الصهاينة والصفويين وجهان لعملة واحدة
بقلم: عصام الزبيدي:
نشرت رابطتنا الغراء في شريط الأخبار يوم 19/6/2007موضوعا في غاية الخطورة يتعلق بسعي الصفويين واللصوص والمرتشين وتجار الجثث المجهولة ممن يحكمون مدن العراق اليوم من دعاة الفيدرالية زارعي الخشخاش بتغيير اسم محافظة بابل التاريخية وجعلها الحلة.. وهذا الموضوع حقيقة استوقفني كوني أعرف الكثير عن تلك المحافظة العزيزة وأتشرف بأني واحداً ممن عاش فيها ردحا من الزمن وأكن لأهلها الأخيار كل الحب والمودة وأنا لست طارئا عليها كمن جاء مع المحتل ولبس لباس الدين أو انتمى إلى تيارات وأحزاب لم يسمع بها المواطن العراقي من قبل ولا يعرف عنها وعن حوزتها شيئا إلا في ظل حراب المحتل ولاعقي أحذيته من سياسيون جدد .أن الحكام الجدد من أتباع حوزات الشر الصفوية ومنذ اليوم الأول لوصولهم راحوا يعملون بكل ما يستطيعون من قدرات على تحقيق عددا من الأهداف الصهيو _صفوية وكان في مقدمة تلك الأهداف ما يلي :
1- محو هوية العراق العربية والقومية وثبتوا ذلك الأمر في دستورهم وجعلوا شعب العراق العربي جزءا من الأمة العربية وليس العراق كله .
2- إلغاء تاريخ العراق من المناهج الدراسية وشطب كل ما يذكرهم بهزائم الفرس النكراء أمام العرب قبل وبعد الإسلام فمثلا ألغيت تسمية محافظة ذي قار وحل محلها أسم الناصرية كونها تشير إلى معركة ذي قار وهي أول نصر لقبائل العرب على المجوس وإمبراطوريتهم آنذاك وألغي أسم محافظة المثنى الذي يرمز إلى القائد المثنى بن حارثة الشيباني وكذلك القادسية إلى الديوانية وهي أول معركة للمسلمين ضد إمبراطورية الفرس ويزدجرد حتى وقعت ابنة الملك الفارسي أسيرة لدى المسلمين ( ومعروف تلك القصة الباطلة التي روجها الأدب ألصفوي حول زواجها من سيدنا الحسين بن علي _ رضي الله عنهما (.
3- تغير مناهج التربية الإسلامية وإدخال أكاذيب وأباطيل صفوية وأحاديث مصدرها آيات الدجل والكفر والرذيلة من مصدري فتاوى تحرم ما حلل الله وتحلل ما حرم الله وهي طبعا أصدرها المقبورين الصدرين الأول والثاني والخوئي والطباطبائي وشيرازي وقمي وخميني وليس بينهم عربي اطلاقا لأن العلماء الشيعة العرب أكبر وأسمى من أن يزوروا حقائق دينهم وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- هدم كل ما يشير إلى سمو ورفعة الدولة العربية الإسلامية من تماثيل ترمز لأشخاص كأبي جعفر المنصور وغيره من الشخصيات العظيمة في التاريخ العربي الإسلامي
5- هدم كل ما يرمز إلى بطولات وأمجاد العراقيين خلال سني الحكم الوطني منذ الملكية وحتى الاحتلال الصهيو _ صفوي ووصل الأمر إلى محو بطولات شهداء العدوان الفارسي ممن قاتلوا ودحروا العدوانيين المجوس
نعود إلى تسمية بابل وسعي هؤلاء الأوغاد إلى إلغاءها لرغبة صهيونية مجوسية مشتركة .. أن المعروف عن الحكام الصفويين الجدد أنهم مستعدون لبيع أي شيء وبأي ثمن تحقيقا لربح سريع وتطبيقا للمثل العراقي القديم أيام الليرات العثمانية الذي يتندر به العراقيون على الغجر ( وهم للأسف حكام العراق اليوم ) أخذ مرتي ولا تأخذ ليرتي والمقصود أنهم يبيعون حتى الشرف مقابل المال .
أن بابل تتسم بسمات عديدة من أبرزها أن أرضها احتضنت أعظم حضارات العالم إشراقا ووضعت فيها أقدم القوانين التي صارت لاحقا مصدرا لتشريعات الدول الحديثة كونها نظمت العلاقة بين الفرد والمجتمع والحاكم والمجتمع وجميع ميادين الحياة .. وأرض بابل جرت عليها عمليات السبي اليهودي أيام الملك البابلي العظيم بختنصر وليس كما يسميه اليهود الأنجاس ( نبوخذ نصر ) ويقصدون بها الملك الذليل لأنه أهانهم وحطم كبرياءهم وهنا فأن اليهود يحقدون ويتوارثون الحقد على كل ما يمت لبابل بصلة من قريب أو بعيد خاصة أن رواياتهم بالغت في أعداد اليهود الذين سباهم بختنصر وممكن أن يكون حقدهم مبررا رغم أنهم سيئون أصلا ويستحقون أكثر من ذلك ...ولكن ما يحيرنا في الأمر هو الدعم الشيعي الصفوي المبطن لروايات اليهود وبأسلوب واضح وجلي سنبينه بالنقاط التالية:
1- الادعاء بالمظلومية والاضطهاد وكلاهما يتباكى على قومه ويدعي أنهم اضطهدوا وحرموا من الحكم وهم أولى به وأن العرب هم من أضطهدهم والطرفان طبعا ألفوا الروايات والقصص حول مظلوميتهم وصورها بشكل يجعل القارئ أو المستمع يتعاطف معهم لا بل ممكن أن يبكي من شدة الضيم الذي وقع عليهم فاليهود لديهم السبي البابلي والهولوكوست والشيعة الفرس لديهم مقتل الحسين وأهله واغتيالات أئمتهم المزعومين ( آل البيت( رضي الله عنهم) أبرياء منهم ومن خزعبلاتهم ) وما جرى من سبي للعوائل والأطفال وتلك القصة التي يرويها المقبور عبد الزهرة ألكعبي ومعه المقبور أحمد الوائلي حامل لقب بطل المنبر الحسيني في اللطم والنواح وعززوها مؤخرا بقصص المقابر الجماعية وقتلى الانتفاضة الشعبانية وعطاشا الأهوار ومعوقي زيارات آل البيت وغيرها من القصص الهوليودية التي تخرجها العمائم كل يوم علينا ؟؟
2- القصة الأخرى أن اليهود روجوا في كتبهم ورواياتهم وأدبهم عن بابل أنها أرض لا تجوز فيها للمسلمين الصلاة كونها غمرتها دماء اليهود أيام السبي البابلي وبما أن الدماء ليست طاهرة فلا تجوز صلاة المسلمين على أرضها.. والغريب في الأمر أن روايات الشيعة الصفويين تتناغم مع تلك الرواية وتقول أن سيدنا علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه) قال ( إذا مررت ببابل فمر بها مسرعا) لكونها ارض نجسة ولا تجوز الصلاة فيها ..
3- وقصة أخرى منسوبة لسيدنا أبا الحسن (رضي الله عنهما) وهي قصة تشبه الأولى ما عدى بعض التغييرات الطفيفة عن مشهد الشمس في مدينة الحلة الفيحاء ومشهد الشمس قال عنه عبد الرزاق الحسني في كتابه العراق قديماً وحديثاً . (وفي رواية يتناقلها أهالي تلك الأنحاء عن تاريخ هذا المشهد، أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) كان قد وصل إلى هذا الموضع في طريقه إلى صفين .. وقد قاربت الشمس المغيب ، ولم يكن صلى بعد فدعا الله أن يعيد الشمس إلى كبد السماء ليؤدي فريضته ، فعادت بإذن الله قرابة رمحين ، وبعد أن صلى الإمام (علي رضي الله عنه) سارت نحو الغروب فبنى هذا المشهد إكراماً لهذه الذكرى)...!!! وفي رواية أخرى يقول سعد الحداد في موقع العراقي الإلكتروني (ومن المقامات المقدسة في المدينة معلم ارتبط روحيا بالفرد الحلي بما فيه من نكهة تاريخية ـ دينية ) جمعت بين الوثنية والتوحيد وقصة هذا المعلم أن الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) يوم كانت الكوفة عاصمة الخلافة الإسلامية وعند عودته من معركة النهروان سنة 37 للهجرة فاتته صلاة الظهر فدعى الله أن يعيد الشمس بعد أن افلت ليؤدي الفريضة مع جيشه فمنّ الله عليه بهذه الكرامة فأدى ومن معه الصلاة في هذا المكان الذي حمل اسم (مشهد الشمس) أو (مرد الشمس). وتشير المصادر أن الملك البابلي (نبوخذ نصر ) أو (بختنصر) قد أمر ببناء معبد لآله الشمس تمارس فيه الطقوس الدينية تقديسا للآلهة.
ومهما تكن الروايات.. فان أثر المقام أثر معماري تم بناؤه بطراز هندسي بديع على شكل زقورة.( بل أن هناك من يقول أن سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه) رفض الصلاة في بابل حينما مرّ من هناك عندما داهمه وقت العصر وسار لمسافة بعيدة جنوبا قد تتعدى الـ
4- تقديس وزيارة نبي الله ذو الكفل والطلب منه والاعتقاد انه ممكن أن يشفي أو يرزق أو يحل مشاكل الناس وهو اعتقاد خاطئ درجوا عليه البسطاء استنادا إلى ما روجه الروزخونية عن معجزات ذي الكفل.. رغم أن ذو الكفل(عليه السلام) هو أحد أنبياء بني إسرائيل ولا علاقة له بالمذهب الشيعي وحتى أن اللغة العبرية موجودة على جدرانه حتى يومنا هذا .. ألا أنهم أي الشيعة يقدسونه لا بل أن بعض الجهلاء منهم يعتبرونه من آل البيت بسب تشابه الروايات المنسوبة له مع تلك المنسوبة للأئمة الأنثى عشر... ويروي لي بعض الأخوة ممن عملوا في دوائر وزارة الثقافة أيام الحكم الوطني في العراق أن الكثير من الوفود الأوربية التي كانت تزور العراق بعد التسعين كانت تطلب من ضمن برنامجها في العراق زيارة نبي الله ذو الكفل (عليه السلام) وهنا يتضح من هو اليهودي عن المسيحي وهكذا يتبارى كلاهما الشيعة واليهود على زيارة ضريح ذو الكفل.
هذا الترابط والتشابه بين اليهود والشيعة الصفويين يجعلنا نتأكد أن كل ما حصل ويحصل هو بتنسيق وترتيب بين إيران الشر وأفكارها وآياتها واليهود الأنجاس تطبيقا للمثل القائل الطيور على أشكالها تقع وأنهما وجهان لعملة واحدة وكلاهما حاقد على العرب المسلمين من أتباع المصطفى ( صلى الله عليه وسلم) وكلاهما لهما ثأر مع المسلمين وأن من السمات العراقية المميزة أن كلاهما هزم وسحق وسقطت إمبراطوريته على يد أهل العراق العظماء فالفرس سقطت دولهم على يد العراقيين لمرات ومرات وآخرها دفنت طموحات كبير حاخاماتهم خميني لعنة الله عليه وأحلامه المريضة .. واليهود دكت مدنهم صواريخ العراقيين وهي( الحسين والعباس ) فيما لم تنطلق ضدهم أية صواريخ على مدى سنين الصراع العربي الصهيوني من أية عاصمة عربية
فليغيروا الأسماء وليطمسوا الحقائق ويزوروا التاريخ ولكنهم لن يفلحوا طالما في الكون عراقي أصيل واحد ممكن أن ينتفض لتاريخ وطنه العظيم .. لن يفلحوا ولن يتمكنوا بأذن الله وهمّة العراقيين وسنرى قريبا العمائم السوداء تتدحرج وتحتها رؤوس الخنازير النجسة لتكون عبرة يحتفظ بها التاريخ للأجيال القادمة أن أنظروا ماذا حل بحاخامات المجوس في أرض العراق الطاهرة .. نصر من الله وفتح قريب .