لله درك كم أنت جميلة يا فلسطين
بلا بني زردشت
الكاتب : د. مراد البلعاوي
16-11-2011
تناغمت هتافات المتهافتين عليك يا درة الأرض ويا ريحانة بلاد الله, كم أنت جميلة ورائعة أرضك وطيب خضارك, فأنت كنت وما زلت قبلة المتحالفين ووجهة الفائزين ونصيرة شعوب الأرض, وكم تناغم عليك الحكام والشعوب وتناغم عليك من أحبك ومن لم يحبك, ومن أخفى بغضه لك وما أكثرهم, أخفى حقيقة أمره وتظاهر بالحب والولاء إليك لأن أرضك طيبة زكية وكيف لا وأنت أرض مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرض نزول عيسى عليه السلام, ومن أبغضك نافق من أجل حبك لأن إظهار بغضك مقرون برفض جموع المسلمين له, وكيف له ذلك وقد تظاهر بحب الأرض ليكسب أهل الأرض من أجلك, فأنت التى جمعت قلوب البشر وأنت من يفرقهم لأن خيرك خير للبشرية والتواري عندك تواري عن البشرية والعيش في عزلة أبدية, فتعاظم مديح أمر الناس بمدى تعاظم حبهم لك, وشاعت بالمديح والعلو والسؤدد سيرة الملوك والأمراء والرؤساء من شدة الإفراط في إظهار حبك.
والويل الويل لمن أظهر بغضه لك, فتجلت هذه الحقيقة لبني الفرس وأذنابهم من بني العروبة وأيقنوا أن تراب فلسطين ليس كتراب كربلاء والنجف, وأن شعبها ليس كباقى الشعوب, فهو شعب حي صامد, لم ينسى قضيته طوال مأساته ونكبته, وجاهد من أجل عدالة قضيته وقدم الغالي والنفيس من أبناءه وبناته, فقدم أروع الأمثلة من أجل أن تبقى فلسطين حية في قلوب البشر, تتحرك أمم الأرض لنصرة هذا الشعب الذي جاهد من أجل إرجاع حقه, وحق لهذا الشعب العظيم الجبار أن تتكالب عليه قوى بنى الفرس لأنهم أصبحوا على يقين أن نشر فكر بنى مجوس وإنتصارات بنى زردشت لا قيمة لها إلا إذا وقف وراءها أبناء الرجال من بني فلسطين, وبدء الكيد والخبث الرافضى بفرض سيادته على أبناء الشعب مستغلا حاجته للجهاد وقلة الداعمين له حسب زعم الزاعمين, ووضع يده على مكمن الحاجة وتيقن أن الباب الذى وضع يده عليه سيفتح له أبواب الجنان في الأرض, وأيقن أن الشعوب المسلمة السنية ستغرد لوحوشهم وجلاديهم وأن هذا الشعب سيمحو العار عنهم وسيبيض صفائح جرائمهم السوداء عبر تاريخنا الحديث والقديم.
لقد حقق بنو زردشت من أبناء الرفض إنجازات عظيمة من جراء إدعاءاتهم ركوب موجة مقارعة اليهود وإيواء الحركات الجهادية على أرض فلسطين وتقديم الدعم المالي واللوجستي لهم وأصبحت صور ذاك الأفاك الأثيم ترفع في كل الإحتفالات والمناسبات وتعلق صوره في البيوت على أنه المهدى المنتظر لفلسطين الجريحة, التى يدعي الكل أنه يملك مداواتها كما ادعى صاحب النصر العظيم والفتح المبين أن خلاص فلسطين وتحرير ترابها سيتم على يديه الشريفة كما يزعم, وكأن فلسطين الحبيبة لا تملك أيادي طاهرة وشريفة وكأن فلسطين أصبحت تلهث وراء العمائم السوداء لتطهر أرضها, ويحك يا أيتها الأرض الطيبة الزكية, من لك سوى السواعد البيضاء المتوضأة, فأنت لست بحاجة لعمائم سوداء ولست بحاجة إلى من يقدس تراب كربلاء ولست بحاجة إلي قتلة الهوية, أنت لست بحاجة إلى من يسب ويلعن الذى تشرف بفتح أكناف بيت المقدس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأنت لست بحاجة إلى من أجرم وطعن في رسالة خير البشر من الصحابة الكرام الأتقياء, أنت لست بحاجة لمن يلعن زوجة رسول الله ويطعن في شرفها ودينها, أنت لست بحاجة إلى إبن علقمي جديد ولا إبن سبأ ماكر.
كم أنت جميلة عندما تبقى أرضك طاهرة وشعبك طاهر بعيدا عن دنس هؤلاء القوم الأفاكين المجرمين, كم أنت ريحانة بعلماؤك وجهابذتك على مر العصور, لقد عرفت بنقاوة ذاكرتك وشرف قضيتك, وعرفت بفتح الفاتحين من أبناء الإسلام السني لأرضك ولم يطهرك من دنس المندسين إلا صلاح الدين الأيوبى وأحفاده ومن سار على دربهم, أنت يا فلسطين لم تعرفي للقومية شعارا, وجاهد على ثرى أرضك أقوام من غير قوميتك, وما عز الدين القسام عنا ببعيد وما رفات المسلمين من غير ساكنيك أنت لهم منكرة, ودماء المجاهدين تتناثر على كل ترابك, وأرضك تشهد بالإسلام والتوحيد لمن أقدم على التضحية من أجل عدالة قضيتك.
شرف لكل منتسب لهذه الأرض, وحق له أن يتشرف ببقعة أسرى منها النبي الأوحد إلى ربه صاعدا عنان السماء, فأنت أرض الزيتون والبركة وأنت أرض الخيرات والجمال الخلاب, طمع بك بنو صهيون واستولوا عليكِ وأنت جريحة وما زالت جراحك تأن وتصرخ, ألا من مغيث ألا من مجير, فتقولين يكفيني جراح الصلبان والعمدان, ويكفينى دنس اليهود الغاصبين, ولا أريد أن يزيد تدنيسي من أولئك الأفاعي السوداء والوجوه الشاهبة, فأنا أريد أحفاد عمر بن الخطاب ليطهرني ولا أريد أؤلئك الذين يلعنونك يا عمر فأنت أطهر من أطهارهم وأشرف من أشرافهم, فأنت مبشر بالجنان والخلد والعيش برحاب الرحمن, وهؤلاء لا أدري أين سيخلدون يوم الخلود, ولكني لا أريدهم ولا أريد شم رائحتهم, ولا أريد أن أتعرف عليهم, فأنا أنادي بأعلى صوتي أيها النبلاء أيها الشرفاء يا أحفاد محمد صلى الله وعليه وسلم لا تتركوني لهؤلاء الأوغاد, حرروني من دنسهم قبل أن يطول ويمتد حالي معهم, فالله الله فيكم يا أهل التوحيد يا أتباع السلف الصالح, حققوا معاني رسالتكم السامية, وانشروا عقيدة التوحيد الخالص على ترابي فأنا لا أزداد جمالا إلا بتحقيق العبودية على أرضي, فأرضي أرض الطهر والعفاف, وسأبقى بعون الله طاهرة مستعدة لملاقاة نبي الله عيسى عليه السلام وستطهر الأرض بنزوله ويحقق الحق بمجيئه ويتخلص من الدجال, فهيا يا أهل التوحيد ويا دعاة الحق ويا جنود الكتاب السنة ويا من تتطهر وانتسب لسيرة خير البرية من السلف الصالح الأطهار, طهروا الأرض.
وعدا وبعون الله سنمد كل الأيادي وسننبض الروح في كل الأجيال ونعلمهم منهج رسولهم السامي أن النصر قادم وأن الأرض ستطهر من دنسهم وبعون الله وإرادته سيبزغ الفجر وسيشع نور الحق وسيطمس ظلام الظلام وسواد العمائم السوداء وستسود الرحمة والخلق الحميد على أرضك يا بلادى يا مسرى خير الأنام, سيأتى اليوم الموعود لتطيب النفوس ويشتهى سكناك يا بيت المقدس وسيتمنى المتمنون أن يكون للفرد مثل شطن فرسه ليسكن فى ثراك يا أقصانا الأسير وسيتمتع بالنظر إليك يا مسجد مسرى الرسول الأغر الأعظم صلوات الله وسلامه عليك.