د. نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية
تُسابق إيران الخطى لمواجهة العقوبات الأميركية، بالتزامن مع ذلك قام مركز الأبحاث في مجلس الشورى الإيراني بوضع برنامج شامل لمقاومة العقوبات المفروضة على إيران، حيث تمّ تسليمه للسلطات الثلاث في البلاد، حيث وصفه محللون اقتصاديون بالهزيل والعقيم. وجاء في هذا البرنامج اقتراحات وإجراءات لتقوية الاقتصاد الإيراني قبل انتهاء الفرصة الممنوحة لإيران من جانب أمريكا، والتي تتراوح ما بين تسعين إلى مائة وثمانين يومًا. كما تطرّق هذا البرنامج إلى آلية إدارة الاحتياطات الإيرانية من العملات الأجنبية، وتحديد السلع الاستراتيجية، وسبل دعمها، وعدم دعم المسافرين الإيرانيين بالسعر المدعوم للدولار” 4200 تومان للدولار، في الوقت الذي جاوز الدولار الواحد حاجز العشرة آلاف تومان “، حتى بمن فيهم الحجاج الإيرانيين. لكن هل هذا كلّه سوف يُمكن إيران من زيادة قدرتها على مقاومة هذه العقوبات؟ وكم هي المدة التي يمكن لإيران أن تقاوم فيها؟.
الرئيس ترامب يقول: “إن مفتاح إستراتيجيتنا هو ممارسة أقصى قدر من الضغط في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.”، حيث تبدأ المرحلة الأولى من العقوبات في 13 أغسطس من الشهر القادم ، وتشمل العقوبات صناعة السيارات، فضلاً عن شراء وبيع الذهب والمعادن الأخرى، أما الحزمة الثانية، فسيتمّ من خلالها تنفيذ العقوبات المتبقية في 15 نوفمبر من هذا العام ، وتشمل العقوبات صناعة النفط والغاز، حيث سيتركز نشاط واشنطن على خفض صادرات النفط الخام الإيراني حتى تصل إلى الصفر، عن طريق ممارسة الضغوط على الدول المستوردة للنفط، والمعاملات المتعلقة بالنفط، فضلا عن محاصرة نشاطات، البنك المركزي الإيراني. ورداً على هذه التصريحات الأميركية، هدد الرئيس الإيراني “حسن روحاني” بلهجة لم يستخدمها من قبل، ملوحاً بإغلاق مضيق هرمز ” في حال لم يسمحوا بتصدير النفط الإيراني.
وفي وقت سابق، انتقد الرئيس الأميركي، منظّمة الدول المصدرة للبترول، “أوبك”، وطلب منها خفض أسعار النفط، وزيادة الإنتاج. وهو طلب اعتبره وزير النفط الإيراني “بيجن زنكنه”: مُهين. لا شك بأن مشاركة المسؤولين الأميركيين، في مفاوضات تقنية لزيادة إنتاج النفط السعودي، إشارة إلى اقتراب فرض العقوبات على القطاع النفطي الإيراني.
وكان كل من “محمد علي جعفري”، قائد "الحرس الثوري"، و “قاسم سليماني”، قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" و“إسماعيل كوثري”، نائب قائد مقر "ثار الله" التابع لـ"الحرس الثوري". من أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، من ضمن الأشخاص الذين أكدوا دعمهم لنهج الرئيس “حسن روحاني، وسعي إيران لإغلاق مضيق هرمز في حال قيام واشنطن بمنع طهران من تصدير نفطها.
في الوقت الذي قال الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي: إن الفساد قد يجرف أركان النظام برمته، وإن أولوية الإصلاحيين يجب أن تُركز على إنقاذ إيران، وأنه لا يوجد خيار سوى اتخاذ القرارات وفقًا لظروف البلاد في هذه الأيام. وقد أشار السيد خاتمي إلى الجو السائد في المجتمع، ووصفه بالجوّ المحبط، فقد جاء خطاب “خاتمي” بحضور مجموعة من الإصلاحيين الذين طالبوا بتغيير في منهجية عمل المجلس الأعلى للإصلاح. بموازاة ذلك كتب أبو “الفضل قدياني”، وهو عضو بارز في منظمة "مجاهدي الثورة "الإسلامية""، في رسالة مفتوحة على موقعه الالكتروني يدعو فيها إلى عزل "آية الله" علي خامنئي، زعيم جمهورية إيران "الإسلامية"، كوسيلة لإنقاذ البلاد، وإخراجه من حالة الاضطرابات الحالية. ودعا السيد “قدياني” النشطاء السياسيين والشعب إلى مقاومة النظام الحاكم، واستبدال ولاية الفقيه بنظام ديمقراطي. وقد صرّح “قدياني”: بأن الوضع المضطرب في إيران؛ هو نتيجة نهب ثروات البلاد، على يد الحكومة المعينّة من جانب خامنئي منذ فترة “أحمدي نجاد” فترة حكم المحافظين ولغاية الآن، في الإطار ذاته تتصاعد الدعوات في إيران لإنقاذ الاقتصاد الإيراني، من خلال التفاوض مباشرة مع واشنطن على وجه السرعة، ومن دون وسطاء، وإلا ستنهار الدولة الإيرانية.
المصدر : مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية
27/10/1439
11/7/2018