيلا ولكنه موقف طارئ فرضه آخرون عـلى هذا الشباب المخلص الطاهـر بعد أن وضعوه في دوامة الشك و اليأس وهو يكـتشف أخيرا أنَّ الثورة التي أَوْقَدَتْ آماله و أشعـلتها ليست ثورة إسلامية ولكنها شيعـية وأنَّ الشيعة كفار ... و هذا هو محب الدين الخطيب صاحب الكتاب السعودي سيء السمعة الذي أُعيدت طباعـته مرة أخرى في هذا الوطن ـ يقصد بذلك فلسطين ـ 5000 نسخة ها هو يورد الدليل تلو الدليل عـلى كفرهم و ضلالهم وخروجهم عـن الإسلام (إنَّ لهم قرآنا غير الذي بين أيدينا) وغير ذلك من الأضاليل والترهات ..." (7)
وقد أخبرنا شيخ الإسلام عـن الرافضة في كتابه منهاج السنة النبوية فقال "... وهذا دأب الرافضة دائما يتجاوزون عـن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين ..." (8)
و قال أيضا "... فالإسلام عـند الإمامية هو ما هم عـليه وهم أذل فـرق الأمة فليس في أهل الأهواء أذل من الرافضة ولا أكتم لقوله منهم ولا أكثر استعمالا للتقية منهم وهم عـلى زعـمهم شيعة الاثنى عشر وهم في غاية الذل فأي عـز للإسلام بهؤلاء الاثنى عشر عـلى زعـمهم ..." (9)
و قد ذكر الشقاقي أيضا أنَّ فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الشيعة الإمامية الإثنى عشرية مستدلا بقول الأستاذ أنور الجندي وإليك قوله "... أود أن أشير إلى أولئك الذين حاولوا ترديد فتوى ابن تيمية ضد الرافضة والتي تضم العديد من فرق الشيعة وحاولوا سحب هذه الفتوى عـلى الشيعة الإمامية الإثنى عـشرية و بالتالي استغلالها ضد الثورة الإسلامية في إيران لقد وقع هؤلاء في عـدة أخطاء هامة .... لم يحاولوا تقصي إذا ما كانت كلمة ( الرافضة ) التي ذكرها ابن تيمية تنسحب عـلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية أم لا ؟
يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه الإسلام وحركة التاريخ ص422 [ والرافضة غـير السنة والشيعة]، ويستعـرض الإمام محمد أبو زهـرة في كتابه ( ابن تيمية ) بعض فـرق الشيعة مثل الزيدية والإثنى عشرية دون أن يشير إلى أي موقف سلبي لابن تيمية منها ولكنه عـند ذكر الإسماعيلية يقول ص 170 [ و هذه الفرقة هي التي كان لابن تيمية منها مواقف ضد بعض المنتمين إليها ... فقد حاربهم بعـلمه و لسانه و سيفه ... ] و لهذا نجد الإمام أبو زهـرة يسهب في دراسة هذه الفرقة بسبب موقف ابن تيمية منها كما يقول ... " (10)
ويوجد هنا شبهتان أوردهما الشقاقي الأولى أنَّ الفتاوى التي أصدرها شيخ الإسلام ابن تيمية ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الإمامية الإثنى عشرية والثانية أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية ليس له موقف سلبي من فرق الشيعة مثل الزيدية والإثنى عشرية و لكنَّ الشبهتان سندحضهما من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
أما الشبهة الأولى أنَّ الفتاوى ضد الرافضة لا تنسحب عـلى الإمامية الإثنى عشرية فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عـند تقسيمه للشيعة أنَّ الرافضة هم الإمامية حيث قال "... والشيعة هم ثلاث درجات شرها الغالية الذين يجعـلون لعـلي شيئا من الإلهية أو يصفونه بالنبوة وكُفْرُ هؤلاء بَيَّنَ لكل مسلم يعرف الإسلام وكفرهم من جنس كفر النصارى من هذا الوجه وهم يشبهون اليهود من وجوه أخرى، والدرجة الثانية: وهم الرافضة المعروفون كالإمامية وغـيرهم الذين يعـتقدون أن عـليا هو الإمام الحق بعد النبي صلى الله عـليه وسلم بنص جلي أو خفي وأنه ظُلِمَ ومُنِعَ حقه ويبغضون أبا بكر وعمر ويشتمونهما وهذا هو عـند الأئمة سيما الرافضة وهو بغض أبي بكر وعمر وسبهما، والدرجة الثالثة: المفضلة من الزيدية وغـيرهم الذين يفضلون عـليا على أبي بكر وعمر ولكن يعـتقدون إمامتهما وعدالتهما ويتولونهما فهذه الدرجة وإن كانت باطلة فقد نسب إليها طوائف من أهل الفقه والعبادة وليس أهلها قريبا ممن قبلهم بل هم إلى أهل السنة أقرب منهم إلى الرافضة لأنهم ينازعون الرافضة في إمامة الشيخين وعدلهما وموالاتهما وينازعون أهل السنة في فضلهما عـلى عـلي والنزاع الأول أعـظم ..." (11)
ففي هذه الفتوى يدحض شيخ الإسلام ابن تيمية الشبهتين معا فالإمامية الإثنى عشرية هم من الرافضة وكان لشيخ الإسلام موقف واضح من غلاة الشيعة ومن الرافضة واختلف موقفه قليلا عـن الزيدية في هذا الدليل.
و دليل آخر لدحض الشبهة الثانية لشيخ الإسلام ابن تيمية و إليك قوله "... فلما ادعـت الرافضة أنه لا بد من إمام معصوم في حفظ الشريعة وأقرت بالنبوة ادعـت الإسماعـيلية ما هو أبلغ فقالوا لا بد في جميع العـلوم السمعـية والعـقلية من المعـصوم وإذا كان هؤلاء ملاحدة في الباطن يقرون بالنبوات في الظاهر والشرائع ويدعون أن لها تأويلات باطنة تخالف ما يعرفه الناس منها ويقولون بسقوط العـبادات وحل المحرمات للخواص الواصلين فإن لهم طبقات في الدعوة ليس هذا موضعها وإنما المقصود أن كلتا الطائفتين تدعي الحاجة إلى معـصوم غـير الرسول لكن الاثنى عشرية يجعـلون المعـصوم أحد الإثنى عشر وتجعل الحاجة إليه في حفظ الشريعة وتبليغها وهؤلاء ملاحدة كفار ..." (12 )
ولذلك أخي في الله تبين لنا خطر ما كان يعـتقده الشقاقي في الإمامية الإثنى عشرية وهم من الرافضة الذين يعكفون على سب الخليفتين وغـيرهم من الصحب الكرام رضي الله عنهم جميعا والسؤال هنا هل علم جميع عناصر حركة الجهاد الإسلامي وأنصارهم عـقيدة الشقاقي الشيعـية أم لازالوا في سبات عميق؟
إنَّ مثل هذه الخرافات التي تمليها الشيعة عـلى أتباعهم وهم ينفذونها عـلى أنها من الدين لهي الطامة بعـينها ولذا يجب عـلى أهل العـقيدة الصحيحة أن يبينوا لعامة المسلمين خطر الرافضة وأعوانهم حتى لا نستيقظ في يوم من الأيام عـلى سبِّ الصحابة أو الخليفتين ، ولن يحدث هذا بإذن الله تعالى فأهل التوحيد لا ينامون عـلى الضيم وهم في حراسة أهل الإسلام من العـقائد الدخيلة، والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــ
(1 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص 191
(2 ) المصدر السابق ج1 ص219
(3 ) المصدر السابق ج1 ص220 ـ 221
(4 ) المصدر السابق ج1 ص222 ـ 223
(5 ) مجموع فتاوى ابن تيمية ج 27 ص 451 و 452 تحت عنوان مكان رأس الحبس
(6 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص275 ـ 276
(7 ) المصدر السابق ج1 ص276 ـ 277
(8 ) انظر كتاب منهاج السنة النبوية ج3 ص 374 تحت عنوان كلام الرافضي على مقالة الأشاعرة في كلام الله
(9 ) المصدر السابق ج8 ص 242 تحت عنوان فصل تابع كلام الرافضي على فضائل علي رضي الله عنه
(10 ) انظر كتاب رحلة الدم الذي هزم السيف ج1 ص 288 ـ 289
(11 ) انظر كتاب الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ج 5 ص 48
(12 ) انظر كتاب منهاج السنة النبوية ج6 ص437 تحت عنوان قال الرافضي: الفصل الثالث في الأدلة على إمامة على رضي الله عنه