(التكفيريون) وصناعة الفتن !!
حامد بن عبد الله العلي
الحمد لله الذي أظهر الدين بجماعة أهل السنّة ، ونصر الموحّدين بسيوفهم والأسنّة ، حفظ الله بهــم القرآن أعظمَ أمانة حملوها ، ونقلُوا السنّة من فمِ النبيّ صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى إلينا بالأسانيد ودوّنوها ، ورفعوُا راية الجهاد ونصروها ، وكسروُا جيوش الغازين في كلّ عصر ودمّورها ، حماة بيضة الدين ، وأنصار منهج الموحّدين ، هم أهل الجمع والجماعات ، وعمّار المساجد والصلوات ، علماء الملّة ، ودروع ثغور الأمّة ، رعاة الحرمين ، وحراس بيت المقدس ، فهـم في كل عصــر عزّ الإسلام ، وغيض قلوب المنافقين الحيارى .
هذا وقد مضت سنة الله تعالى أن يبتليهم بالأعداء، ليعرضهم للثواب والدرجات ، ويتخذ منهم الشهداء ، وليمحّصهم من الأدواء ،
ومن شر أولئك الأعداء ، فئةٌ (تكفيرية) ضالّة مارقة ، تحسن صناعة الفتن ، لتنشر خللَها في بلاد المسلمين ، الشر والمحــن
وفيما يلي نذكر فيها نقولاَ تبين عقيدة تكفير المسلمين عند هذه الفرقة ، ثم نعقِب ذلك بسرد تاريخي يلقي الضوء على مسيرتهم التاريخية المليئة بإثارة القلاقل والاضطرابات في بلاد الإسلام وعلى أهله ، لاسيما عند حلول الغازين من أعداء الإسلام في أرضه ، فيصيرون عونا لأعداء الإسلام عليه.
وهذه الفرقة تدعي التشيّع لأهل البيت والعترة النبوية الطاهرة المطهّرة ، وأهل البيت الكرام، بريئون منهم ، وعامة ما يروونه عن أهل البيت ، شرفهم الله ورفع قدرهــم ـ كذب ، والصدق فيه ينقض مذهبهم الباطل ، فلهذا يسترونه ولا يروونه .
هذا وننبه هنا إلى أن هذه عقيدة الفئة الحاكمة المستولية على مقاليد الأمور في إيران، والتي تستغل الوضع بالعراق لبث فتنها وأطماعها التوسّعية الخبيثة .
ولسنا نعني هنا أن كلّ منتسب إلى التشيع مثلهم ، فضلاً عن الشعب الإيراني الذي فيه كثير، بل أكثر من فيه ، لا يوافقون هذه الطغمة على جرائمها ، وهو شعب حيويّ ذكيّ نجيب مليء بالرجال الأماجد ، وتاريخه على هذه الحقيقة خير شاهد .
أما أئمة أهل البيت الكرام ، فنحن نتولاّهم ونحبّهم ،ونعتقد أن حبهم من الإيمان ، وبغضهم من النفاق والفسوق والعصيان .
النصوص الدالة على تكفير هذه الطائفة الصفويّة الضالّة للمسلمين:
قال الفيض الكاشاني : " من جحد إمامة أحدهم ـ يعني الأئمة ـ فهو بمنزلة من جحد نبوّة جميع الأنبياء " منهاج النجاة ص 48
قال المامقاني : " غاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثنا عشريا " تنقيح المقال 1/208
قال شيخ الشيعة المفيد « اتفقت الإمامة على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار " أوائل المقالات: ص16
قال الشبخ حسن آل عصفور: « أخبارهم (يعني الأئمة) عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيا… ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن» المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية حسين آل عصفور الدرازي البحراني ص147 منشورات دار المشرق العربي الكبير ص147
قال يوسف البحراني : الأخبار المستفيضة بل المتواترة دالة « على كفر المخالف ـ السنيّ ـ غير المستضعف ونصبه ونجاسته» الحدائق الناضرة5/177 جواهر الكلام4/83
وقال المجلسي : من لم يقل بكفر المخالف ـ يقصد السنّي ـ فهو كافر أو قريب من الكافر بحار الأنوار 65/281
وقال المجلسي : ومن لم يقبل الأئمة فليس بموحد بل هو مشرك وإن أظهر التوحيد بحار الأنوار99/143
وروى عن جعفر الصادق أنه قال " الجاحد لولاية علي كعابد وثن " بحار الأنوار 27/181
وقال المجلسي « اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام وفضل عليهم غيرهم يدل أنهم مخلدون في النار» بحار الأنوار23/390
قال الخوئي « ومن أنكر واحدا منهم جازت غيبته.. بل لا شك في كفرهم لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم.. يوجب الكفر والزندقة وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية.. ويدل عليه قوله ع: "ومن جحدكم فهو كافر".
"ومن وحده قبل عنكم" فإنه ينتج أي من لم يقبل عنكم لم يوحده بل هو مشرك بالله العظيم، ثم اعتبره ناصبيا وشرا من اليهود والنصارى، بل وأنجس من الكلب مصباح الفقاهة1/324، وقال مثله محمد صادق الروحاني منهاج الفقاهة2/13
في كتاب الأنوار النعمانية ج 2 ص 307 " وقـد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن علامة النواصــب تقديم غير علي عليه ، ثم ذكر أن المقصود من جزم بذلك فأخرج المقلد، ثم قال " ويؤيد هذا المعنى أن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله ، مع أن أباحنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له إنقطاع إليهم ، وكان يظهر لهم التودد .. ومن هذا يقوى قول السيد المرتضى وابن أدريس قدس الله روحيهما ، وبعض مشايخنا المعاصرين بنجاسة المخالفين ( أي السنة ) كلهم ، نظرا إلى إطلاق الكفـر والشرك عليهم في الكتاب والسنة ، فيتناولهم هذا اللفظ حيث يطلق ، ولأنك قد تحققت أن أكثرهم نواصب بهذا المعنى .
الثاني في جواز قتلهم وإستباحة أموالهم ، قد عرفت أن أكثر الأصحاب ذكروا للناصبي ذلك المعنى الخاص في باب الطهارات والنجاسات ، وحكمه عندهم كالكافر الحربي في أكثر الأحكام وأما علي ما ذكرناه له التفسير ، فيكون الحكم شاملا كما عرفت ، روى الصدوق طاب ثراه في العلل مسندا إلى داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ، ما تقول في قتل الناصب ؟ قال : حلال الدم ، لكنّي أتقى عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لايشهد به عليك فافعل ، فقلت : فما ترى في ماله ؟ قال : خذه ما قدرت"
وفي كتاب الحدائق النضرة ص 136 " وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله ، وبين كفر بالأئمة عليهم السلام ؟ مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين، بنص الآيات والأخبار الواضحة الدلالة كعين اليقين "
ثم قال " ورابعاً : أما ما استتند إليه من ورود الأخبار الدالة على تحريم الغيبة بلفظ المسلم ففيه : أولا : أنك قد عرفت أن المخالف كافر ، لاحظ له في الإسلام بوجه من الوجوه ، كما حققناه في كتابنا الشهاب الثاقب "
وفي كتاب نور البراهين ج1 ص 57 / 58 " وأما طوائف أهل الخلاف على هذه الفرقة الإمامية ، فالنصوص متظافرة في الدلالة على أنهم مخلدون في النار ، وأن أقرارهم بالشهادتين لا يجديهم نفعا إلاّ في حقن دمائهم ، وأموالهم ، وإجراء أحكام الإسلام عليهم، روى عنه صلى الله عليه وسلم " ولاية أعداء علي ومخالفة علي سيئة لاينفع معها شيء ، إلا ما ينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة ، فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب ، ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليه السلام لايرى بعينه الجنة أبدا ، إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه ، فيزداد حسرات وندماات ، وروى المحقق الحلي في آخر السرائر مسندا إلى محمد بن عيسى قال : كتبت إليه أسأله عن الناصب هل احتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت وإعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب ، وروى المصنف طاب ثراه في كتاب العلل: أن الناصب من كره مذهب الإمامية ، ولاشك أن جلهم بل كلهم ناصب بالمعنييْن ، وتواترت الأخبار ، وانعقد الإجماع على أن الناصب كافر في أحكام الدنيا والآخرة " .
في الانوار النعمانية ص 287 ج 2 ، قال : " والأشاعرة لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح ، بل عرفوه بوجه غير صحيح ، فلا فرق بين معرفتهم هذه ، ومعرفة باقي الكفار ، لأنه ما من قوم ولاملة إلا وهم يدينون بالله تعالى ، ويثبتونه ..
ثم قال : " ووجه آخر لهذا ، لا أعلم إلا إني رأيته في بعض الأخبار ، وحاصله أنا لم نجتمع معهم على إله ، ولا على نبي ، ولا على إمام ، وذلك أنهم يقولون إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته أبو بكر ، ونحن لانقول بهذا الرب ، ولا بذلك النبي، بل نقول إن الرب الذي خليفة نبيه أبوبكــر ، ليس ربنا ، ولا ذلك النبيّ نبيّنا " !!!
تكفير من توقف عند إمامة موسى بن جعفر فلم يقل بإمامة من بعده :
في طرائف المقال لعلي البروجردي 2/343 : عن محمد بن عاصم قال: سمعت يقول: يا محمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت : نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم. قال: لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم" يعني بالآيات الأوصياء الذين كفر بها الواقفة "
وفي وسائل الشيعة 30/204، ورجال الخاقاني لعلي الخاقاني ص 200 : ( ونقل الحر العاملي عن بهاء الدين في مشرق الشمسين عن هذه الفرق الثلاث « وأما هؤلاء المخذولون فلم يكن لأصحابنا الإمامية ضرورة داعية إلى أن يسلكوا معهم على ذلك المنوال وسيما الواقفية فإن الإمامية كانوا في غاية الاجتناب لهم والتباعد عنهم حتى انهم كانوا يسمونهم بالممطورة أي الكلاب التى أصابها المطر وأئمتنا عليهم السلام لم يزالوا ينهون شيعتهم عن مخالطتهم ومجالستهم ويأمرونهم بالدعاء عليهم في الصلوات ويعلمون انهم كفار مشركون زنادقة وانهم شر من النواصـب ) .
تكفيرهم حتى للشيعة الزيدية :
في كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق4/543 ، و مستدرك الوسائل7/109 رواية 7774 و بحار الأنوار73/34 ، واختيار معرفة الرجال للطوسي2/495 و761 , طرائف المقال للسيد علي البروجردي2/345 ، و جواهر الكلام للشيخ الجواهري6/67 , التحفة السنية لعبد الله الجزائري ص 92 ما يلي :
عن الرضا والصادق أن " الزيدية والواقفة والنواصب بمنزلة عنده سواء"
وفي : التهذيب4/53 وسائل الشيعة9/222 روايه رقم1884 مايلي :
عن عمر بن يزيد قال: سألته عن الصدقة على النصاب وعلى الزيدية ؟؟ قال لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال الزيدية هم النواصب.
وفي مستدركا لوسائل : 7/108 ما يلي : قال سألت أبا عبد الله عن الصدقة على النواصب وعلى الزيدية؟ فقال لا تصدق عليهم بشيء ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال في الزيدية: هم النواصب"ستدرك الوسائل7/108
وفي بحار الأنوار 37/34عن ابن أي عمير : عمّن حدثه قال سألت محمد بن علي الرضا عن هذه الآية (وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النواصب». قال المجلسي بعد هذه الرواية: « أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة"!
سرد تاريخي مهم:
14هـ : هزيمة الجيوش الكسروية المجوسية أمام جيوش المسلمين في القادسية.
16هـ : سقوط المدائن عاصمة دولة كسرى بيد المسلمين .
23هـ : اغتيال أبو لؤلؤة المجوسي للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
35 هـ : سفك الدم الطاهر للخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، من آثار وتأليب دعوة عبد الله ابن سبأ اليهودي ، الملقب بابن السوداء الذي ادّعى الإسلام نفاقا ،ودعا إلى بدعة الوصية لعلي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، واتهام الصحابة بالخيانة ، وعلى هذه العقيدة قام مبدأ ( الإمامة ) عند الرافضة ، وهو الذي يبنون عليه تكفير سائــر المسلمين ،لأنّ كلّ المسلمين لايؤمنون بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يجعلونه الخليفة الراشد الرابع رضي الله عنه وأرضاه .
هذا وقد قال بعض علماء الرافضــة، أن أحكام الإسلام على الجهال ، اوالأتباع أو المستضعفين أو المقلدين فقط من المخالفين ، تجرى في الدنيا فقط، وهم في الآخرة مخلدون في النار ،وكذا كلّ من لم يؤمن بإحقيّة عليّ بالإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو كافر عندهم ، ولهذا هم الفرقة التكفيرية التي تكفّر المسلمين .
36 هـ : مواصلة ابن سبأ الفتنة بتأليب الغوغاء للفتنة بعدما تم الإتفاق على الصلح في حرب ا لجمل ، فقامت معركة الجمل ،وقتل فيها خلق كثير من المسلمين .
ثم حرق علي رضي الله عنه السبئية القائلة بإلوهيته .
41 هـ : عام الجماعة الذي تنازل فيه الحسن رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه والتأم شمل المسلمين ، وفي هذا القرار الحكيم ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الحسن( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين )
61 هـ : فيها حدثت الفاجعة العظمى ، بمقتل الحسين رضي الله وأرضاه عنه ـ ولعن قاتليه ـ في يوم عاشوراء من شهر المحرم بعد أن تخلّى عنه شيعته وأسلموه لعدوه ، ثم أظهروا بعد ذلك بدعة النياحة عليه إلى يومنا هذا ، وزعموا الإنتقام من قاتليه من دم كلّ سني !!
260 هـ : توفي الحسن العسكري رحمه الله ، وزعم الرافضة أنّ له أبنا اسمه محمد واختفي في سرداب في سامراء وسيرجع في آخر الزمان ، وحرموا الجهاد قبل خروجه ،وأبطلوا كل بيعة قبل ظهوره ، حتى ظهرت عقيدة ولاية الفقيه التي عليها تأسست دولة الخميني الصفويّة كما سيأتي .
297هـ : ظهرت دولة العبيدييّن الرافضة في مصر والمغرب ، على يد عبيد الله بن محمد المهدي.
قال شيخ الإسلام ( فإنه إذ ذاك ـ أواخر المائة الثالثة ـ ظهرت القرامطة العبيدية القداحية بأرض المغرب . ثم جاءوا بعد ذلك إلى أرض مصر . ويقال : إنه حدث قريبا من ذلك : المكوس في الإسلام . وقريبا من ذلك ظهر بنو بويه . وكان في كثير منهم زندقة وبدع قوية . وفي دولتهم قوي بنو عبيد القداح بأرض مصر وفي دولتهم أظهر المشهد المنسوب إلى علي رضي الله عنه بناحية النجف وإلا فقبل ذلك لم يكن أحد يقول : إن قبر علي هناك وإنما دفن علي رضي الله عنه بقصر الإمارة بالكوفة وإنما ذكروا أن بعضهم حكى عن الرشيد : أنه جاء إلى بقعة هناك وجعل يعتذر إلى المدفون فيها فقالوا : إنه علي وأنه اعتذر إليه مما فعل بولده فقالوا : هذا قبر علي وقد قال قوم إنه قبر المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ).
وقال في موضع آخر عن دولة العبيدية ( اعلم أن جمهور الأمة تطعن في نسبهم ويذكرون أنهم من أولاد المجوس أو اليهود . هذا مشهور من شهادة علماء الطوائف : من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث وأهل الكلام وعلماء النسب والعامة وغيرهم . وهذا أمر قد ذكره عامة المصنفين لأخبار الناس وأيامهم حتى بعض من قد يتوقف في أمرهم كابن الأثير الموصلي في تاريخه ونحوه ؛ فإنه ذكر ما كتبه علماء المسلمين بخطوطهم في القدح في نسبهم . وأما جمهور المصنفين من المتقدمين والمتأخرين حتى القاضي ابن خلكان في تاريخه فإنهم ذكروا بطلان نسبهم وكذلك ابن الجوزي وأبو شامة وغيرهما من أهل العلم بذلك حتى صنف العلماء في كشف أسرارهم وهتك أستارهم كما صنف القاضي أبو بكر الباقلاني كتابه المشهور في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وذكر أنهم من ذرية المجوس وذكر من مذاهبهم ما بين فيه أن مذاهبهم شر من مذاهب اليهود والنصارى ؛ بل ومن مذاهب الغالية الذين يدعون إلهية علي أو نبوته فهم أكفر من هؤلاء ؛ وكذلك ذكر القاضي أبو يعلى في كتابه " المعتمد " فصلا طويلا في شرح زندقتهم وكفرهم وكذلك ذكر أبو حامد الغزالي في كتابه الذي سماه " فضائل المستظهرية وفضائح الباطنية " قال : ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض ).
قال العلامة ابن كثير رحمه الله : ( كانت مدة ملك الفاطميين مائتين وثمانين سنة وكسراً، فصاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها.
وكان أول من ملك منهم المهدي، وكان من سلمية حداداً اسمه عبيد، وكان يهودياً، فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبيد الله، وادعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال عن نفسه: إنه المهدي كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء والأئمة بعد الأربعمائة كما قد بسطنا ذلك فيما تقدم، والمقصود أن هذا الدعي الكذاب راج له ما افتراه في تلك البلاد، ووازره جماعة من الجهلة، وصارت له دولة وصولة، ثم تمكن إلى أن بنى مدينة سماها المهدية نسبة إليه، وصار ملكاً مطاعاً، يظهر الرفض وينطوي على الكفر المحض.
ثم كان من بعده ابنه القائم محمد، ثم ابنه المنصور إسماعيل، ثم ابنه المعز معد، وهو أول من دخل ديار مصر منهم، وبنيت له القاهرة المعزية والقصران، ثم ابنه العزيز نزار، ثم ابنه الحاكم منصور، ثم ابنه الظاهر علي، ثم ابنه المستنصر معد، ثم ابنه المستعلي أحمد، ثم ابنه الآمر منصور، ثم ابن عمه الحافظ عبد المجيد، ثم ابنه الظافر إسماعيل، ثم الفائز عيسى، ثم ابن عمه العاضد عبد الله وهو آخرهم، فجملتهم أربعة عشر ملكاً، ومدتهم مائتان ونيف وثمانون سنة. البداية والنهاية 12/ 232
ثم قال : وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله، حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وإنطاكية وجميع ما وإلى ذلك، إلى بلاد إياس وسيس، واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين وبلاد شتى غير ذلك.
وقتلوا من المسلمين خلقاً وأمماً لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان ما لا يحد ولا يوصف، وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها، وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وكادوا أن يتغلبوا على دمشق، ولكن الله سلم، وحين زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته، وقد قال الشاعر المعروف عرقلة:
أصبح الملك بعد آل علي * مشرقاً بالملوك من آل شادي
وغدا الشرق يحسد الغر * ب للقوم فمصر تزهو على بغداد
ما حووها إلا بعزم وحزم * وصليل الفولاذ في الأكباد
لا كفرعون والعزيز ومن * كان بها كالخطيب والأستاد
قال أبو شامة: يعني بالأستاد: كأنه نور الدين الأخشيدي، وقوله: آل علي يعني: الفاطميين على زعمهم ولم يكونوا فاطميين، وإنما كان ينسبون إلى عبيد، وكان اسمه سعيداً، وكان يهودياً حداداً بسلمية، ثم ذكر ما ذكرناه من كلام الأئمة فيهم وطعنهم في نسبهم.
قال: وقد استقصيت الكلام في (مختصر تاريخ دمشق) في ترجمة عبد الرحمن بن إلياس، ثم ذكر في (الروضتين) في هذا الموضع أشياء كثيرة في غضون ما سقته من قبائحهم، وما كانوا يجهرون به في بعض الأحيان من الكفريات، وقد تقدم من ذلك شيء كثير في تراجمهم. (ج/ص: 12/333)
قال أبو شامة: وقد أفردت كتاباً سميته (كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والمكر والكيد)، وكذا صنف العلماء في الرد عليهم كتباً كثيرة، من أجل ما وضع في ذلك كتاب القاضي أبو بكر الباقلاني الذي سماه (كشف الأسرار وهتك الأستار)، وما أحسن ما قاله بعض الشعراء في بني أيوب يمدحهم على ما فعلوه بديار مصر:
أبدتم من بلى دولة الكفر من * بني عبيد بمصر إن هذا هو الفضل
زنادقة، شيعية، باطنية * مجوس وما في الصالحين لهم أصل
يسرون كفراً، يظهرون تشيعاً * ليستروا سابور عمهم الجهل
البداية والنهاية12/334
334هـ : إبتداء ملك بني بوية بغداد ،وظهور الرفض في دولتهم ، وإنتشار الطعن في الصحابة ، ومظاهر دين الرافضة الباطل ، واستمرت دولتهم إلى عام 448 هـ
قال ابن كثير (وفيها 448هـ : ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح، بعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة، وذلك أن نوء الرافضة اضمحل، لأن ببويه كانوا حكاماً، وكانوا يقوونهم وينصرونهم، فزالوا وبادوا، وذهبت دولتهم ، ) وقال في موضع آخر كانت مدة ولايتهم ( قريب المائة وعشر سنين ) .
656 هـ : خيانة نصير الدين الطوسي الرافضي وزير هولاكو ، وابن العلقمي الرافضي ، للمسلمين ، فقد تعاونا مع الغزاة المغول ، على غزو بلاد الإسلام ، قال ابن كثير : ( فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة، وانقضت دولة بني العباس منها) ؟
وقال ابن كثير : ( فيهاـ 642هـ ـ استوزر الخليفة المستعصم بالله مؤيد الدين أبا طالب محمد بن احمد بن علي بن محمد بن العلقمي المشؤوم على نفسه، وعلى أهل بغداد، الذي لم يعصم المستعصم في وزارته، فانه لم يكن وزير صدق ولا مرضي الطريقة، فانه هو الذي أعان على المسلمين في قضية هولاكو وجنوده قبحه الله وإياهم )
وقال : (ويقال إن الذي أشار بقتله ـ أي الخليفة ـ الوزير ابن العلقمي، والمولى نصير الدين الطوسي، وكان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته .. وكان النصير وزيراً لشمس الشموس ولأبيه من قبله علاء الدين بن جلال الدين، وكانوا ينسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي، وانتخب هولاكو النصير ليكون في خدمته كالوزير المشير، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فتقلوه رفساً، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه، خافواً أن يؤخذ بثأره فيما قيل لهم، وقيل بل خنق، ويقال بل أغرق فالله أعلم.
فباؤوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده - وستأتي ترجمة الخليفة في الوفيات - ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياماً لا يظهرون.
وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار.
ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون ) 13 /235
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم . وقضية ابن العلقمي وأمثاله مع الخليفة وقضيتهم في حلب مع صاحب حلب : مشهورة يعرفها عموم الناس . وكذلك في الحروب التي بين المسلمين وبين النصارى بسواحل الشام : قد عرف أهل الخبرة أن الرافضة تكون مع النصارى على المسلمين وأنهم عاونوهم على أخذ البلاد لما جاء التتار وعز على الرافضة فتح عكة وغيرها من السواحل وإذا غلب المسلمون النصارى والمشركين كان ذلك غصة عند الرافضة وإذا غلب المشركون والنصارى المسلمين كان ذلك عيدا ومسرة عند الرافضة . ودخل في الرافضة أهل الزندقة والإلحاد من " النصيرية " و " الإسماعيلية " وأمثالهم من الملاحدة " القرامطة " وغيرهم ممن كان بخراسان والعراق والشام وغير ذلك . والرافضة جهمية قدرية وفيهم من الكذب والبدع والافتراء على الله ورسوله أعظم مما في الخوارج المارقين الذين قاتلهم أمير المؤمنين علي وسائر الصحابة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بل فيهم من الردة عن شرائع الدين أعظم مما في مانعي الزكاة الذين قاتلهم أبو بكر الصديق والصحابة ) .
907هـ ، أقام الشاه إسماعيل الصفوي ، الدولة الصفوية الرافضية بإيران ، وكان الصفوي يقتل كل من لايعتنق الدين الرافضي من أهل السنة ، وقـد أبيد الآلاف من أهل السنة من العامة والعلماء، ففي تبريز- العاصمة- وحدها كان السنة فيها لا يقلون عن 65% من السكان، وقد فتل منهم في يوم واحد 40 ألف سني كما أجبر الألوف على التحول القسري إلى مذهب الصفويين.
وفي عصرالصفويين إنحسر المد الإسلامي العثماني ؟ في أرجاء أوروبة، وطعن الصفيون الخليفة العثماني في ظهره بزحفه على عاصمة الخلافة بينما كان يتغلغل بجيوشه في أحشاء النمسا إلى أن دخل قلب "فيينا"، وكادت أوربا تدخل في حظيرة الإسلام لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الرافضة لدحرهم ودفعهم.
عن كتاب : الحروب العثمانية الفارسية وأثرها في انحسار المد الإسلامي عن أوربا" للدكتور محمد عبد اللطيف هريدي- دار الصحوة- القاهرة
1399هـ :قيام الدولة الخمينية ، بعد سقوط ملك البهلويين في إيران ـ جاءوا بعد القاجاريين الذي خلفوا الصفويين وقد سقط الصفويين عام 1524م ـ وأقام دولة على أساس التعصب الديني للرفض ، بعدما طوّر نظرية ولاية الفقه التي أول من أثارها احمد بن محمد مهدي النراقي (توفي 1245هـ فكان أوّل من دعـا إليها ، في كتابـه :(عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام) ، وبحث مشكلة الإمامة أو السلطة و الولاية العامة وضرورتها في (عصر الغيبة) وذلك على نفس الأسس الفلسفية والمبادئ التي توجب (الإمامة ) للأئمة المعصومين عندهم ، وقد فصّلنا القول في تطور هذه النظرية الشيعية هذا في مقال سابق.
والمقصود هنا أن الخميني ، طور النظرية ، وأقام عليها الدولة ، وجعلها نائبة عن الإمام المعصوم ، ومنذ قيامها تسلطـت بشتى أنواع الظلم لأهل السنة في إيران وحرمانهم من حقوقهم. وقـد دعا إلى تصدير ثورته إلى جميع العالم الإسلامي ، زاعماً أن ثورته تمهد لخروج المهدي .
وقال في عيد مولد المهدي عام 1400هـ (الأنبياء جميعاً جاؤوا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحوا ... وحتى النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك في عهده ... وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرســــــي قواعـــد العدالة في أنحاء العالــم ويقوم الإنحرافات هو الإمام المهدي المنتظر ...) !!
ذلك أن قال في كتابه كشف الأسرار ص 55: ( وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه).
1405ـ في إطار التحالف الرافضي الماروني الصهيوني ضد المخيمات الفلسطينية واللبنانية السنية ، هاجمة قوات ( أمل ) الرافضية للمخيمات الفلسطينية بمشاركة الموارنة والصهاينة ونتج عن ذلك ( 3100) قتيل ، و( 15000) من المهجرين ، إضافة إلى أهوال وفظائع وجرائم وقتل النساء والأطفال .
1407هـ ـ قام حجاج إيرانيون في حج ذلك العام ، في حج عام 1407 من يوم الجمعة بالمسيرات والمظاهرات الغوغائية في الحرم الآمن ، ثم تطورت إلى قتل الحجاج وغيرهم ، فقتل 402 مسلم بسكاكين الرافضة في عند بيت الله المحرم ، وذلك فضلا عن حوادث حرق وتكسير وإتلاف .
1408هـ : صدرت عن المؤتمر الإسلامي العام الثالث لرابطة العالم الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة فتوى بكفر الخميني .
1409هـ : قام جماعة من المخرّبين من الروافض بزرع متفجرات في مكة أسفرت عن مقتل عدد من المسلمين .
1422هـ ـ التكفيريون الجدد في إيران يشاركون القوات الصليبيّة غزو أفغانستان.
1424هـ ـ السادس من صفر ـ الصفيون الجدد في إيران يشاركون القوات الصليبيّة غزو العراق ،ويفتي مراجعهم بتحريم قتال المحتل .
1427هـ ـ محرم ـ قام الطغمة الصفويّة الحاكمة في بغداد تحت حكم الصليبيين ، بتفجير قبة سامراء ، المنسوبة إلى قبر الإمام علي الهادي رحمه الله ، ثم استغلوا الحدث لمهاجمة أكثر من مائة وستين مسجدا سنيا ، فحرقوا بعضها ، وهدموا بعضها ، وعاثوا فيها فسادا ، ومزقوا حتى المصاحف ، وقتلوا آلاف المسلمين السنة .
ومنذ دخول القوات الصليبية أرض الرافدين ، وإلى يومنا :
جرائم الصفويين في أهل السنة في العراق ، لا يبلغها الحد ، ولا يحصها العد.
وهم الآن يعدّون العدة لفتنة يطال شرها كلّ الخليج ، ومن بعده العالم الإسلامي ،وينفثون فيها النار لتضطرم ، غير أن الله تعالى سيخمد نارهم ، ويطفئ حقدهم ويفضح عارهم ،وذلك من الله تعالى وعد صادق ،وسنّة ماضية ، في كل من كاد لهذا الدين ، وأظهر عداوة المسلمين ، والله المستعان على ما يصفون ،وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير .