طالعنا بالأمس أ . يحيى السنوار بتصريحاته المعتادة الغريبة عن علاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس مع "حزب الله" و إيران .
ولكن هل يُدرك السنوار تبعات تصريحاته هذه دائماً ، والأمة والقضية الفلسطينية بأمسّ الحاجة للتكاتف والتعاطف في ظل جُملة من المؤامرات و الصفقات التي تُحاك لها ليل نهار .
هل يدرك "المناضل" الكبير يحيى السنوار، أن بات كمن يزرع الألغام في طريق المقاومة بحسن نية أو بخالفها؟ .
فما أن تهدأ النفوس ويتدارك أهل العقل والرُّشد رعونة تصريحاته اللامسؤولة التي تؤلم أبناء الأمّة ، حتى يعود ليجددها بتصريحات أشدُّ إيلاماً .
أوليس حُضن الأمة الإسلامية هو من يدعم حماس وسلاحها ماليا ومعنويا وروحياً ، أوليس هو الرصيد الذي يستند له المقاوم وهو يضع يده على الزناد ، وهو يعلم أن خلفه أمّة تسانده و تنصره .
أيها "المناضل" الباحث عن الدفء في أحضان قاسم سليماني ، ألا تعيرُنا صمتك لنمنح الدفء لأحضان الأيتام الذين قتلهم فيلق القدس بدمٍ بارد .
أيها "المُناضل" الكبير السعيد بحرارة العلاقات مع الجمهورية الإيرانية، ألا تُعيرنا صمتك لنمنح الدفء للأبدان التي تجمّدت في الشتاء على قارعة الطريق هاربة من مليشيات "حزب الله" وإيران .
أيها "المُناضل" الكبير هل سألت أجساد الشهداء في الأنبار والرمادي و الموصل و حلب ودمشق وحمص وتعز وصنعاء وجازان عن حرارة حمم النار التي صبّتها صواريخ إيران وحلفاءها ؟! .
وهل كانت المباني التي تأويهم قبل الشهادة متينة قبل سقوطها عليهم بذات المتانة مع علاقتك بـ إيران التي تفتّقت نواجذك و أنت تتفاخر بها !! .
أيها "المُناضل" الكبير .. يا حامل البُشرى، أسعدتنا وأنت تَزُفُّ لنا خبر عودة حلف الممانعة أن قد "عاد والتمّ شمله" .
ولكن اسمح لي بسؤال يحيّرني :
أين كان هذا المحور في حرب الفرقان والسجيل ، والعصف المأكول ؟ .
فلقد تابعنا مشاهد الدّمار في قطاع غزة والقلب يعصره الأسى، وكنت أتساءل في نفسي :
هل قصف "حزب الله" الشمال الفلسطيني دعما لجهادكم أثناء الحرب؟ .
هل الجيش الوطني السوري بعث بطائراته لتقصف مطارات جيش العدو "الإسرائيلي" الذي دكّ بيوت غزّة فوق رؤوس أهلها ؟ .
هل فيلق القدس ضرب صواريخه المتطوّرة الباليستية لقواعد العدو الصهيوني المعروفة؟ .
أم انهالت مظاهرات الدعم من طهران للضاحية الجنوبية التي كانت تهتف ( الموت لـ"إسرائيل" .. الموت لأمريكا ) ثم يصعد المنصة سماحة السيد بلذعة لسانه المميزة ، ليعلن تضامنه معكم ..
تتراكم في الأذهان الأسئلة .. كما تتراكم مشاهد الدموع و الدمار في وطني الإسلامي الكبير .. حتى بدأت أقول في نفسي .. يا ليته بقي أسيراً نتغنى بصموده وبطولاته، خيْرٌ مما يوقعنا به في تصريحاته وأقواله .
لم يعد للقلم مقدرة على خلق مبررات لمثل هذا الهُراء والانبطاح والتسوّل لإيران ..
إن قصّرت وتآمرت كل الدّول العربية أن تنصر المقاومة الفلسطينية ، فلا يعني ذلك أن أفقد البوصلة بثناء ممجوج أقسم أن إيران لم تطلبه منكم ، بقدر أن صاحبنا "المناضل" الكبير إذا جلس أمام الكاميرا يفقد بوصلة اللسان قبل بوصلة العقل ..
فيا إخوتي في حماس .. يا مُهَج النّفس و أمل القلوب، لا تعكّروا أمزجة الأمة التي توحّدت لدعمكم برعونة صاحبكم .. فإما أن يعتدل أو أن يعتزل ؟ .
فالإسلام أعظم من الجميع !! ولن نخون إيماننا بالله على حساب انتماءنا لكم .
من مواطن منصف تخلى عن الحكم بالعاطفة
8/9/1439
24/5/2018