غزة – مراسل الحقيقة
ما الذي تريده حركة الجهاد الإسلامي من خلال هجومها على السلفية وإصدارها في مجلتها "صوت الجهاد الإسلامي" التي تعتبر منهلاً فكرياً لعناصرها ، هل ذلك لأن السلفية هي من قامت بكشف وفضح المخطط الرافضي الذي كان من المتوقع أن يتغلغل في فلسطين، ولولا العيون الساهرة على عقيدة أمتنا والتي قامت في المدة الأخيرة بكشف كل ما له صلة بهذا المخطط الخبيث والعمل على توعية أبناء أمتنا من هذا الخطر الداهم الذي يتخذ من القضية الفلسطينية مطية لذلك لكان ما لا تحمد عقباه.
فقد قامت حركة الجهاد الإسلامي وعبر مجلتها الشهرية "صوت الجهاد الإسلامي" في عددها الثاني والعشرين الصادر في مايو 2009م صفحة ( 11، 12 ، 13 ) وتحت زاوية نحو وعي حركي بعنوان "الجهاد والسلفية" بشن هجوم على التيار السلفي في صورة يقصد من ورائها تشويه الحقائق وخلط الأوراق، وليس المقصد منها الوعي بل التعمية على أبناء شعبنا ومحاولة رسم صورة ذهنية عن السلفية، بل واستخدمت أدلة غير منطقية تدلل على أن القائم على البحث – لم يذكر اسمه – لا يعرف شيئاً عن السلفية؟!
وانظر إلى الافتراءات التي جاءت بها حركة الجهاد الإسلامي في مجلتها حيث قالت: "ترى السلفية في مخالفة الإمام أحمد بن حنبل ومن سار على منهجه وطريقته مخالفة للإسلام نفسه ، فكتبهم – أي كتب السلفية – لا تعرض ولا ترى الإسلام الصحيح إلا في فتاوى واجتهادات الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم ومن سار على نهجهم وطريقتهم".
ثم لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان ذلك مقدمة لدفع القارئ للاشمئزاز من التيار السلفي ومن ثم بعد الافتراء السابق والذي لا أدري على أية أسس استند هذا الافتراء، جاء دس السم في العسل، وكشف المقصد ممن وراء مثل هذه المقال "التوعوي للأسف !!" وذلك بعرض رأي الإمام ابن تيمية في الشيعة ومن سار في فلكهم على أنها أراء عفا عليها الزمن ولا يصح بمكان تطبيقها في العصر الحالي ؟؟!!
ثم يتمادى المقال في ذلك بأنه يخالف السلفية في الموقف من الثورة الإيرانية بل ومن إيران نفسها حيث جاء في المقال: ففي حين يرى السلفيون أن إيران دولة غير إسلامية وكذلك ثورتها ، بل دولة كفر لا فرق بينها وبين أي دولة كافرة أخرى محاربة للإسلام والمسلمين كروسيا وأمريكا وأن مساعدتها التي تقدمها لدول وجماعات إسلامية إنما تندرج تحت خطتها ومحاولتها لنشر التشيع بين المسلمين السنة، ولذا فإن خطرها على الإسلام والمسلمين السنة أكبر من خطر الدول الكافرة الأخرى الواضحة في كفرها والغير مختلف عليه بين المسلمين". ويعرض المقال رأي حركة الجهاد الإسلامي: "وفي مقابل ذلك ترى حركة الجهاد الإسلامي بناء على موقفها بعدم تكفير الشيعة أن إيران دولة إسلامية وثورتها ثورة إسلامية تهدف إلى مناهضة المشروع الكافر ضد الأمة الإسلامية ومقدراتها.
بل ويستنكر المقال ويستهجن من يقول إن إيران أشد خطراً على المسلمين من اليهود والأمريكان ويجب محاربتهم والإعداد لذلك قبل محاربة اليهود والأمريكان".
لسنا بصدد الرد على هذه الافتراءات، فالكل يعرف أن الدعوة السلفية قائمة على الكتاب والسنة الصحيحة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم، وأنها لا تقدم أحداً مهما كان على كلام الله ورسوله وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم، وكل من سار بهذا الطريق هم أعلام بارزون في تاريخ الإسلام، كأمثال الأئمة الأربعة وشيخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وغيرهم من أعلام الأمة، ومع ذلك لا تدّعي لهم العصمة، وإنما تضعهم في موضعهم اللائق في إنزال أهل العلم منازلهم ورفع درجتهم.
وحقيقة ما يقلق الرافضة ومن لف ودار بدائرتهم –فضلاً عن أعداء الله من اليهود والنصارى- هذا الوعي الكبير والانتشار الواسع –بفضل الله- لهذه الدعوة المباركة وسط الأمة، والتي بات تقلق مضاجعهم، وتهدد مكتسباتهم، وهو بيت القصيد.
وما يثير التساؤل عندنا وعند قرائنا هو الدوافع من وراء هذا المقال ووضعه في باب التوعية لتوجيه أبناء وعناصر الجهاد الإسلامي!!..... والحقيقة أن الناظر في الكلمات السابقة يعرف جيداً ما الذي تريده حركة الجهاد الإسلامي من هذا المقال، وما الذي تروج له فهي أولاً تروج لعناصرها بعدم قبول أفكار من يتبنى المنهج السلفي، وخصوصاً بعد أن ظهر للعيان التذمر والعصيان لعدد من كوادرها الرافض للمشروع الإيراني في الحركة، والذي يتوجه بكليته نحو الالتزام بالمنهج السلفي ودعاته.
وثانياً: هي تروج للمشروع الرافضي في أكناف بيت المقدس، وعلى ما يبدو أن من يقف وراء هذا المقال لا يعي ما يحدث لأهلنا في العراق من قتل وذبح وتشريد حيث لا زال اللاجئون في مخيم النتف على الحدود العراقية السورية يبكون عبر شاشات التلفاز وعبر المحطات الفضائية في صورة يتفطر له القلب وتتمزق لها المشاعر، ناهيك عما تقدمه طهران من دعم أمني لقوات التحالف في أفغانستان بل لا زالت تعتبرها ورقة ضغط على الاتحاد الأوربي، وبات اللعب بأهل السنة والجماعة اللعبة المفضلة لدى طهران التي يحكمها ملالي ثبت قطعاً موقفهم من تحريف القرآن الكريم وتكفير الصحابة رضوان الله عليهم.
بعد الأحداث الأخيرة في طهران لم تذهب طهران لحضور اجتماع يتعلق بأمن أفغانستان بعد أن تم التصريح مسبقاً على لسان مسئوليها أن المساعدة الإيرانية كانت هامة لسيطرة التحالف الغربي على أفغانستان السنية، وهنا نتساءل لماذا أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عدم مشاركته في الاجتماع حول أفغانستان الذي عقد في ايطاليا على هامش اجتماع مجموعة الثماني في تريستي شمال شرق ايطاليا؟ أجاب غالبية المراقبين على أنها خطوة من قبل طهران لجعل الغرب يعي جيداً أنها ما زالت لاعباً في المنطقة ، في حماية وتأمين مصالح الغرب في أفغانستان التي سقطت بمساعدة رافضية معروفة كما سقطت من بعدها بغداد وبات الروافض يتربعون على عرشها المصنوع من جماجم أهل السنة.
ثم ثمة سؤال يطرح نفسه مع الاستغراب الشديد!! ما هو الوعي الذي تريده حركة الجهاد الإسلامي لعناصرها في داخل فلسطين في حين يصر زعماؤها على أنها حركة سنية لا دخل لها في التشيع، بل وتتلبس بذلك من خلال زيارة قياديها لبلاد الحرمين والخليج العربي!! ثم نجدها بين الفينة والأخرى تنشر مقالات عدة، تارة فيها تهجم على الصحابة رضوان الله عليهم وتارة أخرى في تمجيدها للإيرانيين .......
إن ثمة عدم استغرابنا من ذلك أنه من يرضع من الروافض لابد وأن يدفع الثمن ، ولربما داعم هذه المجلة اشترط التهجم على السلفية لتغطية طباعة المجلة!!