د. عامر الهوشان
8-4-2013
كان الأزهر وما يزال حتى اليوم محط أنظار الشيعة في إيران , فهم ما زالوا يعيشون على حلم العودة إليه , منذ أن أنشأه جدهم الشيعي الفاطمي جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر , لنشر المذهب الشيعي من خلاله , وكان يسمى في البداية المسجد الجامع .
وقد تم الانتهاء من بنائه في إبريل من عام 972 م / 361 هجرية , ثم عرفت القصور الفاطمية باسم القصور الزاهرة , تيمنا بلقب السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم , فأطلق عليه اسم الجامع الأزهر .
وبعد زوال الدولة الفاطمية عن مصر بعد قرابة 200 عام , تولى صلاح الدين الأيوبي حكم مصر , وأخذ على عاتقه إعادة مصر وعل رأسها الأزهر الشريف إلى مذهبها السني , فأغلق الجامع الأزهر سنة 1171 م / 567 هجري , لا تصلى فيه صلاة الجمعة , بناء على فتوى الفقيه والقاضي الشافعي صدر الدين عبد الملك بن درباس الكردي , المتوفى سنة (605 هجرية) , وذلك للقضاء على أي أثر من آثار التشيع في هذا المسجد , وبقي مغلقا قرابة مائة عام , إلى أن أعاد افتتاحه على المذهب السني السلطان الظاهر بيبرس عام 1266 م / 765 هجرية .
و لا تعنينا الفترة التي سبقت الثورة المصرية , نظرا للقطيعة التي كانت بين مصر وإيران , وباعتبار أن الأزهر وقتها كان تابعا مسيسا لحكم الديكتاتورية الفردية بشل عام , بدء من تعيين شيخ الأزهر , وانتهاء بالفتاوى التي كانت تصدر وقتها , والتي كانت وما زالت محل جدل كبير , خاصة تلك التي أطلقها شيخ الأزهر محمود شلتوت , بجواز التعبد بالمذهب الجعفري الشيعي , والتي كانت على الأغلب , وبناء على حسن الظن صدرت بانخداع الشيخ بدعوى التقارب بين المذاهب عام 1959, ويدل على ذلك ما جاء في مقدمة كتابه (إسلام بلا مذاهب) (1)
ولكن الذي يعنينا محاولات اختراق الأزهر بعد نجاح ثورة 25 يناير المصرية , وبعد انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسا لمصر , حيث عادت أنظار وأحلام إيران الشيعية للتركيز على مصر والأزهر من جديد , بعد ولادة الجمهورية الثانية ونظام حكم جديد , و بدأت المحاولات الفعلية الجدية لاختراق الأزهر , عبر وسائل الشيعة المعروفة , بدء من استخدام التقية دين الشيعة الخفي الظاهر , وصولا إلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة , الذي تصبح الموبقات والفواحش من خلاله قربات , والكذب والافتراء والتضليل والتدليس لها في دينهم مبررات , وانتهاء بالخديعة والمكر بالمسلمين من خلال الدعوة الدائمة للتقريب بين المذاهب الإسلامية , معتبرين أنفسهم مذهبا خامسا من المذاهب الإسلامية كذبا وزورا .
لقد ظهرت على السطح ثلاث محاولات واضحة المعالم لاختراق الأزهر في مدة وجيزة لا تتعدى 100 يوم فقط , منذ زيارة صالحي أوائل شهر يناير من هذا العام , وصولا إلى زيارة نجاد للأزهر , وانتهاء بمحاولة مشاركة القائم بالأعمال الإيراني في مصر أماني مجتبى , في احتفال صوفي لما يسمى ( مولد السيدة عائشة رضي الله عنها ) في جامعة الأزهر في يوم الجمعة 29 / مارس/آذار من العام الجاري .
إن مما يسترعي الانتباه في الزيارتين الأولين , هو الاهتمام الشديد بالأزهر الشريف , مع أن الزياتين في ظاهرهما سياسية اقتصادية , و أما المحاولة الثالثة فهي مكشوفة في نواياها وفحواها , من حيث علاقتها بالأزهر والصوفية , ففي الزيارات الثلاث إذن دليل قوي على محاولات حثيثة لاختراق الأزهر, لا بد أن ننبه من خطورتها وتداعياتها على الأزهر الشريف , لا باعتباره أكبر مؤسسة إسلامية مصرية فحسب , بل باعتباره رمزا من رموز أهل السنة والجماعة في العالم .
المحاولة الأولى : زيارة رئيس الوزراء الإيراني صالحي للأزهر
تجلى الهدف الرئيسي لهذه الزيارة , بمحاولة اختراق شيعي لمصر عامة وللأزهر خاصة , واستدراجهما إلى المحور الإيراني , وذلك من خلال ما كشفه الدكتور عبد الله النفيسي المحلل السياسي الكويتي , من أن رئيس الوزراء الإيراني صالحي , عرض على مصر خلال زيارته الأخيرة , (30) مليار دولار نقدا , و( 5) مليون سائح سنويا لتنشيط السياحة المصرية , إضافة إلى تشغيل المصانع المصرية المتوقفة , وذلك مقابل تسليم المساجد التي بناها الفاطميون في مصر خلال العهد الفاطمي – وعلى رأسها الأزهر طبعا باعتباره أهم هذه المساجد لدى الشيعة – لتتولى إيران ادارتها وترميمها , إضافة إلى مطالب أخرى .
ولعل خطورة هذه التصريحات للنفيسي , وخشية من تأثيرها على مخططات إيران الشيعية في مصر , كانت سببا كافيا لمسارعة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إلى زيارة مصر , لنفي كل هذه التسريبات , حيث قال في مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامة القائم بالأعمال الإيراني أماني مجتبى : ( لاصحة لما أشيع حول عرض إيران إدارة المساجد الفاطمية بمصر مقابل ( 30 ) مليار دولار , مؤكدا أن أي مزار داخل مصر سواء ديني أو سياحي شأن مصري , وعلاقات إيران مع الدول تقوم علي الحوار والاحترام المتبادل, وليست لدينا أجندة لإدارة المساجد في مصر, ومايتردد حول ذلك اتهامات وافتراءات كاذبة ) (2)
لقد تجلى واضحا في زيارة صالحي , استخدام الشيعة لمبادئهم الخبيثة الكثيرة , كمبدأ التقية والغاية تبرر الوسيلة والكذب والافتراء ومعسول الكلام , لإخفاء أهدافهم الحقيقية وعقيدتهم الباطنية , وذلك من خلال ما صدر عنه من تصريحات بعد زيارته للأزهر وشيخه أحمد الطيب , وسأكتفي بما يخص الأزهر منها حيث قال : ( الأزهر والحوزات لهما تاريخ من العلاقات وهي متجذرة في التاريخ ، وعلينا أن ننشِّط هذه العلاقات ونحذر ألا نقع في كيد الآخرين ، ونحن سننقل كلمات وإرشادات الشيخ للمرجعيات الإيرانية ، ونأمل في المستقبل أن تكون هناك زيارات بين علماء البلدين ) وقوله : ( إذا كان السني يعني اتباع السنة , والشيعي يعني من يحب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكلنا سنة وشيعة ) وقوله : ( إذا تخليت عن مسؤولياتي السياسية سآتي لأدرس في الأزهر وأنهل من علومه الكبيرة )
والمدقق في هذه التصريحات يلحظ النبرة الدبلوماسية العامة من جهة , وتبسيط الأمور في مسألة الخلاف بين الشيعة والسنة , إلى درجة كبيرة تصل إلى حد السذاجة , بل إلى حد الكذب والافتراء والخبث الشديد من جهة أخرى , فالربط بين الأزهر الشريف الذي ينشر العلم والنور في الأرض , و بين الحوزات الشيعية التي لم تطأ أرضا عربية إسلامية , إلا وكانت سببا في نشر الضلال والكفر والفساد فيه , بل كانت سببا في النزاعات و إسالة الدماء , ربط غريب وعجييب , خاصة بعد الذي حدث وما زال يحدث في سوريا والبحرين بسبب تغلل هذه الحوزات فيها.
وتبسيط الخلاف السني الشيعي على أنه مذهبي فقط , مع أنه في الحقيقة عقائدي بامتياز , يوحي بمحاولة استغباء المسلمين والاستهانة بعقولهم , وهو أمر يستدعي الاستهجان والاستنكار .
إنها ببساطة محاولة جديدة لاختراق الأزهر الشريف بهذا الكلام المعسول الكاذب , الذي لم يعد أحد من المسلمين السنة العقلاء يصدقه أو يأبه له , نظرا للتاريخ الطويل المستمر لمثل هذا الكذب والافتراء , فهل ستصدر المرجعيات الشيعية في إيران الفتاوى بتحريم سب الصحابة كما طالب شيخ الأزهر ؟؟!!! وهل سيعطى أهل السنة في إيران أبسط حقوقهم كمواطنين , والمسلوبة منذ تولي الشيعة الحكم في إيران كما طالب شيخ الأزهر كذلك ؟؟!! وهل ستتوقف إيران عن التدخل في شؤون الدول العربية الإسلامية كما تفعل في البحرين وسوريا ودول الخليج عموما ؟؟!!
أسئلة كثيرة أظن أن التاريخ أجاب عنها منذ زمن , حيث لم تصدر فتوى واحدة تحرم سب الصحابة من المرجعيات الشيعية في إيران , بل على العكس من ذلك , زادت وتيرة هذا السب والقدح في الفترة الأخيرة , وأصبح علانية في تحد سافر لأهل السنة والجماعة , ولعل ما تفيض به كتبهم ومراجعهم من سب وتكفير وقدح بالصحابة الكرام , وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم , وعلى رأسهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعنهم أجمعين , مما نترفع عن ذكرها في هذا المقام , خير دليل على كذبهم و افترائهم . (3)
ولا أنسى ذلك الحوار الذي أجرته قناة الجزيرة الفضائية في 13 / 2 / 2007 , بين الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين , وبين رئيس مجلس تشخيص النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني , حيث صرح الشيخ القرضاوي علنا عن معتقدات أهل السنة والجماعة , والتي تحرم القتل والتكفير وسب الصحابة الكرام , وتوجب حب آل البيت جميعا , وطالب في ذلك اللقاء وعلى الهواء مباشرة أن يصدر رفسنجاني الآن فتوى بتحريم سب الصحابة الكرام على منابرهم , والتوقف عن اضطهاد وقتل السنة في إيران والعراق وغيرها , لتكون دعوات المسؤولين الإيرانيين للتقارب السني الشيعي ذات مغزى ومصداقية.
فما كان من رفسنجاني إلا أن حاول الخروج من زاوية دفعه إليها الشيخ القرضاوي , بترديد كلام عام وملتبس حول سب الصحابة , دون فتوى واضحة من قبله بهذا الخصوص متذرعا بقول الخطباء في إيران - على حد زعمه – اللهم صل على محمد وآله وصحبه , في كذب واضح لما يعلمه الجميع من قولهم فقط : اللهم صل على محمد وآل محمد , والمقصود بالآل طبعا بزعمهم فاطمة وعلي والعباس و عدد قليل غيرهم (رضي الله عنهم أجمعين) , وكأن باقي زوجاته وأولاده وأقربائه صلى الله عليه وسلم ليسوا من آل البيت ؟؟!!!
المحاولة الثانية : زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للأزهر
مع أن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر , كانت بناء على دعوة وجهها له الرئيس المصري محمد مرسي , للمشاركة في أعمال قمة التعاون الإسلامي التي عقدت بمصر في 6 – 7 فبراير من هذا العام , وهي مناسبة سياسية روتينية بامتياز , إلا أن الرئيس الإيراني لم يفوت هذه الفرصة , ليخرج الزيارة عن هذا الإطار , من خلال زيارته الأزهر ومسجد الحسين , في محاولة جديدة للتأكيد على البعد الطائفي الشيعي المقيت في كل زيارة يقوم بها مسؤول إيراني لمصر , فهل هناك رسالة أقوى من هذه الرسالة ؟؟!!
ورغم الصفعة القوية التي تلقاها نجاد في المؤتمر الصحيفي الذي عقده مع مشيخة الأزهر , والتي عبر فيها الأزهر فيها عن لاءاته الأربع : لا للتدخل الإيراني في شؤون الخليج عامة والبحرين خاصة , ولا للمد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة , ولا لمواصلة الدعم الإيراني للنظام السوري في قتل شعبه والعمل على وقف نزيف الدم السوري , ولا لتهميش أهل السنة في إيران والمطالبة بكامل حقوقهم , وخاصة في إقليم الأحواز , الذي يعاني فيه السنة اضطهادا مستمرا .
أقول : مع هذه الموقف المشرف للأزهر الشريف في مواجهة الشيعة والتشيع , إلا أن هذا لا ينفي خطورة هذه الزيارة الرمزية , باعتبارها خطوة أولى في سلسلة مؤامرة شيعية جديدة وخداع رافضي جديد لاختراق الأزهر الشريف , عبر شعارات الشيعة الكاذبة , سواء بدعوات التقريب بين المذاهب , أو وحدة الصف الإسلامي , أو غير ذلك من الدعوات والشعارات الكاذبة , التي تخالفها تماما أفعالهم وجرائمهم , ولا أدل على ذلك من اعتراض نجاد على ما ذكر في المؤتمر الصحفي عند الاشارة إلى حقوق السنة في إيران , أو عند الاعتراض على سب الصحابة , فقال نجاد مقاطعا : ( اتفقنا على الوحدة ) كما دعا علماء الأزهر إلى زيارة إيران , وتبادل الزيارات بين علماء الأزهر وعلماء إيران.
إنها نفس العبارات الدبلوماسية الفارغة , التي يرددها ساسة إيران في كل اجتماع مع أهل السنة او من يمثلهم من العلماء , والتي يعملون بعد ذلك بعكسها تماما , مما يعني استخفافا فظا و فجا بعقول أهل السنة وعلمائهم.
ومن المعلوم أن الإعلام الإيراني لم يتوقف يوما عن شن حملاته الإعلامية المتواصلة ضد الأزهر , حيث يقدمه على أنه يتحالف مع التيار السلفي لوقف المد الشيعي , إضافة إلى الهجوم المتواصل عليه من جانب المواقع الإلكترونية الشيعية التابعة للحوزة الدينية الإيرانية , والتي تعتبره العقبة الأهم في طريق نشر المذهب الشيعي , وما زيارة الرئيس الإيراني الي الأزهر , إلا محاولة منه أن يبعث برسائل أنه قادر علي الحد من دور الأزهر في الوقوف ضد المد الشيعي , ولكن الأزهر كان واعيا لمثل هذه الرسائل , والتي أفسدها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب , خلال لقائه بنجاد , والتي نرجو أن تستمر على نفس هذا النهج .
لقد حاول الرئيس الإيراني أن يجعل من زيارته للأزهر شعبية , من خلال التلويح للمواطنين في أثناء زيارة ضريح سيدنا الحسين , وهي رسالة مقصودة , بأنه من الممكن اختراق الأزهر, وأن هذه المؤسسة العريقة راضية عن المنهج الإيراني في تعامله مع السنة , وهذا طبعا على خلاف الحقيقة والواقع , فإيران تريد زرع الفتنة بين الأزهر والتيارات الإسلامية المصرية .
المحاولة الثالثة : محاولة القائم بالأعمال الإيراني أماني مجتبى حضور الاحتفال بذكرى مرور 1450 عاما على مولد السيدة عائشة رضي الله عنها , بدعوة من بعض الطرق الصوفية , وهي الطريقة العزمية , في مركز صالح كامل بجامعة الأزهر بمدينة نصر بالقاهرة . (4)
وقد أثارت هذه الدعوة ردود فعل من التيار الإسلامي المصري وخاصة السلفي منه , فقد تظاهر العشرات من أعضاء ائتلاف الدفاع عن السنة وآل البيت , أمام جامعة الأزهر لمنع حضور أماني مجتبى لهذا الحفل , الذي ألغي أو نقل إلى دار الطريقة العزمية , كما ورد في الانباء تجنبا للمواجهات والاضطرابات .
وقد صرح وليد اسماعيل منسق ائتلاف الدفاع عن الصحب والآل , أن بعض رموز الطريقة العزمية , تحتفل هذه الأيام بما يسمى (مولد السيدة عائشة رضي الله عنها) داعية القائم بالأعمال الإيراني لحضور هذا الاحتفال , مشيرا إلى تعمدهم إقامة الحفل في إحدى قاعات الأزهر الشريف , لتحقيق الهدف الإيراني بأن هناك ترابط بين الأزهر وإيران .
إن الغموض الذي اكتنف هذا الاحتفال يثير الكثير من المخاوف والتساؤلات أهمها :
1- منذ متى تحتفل الشيعة بمولد السيدة عائشة رضي الله عنها ؟؟!! وهم الذين لا يفترون عن السب والشتم والقدح في مقامها الكريم رضي الله عنها , أم أن الغاية - وهي الوصول إلى الأزهر واختراقه - تبرر مثل هذه الوسيلة , حتى لو خالفت معتقداتهم ودينهم القائم على مبدأ التقية المعروف عندهم .
2- كيف يسمح الأزهر الشريف بعقد مثل هذه الاحتفالية في قاعة من قاعاته بحضور ممثل إيراني ؟؟!!
فرغم نفي مشيخة الأزهر وجامعة الأزهر أي علاقة لها بهذا المؤتمر أو الاحتفال , مؤكدة على أن قاعات المركز تؤجر لإقامة المؤتمرات والندوات العلمية بعيدا عن الجامعة والمشيخة , كما صرح بذلك الدكتور يوسف ابراهيم رئيس مركز صالح كامل المذكور , إلا أن ذلك لا ينفي التقصير الشديد على الأقل من جامعة الأزهر والمشيخة , في مثل هذا الموضوع شديد الحساسية , والذي يمكن أن يستخدم بما يسيء لسمعة الأزهر ومكانته , من حيث اختراق الشيعة لأسواره وأبوابه .
3- رغم النفي الذي أعلنه عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس مجلسها الأعلى , عن علاقة المشيخة بهذا المؤتمر , وأنه يخص طريقة بعينها - أي الطريقة العزمية - إلا أن العلاقة التي تجمع الطرق الصوفية بالشيعة لا تخفى على أحد , ويخشى أن يكون هذا الاحتفال بداية تسلل الشيعة إلى الأزهر الشريف واختراقه من بوابة الصوفية .
إن محاولات اختراق الأزهر من قبل الشيعة بات حقيقة لا يمكن إنكارها بعد كل ما ذكرنا , ولعل مكانة الأزهر الكبيرة في نفوس المسلمين وقلوبهم وعقولهم - ليس في مصر فحسب بل في العالم الإسلامي قاطبة - والآمال العريضة المنتظرة منه لإعادة المجد الإسلامي الذي حمله طوال عقود خلت من الزمان , هو الدافع الحقيقي لكتابة هذه الوريقات , وذلك خوفا على ذلك الصرح الكبير من أن تتسلل إليه تلك الجرثومة البغيضة , وذلك المرض الخبيث المعدي, المتمثل بالشيعة والتشيع إلى جسده , فهل سيكون الأزهر بعلمائه وقادته ومشيخته على مستوى الحدث والآمال المعقودة عليه بتماسكه وثباته ؟؟!!
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ـــــــــــــ
الفهارس
(1) يقول الشيخ شلتوت : إن السبيل الوحيد إلى إعادة الصف الإسلامي إلى وحدته وقوته أن لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله ، وأن نطرح وراء ظهورنا تلكم التأويلات البعيدة للنصوص الشرعية من كتاب وسنّة صحيحة ، وأن نفهمها كما فهمها المعاصرون للتنزيل ، وأن نجعل أهواءَنا تبعًا لديننا ، ولا نجعل ديننا تبعًا لأهوائنا ، وأن نحارب احتكار فرد أو أفراد تعاليم الدين ؛ فما كان الإسلام دين أسرار وأحَاجٍ لا يعرفها إلا طائفة خاصة تُطْلِع عليها من تشاء وتمنعها عمن تشاء ؛ فما انتقل الرسول ص إلى الرفيق الأعلى حتى بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ، وطلب من أصحابه وأتباعه أن يبلّغوا ما علموه , وكل ذلك بخلاف ما يعتقده الشيعة ويفعلونه , فكأنه بكلامه هذا ينقض فتواه . والله أعلم انظر صفحة 6 من كتابه (إسلام بلا مذاهب)
(2) صحيفة الأهرام المصرية ليوم الإثنين 2 / نيسان / 2013 .
(3)انظر: بحار الأنوار للمجلسي 47/323 , و الاعتقادات للمجلسي ص100 , و مجمع البحرين للطريحي 1/233 , و طرائف المقال علي البروجردي 2/599 , وغيرها من الكتب كثير .
(4)وذلك في يوم الجمعة 29 / 3 / 2013 م