"فضائل الصحابة في القران الكريم والسنة"

بواسطة عزالدين الأسعد قراءة 1950

"فضائل الصحابة في القران الكريم والسنة"

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين صلى الله تعالى عليه واله وسلم إلى يوم الدين، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أما بعد:

فجميعنا نعلم ونسمع التهجم الخبيث  الشرس من الرافضة على صحابة النبي صلى الله عليه واله وسلم وهم يتكلمون عليهم بسوء، فقد سلم اليهود والنصارى من ألسنتهم الخبيثة وباتوا يتكلمون على صحابة النبي صلى الله عليه واله وسلم بسوء والله المستعان، فهؤلاء وأنا أقول عليهم أنهم مدعومين من اليهود إن كانوا أصلاً ليس بيهود.

يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم حديث صحيح صححه الألباني في صحيح  الجامع.

فإن صحابة النبي  قد ذكرهم الله تبارك وتعالى في كثير من الآيات من القران الكريم، ولذا يجب علينا أن نكشف ما هو مستور ضد هؤلاء الرافضة وان نجاهدهم باللسان من أجل تبديل عقيدتهم الباطلة ويجب علينا أن نحذر كل غافل عنهم وعن عقيدتهم الباطلة المفسدة، وان نكون يداً واحدة للدفاع عن صحابة النبي صلى الله عليهم واله وسلم ورضي الله عن صحابته الكرام وأزواج النبي صلى الله عليه واله وسلم الطاهرات الأبرار.

أخي القارئ الكريم تعال لننظر سوياً ماذا قال تبارك وتعالى وكيف وصفهم في كتابه الكريم فيمن اختارهم الله أصحاباً لرسوله صلى الله عليه واله وسلم وحماة لدينه وجعلهم أوعية لوحيه  قرأنا وسنة.

فهناك آيات كثيرة وعديدة من كلام الله تبارك وتعالى وأحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم يمدح بها الصحابة رضوان الله عليهم جميعا وهذه بعض الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال فيهم.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

( لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) رواه البخاري ومسلم

إخواني في الله أحببت أن أذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حول حكم سب الصحابة رضوان الله عليهم قال صلى الله عليه واله وسلم.

من سب أصحابي فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين . رواه الطبراني من حديث ابن عباس وصححه الألباني وسنده في الجامع الصغير.

ونزل القران يعالج قضاياهم في بيوتهم وأولادهم وأزواجهم ومعاملاتهم وأسواقهم وأسفارهم وجهادهم وجميع شؤون حياتهم وجعل كل ذلك تشريعاً للأمة جمعاء .

فقد استأمنهم الله على حفظ القران الكريم وجمعه وكتابته وروايته ونشره في العالمين وجعلهم واسطة بين النبي صلى الله عليه واله وسلم وبين أمته يحفظون منه ويبلغون عنه.

وقد وصف الله الصحابة في كتابه العزيز أحسن وصف مدحهم ورضي عنهم وكتب لهم الجنة وبشرهم بها بعشرات الآيات في كتابه الكريم.

فيا من رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمداً صلى الله عليه واله وسلم نبيا ورسولا اسمع وأصغ وأنصت وافتح قلبك لكلام الله لكي ترحم كما قال تبارك وتعالى ) وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) سورة الأعراف الآية 204.

فتعال معي نتدبر ما وصف الله تبارك وتعالى به أصحاب رسوله صلى الله عليه واله وسلم وسترى أن القران في واد والرافضة في واد آخر والله المستعان.

"اعد الله للصحابة أحسن إعداد":

لقد اعد الله الصحابة خير إعداد فحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان فقال فيهم (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ) ثم وصفهم تبارك وتعالى بالرشد فقال (أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) سورة الحجرات الاية7.

والرافضة لسان حالهم يقول نحن نرى في الصحابة غير هذا والله المستعان.

"الصحابة خير أمة":

فقد وصف الله أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم أنهم خير امة فقال جل ثناءه فيهم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) سورة آل عمران الآية .110.

فشهد لهم بالخيرية والإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  ووصفهم الله تبارك وتعالى بالامة الوسط واختارهم ليكونوا شهداء على الناس كما قال فيهم تبارك وتعالى. (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) البقرة/143

والرافضة يعتقدون أن الصحابة شر امة عكس ما وصفهم الله تباك وتعالى في القرآن ولا حول ولا قوة  إلا بالله العلي العظيم.

"اختارهم الله أصحاباً وأنصاراً لنبيه صلى الله عليه واله وسلم":

وقد اختارهم الله عز وجل أصحاباً لنبيه صلى الله عليه واله وسلم وأيده بهم وجعلهم أنصاراً وأذل بهم أعدائه فقال تبارك وتعالى في كتابه العزيز (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 63)الأنفال 62.63.

إذاً فهم جيش النبي صلى الله عليه واله وسلم وليسوا أعداءه وأعداء أهل بيته كما تفتري الرافضة!!

"هجرة وإيثار .. وصدق وفلاح":

ومن المواقف العظيمة والمآثر التي سجلها القران الكريم عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم تركوا الديار والأموال وهاجروا ابتغاء رضوان الله ونصرة له ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم قال تبارك وتعالى (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ) ما غايتهم وما مقصودهم ( يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ووصفهم الله بالصدق ومنحهم وسامه فقال ( أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون)الحشر 8.َ

وشهد لإخوانهم الأنصار أنهم سكنوا الإيمان كما سكنوا الدار فالإيمان سكن لهم (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ )وأنهم تحابوا في الله وتآثروا فيه كما قال فيهم تبارك وتعالى  (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) وكتب لهم جميعا الفلاح وسماهم الله به ( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الحشر9.

ومدح الله الصحابة الذين جاءوا من بعد المهاجرين والأنصار بطهارة قلوبهم وحبهم لهم ودعائهم لمن سبقهم بالإيمان وبين الله تبارك وتعالى أن غايتهم جميعا الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى ثم سائر المؤمنين السائرين على نفس المنهج إلى يوم القيامة وقال جل شأنه في كتابه العزيز(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)الحشر10.

والرافضة محرومون من فضل السابقين وأدب اللاحقين!

أشداء على الكفار رحماء بينهم"":

وصف الله أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم بالألفة والمحبة والمودة والرحمة فيما بينهم فقال تبارك وتعالى (وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين 62 (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم )الانفال62.63.

والرافضة يزعمون أن الصحابة كانوا أعداء وخصوما لبعضهم بعضا نعوذ بالله من هذا البهتان وهذا القول الذي يمتلئ جهلا ونكرانا لآيات الله تبارك وتعالى إن الله يقرر ويثبت في كتابه العزيز عن أصحاب نبيه صلى الله عليه واله وسلم فيقول فيهم {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29.

فليس الصحابة أعداء بل هم أحباء ورحماء ولله الحمد وهذه شهادة ربانية من الله تبارك وتعالى إليهم.

"شهد الله لهم بحقيقة الإيمان ووصفهم به"

كما شهد الله لهم بحقيقة الإيمان فقال جل شأنه  {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}الأنفال75.

والرافضة يشككون في إيمان الصحابة رداً على صريح القران!

فقد وصف الله الصحابة بأنهم ثبتوا على الإيمان السابق منهم واللاحق ولم يغيروا ولم يبدلوا حتى لقوا الله جميعا كما قال تبارك وتعالى فيهم.{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23.

فلقوا الله على أحسن حال وقد خاطب الله الصحابة رضي الله عنهم بوصف الإيمان أكثر من تسعين مرة في القران.

"أهل بدر وأهل الغزوات بعدها":

ومن ذلك أهل بدر وكان عددهم آنذاك ثلاثمائة وأربعة عشر صحابيا وحكى الله خطاب النبي صلى الله عليه واله وسلم لهم ووصفهم تبارك وتعالى بالإيمان فقال {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ }آل عمران124.

و قال تبارك وتعالى عنهم أيضا في أية أخرى {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }الأنفال12.

وقال عنهم أيضاً في آية أخرى  {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17.

و قال عنهم أيضاً في الغزوة نفسها  {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ }آل عمران13.

فشهد الله لهم بإخلاص النية له سبحانه وتعالى وأنهم استحقوا النصرة والتأييد وجعل ذلك عبرة لأولي الأبصار إلى يوم القيامة والرافضة ليسوا من أولي الأبصار لأنهم لم يعتبروا بهذه الآيات وقال تبارك وتعالى فيمن شهدوا غزوة احد وكان عددهم سبعة مائة  {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }آل عمران121.

وتأمل أخي الحبيب كيف ختم الله الآية بقوله سميعا عليم فهو العليم بكل أحوال الأشخاص كما يقول عنهم أيضل في الغزوة نفسها وقد ندبهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لتعقب القوم بعد المعركة وهم في جراحاتهم ودمائهم تنزف مما أصابهم في المعركة فانطلقوا يطاردون فلول الشرك فقال الله فيهم  {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }آل عمران172.

فهم أولئك المؤمنون الصادقون المجاهدون الطائعون لله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم فما كانت الشدائد والمحن تزيدهم الا إيمانا واحتسابا كما قال تبارك وتعالى عنهم {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173.

"أهل بيعة الرضوان":

وقال الله فيهمن شهدوا صلح الحديبية وانقادوا لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه واله وسلم

وكان عددهم ألفاً وأربعمائة صحابي  {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }الفتح4.

فتأمل في الآية وهي تبين أن الصحابة جنود الله وقد زادهم الله إيمانا (وكان الله عليما حكيما) فهو العليم الحكيم بشؤون خلقه ولذلك ختم الله الآية بهذا التعقيب ويخبرنا تبارك وتعالى انه منحهم هذه البشارة وهذه الهدية وهذه العطية التي شملتهم وهم ألف وأربعمائة صحابي  كما ذكرت وهي انه قد قبل بيعتهم وجهادهم ورضي عنهم ولذلك سموا بأهل بيعة الرضوان.

الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تحت الشجرة فقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز. {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح18.

فزكى في هذه البيعة قلوبهم وبين ما وقر فيها من الوفاء والصدق فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وقد روى الإمام احمد عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة" سنن الترمذي حديث حسن.

وقد روى الشيخان عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذه الآية {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }الفتح2.

حين رجع من الحديبية فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم "لقد أنزلت عليّ آية أحب إليّ مما على الأرض ثم قرأها على الصحابة" فقالوا الصحابة هنيئا مريئا يا نبي الله لقد علمت ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت عليه هذه الآية بعدها{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً }الفتح5.

والصحابة هم الذين ألزمهم الله كلمة التقوى فصارت ملازمة لهم حتى اتقوا الله عز وجل وهم أحق بها وأهلها فقال فيهم  {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.

من آمن من أهل الكتاب:

ومن أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من امن من أهل الكتاب وفيهم نزل قول الله  تبارك وتعالى {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }آل عمران115.114.113.

ومنهم الذين جاءوا من الحبشة وكان عددهم سبعين وقد ارسلهم النجاشي ليسمعوا القران من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كما قال سعيد بن جبير قال ارسلهم النجاشي وقرأ عليهم النبي صلى الله عليه واله وسلم سورة يس فبكوا واسلموا فأنزل الله عز وجل في هؤلاء السبعين  {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ  {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ }القصص53.52.

ولما سخر منهم كفار قريش وتكلموا فيهم كلاما قبيحا ردوا عليهم ردا جميلا فسجل الله لهم هذا الموقف وأثنى عليهم فقال تبارك وتعالى  {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }القصص55.

وفي غزوة الاحزاب ذكر الله ايمانهم وثباتهم وتصديقهم بوعده سبحانه وتعالى فقال فيهم

{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22.

ومن هذه الايات العظيمة التي خاطب الله فيها الصحابة ووصفهم بوصف الايمان قوله تبارك وتعالى  {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68.

وقوله تبارك وتعالى {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التوبة88.

وقوله تبارك وتعالى  {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً }الفتح12.

وقوله تبارك وتعالى  {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح26.

وفي خروج النبي صلى الله عليه واله وسلم  وهجرته مع أصحابه رضوان الله تعالى عليهم من مكة الى المدينة فقال تبارك وتعالى  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1.

والنصوص القرآنية كثيرة التي جاءت في هذا المعنى اكثر من تسعين آية كما ذكرنا سابقا.

وبعد هذه الايات وغيرها كثير ماذا نقول يا امة الاسلام فيمن يشكك في ايمان الصحابة ويصادم القران وجها لوجه!!

فعلينا ان نذكره بقول الله تبارك وتعالى  {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24.

وقوله في أية أخرى  {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }الرعد19.

ومن كان يؤمن بالله ولقائه ويخاف وعيد الله نذكره بما امرنا الله تبارك وتعالى {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }ق45.

وقوله في اية اخرى {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }الأنعام51.

وقوله في اية اخرى  {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16.

وأقول لمن يحب الحق والانصاف والعدل ألا يكفي ما شهد الله به في كتابه لأصحاب نبيه صلى الله عليه واله وسلم بأوصاف وسمات وصفهم وسماهم بها كما سبق ان ذكرناها لك والتي منها {أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }الأنفال4.

وقوله في اية اخرى  {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }الحجرات7.

وقوله في اية اخرى  {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }التوبة20.

وقوله في اية اخرى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15.

وقوله في اية اخرى {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف8.

وانهم هم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه في كثير من اياته {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100.

"أهل غزوة العسرة أو غزوة تبوك":

الصحابة رضي الله عنهم جميعا هم اهل التوبة والرحمة وقد منحهم الله التوبة والرحمة في غزوة العسرة اي غزوة تبوك وكان عددهم آنذاك ثلاثين ألفاً وقال تبارك وتعالى عنهم في كتابه العزيز {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة117.

الله تبارك وتعالى يربطهم بنبيه صلى الله عليه واله وسلم فما انعم على نبيه صلى الله عليه وسلم فقد انعم على أصحابه رضي الله عنهم.

وهم الذين اغاظ الله بهم الكفار كما يقول الله جل ذكره في نبيه واصحاب نبيه صلى الله عليه واله وسلم في مثال ضربة لهم بالزرع الذي اخرج شطأه ثم استغلظ فاستوى على سوقه وأصبح من يراه من الزراع يعجب به كما قال تبارك وتعالى فيهم.

{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ }ثم يضرب الله مثلا ويكمل {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29.

قال الامام مالك : اذا فمن غاظه اصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم فهو من الكافرين لان الله تبارك وتعالى قال { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} نعوذ بالله من الروافض.

وهذه قصيدة للأديب بديع الزمان الهمذاني في مدح الصحابة رضوان الله عليهم.

وكَّـلَـنـي بـالـهــمِّ والـكـآبَــة
طـعَّـانــة لـعَّـانــة سـبَّـابــهة
للسـلـفِ الـصـالـحِ والصـحـابَـهة
أســاءَ سمـعًـا فـأسـاءَ جـابــهْ
تأمـلـوا يــا كـبـراءَ الشـيـعـة
لعـشـرة الإســـلام والشـريـعـهْ
أَتُسْـتَـحَـلُّ هــــذه الـوقـيـعـهة
فـي بيَـعِ الكُـفْـرِ وأهــل البيـعـةْ
فكـيـف مــن صَــدَّقَ بالرسـالـة
وقــام لـلـديـن بـكــلِّ آلـــهْ
وأحــرز الله يــد العقـبـى لَــهْ
ذلـكــم الـصـديـقُ لا مـحـالـة
إمـامُ مـن أُجـمـع فــي السقيـفـة
قطـعًـا علـيـه أنـــه الخلـيـفـهة
ناهـيـكَ مــن آثــاره الشـريـفـة
فــي ردّه كـيـدَ بـنـي حنـيـفـهة
ســل الجـبـال الـشـمَّ والبـحـارا
وسـائــل المـنـبـرَ والـمـنــارا
واستعـلـم الآفـــاقَ والأقـطــارا
مـن أظهـر الديـنَ بـهـا شـعـارا
ثـم سـلِ الـفـرسَ وبـيـتَ الـنـارِ
مـن الــذي فــلَّ شـبـا الكـفـارِ
هـل هـذه البـيـضُ مــن الآثــار
إلا لثانـي المصطفـى فــي الـغـار
وسـائـلِ الإســلام مــن قَـــوَّاه
وقــال إذ لــم تـقـلِ الأفـــواهُ
واستنـجـزَ الـوعـد فـأومــى الله
مـن قـام لـمـا قـعـدوا إلا هــو
ثانـي النبـيّ فـي سـنـي الــولادة
ثانيـه فـي الـغـارةِ بـعـد الـعـادة
ثانـيـه فــي الـدعـوة والشـهـاة
ثانيـه فـي القـبـرِ بــلا وســادة
ثانـيـه فــي منـزلـة الـزعـامـه
نـبـو ة أفـضـتْ إلــى إمـامــه
أتـأمُـلُ الجـنـةَ يـــا شـتَّـامـهْ
لـي ســت بـمـأواكَ ولا كـرامـهة
إن امـرءًا أثنـى عليـه المصطـفـى
زثُمَّـتَ والاه الـوصـيُّ المرتـضـى
واجتمعـتْ علـى معالـيـه الــورى
واخـتـاره خلـيـفـةً ربُّ الـعـلـى
واتـبـعـتـه أمــــةُ الأمّــــيِّ
وبايـعـتـه راحـــة الــوصــيِّ
وباسمـه استسقـى حـيـا الوسـمـيِّ
مـا ضــرَّه هَـجْـوُ الخـوارزمـيِّ
سبحان مـن لـم يُلقِـمِ الصخـرَ فَمَـهْ
ولـم يُعِـدْهُ حـجـرًا مــا أحلـمـه
يـا نـذلُ يـا مأبـونُ أفطـرتَ فمـه
لشـدَّ مـا اشتاقـت إليـك الحُطَـمَـهْ
إن أمـيـر المؤمنـيـن المـرتـضـى
وجعفر الصـادق أو موسـى الرضـى
لــو سمـعـوك بالخـنـا مُعَـرِّضـا
ما ادخـروا عنـك الحسـامَ المنتضـى
ويلـك لِـمْ تنبـحُ يـا كلـبُ القَـمَـرْ
مـا لـك يـا مأبـونُ تغتـاب عـمـر
سيـدَ مـن صـام وحــجَّ واعتـمـر
صَـرِّحْ بإلحـادك لا تَمْـشِ الخَـمَـر
يـا مَـنْ هجـا الصديـقَ والفـاروقـا
كيمـا يقـيـمَ عـنـد قــومٍ سـوقـا
نفخـت يــا طـبـلُ عليـنـا بـوقـا
فمـا لـكَ الـيـومَ كــذا موهـوقـا
إنـك فـي الطعـن علـى الشيخـيـن
والقَـدْحِ فـي السـيّـد ذي النـوريـن
لواهـنُ الظـهـر سَخـيـنُ العـيـن
معـتـرضٌ للحَـيْـنِ بـعـد الحـيـن
هـلا شُغِـلْـتَ ب...... المغلـومَـة
وهـامــةٍ تحمـلـهـا مـشـؤومـة
هـلا نَهَـتْـكَ الوجـنـةُ الموشـومـهة
عـن مشتـري الخلـدِ ببئـرِ رومـة
كفـى مـن الغيـبـة أدنــى شَـمَّـهْ
مـن استجـاز القـدحَ فـي الأئـمـة
ولــم يعـظـمْ أُمـنــاء الأمـــة
فــلا تلـومـوه ولـومُـوا أمـــهْ
مــا لــك يــا نــذل وللزكـيَّـة
عائـشـةَ الـراضـيـةِ المـرضـيّـة
يــا سـاقـطَ الغـيـرة والحـمـيَّـهْ
ألـم تـكـن للمصطـفـى حـظـيـة
مــن مبـلـغٌ عـنّـي الخوارزمـيّـا
يـخـبـره أن ابــنــه عـلـيــا
قـد اشتريـنـا مـنـه لحـمـا نـيـا
بـشــرطِ أن يفهـمـنـا المعـنـيـا
يـا أسـدَ الخلـوةِ خنـزيـرَ الـمـلا
مـال ك فـي الحـرَّى تقـودُ الجمـلا
يــا ذا الــذي يثلبـنـي إذا خــلا
وفي الخلا ............................
وقـلـت لـمـا احتـفـل المضـمـارُ
احتـفَّـتِ الأسـمـاع والأبـصـار
سـوفَ تـرى إذا انجـلـى الغـبـار
أفـــرس تـحـتـيَ أم حــمــار

وفي الختام اسأله تبارك وتعالى أن يهدينا إلى ما يحبه ويرضاه وان يغفر لي خطيئتي ويحسن خاتمتي اللهم ارزقنا حسن الختام وثبتنا عند سؤال الملكين اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفر من حفر النيران اللهم انا نعوذ بك من فتن الدنيا يا ارحم الراحمين اللهم ارضي عن عمر كاسر شوكة المجوس  وابو بكر وعثمان وعلي ومعاوية وجميع الصحابة رضي الله عنهم جميعا.

 اللهم احشرنا معهم يا ارحم الراحمين يا الله اللهم اجعلنا جيرانهم في الفردوس الأعلى يا اكرم الاكرمين يا الله اللهم انتقم من كل من يتكلم بسوء عن صحابة نبيك صلى الله عليه وسلم وعن ازواجه الطاهرات اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على طاعتك.

اللهم إنا نسألك ان تهدينا الصراط المستقيم اللهم احشرنا مع النبيين والصديقين في عليين اللهم لا تحرمنا من لذة النظر الى وجهك الكريم اللهم ارضي عن صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

عزالدين الأسعد

30\12\2010م



مقالات ذات صلة