الثورة الإسلامية في إيران تغسل أموالها في فنزويلا !
أحمد الغريب
ترصد أجهزة الاستخبارات الصهيونية وبدقة في الآونة الأخيرة المحاولات الإيرانية من أجل الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, وتكشف من حين لآخر ما تقوم به طهران في هذا الصدد, خاصة فيما يتعلق بعمليات غسيل الأموال الإيرانية في الخارج وفي أمريكا اللاتينية وإفريقيا على وجه الخصوص.
حيث كشفت مصادر إعلامية صهيونية عن أن إيران قامت في الآونة الأخيرة بتوطيد تعاونها مع العديد من المؤسسات المالية حول العالم, بدعوى مساعدة طهران في عمليات غسيل أموال, ونقل مبالغ مالية ضخمة بهدف استخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية.
وأكد موقع "سيجانت" الصهيوني المتخصص في متابعة الشئون الأمنية والمخابراتية أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران أدت إلى إيجاد صعوبات في محاولات طهران لتمويل نشاطها الثوري – الإرهابي الدولي, مما دفعها للارتباط ببعض المؤسسات الاقتصادية الدولية الشرعية؛ لتحقيق الأهداف التي تصبو إليها.
غسيل الأموال من أجل تصدير الثورة الإسلامية
ونشر الموقع الصهيوني نص تقرير صادر عن إدارة الجرائم الاقتصادية التابعة لوزارة المالية الأمريكية:
http://www.fincen.gov/statutes_regs/guidance/pdf/fin-2008-a002.pdf
حذر من تنامي ظاهرة التعاون الوثيق بين إيران وبعض المؤسسات المالية في فنزويلا, وأشار التقرير إلى أن ما كشفته وزارة المالية الأمريكية يفضح بعضًا من النشاط الاقتصادي المرتبط بسياسات تصدير الثورة ودفع النشاطات الإرهابية حول العالم والقيام بنقل مبالغ مالية ضخمة تصل لمئات الملايين من الدولارات كل عام للعاصمة كاركاس, وأن الرئيس هوجو شافيز يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسئولين الإيرانيين ويشاركهم في العداء للسياسات الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية والأوروبية, وأن الآونة الأخيرة شهدت تشابكًا في العلاقات الاقتصادية خاصة في مجالات الطاقة والبنى التحتية, وأن هناك حوارًا دائمًا ومثمرًا فيما يتعلق بقضايا مكافحة الهيمنة العسكرية الأمريكية.
ووصف التقرير فنزويلا بأنها تشبه تمامًا إيران في سعيها نحو ممارسة الإرهاب لتحقيق أهدافها, وأنها تقوم بتصدير الإرهاب وتغذي الحركات الانفصالية في جارتها كولومبيا, وتدعم على وجه الخصوص مقاتلي حركة FARC المتمردة, وتحظى بدعم اقتصادي ولوجستي من قبل حليفتها إيران, وأن هناك تعاونًا بين الرئيس شافيز وطهران بهدف تحقيق تطلعات الجانبين والتسبب في أكبر قدر من الأضرار للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سواء في القارة الأمريكية أو في منطقة الشرق الأوسط.
دعم المد الثوري الإيراني حول العالم
وتحدث تقرير "سيجانت" عن سماح فنزويلا مؤخرًا بإنشاء مؤسستين دوليتين, بمشاركة بين حكومتي طهران وفنزويلا, بهدف دعم النشاطات الاقتصادية للمستثمرين من البلدين, وتستخدم كذلك كأنبوب لغسيل الأموال التي تصل من الاستخبارات الإيرانية بهدف دعم النشاطات الثورية حول العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط, وتستخدم تلك الأموال في تمويل ميزانيات التنظيمات والجماعات الإرهابية الموالية لإيران في الشرق الأوسط وعلى رأسها حزب الله في لبنان والخلايا النائمة للحرس الثوري ووحدات القدس في أوروبا والقارة الإفريقية, وفي تمويل النشاطات الجارية التي تقوم بها الاستخبارات الإيرانية الخارجية التي تشرف على كافة الأنشطة السرية المتعلقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية حول العالم.
عناصر المخابرات الإيرانية تشرف على غسيل الأموال
وكشف التقرير الاستخباراتي "الإسرائيلي" عن الوجود المكثف لعناصر الاستخبارات الإيرانية في العاصمة الفنزويلية كاراكاس بشكل دائم, لإدارة تلك المؤسسات الاقتصادية المشتركة, وهو ما يعد أقوى دليل على الأهمية التي تبديها إيران لتلك المؤسسات والمصلحة التي تجنيها من ورائها, وهو ما تعتبره عاملاً قويًا في دعم الأهداف الإيرانية, وتحقيق كامل تطلعاتها وتحقيق أكبر قدر من التعاون مع المؤسسات والمنظمات التي تساعدها في هذا الهدف, وبحسب التقرير الذي أعدته وزارة المالية الأمريكية فإن بعضًا من تلك الأموال تذهب لتمويل صفقات سلاح تنفذها إيران حول العالم عبر شركات أجنبية, تحظى بشرعية ونشاط موسع في العديد من الموانئ العالمية خاصة في الموانئ المجاورة لإيران.
وكشف التقرير عن أن هناك طرقًا وأساليب عدة تتبعها تلك المؤسسات بهدف عدم الكشف عن نشاطها من قبل السلطات الأمريكية, يتم الدخول في شراكة مع مشروعات تنموية وأخرى في مجالات الطاقة والبنى التحتية والبناء والتجارة الدولية, عبر شركات يديرها أشخاص مؤيدون لإيران, وأغلبهم من عناصر حزب الله أو مؤسسات شيعية حول العالم, ويتم تقديم أوراق للسلطات المختصة بأن تلك الأموال الهدف منها تمويل تلك النشاطات, ثم يتم نقلها لتمر بعملية غسيل أموال في بنوك غربية ومن هناك تنقل مرة أخرى لحسابات سرية لأشخاص يمثلون التنظيمات الإرهابية المختلفة.
شافيز من زعيم اشتراكي ثوري لداعم للثورة الإيرانية
وتقوم كذلك المنظمات الموالية لإيران بنشاطات اقتصادية شرعية تحصل بمقتضاها على الأموال اللازمة للقيام بتمويل العمليات الجارية التي تنفذها, ولهذا فإنه يوجد صعوبة في إثبات أن تلك الأموال تمول بها نشاطات إرهابية أو أنها تصل ليد عناصر إرهابية. وبحسب التقرير الإسرائيلي فإن العديد من المؤسسات العالمية تغض الطرف عن النشاط المالي المذكور مقابل الحصول على عمولات ضخمة, وكذلك تصل بعض الأموال التي ترسل لفنزويلا لبعض الوسطاء ثم تنقل بعد ذلك لأهدافها النهائية بعد أن يتم التمويه على هوية المصدر الحقيقية, وانتهى التقرير الإسرائيلي إلى أن الحكومة الفنزويلية تساعد بقدر كبير في تمويل النشاطات الإرهابية – الاقتصادية عبر أراضيها وتساعد إيران في الهروب من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, وأن الزعيم الفنزويلي هوجو شافيز تحول بذلك من زعيم اشتراكي ثوري معادي لأمريكا, لداعم قوي في تمويل شبكات الإرهاب الإسلامي, الموالية لإيران حول العالم.
مخاوف أمريكية من تنامي العلاقات بين طهران وكاركاس
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أبدت مرارًا امتعاضها من العلاقات المتنامية بين كل من فنزويلا وإيران, وقبل عدة أسابيع صرح مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الأمريكيتين توماس شانون أن إيران تسعى لإيجاد حلفاء لها في أمريكا اللاتينية للتصدي للنفوذ التقليدي لواشنطن في المنطقة، وقد تستخدمهم لتهديد أمن الولايات المتحدة, وأعرب المسئول الأمريكي عن قلق بلاده من محاولة إيران استخدام وجودها في المنطقة في حالة نشوب صراع بين واشنطن وطهران, وقال شانون: إن إيران تريد تخفيف عزلتها الدولية بإظهار أنها قادرة على إيجاد أصدقاء في أمريكا اللاتينية التي كانت بشكل تاريخي في مجال نفوذ الولايات المتحدة, وحث شانون حكومات المنطقة على احترام العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي، مذكرًا بالاتهامات التي سبق توجيهها لإيران بالتورط في هجومين على السفارة "الإسرائيلية" ومركز للجالية اليهودية في العاصمة الأرجنتينية في بيونس إيرس في التسعينيات، وهو ما نفته طهران.
وقال الدبلوماسي الأمريكي: نحن نحث أصدقاءنا وشركاءنا في المنطقة على اليقظة، مضيفًا أن تلك الهجمات تظهر أن إيران بمقدورها تنفيذ عمليات إرهابية داخل الأمريكيتين", ومن المعروف أن الحكومات اليسارية في فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا وبوليفيا أصبحت حلفاء لإيران في الأعوام القليلة الماضية، وهناك دول أخرى في أمريكا اللاتينية لها روابط دبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن رئيس فنزويلا، هوجو شافيز، أعلن مرارًا عن أن أسعار النفط قد تصل إلى قمتها في حالة هجوم الولايات المتحدة الأمريكية على إيران, وفي تصريحات له مؤخرًا أكد على أن سعر البرميل قد يصل إلى 200 دولار في حالة الهجوم الأمريكي على إيران.