غزة – مراسل موقع لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين.
تصريحات مثيرة للجدل في كلا الاتجاهين من قبل أعلى قيادات لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، حول الخليج العربي ، فخالد مشعل يصفه بالخليج العربي ، في حين يصفه محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس وأحد محاورها الرئيسيين يصفه بالخليج الفارسي .
وهذا الأمر الحساس والخطير والذي يمس الأمن القومي لأكثر من سبعة دول سنية يتطلب منا الوقوف جيداً لمواجهة هذا الأمر الخطير .
وهذا التناقض بحاجة إلى تفنيد ، وهل هو تجاهل من حركة حماس ، أم أنها الازدواجية في المعايير وفي التعامل مع كافة الأطراف ، واضعة المصلحة العليا للحركة ، ضاربة بعرض الحائط الواجب الشرعي .
ففي تقرير للعربية نت بتاريخ 8 أكتوبر 2009م ، وللعلم للتاريخ هذا دلالة خطيرة للغاية لذلك تم سرد هذا التاريخ حول وجود غضب في داخل أوساط الجهات الرسمية الإيرانية بسبب استخدام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لمصطلح الخليج العربي بدلاً من الخليج الفارسي .
حيث أكد كاتب بارز أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ناقشت الأمر واعتبرت خطأ مشعل لا يغتفر مطالبة باعتذاره.
وقال الكاتب والمحلل الإيراني حسن هاشميان لـ"العربية.نت" إن هناك حساسية كبيرة في إيران من موضوع وصف الخليج بالعربي.. وفيما هناك مؤسسات أجنبية تصر على استخدام الخليج العربي، الآن شخصية معروفة وقريبة من إيران تستخدم نفس المصطلح، وأقصد خالد مشعل".
وأكد مزاعمه بأن "هناك معركة كبيرة على هذا الاسم وحساسية في أوساط الشعب الإيراني، حتى إذا أخطأ بعض المسئولين الإيرانيين في المصطلح سرعان ما يعتذرون".
وقال "مشعل مطالب إما بتصحيح العبارة أو أن يقدم اعتذاراً لأن المؤسسات الإيرانية طلبت توضيح هذه المسألة، خاصة وأن البرلمان والمؤسسات الثورية تدعم حماس ومشعل، ولا تتوقع منهم إطلاق عبارة الخليج العربي".
وأشار إلى أن الحكومة الإيرانية تطلق دائما عبارة "الخليج دائماً فارسي" في إشارة إلى أنه "لا يوجد ريب في هذا الأمر" على حد زعمه .
وفي السياق ذاته شنت وسائل إعلام حكومية إيرانية هجوماً على خالد مشعل وأطلقت النار عليه متهمة مشعل بتجاهل المعروف ولم يؤثر "الملح" الإيراني فيه في إشارة إلى الدعم المالي المستمر لحماس.
هذه التصريحات لهذا الكاتب الفارسي والهجوم من قبل وسائل الإعلام الإيرانية ، كشفت النقاب عن العديد من الأمور المثيرة للجدل والتي ربما كانت سبباً في تغيير حركة حماس لهذه التصريحات حيث كان التصريح الخطير في ندوة سياسية عقدتها حماس بنقابة المهندسين في غزة بتاريخ 25/5/2010م وكان ضيف الحفل محمود الزهار القيادي في حركة حماس ، حيث ختم حديثه بتمجيد ' الكتلة الإسلامية الحضرية الممتدة من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلنطي " تلك الكلمات التي نسيت عروبة الخليج وسنيته.
مواقف متناقضة من قبل قادة حماس ، فالخليج عربي وتطل عليه سبع دول غالبية سكانها من أهل السنة والجماعة ، الأمر الذي أوجب التنبيهات التالية :
أولا : هذه التصريحات المتناقضة بين أعلى قيادات تابعة لحركة حماس تستدعي تحليلاً سليماً، فهل حركة حماس إلى هذا الحد تجهل حرب المصطلحات وهي التي توظف العديد من المختصين من عناصرها ، وفي كل يوم تخرج نشرة للعاملين في مؤسساتها الإعلامية لاختيار الكلمات التي تتناسب مع سياستها الفئوية الحزبية الضيقة! ولا نريد الخوض في تفاصيل ذلك فحركة حماس تعلم جيداً أن ترسل تعميمات لكل عناصرها الإعلاميين لاختيار الكلمات المناسبة بل إن قد تجعل فلان رئيساً وفي اليوم الثاني مُقالاً ومنتهية ولايته كل ذلك حسب ما يقرره الساسة هنا في غزة ، إذن لماذا لا تعتبر حركة حماس من هذه التسمية الخطيرة ، فعندما تصر إيران على تسمية الخليج بالفارسي فهذا يدل على الأطماع الفارسية في المنطقة العربية ، وأن التطور النووي الذي تزعم طهران تطويره هو بالدرجة الأولى موجه عملياً ضد الجيران السنيين العرب ، وطهران منذ زمن الشاه وحتى اللحظة وهي تبذل جهوداً واضحة استعمارية لا تختلف نهائياً عن الاستعمار الأمريكي في المنطقة أو البريطاني السابق .
فالخليج العربي هو الخليج بشاطئيه الشرقي والغربي هو جزء أصيل من جزيرة العرب ، وحاول الفرس منذ القدم السيطرة على هذا الخليج ليس اليوم ، بل حاولوا منذ القدم السيطرة على البحرين حتى تحررت على يد القائد المسلم العلاء بن الحضرمي ، ثم تبكي العيون دماً على منطقة الأحواز التي تعاني من الظلم الفارسي الشيعي على نفس الطريقة التي يعاني منها أهل القدس من تهويد ، فهناك تهويد ، وهناك إضفاء الطابع الفارسي ، ولا فرق بين الطريقتين.
ثانيا : الأمر يتضح أن حركة حماس تضع مصلحة حزبها ، كحركة في الدرجة الأولى ولا تضع معياراً لها كحركة إسلامية تحمل هموم المسلمين في كل مكان ، ولا يختلف الأمر كثيراً عندما ذهب خالد مشعل إلى روسيا وخلال تصريحه حول الشيشان المسلمة بأن ما يجري فيها هو شأن داخلي ، وعليه فإذا كانت حركة حماس كحركة إسلامية ، إذن عليها تهتم بأمر المسلمين في كل العالم وفي كل بقعة على وجه الأرض ، فهناك تحذير من التهاون في أمور المسلمين بالنظر إلى مصلحتهم والدفاع عنهم إذا حصل عليهم خطر، ونصرة إخواننا المظلومين في الشيشان ، وردع الظالم، ومساعدتهم على عدوهم والتكافل بين الموحدين والتعاضد لمواجهة أية أطماع فارسية شيعية في المنطقة تسعى لذبح أهل السنة متى ما تمكنت من الوصول إلى مفاصل القوة ، وما هذا الإعداد النووي إلا لتحقيق هذه الأطماع ، والتعاون بين حماس وإخوانها من أهل السنة واجب شرعي ، عليها أن تضع المصالح الفئوية الضيقة جانباً، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه " وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ، فجعل المسلمين شيئاً واحداً وجسداً واحداً وبناء واحداً.
وعليه على حركة حماس عدم الفصل نهائياً بين مصلحتها ومصلحة غيرها من أهل السنة التي تقول إنها منهم .
ثالثا: محمود الزهار عليه أن يعي جيداً أن هذه التصريحات لا شك تنسجم إلى حد بعيد مع إرضاء ما دعت إليه الدولة الفارسية عبر وسائل الإعلام التابعة لها والتي تتمثل في حفظ جميل الملح الفارسي الذي تقدمه طهران ، فهذا هو المقابل ، المجازفة في الأمن القومي العربي والتذلل لطهران ، فهناك 20 مليون دولار تقدم شهرياً لحركة حماس من قبل طهران.
رابعاً: القول بأن حركة حماس تجهل هذا الموضوع فهو عذر أتفه من أن يكون عذراً ، والدليل على علم حركة حماس بهذا الجدل المثار على الخليج الفارسي هو أن مراسل العربية نت حاول إجراء لقاء مع الناطقين الإعلاميين لحركة حماس تعقيباً على تعليقات وسائل الإعلام الإيرانية وغضبها على حماس فجوبه الأمر بالرفض حيث حاولت "العربية.نت" الحديث إلى قيادات بارزة في "حماس" في غزة مثل سامي أبو زهري وإسماعيل رضوان وفوزي برهوم إلا أنهم رفضوا الخوض في الموضوع.
خامساً: يبقى الباب مفتوحاً للتساؤل هل حركة حماس تريده عربياً كما كان في أكتوبر 2009 على لسان مشعل أم تريده فارسياً كما كان في مايو 2010 ؟! وللتاريخ دلالات!