"الحرس الثوري" الإيراني يتهيأ لمغامرة في الخليج العربي

بواسطة داود البصري قراءة 477

"الحرس الثوري" الإيراني يتهيأ لمغامرة في الخليج العربي

 

داود البصري

 

السياسة / من دون أدنى شك فإن ساحة المواجهة المقبلة بين النظام الإيراني وقوات التحالف الغربية اذا حدثت سيكون ميدانها الخليج العربي, ومياهه الدافئة وأجواءه المشحونة, وهي بكل تأكيد لن تكون مواجهة تقليدية عابرة كشأن المواجهات العسكرية والسياسية الدائمة التي حفل بها الخليج منذ بداية الثمانينات وحتى اليوم, بل ستكون مواجهة مصيرية تتقرر على نتائجها الكثير من المعطيات الدولية, وصانعو القرار السياسي والعسكري في طهران يعلمون تماما إن الشعارات والخرافات التي يحشون بها عقول جماهيرهم لن تكون ذات نفع أو فائدة كبرى في تقرير مصير المواجهة, بل أن هناك خيارات بديلة ومحتملة لعل أبرزها إمكانية توسيع ساحة المواجهة لتشمل مناطق حيوية من العالم العربي كالشام ولبنان والعراق, لذلك كانت تصريحات قادة "الحرس الثوري" الإيراني مغالية كثيرا في لهجتها التصعيدية كما كانت تهديدات الولي الخراساني الفقيه التي أكد خلالها على القدرة على تدمير العدو تعبير عن طبيعة التفكير الستراتيجي في طهران, وهو تفكير يتسم بالمبالغة في إظهار القوة وعرض العضلات ولكن بوسائل وآليات لن تبتعد كثيرا من مصير وشكل التهديدات الخرافية التي كان يطلقها نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والتي أوردته في النهاية ونظامه مورد الهلاك! فالحديث عن غواصات إيرانية مستهلكة لسلاح بحرية "الحرس الثوري" في زمن حرب النجوم, هو حديث ساذج ومأسوي في إطاره العام لأنهم يعلمون أن زوارق الحرس وغواصاته لن تستطيع الوقوف أبدا بوجه الأساطيل أوالصواريخ الموجهة ب¯ "الليزر" وعبر "الساتلايت", والمغامرة بدماء الشعوب وخيراتها أسلوب فاشي ينبغي أن يتوقف لأن توسيع مساحات الدمار لن يضيف الى العالم الإسلامي أي عنصر قوة, بل سيعمق التخلف ويوسع مساحات العدمية, وما حصل في العراق من كوارث يمكن أن يكون النموذج البشع للإستخفاف بقوة الخصوم عبر الغرور بأوهام القوة الذاتية !, النظام الإيراني يعي جيدا أن ساحات المواجهة العسكرية المباشرة لن تكون لمصلحته لذلك كان اللجوء للخيارات البديلة والمتمثلة في العمل الإستخباري وإثارة الجبهات الداخلية, وتجنيد الأنصار والمحازبين وتدمير الخطوط الخلفية للخصوم, وهي عمليات أشتهر بها النظام الإيراني، وتميز, وتؤدي هنا تحالفات النظام الإقليمية الدور الأكبر في تمرير كل الطروحات والخطط, فمن خلال البوابة السورية واللبنانية وعلاقات التخادم والمصلحة المشتركة مع النظام السوري أو القوى اللبنانية المرتبطة بالمشروع الإيراني ويجري تبادل الملفات وتهيئة الخطط وتحديد المسؤوليات ق¯ "فيلق القدس" للحرس الثوري بقياداته الإيرانية المعروفة كسليماني أو قياداته السرية من أهل المنطقة وخلاياها السرية, بات يؤدي دورا حاسما في الشأنين العراقي والخليجي وهو دور ستراتيجي مهم في المواجهات العسكرية والإستخبارية أما جهاز " الفجر" للحرس الثوري والذي يترأسه الجنرال الحرسي أمير ميرزا زاهدي فقد جعل من الساحة اللبنانية مركزا متقدما لقيادته وإدارة العمليات المخطط لها في دول الخليج, والجنرال زاهدي كان خلال الأيام الأخيرة في العاصمة اللبنانية بيروت, ويبدو من قراءة الوضع العام ومقارنة المعلومات الواردة من هنا وهناك أن هناك تحركات إيرانية سرية وفاعلة من أجل شحن الأوضاع اللبنانية وتفجير الجبهة الجنوبية مع إسرائيل لخلط الأوراق, وإشعال المنطقة  وتعطيل وإفشال الضربة العسكرية الغربية ضد إيران, وقد يتلازم ذلك مع تحريك الخلايا السرية الخليجية وفق برنامج تصعيدي من شأنه تخفيف الضغط العسكري على إيران ووفق تخطيط وبرمجة ستراتيجية لتشغيل قوائم العملاء والمتعاونين في الخليج العربي والشرق الأوسط, النظام الإيراني لا يمزح أبدا أمام معركة مصيره, وحرق الخليج هوواحد من أهم الأهداف الشمشونية لقيادة الحرس الثوري الإيراني... فهل تعيش المنطقة لحظات العد التنازلي نحو الهاوية...? كل الخيارات ممكنة.

 
*
كاتب عراقي

 



مقالات ذات صلة