غزة تحترق فأين الصواريخ الإيرانية..!؟
30 عاماً من الشعارات الفارغة المعادية للصهيونية الأمريكية فأين الفعل يا ملالي الجمهورية الاسلامية..!
بقلم : صباح الموسوي
تجري إيران سنوياً العديد من المناورات العسكرية برية و بحرية وجوية، وكل مرة تستعرض فيها أسلحة جديدة، صواريخ، غواصات، طائرات، تزعم أنها من إنتاج مصانعها العسكرية، واعتادت أن تصحب كل مناورة بتصريحات نارية يطلقها قادتها السياسيون والعسكريون مهددين فيها بأنهم سيحرقون القواعد الأجنبية ومنصات النفط في دول الخليج العربي إذا ما تعرضت إيران أو أياً من حلفائها لعدوان ما.
وعند اختبار أي سلاح إيراني جديد في هذه المناورات تنبري وسائل الدعاية الإعلامية والأقلام المأجورة لتوهم الجماهير العربية، المصابة بعقدة هزائم الجيوش العربية المحنطة، من أن صواريخ شهاب العابرة للقارات وغيرها من الأسلحة الإيرانية الغير تقليدية إنما وجدت للدفاع عن القضية الفلسطينية، ويخرج الرئيس الإيراني المعتوه (احمدي نجاد) يدلي بتصريحات خاوية (محو إسرائيل) ليعزز فيها الدعاية الإعلامية التي يروجها عملاء إيران في الأوساط العامة.
ونتيجة لكثرة ترديد التصريحات الإيرانية الخاوية، فقد ذهب البعض من قيادات الحركة الفلسطينية ومنهم مع الأسف الشديد (بعض) الأخوة في حركة المقاومة الإسلامية، إلى تصديق هذه التصريحات الإيرانية وأصبح هذا البعض ينافس قادة حزب الله اللبناني لإثبات ولائه للنظام الإيراني دون أن يتوقف عند هذه التصريحات و يراجع المواقف الإيرانية التاريخية من القضية الفلسطينية ومكانة القدس وفلسطين في العقيدة الدينية للنظام الإيراني .
ثلاثون عاما وقادة نظام الجمهورية الإيرانية يرددون نفس النغمات ويطلقون ذات التصريحات الخاوية ولكنهم كانوا طوال هذا السنين وعلى الرغم من عدائهم الإعلامي لإسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنهم كانوا ومازالوا اشد الناس عداوة لأعداء إسرائيل وأمريكا .
فقد خاضوا حرباً طالت ثمانية سنوات ضد العراق الذي لا احد يمكنه نكران دوره في دعم الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية، فالكل يعلم إن العراق كان يقدم لكل عائلة شهيد فلسطيني عشرة الآلف دولار، وكانت حركات المقاومة الفلسطينية تتسابق فيما بينها في تنفيذ العمليات الاستشهادية ضد قوات الاحتلال لكونها كانت ضامنة للدعم العراقي وكان الفدائيون الفلسطينيون يذهبون إلى تنفيذ عملياتهم الاستشهادية وهم مطمأنون أن هناك من يتكفل رعاية أسرهم، وبالمقابل كان الدور الإيراني يقوم على محاربة العراق الداعم الحقيقي للمقاومة الفلسطينية .
لم يكتف النظام الإيراني بمحاربة العراق لمدة ثمانية سنوات لتعطيله عن مهمته في دعم القضية الفلسطينية، بل أن هذا النظام كان المساهم الأبرز من بين دول المنطقة في دعم الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلال العراق وتحويله إلى حديقة خلفية لجهاز الموساد الإسرائيلي الذي عمل على الانتقام من الضباط و المسؤولين العراقيين الذين اشرفوا ونفذوا إطلاق أكثر من ستة وثلاثين صاروخا على الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصفيته للكوادر والطاقات العلمية العراقية .
والأنكى من ذلك أن العصابات الطائفية والمليشيات المسلحة التي تعمل بدعم مالي إيراني عملت على قتل وتهجير آلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق دون أن نسمع مسؤولا إيرانيا واحدا يدين مذابح فلسطينيو العراق أو يطالب بوقف تهجيرهم من مناطق سكناهم .
ليس هذا وحسب فان إيران وعلى رغم مزاعمها القائلة بمعاداة إسرائيل، إلا أنها حين علمت أن أفغانستان في ظل وجود حركة طالبان سوف تتحول إلى سند وداعم حقيقي لحركة المقاومة الفلسطينية، قامت بمحاربة حركة طالبان وساعدت أمريكا على احتلال أفغانستان، وهذا ما اعترف به كبار قادة النظام الإيراني وعلى رأسهم مرشد الثورة علي خامنئي ووزير الاستخبارات الإيرانية في عهد رئاسة خاتمي الشيخ علي يونسي وكذلك نائب الرئيس الإيراني آنذاك الشيخ ابطحي وغيرهم من القادة الإيرانيين .
خلال الثلاثين عاما الماضية من عمر النظام الإيراني تعرض الشعب الفلسطيني إلى سلسلة طويلة من المجازر بدءاً من مجازر المخيمات في لبنان إلى مجازر الخليل وجنين وليس أخيرا مجزرة غزة، وكان موقف نظام طهران حين تقوم القوات الإسرائيلية بارتكاب المجزرة يدخل رأسه في جحر ويغمض عينيه، و عند ما تنتهي عمليات جيش الاحتلال يبدأ قادة هذا النظام بإطلاق التصريحات النارية و التهديدات الخاوية . وخير دليل على ذلك ما شاهدناه خلال الأيام الماضية، فحين كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب محرقة غزة قام الرئيس الإيراني \" صاحب الشعارات الخاوية \" بزيارة إلى العراق ليحط في بغداد بحماية كاملة من قوات الاحتلال الأمريكي في محاولة للفت أنظار الرأي العام عما يجري في فلسطين .
وعلى الرغم من عقده لأكثر من مؤتمر صحفي في بغداد إلا انه لم يتطرق إلى مجزرة غزة أبداً وكأنه لم يسمع بها، وقد اكتفت حكومته بتسيير مظاهرة يتيمة في جامعة طهران تندد بمحرقة غزة .
نحن لا نلوم بعض الحركات الفلسطينية حين تذهب إلى طهران لأخذ بعض المساعدة المالية منها، فالشعوب الإيرانية كلها شعوب مسلمة وتؤمن بالقضية الفلسطينية وتتمنى أن ينال الشعب الفلسطيني حقه ويتحرر من الاحتلال الصهيوني العنصري، والأموال الزهيدة التي يعطيها النظام الإيراني لهذه الحركات مقابل المدح والثناء وخلق الدعاية الإعلامية له إنما هي من أموال الشعوب الإيرانية ومنه الشعب العربي الأحوازي تحديداً، حيث وكما هو معلوم فان الثروة الإيرانية تأتي من نفط الأحواز العربية الذي يقدر بأنه ثاني احتياطي نفطي في المنطقة أن لم يكن في العالم .
لكن عتبنا على بعض قادة التنظيمات الفلسطينية الذين أصبحوا شركاء في الترويج للأكاذيب الإيرانية القائلة بأن نظام طهران هو النصير والمنقذ الوحيد للشعب الفلسطيني وان ترسانة الأسلحة الإيرانية إنما هي لنصرة الشعب الفلسطيني .
فسؤال الذي يوجه لكل من حاول تضليل الرأي العام وحرف الأنظار عن خطر النظام الإيراني والأهداف الحقيقية من وراء ترسانته العسكرية، ترى أين هي صواريخ شهاب وغيرها من الصواريخ الإيرانية الأخرى التي كثير ما استخدمت لضرب المدارس والمراكز المدنية في بغداد ومدن عراقية أخرى خلال حرب السنوات الثمانية مع العراق، عن القوات التي ارتكبت محرقة غزة؟. الم تقولوا لنا أن قوة إيران قوة لفلسطين فأين هي هذه القوة المزعومة ؟.
لقد أثبتت الوقائع أن القضية الفلسطينية لا تسوى لدى القادة الإيرانيين أكثر من ورقة تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية وليس لها أي علاقة بعقيدة دينية أو مواقف إنسانية، وما يثبت هذا الكلام هو ما صرح به (محمد باقر خرازي) أمين عام حزب الله الإيراني (الراعي لباقي التنظيمات المماثلة في المنطقة) لصحيفة (عصر إيران) يوم الأحد الماضي وأعادت نشره وكالة أنباء (أخبار الشيعة) الإيرانية، حيث صرح هذا القيادي الإيراني البارز متسائلا : ما هي الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية .
فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل البيت (يعني شيعة) وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت أذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين . والى متى تكون سفرة الشعب الإيراني ممدودةً للغرباء فيما الشعب الإيراني يتأوه جوعاً ؟.
اعتقد أن مثل هذه الكلمات قد تختصر الكثير من القول فيما يخص نظرة النظام الإيراني الحقيقية للقضية والشعب الفلسطيني. فالمطلوب من المراهنين على نظام طهران أن يعيدوا حساباتهم و أن أرادوا الاستمرار بالأخذ من إيران فليأخذوا ولكن من دون أن يتحولوا إلى أبواق لنظامها، وأن لا يتحولوا أعداء للأنظمة العربية، التي على كل ما فيها يبقى ما قدمته وتقدمه لفلسطين لا يمكن مقارنته بالفتات الذي يقدمه النظام الإيراني.
وليتذكر الجميع أن غزة احترقت و إيران لم تحرك ساكنا وكفى .
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي - شبكة إسلامنا