غطرسة حمقاء

غطرسة حمقاء
غطرسة حمقاء

                 د. ياسين سَعِيِد نُعْمان الشَّعْبي

مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية

جواد ظريف” وزير خارجية إيران يعلن رفضه للتدخل الخارجي في الشئون الداخلية لإيران!! ويشدّد على أن ذلك يتعارض مع القانون الدولي!!

ممتاز ..

لما أنت يا عم ظريف ترفض بشدة أن يتدخل الخارج في شئون إيران الداخلية، وتعتبره خرقاً للقانون الدولي؟ لماذا لا تطبق هذا المبدأ المنظم في العلاقات الدولية على السياسة الخارجية لإيران؟

لماذا لا تقنع النظام الذي تنتمي إليه بأن ما يمارسه من انتهاكات حمقاء بالتدخل في شؤون البلدان الأخرى هو خرق للقانون الدولي؟

لا ندري ما إذا كان لديكم نسخة أخرى مختلفة عن القانون الدولي؛ تجيز لكم التدخل وتحميكم منه؟

ألا ترى أن إيران هي المنتهك الأكثر بشاعة للقانون الدولي بالتدخل في الشئون الداخلية لبلدان أخرى؟!

ماذا تسمي تمويل، وتسليح، ودعم الجماعات التي رهنت مصير بلدانها في المنطقة في اليمن، وسوريا، ولبنان، والعراق، والبحرين وغيرها؟!

فنظامكم يفتعل هذه الفوضى وهذه الحروب في المنطقة؛ لتمرير مشروعكم النووي، أو لمقايضته بتسليمكم شئون المنطقة؟

ألا تسمي ذلك تدخلاً قبيحاً أدّى إلى كارثة ودمار التي في كثير من بلدان المنطقة وفي مقدمتها اليمن؟

بالنسبة لنا نحن اليمنيين، أنت كغيرك من قيادات هذا النظام، مجرّد مراوغ، ومسجل على قائمة المطلوبين للعدالة جراء ما اقترفتموه بحق اليمن من حرب ودمار وسفك للدماء.

هذا التبويب الفارغ لحديثكم عن التدخل الخارجي في الشئون الإيرانية في أجندة المغالطات التي تحاول أن تسوّق بها النظام المؤذي الذي تقود دبلوماسيته الدولية هو من باب التلهي، لأن اللعبة التي يمارسها نظامكم هي تكرار ممل للعبة فارس القديمة في الغطرسة، والتي انتهت برستم إلى المصير الذي جعله يقيد سيقان جنوده بالسلاسل حتى لا يفروا من ميدان المعركة، وانتهت في العصر الحديث بالشاه مشرداً في الأجواء، تلفظه كل الدول التي ظلّت تصفق لصلفه وغطرسته، وكأنكم لا تقرأون التاريخ إلا من الزاوية التي استطاعت فيها شهريار أن تروض الملك القاتل لمحظياته لتؤجل النهاية المأساوية .

فالغطرسة: هي مقبرة الأنظمة الحمقاء

_______________-

د.ياسين سَعِيِد نُعْمان الشَّعْبي:سياسي ودبلوماسي يمني، سفير الجمهورية اليمنية في المملكة المتحدة. رئيس وزراء ووزير يمني، ورئيس "الحزب الاشتراكي" اليمني الأسبق.

 

المصدر : مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية

18/11/1440

21/7/2019

 



مقالات ذات صلة