لا يكاد يمر حدث أو مناسبة تتعلق بفلسطين إلا وتجد إيران في مقدمة من يستغله إعلاميا, ذلك لتحسين وجهها القبيح والمشوه, وهذا ينسحب على بقية جوقتها وأذنابها في المنطقة ..
فتعودنا دائما على سماع الجعجعات من إيران بدون أن نرى طحنا ..
ومن الطبيعي أن تقوم إيران باستغلال حدث مثل "صفقة القرن" لأن هذه فرصة ذهبية ولا تعوض لإثبات وجودها خاصة بعد الإنتكاسات الذي تعرض له مشروعها في المنطقة, فشيعتها الذي هم عمقها وحاضنتها قد تخلوا عنها واكتشفوا دجلها وتجارتها بهم .. وانقلبوا على عملائها في بلدانهم مثل العراق ولبنان بل وصل الحريق إلى داخل بيتها فالشعب الإيراني ناقم على العمائم ويتمنى زوالهم وانقلاعهم ..
ومن أوضح علامات الإنتكاس هو ما حصل مؤخرا من اغتيال أهم رجالاتها ورمز تمكنها وهو المقبور قاسم سليماني ثم تلاه ضحالة الرد الإيراني على مقتله والذي أظهر على الملأ ضعف المنظومة العسكرية الإيرانية ومعداتها المهترئة خاصة بعد سقوط الطائرة الأوكرانية .. وبذلك ذهبت شعارات “المقاومة والممانعة” التي تدعيها ومسرحياتها حول إزالة “إسرائيل” من الخارطة أدراج الرياح وانكشف ضعفها وخورها ..
في هذا الوضع المتأزم تحتاج إيران إلى حدث من شأنه أن يزيل عنها بعض العار الذي لصق بها ,لذا فإنها سوف تستغل هذا الحدث أقصى استغلالا حنجوريا طبعا .. وستجد من يطبل لها ويغرد في سربها ..
المسألة الأخرى فيما يخص علاقة إيران بما تسمى "صفقة القرن" ..
فإن إيران “الرافضة لهذه الصفقة” هي من مهدت لهذا الحدث وهي إحدى رافعاته الذي يتكئ عليه هذا المشروع ..
عبر تدميرها وسحقها لحواضر أهل السنة وبالتعاون مع متبني “الصفقة” والمروج لها ألا وهي أمريكا ..
وقامت بزرع الشقاق والنزاع ودقت الإسفين حتى بين الأخوة من أبناء فلسطين وأقصد هنا “حماس” و”فتح” ..
وبسبب إيران ومشروعها المدمر فإن العرب الآن يمرون بأسوأ حالاتهم وليس عندهم هامش للمناورة أو المحاججة فكل منهم مشغول بمعالجة جروحه وأسقامه والتي كانت إيران علة في وجوده ..!!
فالعراق القوي بدولته وجيشه قد سُحِق وسوريا تم تدميرها وتهجير أهلها واليمن الذي كان من أكثر الدول تعاطفا مع قضية فلسطين منشغل بحروبه الأهلية ..
وليبيا على نفس المنوال ولبنان معرض للإفلاس ولا تستطيع حكومته التعامل مع أزمة الزبالة والسودان في فنتة وأفغانستان محتلة ولو تتبعت هذه البلايا التي تمر بها أمتنا لوجدت بأن لإيران في كل بلية منها نصيب .. ومن سلم من هذه البلايا فهو مشغول بترتيب أوضاع دفاعاته ضد التغول الإيراني ..!!!
فهذا الوضع المزري هو من شجع ترامب ومن على شاكلته في عرض صفقتهم المذلة هذه بكل وقاحة ..
يضاف إلى ذلك عمليات التهجير القسري للاجئين الفلسطينيين في العراق وسوريا ولبنان تحت تهديد القتل والتدمير لإنهاء حق العودة وتهميش مشكلة اللاجئين في أي مفاوضات مزعومة قادمة ..
ومن قام بهذا الجهد لصالح العدو الصهيوني هي مليشيات إيران من “حركة أمل” وحزب اللات والفصائل الشيعية العراقية مثل “جيش المهدي” وقوات بدر وحزب الدعوة والحركات المتولدة عنهم .. والمضحك المبكي أن أباطرة تهجير وقتل الفلسطينيين في هذه الدول هم من يُصدِر الآن بيانات الاستنكار والتنديد بما يسمى “صفقة القرن” ..
وهم من أهم أدوات هذه الصفقة وعناصر هيكلتها وصناعتها .. فمن حق أمريكا أن تقلد إيران أعلى وساما عندها جزاءا لكل هذه الخدمات المميزة التي قدمتها ومنها التمهيد لما يسمى “صفقة القرن” .!!
وهذا هو دور التشيع في عصر ومصر .. حميرا لليهود كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
لكن يا ليت قومي يعلمون ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
5/6/1441
30/1/2020